أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - فلسفة الأكوان: الله كمدير إدارة المخابرات الكونية














المزيد.....

فلسفة الأكوان: الله كمدير إدارة المخابرات الكونية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 5791 - 2018 / 2 / 18 - 12:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فلسفة الأكوان: الله كمدير إدارة المخابرات الكونية

أحد أهم تعريف للأديان هي محاولة واضحة لأنسنة الله، أي وضع تصور لسلطة إنسانية في موضع رباني، مع إلصاق كل الصفات الإنسانية فيه، إذ يظهر الله المزعوم، وفي كثير من الحالات، كمجرد "سوبرمان"، ليس إلا، ومخلوق جبار متكامل، يمتلك صفات بشرية، وليست إلهية، خارقة.

وتبدو الأديان، وعبر فلسفتها "الحسابية"، تحديداً، هي المقدمة، والواضع الأصلي والأساسي، والمؤسس لعلوم الأمن الاستخبارات في الكون، ومنشئ أجهزة التجسس والأفرع الأمنية التي يشكي ويتباكى ويتألم "ثوار اليوم" الأشاوس مما تقوم به بحق الناس، إذ يبدو الهك المفترض، في فلسفة الأكوان الدينية، مجرد رئيس فرع مخابرات مطلق الصلاحيات الكونية ليس إلا.

ويبدو، والحال، أن كل عمل المؤمن وسعيه "جهاده" وقيامه وقعوده، هو كي يرضي كائناً خرافياً يعيش في الطابق السابع من السماء (مقر مدير إدارة المخابرات الكونية)، حيث يدير الكون من هناك عبر منظومة من "العسس" والمخبرين والمساعدين الأمنيين وكتبة التقارير "المدونين" و"الأقمار الصناعية البشرية" (يطلق عليهم المؤمنون اسم الملائكة: وهم كائنات لا هوية جنسية محددة لها تساعد الله في عمله في مراقبة الكائنات) وهي تتابع على مدار الساعة وتدوّن له كل شاردة وواردة عما يفعله الناس على الأرض وتسجـّل لهم ذلك على "صحف" (لم يكن مخترعو فلسفة الأديان "الأنبياء" يدركون أو يعرفون، يومها، بأنه سيتم في مرحلة ما اختراع الأقراص الممغنطة "السي دي" التي تحتفظ ببيانات هائلة عليها توفر الكثير من الجهد على الملائكة)، على أمل استحضارهم وجلبهم للحساب واستدعائهم وفق مذكرة جلب إلهية "قبض الروح" أو "قيام الساعة" إلى (إدارة المخابرات الكونية بالسماء) للتحقيق معهم عما قاموا به من نشاطات وتقديمهم موجوداً لمدير إدارة المخابرات الكونية، ومعاقبتهم بسبب أفعال (نشاطات سياسية)، تهدد السلام الكوني وتمس سيادة الله ولا يكون فيها "الكافر" قد التزم بالإيديولوجيا الربانية التي حدّدها للناس، وهي هنا طبعاً الأديان أو دين الله ورؤيته لإدارة شؤون العباد، والويلً كل الويل لمن ينشق عنها ويرفضها ولا يتقبلها، ويخالفها أو يرفضها أو يشكك بها أو يثور ويتمرد و"يرتد" عنها فله العذاب المقيم والسعير وجهنم، والعاقبة والثواب طبعاً، للمتقين أي للموالاة والمؤيدين و"المخبرين" أو المؤمنين المتعاملين مع الله فيبسط لهم الرزق بغير حساب ويعطيهم من نعمه...

