أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نعيم - بداية النهاية لعربدة إسرائيل في المنطقة















المزيد.....

بداية النهاية لعربدة إسرائيل في المنطقة


نعيم

الحوار المتمدن-العدد: 5790 - 2018 / 2 / 17 - 11:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


|
سبدخل العاشر من شباط ٢٠١٨، كعلامة فارقة ، في تاريخ المواجهة اﻹسرائيلية - العربية. فإسقاط الطائرة الحربية اﻹسرائيلية يرمز الى أكثر من حقيقة ، أولها، أن الحرب التي تعرضت لها سورية على مدى سبع سنوات، وقادها الغرب اﻹمبريالي برئاسة الوﻻيات المتحدة ، ومشاركة تركية فعالة ، وتمويل بلا حساب من دول الخليج بقيادة السعودية، ولعبت فيها إسرائيل دورا مميزا في نجدة عصابات اﻹرهابيين كلما واجهت مأزقا.. هذه الحرب العالمية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، كسبتها سورية من حيث اﻹساس، بمساعدة حلفائها.وبالتالي ، إذا كانت سورية مقيدة اليدين أيام احتدام تلك الحرب في مجال التصدي لعدوانية إسرائيل ، فاسقاط هذه الطائرة علامة فارقة على بداية مرحلة التصدي ووضع حد لعربدة إسرائيل في المنطقة. يقول الصحفي اﻹسرائيلي، جدعون ليفي، في اليوم التالي ﻹسقاط تلك الطائرة، في صحيفة هآرتس :".. ربما أن العنجهية اﻹسرائيلية لم تنته يوم السبت(يوم اسقاط الطائرة)، لكنها تصدّعت بكل تأكيد ، وفجأة غدا واضحا أن إسرائيل ليست وحيدة في الشرق اﻷوسط؛ وحتى أن قوتها العسكرية الضخمة لها حدود". بينما علّقت صحيفة نيويورك تايمس على نفس الحدث بقولها:"..إن أحداث يوم السبت(يوم إسقاط الطائرة الحربية اﻹسرائيلية)أظهرت أمرين على نحو واضح :اﻷول أنه ﻻ يمكن ﻹسرائيل التحرّك في سورية من دون حدود، وأن حرية إسرائيل للعمل في سورية باتت محدودة حيث ستواجهها بقوة من اﻵن فصاعدا القوى المشتركة المعارضة لها، واﻷمر الثاني أن روسيا باتت اللاعب المهيمن في المنطقة ".

والحقيقة الثانية، أن قرار إسقاط هذه الطائرة اﻷكثر تقدما في سلاح الجو اﻹسرائيلي ، ﻻ يمكن أن يكون ردة فعل عاطفية ، بل حصيلة تقدير، محسوب بدقة ، ليس فقط لكل ما قبلها، وإنما لما هو آت بعدها ، وأن إسقاطها بداية نهج جديد وليس حدثا منفردا وعابرا؛ من جانب آخر، يمكن أن يكون هذا اﻹسقاط مؤشر على قرب فتح جبهة المواجهة مع إسرائيل ، على امتداد شريط الجوﻻن - مزارع شبعة المحتلين .. تباشرها حركة مقاومة سورية - لبنانية موحّدة؛ وهذا اﻹحتمال كان هاجسا توقعه حكام إسرائيل ، في اﻵونة اﻷخيرة، حين راحوا يستغيثون، دون جدوى، بكل من روسيا والوﻻيات المتحدة ، لتـامين منطقة عازلة، تحمي احتلالهم بعمق أربعين كيلو مترا داخل اﻷراضيي السورية .

والحقيقة الثالثة، أن لجوء إسرائيل لطلب الوساطة من روسيا والوﻻيات المتحدة لمنع التصعيد وإبعاد مشاركة حزب الله في هذه اﻷزمة، كان قد سبقها بأيام معدودة طلب مماثل ، حين واجهت إسرائيل إرادة لبنان الموحّد ، كما لم يسبق له من قبل، حكومة وشعبا وجيشا ومقاومة، في منع محاوﻻت إسرائيل التجاوز على حقوقه في الغاز الكامن في مياهه اﻹقليمية أو بنائها لجدار عازل على أراضيه.. إن هذه جميعها مؤشر على توجهات جديدة في السياسة اﻹسرائيلية ، التي كانت تعتمد على ذراعها العسكرية لمعالجة مثل هذه القضايا ، دون أي احترام للقوانين الدولية. بل إن التوجه لبناء الجدار مع لبنان، يناقض كل سجل إسرائيل في هذا الشأن ، حيث كانت ترفض إقامة أية حواجز في وجه حرية حركة جيشها في أراضي الغير.. هذا التغير، بحد ذاته، مؤشر على إدراك حكامها، رغم المكابرة العلنية ، بتغير قوانين الصراع في المنطقة.

وإذا كان إسقاط هذه الطائرة ، الذي اعتبره قائد سلاح الطيران اﻹسرائيلي حدث في غاية اﻷهمية منذ العام ١٩٨٢، يمثل علامة فارقة على تغيّر قوانين الصراع في المنطقة ، فإن تأثيره بدا ، ليس فقط على اﻹسرائيليين ، بشكل أو آخر، بل وعلى أولئك الذين راحوا يراهنون بلهفة على التحالف مع إسرائيل ضد شعوب المنطقة وفي مقدمتهم حكام السعودية. فإسقاط الطائرة اﻹسرائيلية أصابهم بالوجوم وصمت القبور، عدا تبني الرواية اﻹسرائيلية بأن قرار إسقاطها هو قرار إيراني!. ومعلوم أن حكام السعودية كانوا قد منعوا ، من قبل، عقد قمة عربية تتخذ موقفا ، حتى ولو شكليا ، ضد قرار ترامب بنقل السفارة اﻷميركية الى القدس، وبدل ذلك، مارسوا الضغوط على القيادة الفلسطينية لقبول بديل عن القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية، لتسهيل نجاح "صفقة العصر" اﻷميركية، لتخليصهم من القضية الفلسطينية التي تقف عقبة أمام تحالفهم العلني والمكشوف مع حكام إسرائيل.

