أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسيب شحادة - ثلاثة مخطوطات سامرية في مكتبة المعهد الألماني















المزيد.....


ثلاثة مخطوطات سامرية في مكتبة المعهد الألماني


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 5790 - 2018 / 2 / 17 - 20:30
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ثلاثة مخطوطات سامرية في مكتبة المعهد الألماني البروتستانتي
للآثار في القدس
بروفيسور حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


علمت عن وجود هذه المخطوطات في المعهد المقدسي المذكور (DEI- Deutsches Evangelisches Institut für Altertumswissenschaft des Heiligen Landes GPIA- German Protestant Institute of Archaeology, Auguste-Victoria-Compound, P. o: Box 18 463, Jerusalem 91184, Israel/Palestine http://www.deiahl.de) في أواخر العام ٢٠٠٨ من الزميل الدكتور معين هلّون، المحاضر في جامعة بيت لحم. وفي مستهل العام ٢٠٠٩ استجاب هلّون لطلبي مشكورًا فأرسل إليّ نسخة مصوّرة من هذه المخطوطات الثلاثة (٦٥٠ غم، أرسلت من القدس إليّ إلى فنلندا في ١٢ كانون أول ٢٠٠٨). بدا لي حتّى أواخر نيسان ٢٠٠٩ أن هذه المخطوطات السامرية الثلاثة هي الوحيدة في هذا المعهد، إذ أنّني لم أر أية مخطوطات أخرى هناك أثناء زيارتي للمعهد في أواخر آذار ٢٠٠٩ والاستفسار من المسؤولة عن المكتبة، السيدة بربرا هيرفورث (Barbara Herfurth)، حول وجود أيّة مخطوطات سامرية إضافية. ويذكر أن أسرة البروفيسور چوستڤ دالمان في ألمانيا منحت هذه المخطوطات الثلاثة للمعهد المذكور مؤخرًا وهي قسم من الأرشيف ولا تحمل أيّة شارات.
يقع المعهد منذ العام ١٩٨٢ ضمن مجمّع مستشفى المطّلع، أوچستي ڤكتوريا، على جبل الزيتون. قبل ذلك كان المعهد في بناية بين مدرسة الآثار البريطانية والقنصلية البريطانية في منطقة الشيخ جرّاح في القدس.
وقد أفادني الزميل الدكتور شتيفان شورش (Stefan Schorch) الألماني الذي التقيته بمحض الصدفة في مكتبة الجامعة العبرية في چڤعات رام في القدس في الأول من نيسان ٢٠٠٩ بأنّ المعهد المذكور كان يمتلك قبل أكثر من اثنتي عشرة سنة، ثلاثة عشر مخطوطًا آخر، كان هو قد اطّلع عليها واحتفظ بحاسوبه بتبيانها في أواسط التسعينات من القرن الماضي، واعتقدتُ أنّها نُقلت إلى مكتبة دالمان في جامعة Greifswald الواقعة شمال شرقي ألمانيا على حدود بحر البلطيق.
جولة تحرّ إلكترونية شملت المسؤولين عن مكتبة المعهد المقدسي لا سيّما السيدة بربرا هيرفورث ومدير المعهد الأستاذ Dieter Vieweger والأستاذ Stefan Beyerle في جامعة چرايفسڤالد والأستاذة المسؤولة عن مكتبة دالمان Julia Mänchen هناك، لم تتمخّض عن أيهة نتيجة إيجابية بخصوص تحديد مكان وجود هذه المخطوطات الثلاثة عشر. ويُذكر أن الأستاذة مانشن قد ألّفت كتابًا بالألمانية ، ٣٠٢ ص.، عن دالمان، كونه عالما لفلسطين في القدس وچرايفسڤالد عام ١٩٩٣. (Gustaf Dalman als Palästinawissenschftler in Jerusalem und Greifswald. Harrassowitz Wiesbaden 1993).
الأستاذ بايرلي كتب لي في ٢٨ نيسان ٢٠٠٩ ما ترجمته: “شكرًا لك على استفسارك واهتمامك بمعهد دالمان. زميلتنا الخبيرة بكل ما يمتّ بمجموعة دالمان بصلة، الأستاذة يوليا مانشن، على يقين بعدم وجود أيّة مخطوطات سامرية في چرايفسڤالد“. وهذا الجواب القاطع أعادني إلى المعهد المقدسي مستفسرًا ثانية عن مصير هذه المخطوطات، وفي ٢٩ نيسان ٢٠٠٩ تلقيت جوابًا من السيدة هيرفورث وهذه زبدته بالعربية: حبذا لو أطلعني الدكتور شتيفان شورش عن هويّة المخطوطات التي رآها هنا وعن طريق مَن، علّني أتمكّن من البحث عنها والعثور عليها. من المحتمل أن يكون أحد المدراء السابقين أو القائمين على المكتبة قد نقلها إلى ألمانيا دون أن يترك أي أثر لذلك. إنّها ليست المرّة الأولى التي يحدث فيها مثل ذلك.
زوّدتُ السيدة هيرفورث بشارات المخطوطات كما تلقّيتها من شورش وهو بدوره بعث لها بمعلومات أكثرَ تفصيلا، وبعد تنقيب استغرق ساعتين لا أكثر، تبيّن لنا أن هذه المخطوطات المذكورة ما زالت قابعة في المعهد المقدسي. من الواضح أنّها قد اختفت عن أعين القائمين على المكتبة قبل ثلاث سنوات تقريبًا عند إعادة تنظيم محتويات المعهد ووضعها في غرف أخرى. بقيت هذه المخطوطات، شأنها شأن كتب ومجلّدات قديمة، في صناديقَ متنوّعة في سرداب المعهد.
يطيب لي في هذا السياق أن أتوجه بالشكر لكل من ساهم في عملية البحث للعثور على هذه المخطوطات.
وهذه المخطوطات وفق ما وصلني مؤخرا من نسخ إلكترونية لبدايات المخطوطات ونهاياتها هي (الشكر الجزيل ثانية للسيدة هيرفورث):

