أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - طلال الربيعي - تحالف -سائرون-! (4)















المزيد.....

تحالف -سائرون-! (4)


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5783 - 2018 / 2 / 10 - 02:16
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


تحدثث في الحلقة الثالثة عن التشوش والضبابية اللذان يخلقهما مفهوم الدولة المدنية كمصطلح عائم, حاله حال المصطلحات والشعارات الاخرى التي يستخدمها الحزب التي يدعو لها هو بمفرده او من خلال تحالف سائرون. وزعمتٌ ان المصطلح غير مفيد بالمرة لكونه, بالضبط, ضبابي وغير واضح المعالم. وتسائلت ايضا هل ان المعني بالدولة المدنية هي الدولة العلمانية, وحاولت لاحقا الاستعانة بتصريحات مسؤولي الحزب الشيوعي العراقي انفسهم, كما مثلا في مقابلة سكرتير اللجنة المركزية للحزب, السيد رائد فهمي
https://www.youtube.com/watch?v=5A-8K5fLsbw&index=4&list=PLUEhTSp36K_HH2d5DHDlWYVoasKAh38OZ
لفهم الموضوعة, فلم تسعفني المقابلة, بل بالعكس فهي ساهمت في تعقيد الامور وجعل المصطلح اكثر غموضا بدرجة لا تحتمل, وذلك لسببين على الاقل لم تتطرق اليهما المقابلة, مما يدعو فعلا الى الاستغراب على اقل تقدير!

الاول, ان الدستور العراقي ينص على ان الاسلام مصدر للتشريع ودين الدولة. ولكن الدولة كما نعلم كيان معنوي وهي لا تصلي ولا تصوم ولا تحج, والفرق بين الفرد ككائن امبريقي (وخصوصا بعرف الماركسية وكل النظريات المادية) والدولة ككيان معنوي هو ليس قضية منطقية شكلية بحتة, بل ان طمس الاختلاف بين الاثنين يجعل مفهوم دولة المواطنة الذي يدعو اليه الحزب بمفرده او من خلال تحالف سائرون لا معنى له بالمرة. ففي دولة المواطنة لا يمكن لشمولية الدولة (والدين بالتأكيد شمولية) الغاء الفرد بحجة دستورية لا تبيح له ان يخلق هويته ومعتقداته الخاصة, وتحيل بذلك التفكير الى تكفير! والشمولية لا تقتصر فقط على احلال الدولة محل الفرد /ألمواطن, بل انها تجسد نفسها ايضا من خلال احتواء العراق على ديانات اخرى واناسا غير متدينين, وليس من العدل او الانصاف او الديموقراطية فرض دين الاسلام عليهم. والاغواء ييدو مبررا عندما نقارب دستور العراق بشريعة داعش, فالفرق بين السلطة (الناعمة!) للدستور و(الخشنة!) لشريعة داعش امر نسبي وهنالك الكثير من التداخل, فقبل ايام اعتدت عصابات على محلات لبيع ادوات موسيقية في البصرة بحجة ان الموسيقى مخالفة لتعاليم الاسلام.
عودة للقوى الظلامية في البصرة لمحاربة كل الفنون والنشاطات الفنية والفنانين
https://www.facebook.com/100014352636486/videos/340464056442013

وكما قلت سابقا ليس هنالك من اسلام بدون طائفة. وبالتالي فالدستور العراقي يمهد الارض الخصبة للطائفية بنصه ان الاسلام دين الدولة. ان الدستور طائفي لكونه اسلامي, ومن المستحيل التخلص من المحاصصة الطائفية بدون تغيير الدستور الذي يتحكم بالعملية السياسية.

السبب الثاني هو ان الحزب وافق على قرارات بريمر النيوليبرالية, وبذلك, شاء ام ابى, (ساهم في) خلق حالة يغذي فيها الدين والرأسمالية النيوليبرالية احدهما الاخر, ونحن ندخل بذلك في حلقة مفرغة لا يمكن كسرها بدون الغاء تشريعات بريمر, وهذا لا يبدو امرا موضوعا على جدول اعمال الحزب او تحالف سائرون, حاله حال عدم تغيير الدستور!

