أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كفاح محمد الذهبي - الحوار بدل الجدال














المزيد.....

الحوار بدل الجدال


كفاح محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5797 - 2018 / 2 / 24 - 22:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحوار بدل الجدال

(حتى ان البعض أصبح يحتفظ برأيه لنفسه، خوفا من فقدان من يحبهم، بسبب عقليتهم المتحجرة المقصّية للاخر!)
ديستوفسكي
تعمل كل المؤسسات التربوية والتعليمية ومنظمات المجتمع المدني والشركات الناجحة على تحفيز التفكير النقدي لدى أعضائها وتستنهض قدرتهم على التحديث والإبتكار، مستفيدة من كل الافكار والاراء المطروحة لتتقدم الى امام، لان الصراع هو أساس تجدد المعرفة، وهكذا عمل حزبنا الشيوعي.
فمن أجل تحقيق السياسات والمواقف الصحيحة، أخضع الحزب جميع الأراء لمختبر تحليلي، على أساس من اجتهاد الجميع. وبدل خلق اجواء من الجدل وتضارب الاجتهادات، عمد الى ادارة سليمة لها في صراع فكري داخلي،طالما حقق به وحدة الإرادة والعمل الحقيقية.
وقد جاء ذلك إدراكا منه على إن الحزب سيكون جثة هامدة ولا يعود حزبا ماركسيا بدون ذلك، فجوهر الماركسية، كما يعرف الجميع، هو جدلها المادي والتاريخي وهذا الجدل في جوهره لا يقوم على فكرة واحدة بل على وجود فكرتين او رأيين او اكثر لتتصارع حتى تتقدم الامور الى امام.، ولهذا تصورو معي حجم الخسارة ان صمتت الاكثرية وبقى صوت المتعصبين والثرثارين يملئ الساحة بصدى موجع.
لكن، وللاسف كلما تتعقد الاوضاع السياسية ويكون اختيار الموقف الصحيح صعبا، راح البعض يلجأ الى الجدال بدل الحوار. فهدف الجدال اظهار خطل الاخر فقط، بينما يقوم الحوار على اسس واهداف اخرى، لأنه يهدف الى التعرف على وجهات النظر الاخرى، وتقييم الادلة الواضحة، وتعديل وتقويم سوء الفهم والافكار المبنية على اسس غير سليمة، ومن ثم تقريب وجهات النظر والوصول الى افضل النتائج التي تشعر الجميع بتحقيق جزء مما يصبو اليه. ومن الهام بمكان ان يبقى الحوار مفتوحا ومبنيا على اساس الاحترام المتبادل والشفافية والمعلومة السريعة والصحيحة والرغبة الحقيقية وبعيدا عن التعصب.
واليوم، ونحن نخوض معركة فكرية وسياسية شرسة ومفتوحة، نبدو الأحوج لمساهمة الجميع، فقوتنا تكمن في وحدتنا ولكنها - اي الوحدة - بحاجة الى اعادة تعريف بتجنب فكرة "تطابق الجميع" وانما وحدة جدلية تتعامل مع الجميع كقامات متساوية وعقول قادرة على التفكير بغض النظر عن المستويات التنظيمية. الجميع (رفاق واصدقاء الحزب وجماهيره) حريصون،يجتهدون ويحاورون وهذا حقهم. اما الاختلاف في المقاربات فيجب بذل اقصى الجهود لتجنب تحوله الى خلاف، لان اسوء العقول من تحول الاختلاف الى خلاف وثمة وسائل وقواعد واليات (ان احسن تطبيقها) مثبتة في النظام الداخلي، فهو دستورنا الوحيد، الذي ينبغي ان نعود اليه لحل اختلافاتنا وتناقضات مواقفنا وهو دستور قابل للتطوير دائما.
ان الاختلاف وتنوع المقاربات امر طبيعي وضروري، ففي الاختلاف الحياة وفي الثبات الموت كما يقول الشهيد المفكر مهدي عامل. وفي السياسة تبقى التقديرات مفتوحة والثبات فيها نسبي، والحياة وحدها كفيلة بأظهار بأي درجة كان هذا الموقف موفقا ام خاطئا وان (رأي الاكثرية) لا يعني باي حال من الاحوال انه صحيح بشكل مطلق ولا رأي الاقلية خاطئ بشكل مطلق. الحياة والتطبيق ستقدم ادلتها ايضا وكما يقول انجلس (خلال مجرى التطور، يصبح ما كان حقيقيا من قبل غير حقيقي ، حين يفقد ضرورته وحقه في الوجود، تزول الحقيقة السائرة في طريق الفناء لتحل مكانها حقيقة قادرة على الحياة). ديناميكية الحياة هي الفائزة دوما.
من كل هذا اعتقد اننا بحاجة الى حوار حقيقي، حسن الادارة، مبني على اساس الاحترام وبعيدا عن الاقصاء، حوار بعيدا عن لغة التهديد والوعيد، بعيدأعن التشكيك بحزبية الاخرين وبعيدا عن خلط الاوراق والشخصنة واتهام الاخر بالجهل والتحامل، بعيدا عن التعصب الاعمى، فالحزب ليس ملك قيادته فقط وانما ملك كل اعضائه واصدقائه وجماهيره، ملك الشعب العراقي كله، وهو فضل شهدائنا علينا.
ويبقى الرأي خاص لكن اللياقة عامة.
كفاح محمد الذهبي



#كفاح_محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق الشعب كأداة للتنوير – ملاحظات
- لن أمنح صوتي لمن لا يستحقه
- وجود الشيوعيين في البرلمان أكثر من ضروري
- نواب أم نوائب
- رواية عزيز نسين (زوبك) وانتخابات البرلمان العراقي


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كفاح محمد الذهبي - الحوار بدل الجدال