ما معنى الموت؟ هو إحضار المعتقل "الكائن الحي" بعد قطع سبل الحياة عنه، للتحقيق من قبل المِلـَكَيْن، أو رجلي الأمن الرباني، العرفاء "أنكير ونكير" (رؤساء الدورية) حيث يصطحبانه من القبر إلى مقر ومركز الاعتقال الرباني الرئيسي في السماء حيث يعبر من بوابة خاصة (الصراط المستقيم)، بعد أن تكون قد أذنت ساعته، ومن ثم وبعد "أجل مسمى" (أو فترة اعتقال مؤقتة عند البشر)، يتم تقديمه للوقوف والمحاكمة النهائية بين يدي رئيس إدارة المخابرات الكونية والتحقيق معه شخصياً من قبل أعلى سلطة مخابراتية كونية (الله)، إما بالمؤبد في سجن دائم يلقى فيه التعذيب الشرعي الحلال والحرق بالنار الدائم والتسبب له بالآلام، تماماً كما يفعل الجلاوزة والجلادون، في إدارات وأفرع المخابرات على الأرض وفي المعتقلات الممتدة على مساحة الكرة الأرضية، حيث يتلقى المشاغبون، أو المعارضون السياسيون لأنظمة الحكم الذين لا يلتزمون بإيديولوجيا الدولة (هنا الحزب السياسي الحاكم) ورؤية الحكومة لإدارة شؤون العباد، فالويل، كل الويل، لمن يخالفه نظام الحكم أو يرفضه أو يشكك به أو يثور ويتمرد و"يرتد" عنه... تماماً كما تفعل أنظمة الحكم بـ"المعارض السياسي"، لرؤيتها حيث تجرده من كافة حقوقه وتغضب عليه، وعندها ستغضب عليه ويتم الحكم عليه بالتغييب والإخفاء وووو أو إذا كان مطيعاً سيصدر الحكم عليه بالبراءة من إثم "المعارضة" (الكفر بها)، وبعد الاطلاع على "إضبارته" أو ملفه الذاتي وبالتالي الإفراج عليه ومكافأته، ويقوم مدير إدارة المخابرات على الأرض (يساعده ملائكة ومخبرون وعسس على الأرض حيث لا شخصية وهوية جنسية أيضاً محددة لهم)، بإصدار قرارات وفرمانات تكافئ وتبسط الرزق للمرضي عنهم وتعدهم بالفراديس الأرضية بالمال والسيارات والمناصب ولكل من ينالون رضا الآلهة الأرضية و"المستألهين" على الأرض ولكل من لم يتمرد على "إيديولوجيا الدولة" (نظام الحكم القائم ورؤيته الأرضية لهؤلاء البشر وكيفية إدارة شؤونهم).

لا نعلم ولا ندري من يشبه ويتشبه بالآخر، ومن سرق الفكرة من الآخر، ومن علـّم الثاني هذه الفكرة، الله كرئيس ومدير إدارة الكون المخابراتية، أم مدراء ورؤساء إدارات الأمن والاستخبارات بالكون الذين يتصرفون كأرباب وكآلهة وفي عوالم وأكوان الإيديولوجيات والكيانات الرثة المنكوبة تضيع وتذوب الفروق وتنعدم التمايزات بين آلهة الأرض وآلهة السماء ولا تعد تدري من هو فعلا الله الحقيقي هل هو الكائن الوهمي المفترض أم أنه مدير الاستخبارات؟
(وهو جزء من بحث منهجي مقارن بين فلسفة ومفهوم الله الديني ومنظومة آلهة الاستخبارات الدنيوية)....



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألغاز استراتيجية
- سوريا من سوتشي لجنيف لبني أمية: ماذا كان يقصد خالد العبود؟
- بيان وتوضيح هام للشعب السوري بشأن ما يسمى مؤتمر سوتشي
- لن نخضع أبداً ولن نقبل الرواية الرعوية
- الفرق بيننا وبينهم: ما الذي يجري في هذا الكوكب المعزول عن ال ...
- ثقافة الرعي: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت (الغاشية17)؟
- السيد وزير الإعلام الرعوي الدعوي الأموي:
- إعلان بعثي مجاناً ولوجه عشتار
- سوريا: ما وراء كارثة التعليم المجاني
- خرافة الزكاة ووجب تحريمها
- لماذا لا تطلقون اسم الصحابي الفاتح الجليل ابن غورو الفرنسي ع ...
- الزيغة والشلفون: من الثقافة والتراث السوري الساحلي الآرامي ا ...
- الأزهر ينتفض للثقافة الرعوية: وألف مبروك لتونس والعقبى لدولة ...
- آل سعود: الأحلام الإمبراطورية
- ألم يحن الوقت لإلقاء القبض على وزراء التربية والثقافة والعدل ...
- أنا سوري آه يا شحاري 2
- لا إله إلا براهما...رب العرض العظيم
- لإيلاف قريش: الغزو وعولمة البداوة
- إعلام البعث العروبي الظلامي البغيض وممارسة الفاشية والعنصرية ...
- لماذا بيت هامقداش ليست عربية ولا إسلامية؟


المزيد.....




- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - فلسفة الأكوان: الله كمدير إدارة المخابرات الكونية