فالرأسمالية, وكما هو معروف, تحيل كل شيئ الى بضاعة. والبضاعة حسب ماركس ليست فقط موضوعة امبريقية بل انها تحتوى ايضا جانبا ميتافيزيقيا او دينيا, اي اسقاطا projection نفسيا. فالبضاعة تشترك مع الدين في خاصيتين: كلاهما من خلق البشر, ولكن كلاهما يٌنسب اليهما سلطة تضعهما فوق البشر وتجعلهما قادرتين على التحكم فيهم. وحسب Wendy Brown
neoliberal rationality deifi-----------------------------------es the market itself in unprecedented ways and for unprecedented domains of human existence
Wendy Brown - Is Marx Secular - Qui Parle 2014
صفحة 121
https://www.scribd.com/document/321692501/Wendy-Brown-Is-Marx-Secular-Qui-Parle-2014
"إن العقلانية النيوليبرالية تقدس (تضفي صفة القداسة) على السوق نفسه بطرق لم يسبق لها مثيل وفي مجالات غير مسبوقة من الوجود الإنساني."

وغياب الموضوعتين في المقابلة يستدعي في ذاكرتنا في الحال دروسا اولية بخصوص الديالكتيك بان ما لا يقال هو بنفس اهمية ما يقال, بل وحتى اكثر اهمية. وفي هذا الخصوص يروي لنا الفيلسوف الماركسي والمحلل النفسي سلافوي جيجك مزحة (مرة!) تتعلق باستعداد الولايات المتحدة لغزو العراق حيث اتصل رامسفيلد, الذي كان وزيرا للدفاع في عهد بوش الابن, بزعماء الدول الاوربية وحثهم على الاشتراك مع حكومته في غزو العراق للبحث عن اسلحة الدمار الشامل, فرد عليه الاوربيون ببعض الاستحياء والتردد بانهم لا يملكون القدرات التقنية اللازمة للبحث عن هذه الاسلحة, فرد عليهم رامسفيلد بان هذا ليس بمشكلة لانه ليس هناك اسلحة دمار شامل اصلا.
Slavoj Zizek - A New Kind of Communism
https://www.youtube.com/watch?v=QARALafdWUI
"نوع جديد من الشيوعية"

وفي المقابلة ذكر السيد رائد فهمي ان حزبه دخل في تحالف سائرون مع الصدر لان الاخير طرق باب حزبه, وذكر ايضا لو كان الطارق هو نوري المالكي لاستجاب له الحزب كما استجاب للصدر! وهذا يثبت من جديد على ان المزاعم بان الحزب تحالف مع التيار الصدري لكونه من الاسلام السياسي المعتدل, او لان جماهير التيار هي نفس جماهير الحزب, او لان احتجاجات ساحة التحرير قد قاربت بين الحزب والتيار, قد تم محقها وسحقها بضربة قاصية من قبل السيد فهمي.

فالتحالف هو تحالف فوقي من اجل السلطة فقط ولا غير. والا لماذا لم يبدء التحالف على مستوى القواعد؟ فالسيد فهمي يقول ان تقاربا كبيرا حصل بين اعضاء حزبه وتيار الصدر في مناطق شعبية في بغداد مثل الثورة والشعلة والحرية, مما مهد لعقد التحالف. ونحن نتسائل لماذا لم يؤدي هذا التقارب الى فعل ميداني ملموس على صعيد تحسين الخدمات والاوضاع المعيشية لسكان هذه المناطق الشعبية على الاقل؟ اليست المدينة التي تحمل اسم الصدر هي من اتعس احياء ومدن بغداد او العراق او حتى عالميا علي مستوى الخدمات والسكن والمستوى المعيشي؟ فاذا كان التيار قد فشل فشلا ذريعا في تحسين وضع احد احياء بغداد, بل ان سوء وضع الحي في تفاقم مستمر, فكيف يمكن للتيار, بتحالفه او بدونه, ان يزعم بامكانيته باصلاح الاوضاع على مستوى العراق باكمله؟ علما ان تيارالصدر بادر الى الاشتراك بالعملية السياسية مبكرا, وبعد فترة استعراضية قصيرة بالتظاهر بكونه ضد الاحتلال, الى ان قامت السفارة الامريكية العرمرمية في بغداد بقرص اذنيه واهداءه الى السراط المستقيم! وهل هناك سراط مستقيم غير سراط العم سام الذي ممثله ترامب قد اختاره المسلمون الآن زعيما لهم في مؤتمر القمة الاسلامية الاخيرة في الرياض؟ وهي عاصمة نفس الدولة التي يحكهما خادم الحرمين التي زارها الصدر هو الآخر قبل اشهر, حيث تقول الاخبار
"مقتدى الصدر يزور السعودية ويلتقي ابن سلمان
30/7/2017
ويتزعم الصدر التيار الصدري -الذي يشغل 34 مقعدًا بالبرلمان- ولديه جناح مسلح يحمل اسم "سرايا السلام"، وهو أحد فصائل الحشد الشعبي الشيعي الذي يقاتل إلى جانب القوات العراقية ضد تنظيم الدولة الإسلامية."
http://www.aljazeera.net/news/arabic/2017/7/30/%D9%85%D9%82%D8%AA%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D9%8A%D8%B2%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%8A%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%8A-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86

