أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عوني المشني - المعركة الاخيرة قبل التسليم بحقوق الفلسطينيين















المزيد.....

المعركة الاخيرة قبل التسليم بحقوق الفلسطينيين


عوني المشني

الحوار المتمدن-العدد: 5788 - 2018 / 2 / 15 - 22:01
المحور: القضية الفلسطينية
    



علمتنا تجارب الدول الاستعمارية مجموعة حقائق ، الاولى ان المنطق ولغة العقل ليس هو الوسيلة التي تقنع المستعمرين بانهاء احتلالهم لاراضي الشعوب ، فخمرة القوة تذهب بعقل المستعمرين وتجعلهم لا يستمعون لأي منطق معتقدين ان قوتهم فقط هي " المنطق " الوحيد والذي يستطيع فرض رغباتهم ، ما يقنع المستعمرين بانهاء استعمارهم هو الصدمة التي توقظهم من سكرة القوة او باليأس حيث تذهب كل محاولاتهم لفرض منطق القوة ادراج الرياح وذلك عبر صمود عالي للشعب الخاضع للاستعمار واستعداده للتحمل بثبات وبدون تراجع مما يجعل المستعمر يسلم يائسا بحقوق الشعوب . تجارب التاريخ فيها من الدروس ما يكفي ، واذا كانت الهند قد انتصرت بعد يأس الاستعمار البريطاني نتاج قوة شكيمة الشعب الهندي ، فان الصدمة من عنف مقاومة الفيتناميين هي التي أرغمت امريكيا على الانسحاب تجر أثواب الهزيمة .
اسرائيل دولة استعمارية لها خاصيتها المختلفة ، ربما كونها بتأسيسها تمثل وجود كولونيالي يصعب المسألة اكثر ، ولكن في النهاية فان المنطق العقلي هو ابعد ما يكون عن تفكيرها ، لنراجع مثلا متى رضخت اسرائيل عبر تاريخها ؟؟؟ عام 1956 أرغمت صاغرة تحت التهديد الامريكي ان تنسحب من سيناء وغزة ودون اي شروط إدراكا منها ان امريكيا الصاعدة كأكبر قوة عالمية لا يمكن العبث معها ، بعد صدمة حرب أكتوبر 1973 حيث ازالت الصدمة بعض من نشوة حرب حزيران 1967 واضطرت عبر اتفاقيات سياسية ان تنسحب من كل شبر من سيناء ، ايضا وبعد ان أجبرتهم المقاومة اللبنانية انسحب الاسرائيليين من لبنان خائبين يقطرون دما ، وحتى اتفاقيات اوسلوا فقد جاءت بعد فشل مدوي للاحتلال امام الانتفاضة الاولى التي يأس الاحتلال من خلالها عن كسر إرادة شعبنا . لكن كل هذا لم يكفي لأحداث التأثير الكافي للتسليم بالحقوق الفلسطينية .
والان ؟؟؟!!!!!
الان اسرائيل وبدعم امريكي تحاول جاهدة الالتفاف على قوانين التاريخ والمنطق بتشريع الاحتلال ، صفقة العصر هي الطلقة الاخيرة في جعبة الاسرائيليين قبل الاستسلام للحقوق الوطنية الفلسطينية ، ودائما المعارك التي تسبق الاستسلام لارادة الشعوب هي أقساها وأكثرها صعوبة ، لهذا لا عجب ان تأتي صفقة العصر بصورتها الحادة هذه ، تصفية كاملة للقضية الفلسطينية وتجاوز كامل لحقوق الشعب الفلسطيني ، هي محاولة " للتنفيذ ، وليس للنقاش " بمعنى فرض الامر الواقع بقوة الاحتلال الغاشمة ، في ظل تفاقم الازمة الاستراتيجية لاسرائيل بفعل الديمغرافيا حيث اصبح اكثر او اقل قليلا من نصف السكان في فلسطين التاريخية فلسطينيين ، وبفعل تشكل جبهة ممتدة من ايران حتى بيروت مرورا ببغداد ودمشق ، جبهة وان لا تمتلك مقومات النصر الساحق فإنها تمالك مقومات جعل الحرب عالية الكلفة باكثر مما تحتمل اسرائيل ، في ظل هذا الوضع تأتي صفقة العصر كمحاولة للوي عنق التاريخ والمنطق ، هروب الى الامام من الاستحقاقات الاستراتيجية هي صفقة العصر ، هروب فاشل بامتياز ، فكل مقومات فشل الصفقة متوفرة ، ربما ان الدهشة قد عقدت السنة التحالف المشبوه الذي سيولد من رحم صفقة العصر هذه ، فالهبة الجماهيرية التي عمت العالم اجمع وعزلة امريكيا واسرائيل في موقفه شبه وحيدين مؤيدين وزاعمين للصفقة المؤامرة ، كل ذلك وضع علامات استفهام كبيرة على مقدرة اطراف صفقة العصر على تنفيذها ، ، اكثر من هذا كانت المفاجئة الحقيقية هم الفلسطينيين ، فالفلسطينيين بكل ضعفهم يتحدون الادارة الامريكية برفض صريح وحاد ومن مختلف ألوان الطيف الفلسطيني ، هذا وان لم يحطم صفقة القرن فقد ضرب الهيبة الامريكية في مقتل ، هذا يجعل الموضوع ليس بالسلاسة التي توقعها الأمريكيين والاسرائيليين . وحتى الإغراءات المادية لمدتؤتي نتائج كما هو التهديد ايضا .
