أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا عبد الحميد أحمد - جبل الفساد التراكمي














المزيد.....

جبل الفساد التراكمي


داليا عبد الحميد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5785 - 2018 / 2 / 12 - 15:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



ما هو الفساد التراكمي ولماذا يزيد رغم كل شعارات وفاعليات محاربته؟
الفساد في وجود الإستعمار مبرر ولكن ما مبرره بعد زوال الإستعمار والثورة علي الإستعمار والفساد؟!

الفساد التراكمي ببساطة نتاج نظام سياسي مستمر بدأ بثورة يوليو حيث تنتج كل سلطة طبقة جديدة فيه ولان ما يتغير هو المزاج الفوقي فالفساد مستمر ومتوغل ومتزايد
الفساد نتاج سلطة مطلقة متمركزة لا تحاسب تبدأ في حياتنا بالبيت وتنتهي بالنظام السياسي
ولكنها بالاساس بدأت بالنظام السياسي هو من وضعها فوق كل ما هو أدني منه

ليصبح الفساد نظام وتربية وسلوك وتراكم وقتها يكون الحديث والعمل علي محاربة الفساد فساد جديد في حد ذاته

الفساد هدر الحقوق والواجبات بعرف الإستقواء والتخلف

بدأ الفساد بمحاولة الحاكم السيطرة علي كل شئ أكبر منه فالطرق التي اعلنها لا تحقق غرضه فإخترع الطرق الملتوية والكاسرة لكل من يخالفه لإحتكار الحياة السياسية في كل مكان ومحو البديل له
-فظهرت أول طبقة من الفساد سياسية أمنية "يا معانا يا علينا" في كل مواقع العمل يتم اختيار افراد ليكونوا عيون النظام وأذنه وينقلوا تقارير عن زملائهم وبأسلوب العصي والجزرة تحقق ذلك فعلا ونجحت أول سياسة في تصعيد الولاء علي حساب الكفاءة ودمر قيمة الشخص المناسب في المكان المناسب وأستبدل بالعشوائية الفوقية والطاعة علي حساب المهنة والحرفة

-ثاني طبقة تم اضافتها للأولي سياسة عباءة الدين "الدين هو الحل" فكل شئ تدين ليصعد بسهولة ويعبر عن اخلاق اعلي وظهر نتيجة ذلك ان الأديان صعودها للقضاء علي العقل واتهامه بالكفر

-ثالث طبقة تواكبت مع فساد تجاري شامل مدمر للإنتاج في كل شئ وكل مكان أخل بتوازن الطبقات ماديا حيث انتفت قيمة المهن والحرف امام الثروة ونتجت سياسة "بكام تبيع اللي عندك"

-رابع طبقة تم اضافتها هي الطبقة فوق المتوسطة وهي المساعدة والذراع الاساسية والفاعلة لحفنة السلطة ورجال أعمال السلطة وعيب هذه الطبقة ان مهمتها الأولي هي التلاعب العبقري بالمهن والحرف وتطويعها لصالح تلك الحفنة لتحتكر الأعمال وتلغي منافسة الاعمال الحرة وهي سياسة "مهنة من لا مهنة له "

-رابع طبقة تم اضافتها النخب الموالية هي استخدام جديد للطبقة فوق المتوسطة بعد تعرية النظام وفساده المالي والسياسي والاجتماعي وهذا الاستخدام والمهنة هي عزل السلطة وحمايتها وتجميل وجهها بالوهم والكذب علي العامة وتعلية صوت الإنجازات والصعوبات والتحديات والبناء والمؤامرات فيكره العامة كل من يفند او ينتقد الواقع ويتهمه بالتخوين ويجب أن تكون تلك النخب الموالية فاسدة حتي تعمل بجد واجتهاد طالبة الأمان والحماية لذاتها ومزيد من المكاسب والميزات وإعلاء سياسة "الإستقطاب الحاد"

