أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ايهاب القسطاوي - جول السيسي في قلب مصر















المزيد.....

جول السيسي في قلب مصر


ايهاب القسطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5796 - 2018 / 2 / 23 - 13:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في سقطة جديدة لـ "مصر السيسي"، ولتقديم خدمة مجانية للكيان الصهيوني، لإضفاء شرعية للتطبيع ولضرب المقاومة الفلسطينية وإضعافها وللعمل على القضاء على أي هبة الجماهيرية، يقوم النظام بإبرام صفقة ضخمة تتعدى قيمتها 15 مليار دولار من جانب شركة "دولفينر" المصرية لتجارة الغاز بهدف توريد الغاز الصهيوني "خمس حجم المخزون الاستراتيجي للغاز من حقل "تمار" حوالي 60 مليار متر مكعب" لمصر لمدة طويلة تبلغ 15 عاماً، في صفقة أعادت إلى الأذهان صفقة مشابهة أبرمها الكيان المحتل العام الماضي مع الأردن مما تسبب بموجة غضب عارمة في الشارع الأردني، وما يضاعف الخسة أن الغاز الذي سيورده الكيان الصهيوني للدول العربية "مصر والأردن" هو في الاساس غاز منهوب وفلسطيني بامتياز وبشهادة الامم المتحدة ايضاً كون حقل "تمار" الذي سيورد منه الغاز، تسيطر عليه سلطات الاحتلال الصهيوني ويقع قبالة السواحل الفلسطينية المحتلة أي أن الكيان المحتل يقوم بسرقة الغاز العربي ويبيعه لدول عربية مما يحقق هدفين بان واحد تطبيع مع الاحتلال من جهة ومدفوع الأجر من القاهرة وعمان. وحسبما أوردت القناة العبرية “13” منذ يومان لقد وقَّعت شركة الوقود الصهيونية “ديلك” اتفاقية يوم الاثنين الماضي، مع الحكومة المصرية لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر على مدار العشر سنوات القادمة وتم توقيع العقد مع شركة “نيلوس” المصرية بتكلفة تصل إلى 15 مليار دولار تتعهد بموجبها الشركة الصهيونية بتزويد مصر بالغاز الطبيعي بكميات كبيرة جدًا، وبحسب بيان الشركة الصهيونية، سيتم البدء بضخ الغاز حال تسوية وضع البنى التحتية اللازمة عبر الأنابيب بكمية تصل إلى BCM64 وذلك إلى حين توريد كامل الكمية أو حتى العام 2030، وقد اعتبر رئيس حكومة الاحتلال الإرهابي “بنيامين نتنياهو” الاتفاق بمثابة “يوم عيد لـ "إسرائيل"”. اعتقد أن هذا الاتفاق المخزي لا يجب أن يمر على كونه حدث عابر، فكيف تتحول خيانة الديكتاتور لدماء الشعب الفلسطيني إلى مجرد حدث عادي، أليس الصفقة المشبوهة تحت سفح العهر مع الاعداء، خيانة للشعب و كفاحه، أليس تسليم لدماء عشرات الآلاف من الشهداء الذين قدمتهم مصر في مسيرة الكفاح ضد الاستعمار والصهيونية، أليس استكمالاً لاتفاقية العار أو بالأحرى، التي كللت مسيرة الخيانة، وبعدها توالت العصابات علي حكم مصر، خادمة للنظام العالمي معادية لكل قوى التحرر، لتتحول مصر تدريجياً إلى حظيرة خلفية للإمبريالية، أليس هذا الاتفاق انكسار لكبرياء هذا الوطن على أيدي عميل قاد سلسلة من التحولات لصالح العدو الصهيوني، أنه لم يؤثر في الوضع المحلي والإقليمي بل تعدي أثر خيانته وانبطاحه تحت حذاء أسياده الأمريكان إلى المستوي الدولي، لذا فإن قيمته لدي أسياده كبيرة. إن الصفقة الكارثية مع العدو الصهيوني واذا أغفلنا أهدافها السياسية ونوايا الكيان المحتل الواضحة باستغلال تصدير الغاز لتطبيع العلاقات مع العالم العربي، فهي أيضاً خاسرة من البعد التجاري، وتظهر مصر كدولة ضعيفة يمكن للكيان الصهيوني من خلالها على فرض قوانينه التجارية بعد الأخذ بعين الاعتبار أن مصر مبارك وقعت عام 2005 اتفاقية مع كيان الاحتلال تقضي بتصدير 1.7 مليار متر مكعب سنوياً من الغاز الطبيعي المصري بثمن يتراوح بين 70 سنتا و1.5 دولار للمليون وحدة حرارية بينما يصل سعر التكلفة 2.65 دولار وهو ما عد في ذلك الوقت سعر تفضيلي ورخيص جداً كون أسعار الغاز في أوروبا في ذلك الوقت تراوحت بين 3 دولارات ونصف إلى 11 دولار للمليون وحدة حرارية وهو ما أضاع على البلاد مليارات الدولارات كما حصلت شركة الغاز الصهيونية على إعفاء ضريبي من الحكومة المصرية لمدة 3 سنوات من عام 2005 إلى عام 2008، حيث قدرت خسارة مصر من هذه الصفقة وحدها بنحو 10 مليارات دولار بحسب لجان التحقيق في حين قدر خبراء اقتصاديون الخسارة بنحو 45 مليار دولار، قد لا يفوق سياسات الكيان الغاصب خسة، إلاّ سياسة السيسي، الذي لا يتحدث عن المنطقة العربية إلاّ وتعهد بخدمة السلام مع الصهاينة وحماية أمنهم من عمليات المقاومة المشروعة، ويظل متمسكاً بحصاره الشعب الفلسطيني في غزة ومحاولاته المستميتة لنزع سلاح المقاومة واجتثاثها من أرضها. وانه على الرغم من كوننا على المستوى الشعبي، نرفض هذا الاتفاق المشين، ونرفض أيضاً كل الأسباب التي سيقت لتبريرها، وأننا نعيد التأكيد على أن الكيان الصهيوني هي أكثر النماذج الاستعمارية انحطاطاً في التاريخ الحديث وكافة سياساتها التدميرية تعبر عن تلك الحقيقة، فليست المسألة قضية “عاطفية” أو بمثابة حاجز نفسي وصراع مشاعر كما يريد أن يصور لنا من يتحدث عن سلام أكثر دفئاً مردداً بذلك نفس الخطاب المُدلس المغلوط للصهاينة، هؤلاء الذين يستهدفون عسكرياً وأمنياً مصالح شعوب المنطقة بشكل دائم وبمنحنى تصاعدي متوافق مع طبيعتها الأصلية كمركز عالمي للاستعمار، فتعمل على إخضاع تلك الشعوب لمصالحه بالقوة المسلحة وبغيرها من الوسائل مصادراً بذلك شروط وافق تطورها وتقدمها مهددة مصالحها الاستراتيجية في مجالها الحيوي، لذا فإن السعي لكسب ود الصهاينة بهذه الطريقة المهينة لن يؤدي إلاّ إلى استمرار حالة التخبط والتردد والتراجع في سياساتنا الخارجية، وسياسات السلطة المصرية بشكل عام، وتتوالي التعليقات المبتذلة، فلا مبرر للتواطؤ مع العدو، سوي الخيانة، مصر الرسمية في شرك الصهيوني ساقطة منذ أكثر٤٠ عاماً، و مصر الشعبية لا زالت تلعق مرارة خيانة نخبتها، و خيانة كل ما هو رسمي فيها.