1) F 150. Sa 0080000 - ترجمان لإلعزر الإمام أخي الربيس أبيشع
2) F 150. Sa 0090000 - كتاب الكافي لمهذب الدين يوسف بن سلامة بن يوسف العسكري
3) F 150. Sa 0100000 - كتاب شرح الفاتحة، כי בשם لإبراهيم بن يوسف القبّاصي
4) F 150. Sa 0110000 - سير القلب لمعرفة الرب لإبراهيم بن يوسف القباصي (آل قباص
5) F 150. Sa 0120000 - זה החשבן העברי, توليدة
6) F 150. Sa 0130000 - كتاب الطباخ إلي الشيخ الفاضل العالم ابو حسن الصوري أي: إسحاق أبي إبراهيم بن فرج (مرحيڤ) بن ماروث المعروف يأبي الحسن الصوري ، אב חסדה הצורי
7) F 150. Sa 0140100 - شرح سفر التكوين لمسلم بن مرجان (אב סכוה) بن إبراهيم الدنفي
8) F 150. Sa 0140200 - شرح سفر التكوين لمسلم بن مرجان (אב סכוה) بن إبراهيم الدنفي
9) F 150. Sa 0150000 - كتاب يسما الخلف بالهلال والاعياد بين طايفة السامره واليهود لأبي فرج منجا بن صدقة
10) F 150 . Sa 0160000- هذا كتاب مثأل (أي مسائل) الخلاف ج. ١ تأليف الشيخ منجا
11) F 150. Sa 0170000 - كتاب الدلايل الى العالم خضر ابن إسحاق الكاهن
12) F 150. Sa 0180100 - شرح سفر الخروج لغزال الدويك
13) F 150. Sa 0180200 - شرح سفر الخروج لغزال الدويك

