أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - حلال على البابا فرانسيس وحرام على مقتدى الصدر!














المزيد.....

حلال على البابا فرانسيس وحرام على مقتدى الصدر!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5798 - 2018 / 2 / 25 - 14:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الفرق بين رجال ديننا ورجال الأديان الأخرى إذا اتفقوا طبقيا على رفض النظام الرأسمالي وكرروا مقولات اليسار؟ في "يوم الفقر العالمي"، وجه بابا الفاتكان فرانسيس إدانة قوية لـ"النظام الاقتصادي في العالم" دون أن يسميه، ولكنه وصفه بما يستحق. ومع ذلك، فهذا أمر طيب وشجاع يشكر عليه البابا ويُطْرى، وسنقتبس بعد قليل فقرات من مقالة لمؤرخ شيوعي نمساوي علق مؤيدا على البيان. ولكنني قبل إدراج تلك فقرات أمهد بطرح السؤال التالي وأتركه على طاولة تفكير غالبية اللبراليين واليساريين العرب: لماذا تسكتون أو تصابون بالاكتئاب حين يتخذ رجل دين مسلم موقفا طبقيا أو سياسيا أو فكريا تقدميا جيدا، أو يصدر بياناً كهذا لمصلحة الفقراء فتختارون السكوت المعتاد عليه في أحسن الأحوال أو التشكيك به ووصفه بالنفاق الذي يمارسه "الفاشيون الإسلاميون"؟
طبعاً، لا يمكن إنكار وجود إسلاميين فاشيين مثلما لا يمكن إنكار وجود لبراليين ويساريين وقوميين فاشيين أيضا، إذا كان "الفاشية" تقاس عندكم بكميات دماء الضحايا المسفوكة، وليس بالتحليل الاجتماسي العلمي، ولكني أقصد: لماذا تعممون القبح على "الإسلاميين" فقط ولا تفعلون ذلك مع غيرهم؟ لماذا تجدون في كل سرب حتى لو كان اسمه حزب الليكود حمائم وصقورا إلا حين يتعلق الأمر بالإسلاميين والمسلمين ديناً وحضارة وسياسية ...الخ؟
لماذا تصفقون وتبتهجون للبابا وغيره من الأديان الأخرى وتسكتون على رجل الدين المسلم أو تشنعون عليه أو تشككون به إذا أتى بالفعل أو القول نفسه؟
هل تريدون أمثلة؟ تريدونها قديمة أم جديدة؟ طيب: من القديم نذكر اسم الشيخ عبد الكريم الماشطة أحد مؤسسي وقادة حركة "أنصار السلام" في الخمسينات من القرن الماضي، وعضو المجلس الأعلى العالمي للحركة؟ ومن الأمثلة الجديدة والمعاصرة، ما رأيكم بتحالف حزب مدعوم من السيد مقتدى الصدر مع الحزب الشيوعي ولقائه بزعيم هذا الحزب، رغم أني عبرت عن تحفظي السياسي القوي على هذا التحالف، ولكن لأسباب لا علاقة لها بأسبابكم وتشكيكاتكم ورفضكم والتي جاء بعضها من داخل قيادة الحزب الشيوعي نفسه. ومن أسبابي مثلا: إنَّ الطرفين -الصدري والشيوعي-لا يطرحان بديلاً وطنياً جذرياً يدعو صراحة إلى إنهاء نظام المحاصصة الطائفية وإخراج العراق من التبعية الشاملة للولايات المتحدة، ولأنهما جزء وطيد من بنية نظام المحاصصة الطائفية التأسيسية منذ 2003، ولكني -والحق يقال- أطريت شجاعة الذين عقدوه في ظروف العداء والتكفير والتحريم ضد اليسار والذي تشنه إيران وحلفاؤها التحريميون العراقيون في الداخل؟
ما علينا، هذه فقرات من مقالة للمؤرخ النمساوي الشيوعي (غيرهارد أوبيركوفلر) ناقش فيها بيان البابا وترجمها واختصرها بتصرف الكاتب رشيد غويلب فله الشكر الجزيل على التلخيص والترجمة، وسأترك جملي الاستدراكية بين شارحتين مع توقيعي ع.ل:
*(لقد تسلم البابا مهامه في 13 آذار 2013، وتضمنت رسالته الصادرة في بداية عهده في 24 تشرين الثاني 2013: "الخيار للفقراء". واستمراراً للأفكار الواردة في البيان الشيوعي الذي كتبه كارل ماركس وفريدريك إنجلز قبل قرابة 170عاماً، يدين البابا فرانسيس الهوة التي لا يمكن ردمها بين الثروة والفقر، باعتبارها نتاجاً للنظام الاقتصادي الرأسمالي -أعتقد أن استعمال كلمة الرأسمالي هنا، هو من قبل المؤرخ السويدي وليس للبابا. ع.ل-)
*("لقد خلقنا أصناماً جديدة. واكتسبت عبادة العجل الذهبي القديم -إشارة الى العجل الذهبي الذي عبده بنو إسرائيل قديما كما جاء في سفر الخروج 32: 4. ع.ل- شكلاً جديداً، في تقديس المال، وفي دكتاتورية اقتصاد بلا ملامح، وبلا هدف إنساني حقيقي).
* (وفي هذا السياق يشير البابا إلى أن الفقر تحول إلى تحدٍ يومي، "عندما يرمقنا من خلال الآلاف من الوجوه التي تعكس الألم والاستعباد والإيذاء والعنف والتعذيب والسجن والحرب والحرمان من الحرية والكرامة ونقص فرص التعليم، وانتشار الأمية وشح الخدمات الصحية والبطالة والاتجار بالبشر والرق والنفي، والبؤس والهجرة القسرية. لقد داس الفقر وجوه النساء والرجال والأطفال الذين تستغلهم المصالح الخبيثة، التي يحكمها المنطق المنحرف للسلطة والمال. هذه القائمة القاسية وغير المكتملة تضطرنا إلى التجمع في وجه الفقر الذي هو ثمرة الظلم الاجتماعي والبؤس الأخلاقي، والجشع واللامبالاة على نطاق واسع).
*(ولهذا يواجه البابا فرانسيس بسبب رؤيته التجديدية والثورية، تعبئة معادية مغرضة ومفتوحة داخل الكنيسة الكاثوليكية وخارجها ولم يقتصر الأمر داخل الكنيسة على التأنيب والارشاد المكتوب، بل تعدى ذلك إلى تشكيل جبهة للمعارضين تحت مسمى "عمل الله" لتأكيد النصر على الشيوعية).
المشكلة إذن ليست مع البابا فهو في وقفته هذه ضد النظام الاقتصادي القاتل وجرائمة التي لا تحصى كالفقر والحروب والقمع ولكنها مع من يزعمون أنهم لبراليين ويساريين ولا شغل ولا عمل لهم سوى الترويج للاستشراقية العنصرية المعادية للإسلام والمسلمين والمشنعة عليهم حتى لو انفرد رجل دين منهم بموقف كموقف البابا!
ومع ذلك ومن خندق معاداة الرأسمالية ونظامها الاقتصادي القاتل لا يمنع المرء نفسه من توجيه هذا السؤال إلى قداسة البابا فرنسيس، صديق الفقراء والقريب من ثوار لاهوت التحرير اللاتينيين الذي أحترمهم ولغيره: هل الفقر والظلم الاجتماعي والبؤس الأخلاقي، والجشع واللامبالاة أسباب أم نتائج؟ وبناء عليه: هل يجب الوقوف بوجه الفقر وأخواته من نتائج أم بوجه الرأسمالية التي أنتجته؟