إن صفقة الغاز، طعنة في حاجز الكرامة، كل تنازل هي معول هدم في الحاجز الذي لا بدّ له أن يتقوى، الابتسام لهم، مغازلتهم، عهر ولا ريب، التآمر نذالة وخسة تليق بمن يمارسه. إن الشعار الخالد: "لا صلح –لا مفاوضات – لا اعتراف" لا بدّ أن يبقي حياً، لا بدّ أن نعززه في نفوس الناس وفي مواجهة من خانوا، يجب ان نفضح هؤلاء المتذرعون بالتكتيك، بالتوازنات الإقليمية، بالحل المؤقت، بكل حجة عاهرة استخدموها وهم ينبطحون تحت أقدام أسيادهم ورعاة أسيادهم، مهما حاولتم تزييف وعي الشعب المصري، مهما قادت البرجوازية المصرية والشؤون المعنوية للقوات المسلحة من حملات لتزييف وعي الناس، فإننا سنبقي بالمرصاد، وسنفضح كل من خان أحلام وتضحيات هذا الشعب.. نعم سلبتونا امكانيات القتال، لكنكم لن تستطيعوا أن تفرضوا علينا الإستسلام، يجب علينا أن ننتظم، نحرض الناس ضد الكيان الصهيوني وأذنابه، نعزز كراهيتهم في نفوس الناس أصحاب المصلحة الحقيقية في القضاء على الكيان الصهيوني، علينا أن نعزز جدار الرفض، نفضح التطبيع ومن مارسه، نغذي ذاك الجدار النفسي الذي بيننا وبينهم، نغذي كافة أشكال الرفض والمقاومة التي هي سبيلنا للنصر.. النصر الذي لا لبس فيه.. وهو آتٍ لا محالة.



#ايهاب_القسطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاطمة أحمد ابراهيم.. -امرأة تزينت بالثورة-
- -فريدريك إنجلز-: 122 عاماً على رحيل روحاً أبت الموت إلا خلود ...


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ايهاب القسطاوي - جول السيسي في قلب مصر