ويقدّر عدد صفحات هذه المخطوطات بقرابة أربعة آلاف صفحة.
أسّست هذا المعهد الكنيسةُ الألمانية الإنجيلية في ١٩ حزيران من عام ١٩٠٠ ليكون بمثابة همزة وصل فعّالة بين الكنيسة البروتستانتية الألمانية والمواقع التوراتية في الديار المقدّسة. وكان البروفيسور جوستاف هيرمان دالمان (Gustaf Hermann Dalman, 1855-1941، كتب أسمه ”موسيو كوستاف دالمان“ في وثيقة عثمانية هي بمثابة جواز سفر من العام ١٣٢٧هـ /١٩٠٠م وتحمل العنوان ”مرور تذكره سي“ وهي محفوظة في المعهد ذاته أيضا. وفيها نجد هذه التفاصيل أيضا: محل ولادتي … المانيا ده؛ محل اقامتى...قدس شريف؛ صنعتي … قدس شريف اسوج قونسلوس؛ پدرنيك اسمى ومحل ولادتى ...يوليوس؛ محل عزيمتى … ستامشريقه؟؛ تابعيتي … المانيا؛ مذهبى … بروتستانت) آنذاك أستاذ العهد القديم والدراسات اليهودية في جامعة لابيزچ الألمانية المعروفة، وأصبح أوّل مدير لهذا المعهد المقدسي. ويذكر أن دالمان كان قد وصل إلى القدس في الثاني عشر من تشرين الثاني عام ١٩٠٢. ودالمان لاهوتي لوثري ألماني ومستشرق قام بأبحاث ميدانية مكثّفة في فلسطين وجمع شعرًا وأمثالا وحكايات وكتب عن الموسيقى العربية في فلسطين (G. H. Dalman: Palästinischer Diwan. Leipzig, 1901). (لا ذكر له في موسوعة المستشرقين، طبعة جديدة ومنقّحة ومزيدة تأليف الدكتور عبد الرحمن بدوي، دار العلم للملايين، بيروت، ط. ٣، ١٩٩٣، ٦٤٠ ص.) ويعتبر عمله الضخم ”العمل والعادات في فلسطين“ (Arbeit und Sitte in Palästina) ذي المجلدات الثمانية أهمّ أعماله البحثية. أُعدّ المجلد الثامن بعد وفاة دالمان ويحتوي على فهارسَ كاملة وهامة وهناك طبعات عديدة لهذا العمل صدرت تباعًا منذ أواخر عشرينات القرن الماضي. ومن الواضح أن چوستاڤ دالمان كان قد اقتنى وحصل على هذه المخطوطات في الثلث الأول من القرن العشرين؛ مخطوط رقم ٣، عام ١٩١٢؛ مخطوط رقم ٤، عام ١٩١٨؛ مخطوط رقم ٢ ومخطوط رقم ٨، عام ١٩٢٧؛ المخطوطات المرقمة بالأعداد ٨، ١١، ١٢، ١٣، العام ١٩٢٨.
وهناك معهد صنو لهذا المعهد المقدسي في مدينة عمّان، أمّا المعهد الذي يحمل اسم دالمان والذي أقيم العام ١٩٢٠ فموجود فى ألمانيا في جامعة مدينة Greifswald في كلية اللاهوت، وهناك مكتبته الشهيرة بالدراسات اليهودية. فيها قرابة عشرة آلاف صورة فوتوغرافية التقطت في كافة أنحاء فلسطين وزهاء خمسة آلاف كتاب منها ٥١ من القرن السادس عشر و ٤٩ من القرن السابع عشر و ٨١ من القرن الثامن عشر. ويمكن الاطلاع على أسماء الكتب حسب أسماء المؤلفين على الشبكة العنكبوتية تحت العنوان:
http://www-alt.uni-greifswald.de/~theol/~dalman/Dalman-Inst-Judaica.pdf . وكان دالمان قد أقام دورة سنوية لطلبة اللاهوت في المعهد المقدسي، تناولت مواضيع في علم الآثار والدراسات اليهودية حتى العام ١٩١٤.
وهنا في هذه المقالة ينصبّ حديثنا على ثلاثة مخطوطات أخرى كانت عائلة دالمان قد أهدتها عام ٢٠٠٨ للمعهد كما نوّهنا. وكانت المخطوطات محفوظة في صندوق كرتوني صغير. من الواضح على ضوء رسالة وجّهها الكاهن عمران اسحق (هو: عمران بن اسحق بن عمران بن سلامة بن غزال لاوي، وفي نهاية المخطوط رقم ٩ أعلاه نجد: اللاوي شماس محلات الأقداس في نابلس، ١٨٨٩١٩٨٠) للأستاذ دالمان أن المخطوطات هذه قد وصلت الأخير في صيف العام ١٩١٣. وهذا نصّ الرسالة المحفوظة مع أوراق المخطوطات في الصندوق المذكور. ما أضفته على نصّ الرسالة موضوع بين قوسين () والشرطة / تدل على نهاية سطر وبداية آخر.

