أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - لطيفة الحياة - الطماع يصطاده الكذاب














المزيد.....

الطماع يصطاده الكذاب


لطيفة الحياة

الحوار المتمدن-العدد: 5789 - 2018 / 2 / 16 - 17:46
المحور: كتابات ساخرة
    


فتح هـــــاتفه الذكي ثم شرع في عرض صوره أمامي مركزا على تكبير تلك التي تعكس علاقاته مع بعض الحــــــــــــكام والمسؤولين ومن يقتاتون على السلطة. غاب الرجل في عالمه اللامع مفتخرا بوقوفه جنب الوزير الفلاني والسفير العلاني، متباهيا ببدله الرسمية وربطات عنقه المزركشة وابتساماته الملونة أمام عدسات التصوير. وهو في حالة انتشاء حد السكر، رفع رأسه وقال لي: لابد يا لطـيفة من أن تتـــــعرفي على أصدقاء راقـيين ومهمين حتى يرفعونك للفوق.
ضحكت من أعماقي وأجبته دون حرج أو خجل قائلة: سأتجاوز عن اهـانتك هذه، وأرحم مراهقتك يا أيها الرجل المهم الذي ارتفع عاليا وأصبح من أهل الفوق. قال معترضا ومستغـربا: أنا لم أهنك يا لطيفة ولا أرغب في ذلك ولم أنوي فعله حتى. أنا فقط أقدرك وأريد أن أنصحك بالطريقة التي تساعدك على صنع موقعك في هذا المجتمع.
وبكل شجاعة ووضـــوح قلت: أنت أهنتني بإبليسيتك المتعالية التي أنستك نفسك وما كنت تتبجح به قبل قليل من قيم إنسانية سامية. أنت تتحدث عن التواضع والرقي لكنك تعتقد نفسك عاليا ومرتفعا على بقية الناس. تتوهم نفسك أعلى مني كما توهم ابليس نفسه خير من أدم. فإن كان ابليس فضل نفسه على ادم لأنه مخلوق من نار، فأنت تفضل نفسك على لطيفة لأنك التقطت صورا مع الحاكم الفلاني والوزير العلاني. أنت تحتقرني وتصنف نفسك في درجة أعـلى مني. أنت مسكين وضعيف، لأنك تختزل قيمتك في صورك مع هؤلاء وعلاقاتك بهم.
اسمح لي أيها الرجل المهم أن أقول لك: أنت تلعب لعبة قذرة سبق ولعبها ابليس وورثته من كل الأيديولوجيات. تلعب لعبة لعبناها ونحن صغار، حينما كنا نقف على الطاولة ونصرخ في وجوه آبائنا: هيه أنا أطول منك يا أبي. ما زلت وأمثالك تلعبون هذه اللعبة وأنتم في سن السبعينات. تقول: يا أيها الناس أنظروا لي أنا أعلى منكم، لأنني أعرف فلانا وعلانا. يا أيها الناس أنا مهم جدا، لأنني أعرف الرئيس والوزير والسفير والمدير.
أنت وأمثالك تلعبون لعبة قذرة؛ لأنه بصوركم وعلاقاتكم هذه تقتاتون وتعيشون، بل بها تتصيدون ضعاف النفوس كما تتصيد العنكبوت فرائسها فترديهم هياكل جوفاء. أنت وأمثالك تحاولوا أن تلفتوا انتباه الفـتيات لكم حتى يحطنكم من كل جهة طامعات (فيما ليس لديكم). بسلوككم المزيف هذا، تخلقون الجشع وتشجعون الطمع والكذب.
يا أيها الرجل المهم طُعمك لا يستطيع صيد من يرى قيمته في أعماق أعماقه لا في أشيائه وممتلكاته ومعارفه. طـعمك لا يستطيع صيد من يعتبرون الفـوق في الأنــوار والأرواح لا في السلطة والشهرة والمواقع والمناصب والأموال. هيا اذهب العب لعبتك بعيدا عني، حيث تجد من تسقط في فخك ويصطادها طعمك. اذهب حيث تجد من يشاركك الزيف والنفاق والخداع. اذهب حيث يلمع نجمك وتسطع ابليسيتك.
اذهب بعيدا، فإن كنت أنت كذابا فأنا لست طماعة. يا هذا، طُعمك لا يفلح مع من يمتلك قـلبا لا يغريه البريق واللمعان.



#لطيفة_الحياة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال الموت: عندما نَمَتْ روح أبي، مات
- هل خمسة دراهم تغذيك أم لا؟؟؟
- رمضان، حملة التجويع الجماعي
- كل عام وانتم بنفاق
- الله ليس مستثمرا عقاريا
- رفض الانتماء لثقافة الكبش والذبح
- قصة عشق افترسته الذكورية
- حينما نقضي لله ديونا
- انتفاضة في بيت الطاعة
- لماذا عليه أن يعتنق اسلامهم حتى يتزوجني؟
- اعتقدت نفسها، ستفترسه فافترسها
- سئمت صداقة الصغار
- تأملات في الربيع العربي
- التقنية، نبي التغيير الذي حطم فراعنة الاستبداد
- وطن دكتورة معطلة ومعتصمة امام قبة البرلمان.
- تفاعلا مع المعرض الفتوغرافي للفنانات السعوديات
- رسالة مفتوحة: من دكتورة معطلة للسيد فؤاد عالي الهمة
- مستقبل الاطر العليا المعطلة مع هراوات اسبانيا وبشارة الكامير ...
- بطالة الشواهد العليا بالمغرب و معادلة-الله وما كليتي العصا ل ...
- بطالة الشواهد العليا في المغرب/بين المقاربة الامنية واستحقاق ...


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - لطيفة الحياة - الطماع يصطاده الكذاب