أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شيرين الهيشري - مركزة الدائرة














المزيد.....

مركزة الدائرة


شيرين الهيشري

الحوار المتمدن-العدد: 5788 - 2018 / 2 / 15 - 10:09
المحور: كتابات ساخرة
    


تربع الرجال على سجاداتهم ليكونوا بتجمعهم دائرة وسطها مفقود . دخان السجائر يملأ الهواء و خمر رخيص مسكوب في كل مكان . تولد بينهم راقصة من العدم في منتصف الثلاثين بوجه تائه و عيون عذراء. نهداها اللذان خرج نصفهما من فستانها الرمادي مازالا مثيرين بالرغم أنهما بدأ في الترهل , جسدها مازال يسيل لعاب الناظرين . تتربع مثلهم , في الوسط , هي مركز الدائرة الأن .تفتح ذراعيها و كأنها مستعدة لأن تدق المسامير في يديها و ترفع على الصليب .تطيل البقاء في تلك الوضعية و كأنها تشوق المشاهدين الذين انغرست أبصارهم تتفحص تفاصيل مركز الدائرة ناسين السجائر المشتعلة التي أكلها الهواء من بين أصابعهم و ناسين سبب وجودهم و كيفية جلوسهم و ناسين الشعور بالذنب الذي راودهم لأنهم لم يركعوا لرب ما بعد و ناسين أنهم لم يلقوا لوم وجودهم في هذا المكان على الشيطان (لأول مرة). أو ربما هي تطيل البقاء في تلك الوضعية لأنها نسيت أيضا أنها هناك لتمتع غرائز الناظرين بجسدها و نسيت أن من سيدفع أكثر بعد رقصتها ستكون هديته لهذه الليلة , ربما هي نسيت كل هذا و عادت لخمسة عشر سنة مضت , عادت لليوم الأول الذي لمس فيه جسدها لأول مرة عادت لليوم الذي قررت أن تسمح لرجل ما تحت مسمى "الحب" أن يقرر حياتها ربما هي عادت لليوم الذي طردت فيه من جنتها من منزلها الأول لتجد نفسها تسمح للجميع بالمرور منها مادام يدفع مالا يرضي فارس أحلامها حتى يتمكن من اشتراء فرس و أميرة لتصعد خلفه ... تبدأ الموسيقى و يبدأ جسدها بالميلان لينطلق منها صوت غناء و كلمات تنسج ماضيها و دموع تحرق خديها و خصرها يهتز. مركز الدائرة يرسم بحركاته نديب و نواح و محيط الدائرة أصم أمام الكلام الذي يروى و لا يفهم الألم الذي يتحرك . هي ترقص الحزن و الناظرين قتلهم ميلان خصرها إلا جزء فيهم بقي مستيقظا ينتظر انتهاء الرقصة حتى يخترق ثقبا يشبهها...



#شيرين_الهيشري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شيرين الهيشري - مركزة الدائرة