“نابلس ٢٦ آب غ (أي غربي) سه٩١٣ (أي سنة ١٩١٣)
سيدى المحترم
غب (أي بعد) الشوق لحضرتكم اعرض قبلاً كنت ارسلت لحضرتكم سلت (أي سلّة) صبر / مع تحرير (أي رسالة) ولحد الان لم حظينا (لاحظ لم + فعل ماض) بجوابكم جعل المانع خير (أي لعل المانع خير) والان / مقدمين لكم الكتب الذى (يستعمل دون تغيير كمقابله العامي ”إللي“، ويُنظر لاحقا) عليهم الكلام بيننا (أي: الكتب التي تحدثنا عنها) فى القدس / وايضاً كتاب منا اى كتاب الحواشى (أي ملاحظات أبي سعيد بن أبي الحسين بن أبي سعيد على تشذيبه لترجمة التوراة العربية السامرية وهي ٦٣ حاشية) وكتاب باقية (بقية) / شرح سفر الخروج (ربما مخ. رقم ١٣ أعلاه) ولا نعرفكم عن ثمنه حيث انتم اخبر / منا بقدر ما تنظرو وترو (متل ما تشوفو، بالعامية) مناسب قدمو مقبول من / حضرتكم واذا ارسلتم التسلم (؟) مع التحرير ارسلوهم مسوكرين (مسوچرين، مضمونين) / لاسمنا حسب الكرة (الكرت، البطاقة) لكم وهذا ما لزم احتراماً / عرفونا عنما يلزم من الخدم والكتب متقدمين (مقدّمة) مسوكرين باسم حضرتكم / وعلمهم (أي تبيانها) ادناه واطال بقاكم (؟) /
كاتبه
عمران اسحق
الكاهن”

وفي الجهة التالية من الورقة:

”علم الكتب الواصلين لحضرتكم /
١. كتاب الميعاد (المقصود المعاد من الجذر ”عود“ وليس من الجذر ”وعد“ الى الشيخ ابو الحسن الصورى وصيغة الاسم الخطأ منتشرة في الأبحاث حتى الآن).
١. كتاب التوبه الى المذكور بلغا (أي بلغات) اثنتين
١. كتاب الحواشي الى الشيخ ابو سعيد
١. (تحته خط وتحت الخط الرقم ٤) والكتاب الذى عرفناك عنه بالتحرير“.

