أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد عبد المجيد - كل شعوب الدنيا إلا في مصر!














المزيد.....

كل شعوب الدنيا إلا في مصر!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5803 - 2018 / 3 / 2 - 01:05
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كل دول العالم حاكمت طغاتها ومستبديها ولصوصها: رومانيا ، ألبانيا، العراق، ليبيا، ألمانيا، فرنسا، تشيلي، صربيا، وعشرات من الطغاة حاكمتهم العدالة أو الشعب، أُعْدِم البعض وقضى البعض ما بقي من العمر في سجون معزولة، إلا مصر التي قامت فيها أطهر وأسمى وأعظم ثورة، ولأن أنبياءها شباب فقد سرقها الأوغاد منهم، وتحالفوا مع قضاة الشيطان وإعلاميي العفن والرشوة.
لا توجد دولة في الدنيا يوافق شعبها بعد ثورة قدم فيها أبناءه شهداء أو مخلوعة عيونهم، ثم يصمت بعد سنوات اللعب في المحاكم والمجلس العسكري، وخرج أبالسة الحُكم كما ولدتهم أمهاتهم، كأن السجن الوهمي كان موسما للحج.
كل زعماء مصر، طنطاوي ومرسي وعدلي منصور والسيسي أجمعوا على حماية المجرم الطاغية حسني مبارك، حتى خرج بريئا لتتاح له فرصة استرداد منهوبات الشعب من مصارف خارجية.
شعب مصر بأجمعه صمت، وسكت، وخرس ثم خضع لظلم القضاء والعسكر والاخوان والشرطة ورجال الدينين الإسلامي والمسيحي.
عاقبت السلطة أبناء الشعب الذين غضبوا عندما قطع آباؤهم ألسنة أنفسهم، حتى أنهم عاتبوا، وانتقدوا، وشتموا، ولعنوا أبناءهم الأحياء منهم والشهداء لأنهم رفضوا عبودية الآباء.
كل دول العالم نصبت المحاكم لتقيم العدل بعد سقوط الطغاة إلا إذا تولت الجماهير الثأر( ليبيا وايطاليا ورومانيا)، وخرجت مصر رافعة صور القتلى( إحنا آسفين يا ريس )، وتنازلت عن أموال أجيال قادمة فهي حق اللصوص.
كل شعوب العالم تغلي غضبا إذا ظُلمت، وسًرقت، ونُهبت، إلا شعبنا في مصر فهو يرقص، ويفرح، ويرفع صور القتلة، أو يزعم أنه مغلوب على أمره.
كل شعوب الدنيا إذا انحرف القضاة فيها أزاحته، إلا في مصر فقد وجد المصريون عشرات التبريرات بحجة أن النيابة لم تضع أمام القضاة صحيفة الاتهامات، وكأن القضاة جاءوا من كوكب بلوتو ولا يعرفون ما يدور في وطنهم.
حاولت طوال سبع سنوات أن استثير نخوة أبناء شعبي، وأن أحرّض ضد الظلم، وأن أطالب بمحاكمة عادلة لأوغاد الحُكم، لكن الشيطان نزع صدور أهلنا، فقرروا النوم ثلاثين عاما أخرى.
حاولت ما وسعني الجهد أن أتوصل لسبب واحد أستريح به وأفهم العبودية الطوعية، فعجزت، وفشلت.
كل الشعوب المتقدمة والبدائية إذا أمسكت بطاغية لا تتركه إلا لدود الأرض يلتهمه، إلا الشعب المصري العظيم، فهو على استعداد أن يقبل كل الجرائم وبيع الأرض والتنازل عن الجُزر وتبرئة الطغاة والتفريط في المياه والغاز والكرامة.
كل شعوب العالم تصيبها صواعق الغضب إذا احتفظ زعيمها في سجونه ومعتقلاته بأبناء الشعب، إلا في مصر، فالشهامة والنخوة والنجدة تحتضر، والمثقفون والمتعلمون والوطنيون والثوار والمتمردون والناقدون و ... إذا قرأوا هذه الكلمات فلن تزيد نبضات قلوبهم نبضة واحدة.
الإعلامي هو صوت الحق والعدل والرسائل المقدسة وحياة الشعوب إلا في مصر، فلو باع الزعيم أبناءنا وبناتنا وأرضنا وخيراتنا فسننغض في الأرض رؤوسنا، فقد فوضّناه على بياض.
استهلكتُ كل المفردات والمعلومات وأنفاس الغضب وروح الثورة وخيالات شهدائنا ومشاهد أبنائنا في زنازين ضيقة وقذرة من أجل لذة الزعيم، ولم يعد هناك مصري مؤمن بالله والوطن والكرامة يتأثر بكلماتي، إلا القلة النادرة، التي أيضا ستنام ملء جفونها حتى لو وقـّـع الحاكم عقد تنازل عن أرض الله .. التي كانت أم الدنيا.
أحرقُ أعصابي، ويرتفع ضغط دمي، وأكتب منذ أربعين عاما بانتظام، فيرد عليَّ أهالي المغلوبين على أمرهم أنْ ألجأ للدعاء حتى يذهب الله والملائكة ليأخذوا لنا حقوقنا، ونحن ها هنا قاعدون!
حمم من الغضب تسري في كل مسامات جسدي وعقلي ونفسي وصدري كلما وقفت أمام اللُغز المصري.
هذه رسالة مشتعلة بحب الوطن وإذا وصلت إلى ابن بلدي بردت، وتثلجت، وتجمدت، وأصابها النسيان بعد دقائق معدودة.
أكتفي بها القدر لثورة مكتومة لن يصل إلى سطرها الثالث أكثر من حفنة صغيرة من أصدقائي.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في الأول من مارس 2018



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناويات طلسمية؛ ومع ذلك فشعبُنا جيشُنا!
- لماذا يكره الإعلاميون المصريون الإعلاميين المصريين؟
- السيسي سيحكم لمئة عام قادمة!
- تبرئة إبليس بشهادة الجماهير!
- كلنا في الانتخابات أصفار!
- أنا والخليج .. الحبُ المُحرَّم!
- حكايتي مع إيران!
- البحث عن مصر!
- رؤية جديدة لأزمة الخليج.. ماذا نفعل مع قطر؟
- وداعًا مونتبلّو!
- إنهم يدافعون عن عُش الدبابير!
- إنهم يغتصبون الينايريين!
- أدعو لترك الفلسطينيين وليس للتخلي عنهم!
- إسماعيل هنيّة من جديد!
- الإمارات وشفيق .. محاولة لفهم ما حدث!
- هذا إعلان حرب قطري ضد الإمارات!
- العصبية لابن بلدي تُسقط العدل!
- مواقع التواصل الاجتماعي .. الخلطة العجيبة!
- أجيال عبرية بألسنة عربية! لماذا يكرهون عيدهم الوطني؟
- أنا والحوار المتمدن!


المزيد.....




- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد عبد المجيد - كل شعوب الدنيا إلا في مصر!