وترامب زعيم المؤتمر الاسلامي هو نفس ترامب الذي تقول عنه مرشدته الروحية ان الله هو الذي اوصله الى السلطة ووضعه فيها
Trump s Religious Adviser Says He Was Put In Power By God
https://www.facebook.com/NowThisPolitics/videos/1908165509214930/

ونحن لا يراودنا شك ان الله الذي تتحدث عنه المرشدة الروحية لترامب هو نفس الله الذي حلم به بوش الابن وأمره بغزو العراق, فغزى العراق وبحجج كاذبة وكما يشرح ذلك Jon Schwarz بتفصيل في مقاله الحديث الصدور الآن في صحيفة The Intercept
Lie After Lie: What Colin Powell Knew About Iraq 15 Years Ago and What He Told the U.N
https://theintercept.com/2018/02/06/lie-after-lie-what-colin-powell-knew-about-iraq-fifteen-years-ago-and-what-he-told-the-un/

ولكن تحطيم بلد باكمله و قتل وتشريد الملايين من افراده لا يستحق سوى حاشية صغيرة في كتب التاريخ التي يدونها مؤرخو العولمة! ونحن من اجل ان نؤدي واجبنا, علينا ان نذّكر ايضا, وعسى ان تنفع الذكرى, ان الله ترامب والله بوش هو الله الامبريالية الذي تضع هي ثقتها فيه (ولم لا؟ قد يسأل سائل! الم يحطم لهم الله الشيوعية الملحدة بانهيار الاتحاد السوفيتي واتباعه في اوربا الشرقية؟), وكما تذكر ذلك العبارة التي يحملها الدولار الاميريكي
In God We Trust
"في الله نثق!"

وللذين يزعمون بافول عصر الامبريالية, نود ان نقول ان الامبريالية وربها لا تعترف كما يبدو بما يزعمون, فترامب يواصل تحركاته وكأنه رب العالمين, ان لم يكن بالفعل صنوا له! والا لماذا اختار اكثر من مليار من المسلمين, وبضمنهم آيات الله وحججه ومشايخه, ترامب, الذي اختاره الله ليضعه في السلطة, رئيسا لهم؟

كما اننا ايضا نسأل من يزعم بافول عصرالامبريالية: لماذا تحتفظ اذن الولايات المتحدة باكثر من 900 قاعدة عسكرية في 153 دولة من دول العالم
https://www.facebook.com/thefreethoughtprojectcom/videos/2028032367417020/
وبضمنها 12 قاعدة في العراق؟
US Military Bases in Iraq
https://militarybases.com/overseas/iraq

ان تحالف سائرون هو تحالف فوقي, والا ما الذي منع ان يكون هناك تحالفا اوليا على مستوى قطاعات محدودة مثل مدينة الصدر ولتحقيق برنامج اصلاحي معين فيها ومن ثم يجرى تعميمه على مناطق اخرى ومستويات اعلى وكتجربة ايضا لتعلم الديموقراطية كممارسة وليس وفق اوامر يصدرها القائد لرعاياه: اشلعوا واقلعوا! ادخلوا المنطقة الخضراء وبرلمانها واخرجوا كما دخلتم-وذلك في حركة مسرحية بائسة لاستعراض العضلات ولخداع ضعاف العقول, ان كان هناك اصلا من عقول!