ان فشل صفقة القرن لن يتم بالصدمة بل بالتآكل التدريجي اولا ، وبالتراجع التدريجي الامريكي ثانيا ، وبفقدان الثقة الاسرائيلية بقدرة امريكيا على تحقيق اختراق في الموقف الفلسطيني .
نحن امام مشهد تبدوا فيه الازمة الفلسطينية الانية الحادة تقابلها الازمة الاستراتيجية الاسرائيلية المزمنة ، صفقة العصر هي محاولة لتعميق الازمة الفلسطينية وتحويلها الى ازمة استراتيجية ولإنهاء الازمة الاسرائيلية الاستراتيجية ، لكن الذي لم يدركه هؤلاء ان الصفقة هذه انقذت الفلسطينيين من أزمات ، أنقذتهم تفرد امريكيا كوسيط وحيد ، أسقطت اوهام السلام الامريكي الاسرائيلي وأزالت اي ضغط عربي على الفلسطينيين ، جعلت من رفض صفقة العصر رؤية عربية اسلامية وعالمية وبالتالي حققت اجماع منقطع النظير حول الحق الفلسطيني واما القدس فلم يعد موضوع فلسطيني فحسب بل عربي واسلامي ، بالمقابل وان كانت امريكيا قد شرعت ضم القدس فالعالم باجمعه باستثناءها قد رفض هذا التشريع ، هذا يعني ان امريكيا لم تحل ازمة لاسرائيل بقدر ما ساعدت الفلسطينيين على تخطي الازمة .
ان تكون بداية التراجع خجولة كقول ترامب ان نتنياهو يكذب بشأن الموافقة الامريكية على ضم الضفة كذلك قوله ان لديه شك ان الاسرائيليين يرغبون بالسلام ، هذا مؤشر على بداية التراجع وان بدا بسيطا .لن تكون بداية التراجع سريعا وان كان هادئا يضاف على عدم اقدام اي طرف عربي متورط سريا بتلك الصفقة المؤامرة على الجهر بموقفه " المؤيد " لها ، وربما ان الحراك السياسي حتى داخل مجلس النواب الامريكي المتشكك حتى الرفض في إمكانية وجدوى صفقة العصر يساهم في هذا التراجع . هذا يعني ان اخر سهم في جعبة الاسرائيليين قد اخطأ مرماه . وعندما تصل الامور الى هذا المستوى فان البحث عن مخارج سيكون هو الهدف الآتي .
السؤال : ما الذي يفترض عمله للوصول الى حالة التسليم الكامل بالحقوق الوطنية الفلسطينية ؟!!! اقل ما يمكن عمله هو تعزيز الصمود الفلسطيني اولا ، وثبات الموقف السياسي ، وعدم التسرع في البحث عن حلول سياسية ، وتعزيز المقاطعة وتحويلها من مقاطعة الاستيطان الى مقاطعة النظام الاسرائيلي العنصري ، وطبعا فان وحدة شعبنا في المقام الاول . هذا وان يبدوا قليلا فانه يحتاج الى جهد حقيقي ومسئول وحكمة عميقة ومقدرة عالية على التحمل .
لكن استمرار الحراك الفلسطيني السياسي وعلى مستويات مختلفة عمل له ضروراته ، وحتى فان التحرك على مستوى الداخل الامريكي والاسرائيلي يبدو انه له من الأهمية الكبيرة لتعزيز الشكوك في فشل الصفقة ولكن هذا التحرك يفترض ان يكون على ارضية الرفض الحاسم لهذه الصفقة وليس نقاشها .



#عوني_المشني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يقول الجيش الاسرائيلي لا للحرب الان
- الأسئلة المربكة في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي
- الكونفدرالية : دولتين في وطن واحد خيار الجمهور العادل والممك ...
- من يجرؤ ؟؟!!! شعبنا يفعلها
- الخطئان القاتلان الذين يجب على الفلسطينيين عدم اقترافهما
- ازمة الحكم والتطور في الوطن العربي
- التطبيع ، النضال في الوسط الاسرائيلي ، اوجه الشبه والاختلاف
- الدولة الديمقراطية الواحدة على ارض فلسطين التاريخية : الهدف ...


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عوني المشني - المعركة الاخيرة قبل التسليم بحقوق الفلسطينيين