أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - ليبيا والسنوات السبع العجاف














المزيد.....

ليبيا والسنوات السبع العجاف


عيسى مسعود بغني
(Issa Baghni)


الحوار المتمدن-العدد: 5791 - 2018 / 2 / 18 - 17:11
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


نسميها ثورة، لها شعب ينادي بها وشباب ضحى من أجلها وأهداف صيغت ولن يتم التنازل عنها رغم عثراتها وإخفقاتها، ويسمونها إنتفاضة من الشباب المتعطش للتغيير الذي سئم العسف والجور والبطالة، وهولاء وجميعا إخوة يمكن التعامل معهم لبناء وطن وتحقيق أمال منشودة. أما الذين يسفهون أحلام وتطلعات الشعب لتنحسر هممهم في توفير رغيف الخبز المدعوم بلا عمل، ويصفون ما حدث بالنكبة فهم السفهاء الذين يجب الحدر منهم ولا جدال معهم مجديا.
مشكلة الشعب الليبي سابقا وحاليا تدني الوعي، ضئالة المعرفة والفهم لمجريات الأمور عند العامة والساسة على حد سواء، هذا العوز الفكري أوجد برزخا من القوى الظلامية العقائدية والجهوية المحلية المدعومة من قوى الشر الإقليمية والدولية، من أجل إفساد هذه الثورة المباركة ولكل أهدافه، ولذك سيق جموع الشباب إلى حتفهم في حروب خاسرة، وتم تشجيع الرعاع والمندسين لتقلد مناصب الدولة لإفراغ خزائنها، والسطوعلى مقدراتها وإدارتها، بما يناسب مصالح القوى الإقليمية ولا يسمح بقيام دولة متحضرة على أعتابهم.
نعم إن الشعب الواعي لا يحتاج إلى قوانين رادعة، فأعرافه ومواثيقه المتفق عليها (أي ما يسمى بثقافة الشعب) كفيلة بتنظيم حياته وتنظيم مؤسسات الدولة، أما الشعب المغيب الوعي فيحتاج لكل حركة قانون ولكل مؤسسة شرطي، ولكل نائبة قاضي. بالمثل تبلور الوعي يحتاج إلى سنوات، ففي حالة ثورات دول شرق أوروبا في بداية التسعينات رزحت كل من بولندا والتشيك ورومانيا والمجر في فوضى لما يقارب سبعة إلى عشرة سنوات، ثم وجدت طريقها.
ما يلاحظ على تدرج السنوات السبع الماضية، نمو الوعي وتلاقح الأفكار وتدافع القيم، مما أيقظ الكثير من الغافلين، وأنار سبيل الحائرين، وصُهرت مجموعات كثيرة متشردمة في بوثقة الوطن من أجل بناء رأي عام مدني هو الذي سيقود المرحلة القادمة، فأنصار النظام السابق وصلوا إلى قناعة أن مطالب شباب فبراير شرعية وأن عودة النظام السابق مستحيلاً، والمجموعات الإسلامية لفضها المجتمع وأيقنوا أن تكوين الإمارة الإسلامية فكرة طوباوية وأن التمويل الخارجي قد آفل مع الفكر الحامل له، بالمثل الفيدراليون والجهويون وزعما القبائل وأهل القرية، تقوقعوا بعد فقد أبنائهم وخراب مدنهم وهروب حُدّاقهم، فمن شدة اللأوعي كان حالهم كبني إسرائيل؛ نجاهم الله من فرعون فعبدو العجل، وها نحن نشهد كفرهم بالعجل.
نعم ما يبقى في الوادي إلا الحجر، لم يعد هناك إلا التيار الوطني الذي ينشد الدولة المدنية الواعدة، بعيداً عن الإستقواء بالمقدس أو بالعصبية أو بالخارج المتربص، من هذا المنبر ندعوا إخواننا في الشرق والغرب والجنوب الليبي لإمتلاك زمام الأمور، وليعلوا صوت الوطنيين الأحرار في كل مكان من أجل رفض وإبعاد سلطة العسكر وإنهاء مجلسي النواب ومجلس الدولة والدفع لإنتخابات جديدة. إن إنتظار قرارات فعالة لتوحيد مؤسسات الدولة أو حل المشاكل الإقتصادية بمعية عوار الأجسام الحالية؛ تغول العسكر وتعنت مجلس النواب وإبتزاز مجلس الدولة ضرب من الخيال.



#عيسى_مسعود_بغني (هاشتاغ)       Issa__Baghni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكم زعمائكم ولنا دولتنا
- لماذا نرفض عسكرة المدن
- تخلف الدولة الوطنية: الإستفتاء الكردي مثلا
- قراءة في الحرب الأهلية الليبية
- زواج المسيار: العسكر والسلفية
- الجيش العنصري: تركة ثقيلة وإنتصارات باهتة
- الفكر الأيديولوجي والصراعات الإقليمية
- حقيقة الصراع في الجنوب الليبي
- العقل الجمعي السقيم
- الترتيبات الأمنية بالعاصمة الليبية
- متلازمة القبلية: المال والرجال والبارود
- ستاتسكو الحالة الليبية
- قراءة لأدوار المجتمع الدولي والنُخب في ليبيا
- دخول الفردوس بقطع الرؤوس
- رخاء الدول (الكافرة) وتأخر المسلمون
- صناعة الخوف
- إجتماع المصالحة بنالوت وأهمية الميثاق الوطني
- بوادر الإنفراج لأزمة الليبية وأهمية المصالحة
- طوبى للجنود الفرنسيين ومن حارب معهم
- المفتي ودار الإفتاء الليبية


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - ليبيا والسنوات السبع العجاف