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة الرافدين:هل يمكن للعراق اللجوء الى المحكمة الجنائية؟
- لماذا يرفض الوزير حسن الجنابي يرفض خيار التدويل للدفاع عن مي ...
- تركيا وقت اتفاقية مياه مع سوريا في 1987 ورفضت ذلك مع العراق، ...
- هل يمكن مقاضاة تركيا وإيران في محكمة العدل الدولية حول مياه ...
- الوزير حسن الجنابي يثير الذعر بكلامه ويتهم الآخرين بإثارته!
- حظر الأحزاب الطائفية هو الحل!
- عن الفرق بين تحالفي - تقدم مع الآلوسي- و -مستمرون مع الصدر-
- تجارب عالمية وعربية في تغيير الدستور بعد الحرب الأهلية
- تركيا ستقطع نصف دجلة، فماذا قال الوزير العراقي للمياه؟
- القانون الدولي ومأساة دجلة والفرات وسد أليسو
- -النفط مقابل مياه الرافدين- شعار تفريطي وخياني
- متصهينو الخليج يستشهدون بالقرآن لدعم الدولة الصهيونية
- الحركة الشيوعية في العراق وقضية فلسطين
- الصراع بين الحزبين الأميركي والإيراني في العراق
- تحريم -الموطا- وتزويج ذات التسع سنوات عند اليعقوبي ! 2 من 2
- تحريم -الموطا- وتزويج ذات التسع سنوات عند اليعقوبي ! 1من2
- تعديلات داعشية على قانون الأحوال الشخصية!
- تعديلات قانون الأحوال الشخصية والدين والدولة
- العبادي داخل لعبة المتاهة الأميركية!
- العراق بين أحلام الثورة الشعبية وانتهارية فن الممكن


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - حلال على البابا فرانسيس وحرام على مقتدى الصدر!