واذا اثبت التحالف المحلي فعاليته وايجابيته يمكن عندها تعميمه على مناطق اخرى او بمستويات اعلى. لماذا على الديمقراطية في العراق, وخلافا لكل بقاع العالم, ان تهبط على الارض من فوق ومن السماء؟ هل ماركسية الحزب الشيوعي هي ثيولوجية تبشيرية ام نظرية علمية للمسحوقين والمهمشين الذين يصنعون تاريخهم بانفسهم,ولا يصنعه لهم اشخاص مثل بوش باوامر الاهية او مقتدى الصدر الممثل لولاية فقيهه او لولاية صاحب الزمان؟ فاذا كانت هذه هي الديموقراطية, فنحن نقول انها ليست ديموقراطية: انها صنو للديكتاتورية, او حتى الفاشية, التي تتبرقع ببرقع الديموقراطية. انها المسخ الذي يتفوق مَسَاخة حتى على مسخ كافكا. انها ليست ديموقراطية بشر احرار. انها تقهقر الى عصر العبيد ودولة العبيد لم ولن تكن دولة المدنية, بل انها, اذا سمحنا لانفسنا, باستعارة تعبير روزا لوكسمبورغ, دولة البرابرة.

ودولة البرابرة هي النقيض للمشروع الشيوعي ولاممية النضال على مستوى البلد المعني او عالميا. ففي المقابلة يعلل السيد فهمي وجود حزب شيوعي كردستاني بوجود اقليم كردستان, وعندما سأله محاوره هل يعني هذا انه سيكون هناك حزب شيوعي آخر لو ظهر اقليم سني, فتلعثم السيد فهمي واجاب بنعم! ونحن لا نتوخى تكرار القول ان هدف العولمة ونيوليبراليتها هو تحطيم الحركة الشيوعية والحركات المناهضة للعولمة وافسادها وتقويضها من الداخل, او باتباع سياستهم العتيدة "فرق تسد !", وقد ورد ذلك على لسان اعلى المسؤولين في الادارة الاميريكية الحالية وفي الادارات السابقة. ويبدو ان الحزب الشيوعي العراقي قد حقق قدرا لا بأس فيه في تشظية الحزب, واننا لا نفهم ايضا لماذا يعتبر الحزب نفسه حزبا شيوعيا لكل العراق بوجود الحزب الشيوعي الكردستاني المستقل عن الحزب الشيوعي العراقي!

وفي المقابلة يعترف السيد فهمي, مضطرا بالطبع او بدون قصد, بفساد مسؤولين في التيار الصدري, ولكنه يسارع الى "طمطمة!" الموضوع والتخفيف قدر الامكان منه بقوله بان الصدر قد اظهر استنكاره لفساد اتباعه و تبرأ منهم (يا سلام!). نعم, تبرأ منهم وكما يحصل عندما تتبرأ عشيرة من احد افرادها, ونحن لا نحب ان نكون "نقناقيين" او مهوسين بالتفاصيل, ولكن, وكما يقال, الشيطان يكمن في التفاصيل! وكلام السيد فهمي هو كارثة بكل معنى الكلمة وخصوصا اذا ما اقترن هذا بالرغبة المعلنة في انشاء الدولة المدنية او دولة المؤسسات! ونحن نسأل السيد فهمي وحزبه: هل يكفي في دولة المؤسسات في ان يُعاقب المفسدون في التيار بان يقوم زعيمهم بالتبرء منهم؟ الا يستدعي الفساد حسابا قانونيا ومن قبل مؤسسات قضائية؟ لماذا لم يقم الصدر, وبحكم مسؤوليته كقائد للتيار, بتقديم ملفات فساد اتباعه الى ما يسمى هيئة النزاهة او المدعي العام او اية جهات قضائية اخرى للتحقيق القضائي الشامل والمحايد فيها واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بحق الفاسدين حالهم حال الآخرين-دولة مواطنة؟ اليس هذا هو الاجراء المتبع عادة في دولة المؤسسات؟ فمن خول الصدر في ان يتكلم باسم القضاء والدولة العراقية وبحسب اي عرف وبموجب اي قانون؟ اليست اجراءات الصدر هي النقيض الكامل لما يجب ان يكون عليه الحال في دولة المؤسسات؟ ثم هل ان الفساد هو قضية فرد او افراد فقط ام فساد شامل للعملية السياسية من رأسها الى اخمص قدميها, وفساد اعضاء التيار الصدري هو احد مفرداته؟