لا بدّ من الوقوف ولو قليلا على هذا التصرّف الشرقي المتعلّق بعدم ذكر مقدار الثمن لبضاعة معروضة للبيع كما لاحظناه هنا في رسالة الكاهن عمران قبل قرن من الزمان تقريبا. وليس من السهل التكهن بما يحصل في آخر المطاف بصدد المبلغ النهائي المدفوع، لا سيما من طرف أشخاص غربيين كدالمان. ثقافة الغرب بعيدة عادةً عن مثل هذه المعاملات غير الصريحة والمطّاطة ذات سلسلة من الأخذ والردّ وعبارات التخجيل، من شان فلان وعلان الخ. الخ. وكان الكاهن عمران المذكور قد نسخ كتاب الترجمان (في نقحرة دالمان Turğmān كصيغتها في العامّية كما سمعها، على ما يبدو، من الكاهن عمران (رقم ١ أعلاه لدلمن (هكذا هناك) ولاحظ ما كتب عن السعر في بداية المخطوط، الترجمان المذكور (بخصوص كل ما يتعلّق بهذا الموضوع المعجمي، ينظر في أطروحة الدكتوراة: עלי ותד, ה”מליץ’’– המילון המיוחס לפינחס הכהן בן יוסף הרבן (בן המאה ה–14) א–ד, אוניברסיטת תל–אביב תשנ’’ט، حوالي ألف صفحة): ”وقد جعلت هذا الترجمان الذي هوا / باللغة (في الأصل: بالغة) العبرانيه واللغة العربيه برسم سيدي / الفاضل والفطين العالم العلامه البرفسر الدكتر/ دلمن وكان ذلك فى ٣ الحجه سه١٣٣٠ (أي العام ١٩١١) وعوض عليه / ما يقوم بنظير تعبه / وانا المقر بما فيه / صحيح عمران ابن / الكاهن اسحاق / السامري / من نابلس“.
قبل هذه الفقرة وردت فقرة أخرى وهي: ”الموافق الى شوال سه١٣٣٠ وكان نجازه / علي يد افقر الورا واحوجهم الى رحمته / تعالى عبده وابن عبده عمران بن اسحق / بن عمران بن سلامه بن غزال لاوي / النسب وموسي الحسب والكاهن / اللقب (في الأصل: القب) ونابلس السكن“.
إذن نسْخ هذا الترجمان وتقديمَه لدالمان حدثا في نهاية عام ١٩١١. ونرى أنّ علاقة الكاهن عمران بن إسحق بچوستاڤ دالمان في غضون الثلث الأوّل من القرن العشرين وما تمّ بينهما من بيع/هبة وشراء من مخطوطات سامرية بحاجة إلى بحث منفرد. ففي نهاية المخطوط ”الخلف“ لمنجّا، رقم ٩ أعلاه (ص. ٧٢ هكذا والصفحة السابقة لها تحمل الرقم ٨١ والصفحة الأخيرة غير مرقّمة):
”كان النجاز من ذلك الكتاب في عصرية نهار / الاحد الموافق الى ١٦ شعبان من شهور / سنة الف وثلاثمايه وواحد وثلاثين / وكان اتمامه علي يد عبده وابن عبده عمران ابن / اسحاق ابن عمران ابن سلامه ابن غزال الكاهن / اللاوي شماس محلات الاقداس / في نابلس / وذلك الكتاب كتبته برسم سيدي العلام / الفاضل الدكتر دلمن مني هبا (أي: هبة) لا ترد ولعن / الله الكاذب بما يقول والله حسبي ونعم / الوكيل ربنا يمد بايعه سنين عديده / وايام مديده امين اللهم امين امين متى توفي الف امين / ”. ومن المعروف أن هذا الكاهن كان قد أهدى بعض المخطوطات للسيد يتسحاق بن تصڤي (شمشليڤتش. ١٨٨٤١٩٦٣) الذي شغل منصب رئيس دولة إسرائيل بين ١٩٥٢١٩٦٣، مثل مخطوط رقم ٧٠٢٣، كراس التسابيح وذلك في ٦ تموز ١٩٤٣.
تصرف شبيه بهذا نجده في رسالة مماثلة وجّهها الكاهن الأكبر يعقوب بن شفيق بن عزّي (أبو شفيق، ١٨٩٩١٩٨٧) للدكتور داڤيد تصڤي بنعط (١٨٩٣١٩٧٣) في ١٩٣٧/١٢/٢ ومما جاء فيها ”وتجدون طيه مقالة عن اعلام ومؤلفى السامريين القدماء الذين كتبوا والفوا باللغة العربية / والذين كانت لهم مكانة بارزه عند بعض سلاطين وملوك المسلمين قبل نيف وست / مئه سنه. توصلنا الى معرفتهم بمساعده بعض الأصدقاء العرب والأوربيون والمتعلمين / من السامريون. فاذا صادفت هذه الرساله استحسانكم فارجو ان تقدرون ثمنها وتتكرموا / بارساله مع ثمن كتيب الحواشي الواصلين لكم واذا كنتم لا ترغبون في شرائها /“. (ينظر في المخطوط Sam 80 38 المحفوظ في المكتبة الوطنية والجامعية في القدس).
والجدير بالذكر أن هناك رسالةً أخرى في الصندوق آنف الذكر، وهي بالإنجليزية بقلم الكاهن عمران اسحق ذاته (أفادني الصديق العزيز الكاهن الأكبر، عبد المعين صدقة، في العاشر من أيار ٢٠٠٩، أن شخصًا مسيحيًا لا يتذكر اسمه عمل على كتابة الرسائل للكاهن عمران اسحق بالإنجليزية) لدالمان. فيها يتحدّث الكاهن عن قدومه من نابلس إلى القدس في السادس عشر من أيلول عام ١٩١٢ومعه الجزء الثاني من مخطوط تبيان نقاط الخلاف بين اليهود والسامريين (لا بد ّأن يكون المقصود هو مخطوط رقم ١٠ أعلاه) وثمنه كثمن الجزء الأول، ستون قرشا. لم يجد الكاهن الأستاذَ دالمان في القدس وكان بحاجة للمال لدفع تكاليف السفر، وعليه فقد تسلّم ممن قام مقام دالمان، ولا ذكر لاسمه عند تغيّبه، ثلاثين قرشًا على الحساب، وما تبقّى من الحساب سيتمّ دفعُه بعد رجوع دالمان من سفره سالمًا إلى القدس واستقبال الكاهن له. هذا نصّ الرسالة وما وضع بين قوسين () هو مني:

