أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - كاظم الحناوي - بمناسبة عيد المعلم : الأمنيات والتعازي معلقة على جدران المدارس














المزيد.....

بمناسبة عيد المعلم : الأمنيات والتعازي معلقة على جدران المدارس


كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 5802 - 2018 / 3 / 1 - 01:17
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


بمناسبة عيد المعلم : الأمنيات والتعازي معلقة على جدران المدارس
كاظم الحناوي
عند وفاة احد المربين من جيل الأمس ، خصوصاً في المرحلة الابتدائية نستذكر تلك الفترة والخطوات الاولى في سلم التعليم عبر لافته.

كل استاذ فارقنا من اولئك المعلمين الاوائل ، عندما ارى كلمات النعي لرحيلة اتمنى ان أطبع قبلة امتنان على جبينه رغم القسوة التي كنا نراها أثناء تعليمنا عندما كنا صغارا ولكن عرفانا منا لما قدمه إلينا هؤلاء المربين لابد ان نذكر من كان معلما متمكنا قادرا على ايصال رسالته وترك بصماته.

المرحوم عبد الرضا رويل هذا المعلم الخلوق كان اكبر عدو للبعثيين في مدرسة الفتح الابتدائية في قضاء الخضر والذين كان يمثلهم معلم الانكليزي عبد الامير من اهالي كربلاء ومعه عدد من المعلمين من قضاء الخضر .

أثناء دراستنا ونحن طلاب في الصف الخامس ابتدائي عرفنا معنى حزب و على اول الصراعات الحزبية التي تدور امامنا وقد عرف الطلبة رغم صغر سنهم مايريد معلميهم فكانوا يكتبوا في اوراق الاجابة للامتحانات الشهرية للشيوعيين (وطن حر وشعب سعيد) ليحصلوا على درجات جيدة وللمعلمين البعثيين (امه عربية واحدة ذات رسالة خالدة ).

معلمو جيل الأمس كانت لهم مكانة مهمة نتيجة القانون الذي وضعه عبد الكريم قاسم والذي وضع المعلم بمرتبة كبيرة عندما رفع من قيمة الطبقة الوسطى ، إذ كانت الجدية تبدأ من اليوم الدراسي الاول فلا وقت لإضاعته، حيث يتم توزيع الكتب، خاصة أن الطلاب يحتاجون لمن يشجعهم في بداية العام الدراسي الجديد عبر كتب جديدة يتفاخرون بها امام اهلهم، هذه الايام، التأخير في توفير المستلزمات الدراسية اصبح هو القاعدة ، حيث يسبب ذلك مشاعر نفسية سيئة لدى التلاميذ، وهذا يساعد في تنمية الاتجاهات السلبية وعدم التكيف مع البيئة المدرسية، وخصوصاً في الأيام الأولى للطلبة المستجدين.

هناك متعة كبيرة خاصة عندما تجلس إلى أستاذك تستعيد معه ذكريات أكثر من اربعة عقود مضت في حديث عن المعلم والمدرسة ، تكون المتعة أكبر عندما يكون معلمك ظريفا ممتع الحديث، وتلك الايام تسكنه ذكرياتها وتستهويه في كل الأوقات و في كل الأماكن، فهي متنفسه، و هي روحه و حياته، و هي متعته وعطره الذي يشم روائحه العطرة الجميلة على الدوام.
هكذا كان المرحوم عبد الرضا رويل الرجل الذي يقدم درس الحساب على اكثر من ثلاثين تلميذ ، جلسوا في مقاعدهم
وشمس الصباح تحتجب خلف الصف الخامس من مدرسة الفتح الذي يقع على الجانب الشرقي من المدرسه وبابها باتجاه الغرب.حيث الأمنيات معلقة على اجنحة فراشات ملونة عبر رسومات لهضاب خضراء...
كان المرحوم ياتي بهيا وعلى الرحلة وضع كتبه تتوسطها مسطرة ، وقبل ان ينتهي الدرس كان اغلب التلاميذ قد استوعبو الدرس، وعيوني تلحظ التلاميذ في التفاتات متقطعة ، يسجلون السطور التي سجلها الاستاذ عبد الرضا لتسهيل الدرس.
مازالت جدران مدرسة الفتح تزدحم بالذكريات وساحتها تعلوا بها الاناشيد..
ذاكراتي حتى الان لم تفقد ما خزن بها أثناء الطفولة وسنوات الدراسة الاولى، فكم مرة حلمت كأني في الطريق اليها من بيتنا.
هناك طلبة يفضلهم استاذ عبد الرضا اولهم احمد عباس حلو الذي اصبح دكتور فيما بعد والمرحوم سعد مرزوق.
كان الاستاذ عبد الرضا يجعل الدرس ينبض بالحياة عبر فهم معنى البراءة لدى التلاميذ وتدريبهم على حب الدرس، اتذكره ويشدني الحنين لتلك الأيام، أفكر بذلك الرجل الذي يصارع ويكافح بشرف من اجل افكاره السياسية ولقمة عيشه. بعد غياب سنوات طويلة التقيت مرة واحدة فقط جلسنا طويلا،الان استذكره واستعيد معه ذكريات سنين طويلة، مثلها مثل اشياء كثيرة ماتت او تهدمت في حياتنا.
وانا دائما ما اردد قول احمد شوقي عرفانا مني وتقديرا لاولئك المعلمين:
أَعَـلِـمـتَ أَشـــرَفَ أَو أَجَـــلَّ مِــنَ الَّــذي
يَـــبـــنـــي وَيُـــنـــشِـــئُ أَنـــفُـــســـاً وَعُـــــقــــولا



#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءات ملاذ الامين الاقتصادية: القوة ومفهوم الضعف تشعرنا بال ...
- شيخ العشيرة دورلايبطله التدين
- ارجعوا الى ...انسابكم ان كنتم عربا كما تدعون
- جائزة هادي عبد العال لفن التشكيل والبورتريه والمدرسة الانطبا ...
- الى الامم المتحدة :الغالب تغييب العراقي الأصيل في الانتخابات
- إعلام الإستفتاء .. يقتات على قصور الوعي بأهدافه - (الجزء الث ...
- إعلام الإستفتاء .. يقتات على قصور الوعي بأهدافه - (الجزء الا ...
- الثاني من آب :هل تراجع دولة الكويت الشنيقة نفسها؟
- إنسانية الشيخ ومعنى ابو عجادة
- بعد فضيحة ايطاليا: أحزاب عنصرية اوربية قد تكون ممولة من حركا ...
- قانون حرية التعبير : دكتاتوريات المحيط ودورها في سن قوانين د ...
- هرطقات ما يسمى ب (الشيوعي الأخير)
- تهنئة سوف تفرح بها ، الخاص للخاص
- ميزة التخطي : هل ستقطع الطريق امام الصراعات؟
- قطر ومجلس التعاون صراع قيمي أنتجه عنصر جديد
- مدن تحتها ترقد حضارات
- النهضة العمالية ضرورة لمجتمعاتنا قبل المرحلة الديموقراطية
- بيان جمعية الاعلاميين الاكاديميين بمناسبة اليوم العالمي لحري ...
- الإتهامات الموجهة للحشد الشعبي
- فصائل الحشد الشعبي


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - كاظم الحناوي - بمناسبة عيد المعلم : الأمنيات والتعازي معلقة على جدران المدارس