ونستطيع ايضا ان نستفسر هنا, وعلينا ان نستفسر, كيف يمكن لنا ان نتعرف على دور الصدر في فساد اتباعه (ام هو معصوم عن الخطأ او الفساد؟), فهو كان ملما بما كانوا يفعلون, او كان عليه بحكم زعامته لهم ان يكون ملما, فهل تبروءه منهم يعفيه من مسؤوليته, الجماعية على الاقل ان لم تكن الشخصية, في فساد اتباعه؟ اليست الجهات القانونية هي المخولة فقط باصدار القرارات؟ وكيف يمكن تبديد الشك (المشروع) ان الصدر كان ايضا لربما مساهما في فساد اتباعه من المسؤولين وانه حاول لفلفة الموضوع بدون اللجوء الى تحقيقات قضائية وحسب القوانين المرعية؟ ان كل هذا يؤكد ان شعارات مكافحة الفساد ودولة المؤسسات المدنية هي شعارات وهمية وتفتقد لاية مصداقية من قبل الحزب الشيوعي, وكما تظهر ذلك المقابلة بكل جلاء, او من قبل التيار الصدري الذي تدلل اجراءاته بتكريسه للفساد على مستوى الدولة وبتقويضه لمؤسساتها التي هي اصلا واهية وضعيفة. وكل هذا يفضح حقيقة ان شعارات سائرون تحمل بصمة العولمة.

فعصر العولمة الذ ي نعيشه الآن لا يكترث سوى بالاستهلاك (استهلاك سواءً للبضائع او للكلمات) وللمزيد منه. فليس مهما ان تكون القهوة بدون كافائين Decaf Coffee او السكائر بدون نيكوتين Nicotine Free Cigarettes او السكر بدون سكر Artificial Sweeteners, فكل هذا يٌقدم للمستهلك بحجة ان منتجات العولمة تهدف الى تحسين صحته والحفاظ على سلامة جسده وعقله! ونحن نستطيع ان نعرض الحقائق الدامغة التي تناقض مزاعم العولمة بالملوس والاحصائيات, وهذا بالضبط ما سنفعله, ولكن ليس فقط من اجل تفنيد مزاعم بخصوص سعيها الى تحسين الصحة الجسمية والعقلية للبشر, ولكن لانها, وعلى نفس المنوال, تقدم لنا ايضا شيوعية بدون شيوعية. والحزب الشيوعي العراقي يردد نفس شعارات العولمة, فهو يقدم لنا شيوعية العولمة: شيوعية بدون شيوعية وكلمات وشعارات بدون مضمون.
يتبع












#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف -سائرون-! (3)
- تحالف -سائرون-! (2)
- تحالف -سائرون-! (1)
- ستالين: شيوعية ام جحيم؟
- تأثير الفراشة: نقاش مفتوح مع د. كاظم حبيب (2)
- تأثير الفراشة: نقاش مفتوح مع د. كاظم حبيب (1)
- اكثر صادرات امريكا دمويةً: الديموقراطية
- كتاب ماركس المنسي: السيد فوغت جاسوس في الحركة العمالية
- تصحيح مولينو: الحريات الجنسية في كوبا
- لاكان, التوسير, واليساريون من اعوان المؤذن!
- الرئيس الايرلندي يدعو الى دراسة الفلسفة وتشجيع الفكر النقدي
- ثورة أكتوبر دشنت اكثر ألنظم ديمقراطيةً على الإطلاق
- بيدوفيليا النبي محمد ام بيدوفيليا العملية السياسية بكل اطياف ...
- الناصرية موسكو العراق واله العصر الحديث (غوغل)!
- التأثير المتبادل والتضامن بين الاتحاد السوفيتي السابق وأمريك ...
- العراق مهد الحضارات لا يمتلك سوى وزيرة واحدة فقط!
- شيوعية الدراويش ومسخ كافكا!
- الحجاب والتحرش الجنسي وجهان لعملة واحدة
- انهم ليسوا رسل الشيوعية: انهم رسل البربرية ودعاة فناء البشري ...
- مطلب الشعب: السيدة سروة عبد الواحد رئيسة لجمهورية العراق


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - طلال الربيعي - تحالف -سائرون-! (4)