التراكم من الفساد ليس فقط نهب اموال وتربح نظير تمام الخدمة بشكل سريع والأساس ليس به خلل ولكن الكارثة عدم وجود الخدمة والسوق بشكل صحيح وضياع الموارد والعقول بتدمير تدريجي داخل كل المهن والحرف فكل مهنة من يعمل بها يكمل تدميرها كسابقه وان ظهر من يعمل لصالح المهنة نراه شخص غريب اما نقول عنه له غرض من ذلك خطير غير معلن او شخص المهدي المنتظر
فأصبح الأصل ان كل فرد يعمل بلا رقابة ولا ثقافة وخاصة لو من دائرة الولاء والمال والنخب الموالية فهو آمن في فساده

فلو نخب كل مهنة وحرفة كقدوة يعلمونا كيف ترضي السلطة علي حساب المهنة وكيف تصعد سريعا في المناصب والثروة بالولاء ولا تحاسب وكيف تقول شعارات وتقسم بقسم المهنة وتعمل عكسها

فلا عجب ان نجد الفساد من اعلي لأسفل ومن اسفل لأعلي معلم ومدرب وطبيب ومهندس وضابط قاضي ومحاسب ومحامي صحفي اعلامي تاجر صانع زارع رجل دين وعامل ومدير ووزير ورئيس
في البيت والشارع والمدرسة والعمل والحكم

فكل شخص يريد الآن ان يبقي علي فساد مهنته ويتكتم علي الفساد لأمنه ومصلحته الشخصية ويشتكي فساد المهن الأخري وكل شئ حوله
وما وصلنا له اننا نري كل شخص يعمل ضد قَسم مهنته حتي الاجهزة الرقابية ولا توجد مؤسسة أو مهنة خالية من الفساد
وصلنا بالفساد التراكمي ان كل شخص في مهنته كمن يسرق بيته و ليس بيت آخر
وذلك منبعه السلطة المطلقة في كل موضع المحرم سؤالها عما تفعل
ونتاج ذلك النظام السياسي هو غياب وعشوائية دور الثقافة والقانون في حماية الجميع وتطويرهم للأفضل واستبدال ذلك بالتخلف والاستقواء
ولذلك لا توجد مهنية حقيقية بل هناك شبكات علاقات وشللية تؤمن إحتياجات كل منا من المعلومات والخدمات والمصالح
لدرجة ان اصبح طبيعي ومعتاد ان ذات المهنة والحرفة تقدم من نفس الشخص بأكتر من مستوي مختلف حسب علاقته ومصلحته مع الشخص المقدم له المهنة أو الحرفة

الحل الأساسي لهدم جبل الفساد التراكمي هو:
-الاهتمام بالمهارة والإتقان والجدية والمحاسبة وتطويرهم في كل مهنة وحرفة من قمة الهرم بالقانون ودوام المحاسبة ومن أسفله بالتعليم ودوام التدريب ولا يستثني من ذلك أحد

لذلك أري أهم المهن التي تضبط وتطور الدول والمجتمعات المتقدمة والساعية للتقدم هي منظومة التعليم والقانون
فالتعليم أقوي الأسلحة والقانون آخر الحصون



#داليا_عبد_الحميد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعوب خام وشعوب ناضجة
- دائرة الإصلاح الديني الجهنمية
- التعليم المصري عقبة بن نافع وتاريخ الخلافة
- من أكثر كذب وقذارة الدول المتقدمة أم المتخلفة؟
- جمهوريتنا إمتداد من الخلافة العربية الإسلامية
- التشوه الإنساني في العالم الثالث
- فخ السلطة الدينية وتجديد الإرهاب الديني
- القتل الديني
- جربت أن ...
- بين التعليم المرفوض المفروض والمرجو
- الموت الديني الإكلينكي
- أفلام علقت بالواقع
- الأديان الإبراهيمية والتاريخ والقتل
- برقيات للعام الإقتصادي من هنا وهناك
- لا خوف من الفشل
- لإيجاد عسكري أقرب للعلمانية !؟
- فصل الدين عن المال والسياسة
- المرأة والديانة المسيحية بين التدمير والتنوير
- التجربة الإسرائيلية أم التجربة السعودية ؟!..
- التعارف


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا عبد الحميد أحمد - جبل الفساد التراكمي