لكن تغير قوانين الصراع في المنطقة لصالح شعوبها بقيادة محور المقاومة الذي يتسع وتتعاظم قدراته ، يعزز من إمكانيات إفشال مختلف مشاريع محور اﻷعداء، من قوى إمبريالية وعلى رأسها اﻷميركية وإسرائيل والرجعية العربية بقيادة حكام السعودية ، بما في ذلك ، بل وفي مقدمة ذلك "صفقة العصر"، بحيث ﻻ يكون مصيرها بأفضل من مشروع "الشرق اﻷوسط الكبير" ، الذي طرحته إدارة بوش اﻹبن مباشرة بعد غزوها للعراق عام ٢٠٠٣. حينها، كان نفوذ الوﻻيات المتحدة وتواجدها في المنطقة أكبر وأقوى بشكل واضح عما هو عليه اليوم، ومع ذلك أفلحت شعوب المنطقة بقيادة محور المقاومة ، الذي لم يكن بدوره ، آنذاك، في مستوى قدراته واتساعه الحالي ، من إفشال ذلك المشروع.

وينبغي اﻹفتراض بأن تكون القضية الفلسطينية في رأس الرابحين والمستفيدين من هذه التطورات اﻹيجابية. لكن تبقى نقطة الضعف
اﻷساسية في موقف القيادة الرسمية الفلسطينية، التي تقف مشلولة اﻹرادة ومربوكة ، رغم أن ظهرها أصبح الى الحائط ، بعد قرار ترامب بنقل سفارة بلاده الى القدس. فحتى قرارات المجلس المركزي اﻷخيرة، لمنظمة التحرير، على تواضع هذه القرارات، تتدخل قيادة عباس لتجميد تنفيذها.

وإذا كانت هذه القيادة قد توصلت، بعد ربع قرن كامل ، الى عبثية المفاوضات مع إسرائيل بأشراف الوﻻيات المتحدة، التي ليست ولم تكن في أي يوم طرفا محايدا أو نزيها، فإن مجرد المطالبة ، باستبدال التفرد اﻷميركي ، بأشراف دولي على أية مفاوضات ﻻحقة ،غير كاف وحده . لقد كشف التصويت في مجلس اﻷمن الدولي والجمعية العمومية للأمم المتحدة حول القدس حجم التضامن الكامن مع قضية شعبنا العادلة؛ لكن تحريك هذا التضامن ،على الصعيدين اﻹقليمي والدولي ، الى أفعال مؤثرة يتطلب، قبل كل شيء ، تحركنا في أفعال حقيقية ضد اﻹحتلال وعلى مختلف الصعد ، ﻻ التنسيق اﻷمني معه ، وتكبيل حركة شعبنا في مواجهة جرائمه التي ﻻ تتوقف لحظة. إن صفعة طفلة كعاهد التميمي ، ﻷحد جنود هذا اﻹحتلال الذين اقتحموا بيتها ليلا، كان كاف أن يحرك موجة واسعة، على النطاقين اﻹقليمي والدولي، من العطف والتأييد لقضية شعبنا العادلة.

وإذا كان تحريك تضامن الشعوب العربية مع قضية شعبنا يكتسب ، اليوم، أهمية خاصة ، في ضوء تخلّي النظام العربي بقيادة السعودية،علنا، عن مسؤولياته تجاه هذه القضية ، رغم كونها قضية قومية، ومخاطر إسرائيل الصهيونية ليست حصرا بالقضية الفلسطينية، واستبدال حكام السعودية هذه المسؤولية القومية بالتوجه المكشوف للتحالف مع دولة اﻹحتلال .. فهل التلميح الخاطف والغامض للرئيس عباس في إجتماع اللجنة التنفيذية اﻷخير، قائلا:" نحن كسبنا العالم ولكن العرب مش معنا وخاصة في المواجهة مع أميركا"، كاف وبخاصة في هذا الظرف ، لتحريك تضامن الشعوب العربية ؟ وأي عرب يعني ؟ أما نزال نتحفظ ، بعد أن درجنا حتى اﻷمس القريب على ترديد " نحن مع السعودية" بسبب وبدون سبب، أن نكاشف شعبنا والشعوب العربية ، بالحقيقة كاملة، ومن هم هؤﻻء العرب ، وباﻹسم، ولماذا "مش معنا"؟ .إن تحريك تضامن الشعوب العربية مع القضية الفلسطينية يتطلب أمرين أساسيين: تحركنا في وجه اﻹحتلال وعلى مختلف الجبهات أوﻻ ؛ وثانيا ،مصارحة شعبنا والشعوب العربية بالحقائق كاملة حول موقف هذه اﻷنظمة وممارساتها الحقيقية.

أما المراوحة في المكان والشلل، في ظروف التطورات العاصفة في المنطقة ، والتي جاء إسقاط الطائرة اﻹسرائيلية مؤشر إضافي على تسارعها، فتعني التقهقر الى الوراء، فهل تدرك ذلك القيادة الفلسطينية، وتكف عن التهرب من مواجهة الحقائق الصارخة؟!



#نعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ﻹسرائيل الصهيونية مستقبل في الشرق اﻷوسط ؟


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نعيم - بداية النهاية لعربدة إسرائيل في المنطقة