Jerusalem Sep! 16/12 (16/9/1912)

Dear Sir
On the 11th inst. (instant = ، أي أيلول، الجاري) I came from / Nablus bringing with me the manus/cript which illustrates the different /points between the Jews & the Samaritans/ for which I expected Jrs 60 the same / price as the first volume/
Your not being here, & being in /need of cash for travelling expenses, / I left the book in charge of your servant & took from him on / account Jrs 30, the remaining Jrs 30 / awaits your safe arrival to / Jerusalem, when I hope the to have / the pleasure of welcoming you/
Your obedient servant
Isaac the Samaritan priest

To Professor Dalman
Jerusalem

زرت مكتبةَ المعهد المذكور في السادس والعشرين من آذار ٢٠٠٩ بغية الاطلاع عن كثب على هذه المخطوطات السامرية الثلاثة. ويطيب لي هنا أن أقدم الشكر للسيدة بربرا هيرفورث لما قامت به من جهد للعثور أخيرًا على الصندوق الصغير المذكور أعلاه وتصوير ما لزم لي. في المكتبة البحثية بعض المصادر عن السامريين للباحثين التالية أسماؤهم:
J. Bowman, 1967 Dexinger and Pummer 1992 S. Hanover, 1904 R. Egger, 1986 J. Zangenberg, 1994 J. Jeremias, 1932.
وفي المكتبة مصادر كثيرة بالطبع عن علم الآثار في فلسطين وكل ما يتعلّق بهذه المنطقة التاريخية والدينية الهامّة في العالم. من الكتب التي لفتت انتباهي كتاب عن مملكتي الحيوان والنبات في فلسطين وهو ذو فائدة معيّنة من حيث اللهجة الفلسطينية.
H. B. Tristram, The Survey of Western Palestine. The Fauna and Flora of Palestine. London, W. C. 1888, 455 pp.

وصف هذه المخطوطات السامرية الثلاثة:

١) هذا كتاب الميعاد الي الشيخ العالم ابو الحسن الصوري تغمده الله بالرحمه والرضوان امين. وعلى وريقة مرفقة كتب دالمان: Kitāb il-ma˓



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب والجالية السامرية
- حِكم، أقوال وأمثال في كل مجال (ض)
- التوراة السامرية بقلم وليم.إ. بارتون
- سرّ السعادة، ولد وبنت، قصّة قصيرة
- سلطة القانون تتعامل مع اللصوص في نابلس
- شذرات من حياة يعقوب الشلبي السامري
- كتاب جديد حول الخليط اللغوي
- خمسون عاما على توحيد السامريين
- في الكنيس ملائكة
- إصدار جديد عن مكانة اللغة العربية في الجامعات الإسرائيلية
- حِكم، أقوال وأمثال في كلّ مجال (ص)
- أعمال عجائبية في الكنيس
- نظرات على -من عارة وعرعرة ريشتي-
- أصوات غامضة في كنيس حولون
- حٍكم، أقوال وأمثال في كلّ مجال (ش)
- ثلاث توراوات مسروقة جددت صداقة
- سبعة أضعاف مقابل الخدمة الجيدة
- أقوالُ زعماءَ يهود عن العرب
- حِكم، أقوال وأمثال في كلّ مجال
- الصداقة المكتسبة بالشجاعة


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسيب شحادة - ثلاثة مخطوطات سامرية في مكتبة المعهد الألماني