أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد عبد المجيد - لماذا يكره الإعلاميون المصريون الإعلاميين المصريين؟














المزيد.....

لماذا يكره الإعلاميون المصريون الإعلاميين المصريين؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5780 - 2018 / 2 / 7 - 01:40
المحور: الصحافة والاعلام
    


سؤال ما أنفك شاغلي لأكثر من ثلاثين عاما هي عُمر حضوري ملتقيات وندوات ومؤتمرات إعلامية وصحفية، خاصة في الخليج!
لماذا يكره الإعلاميون المصريون الإعلاميين المصريين؟
عشرات من التجارب والخبرات والمحاورات واللقاءات التي تخصّني أو يشترك فيها غيري تؤكد لي وجَود بقعة سوداءُ مُلوّثة ومُسَمَّمة في صدر الإعلامي المصري نحو زميله في مهنة البحث عن المتاعب.
أستطيع أن أقصّ حكايات كثيرة، مؤلمة، ومؤسفة، وحزينة عن البقعة السوداء المُشار إليها.
قد يعود الأمرُ إلى الغيرة أو التنافس على الجلوس على حِجْر السلطة أو اللهث المالي أو يرجع الأمرُ إلى أن الإعلامي يستطيع أن يكتشف زيف وغشَّ وفبركة التاريخ الصحفي والثقافي والفكري والحزبي والقصري ( نسبة إلى القصر ) لدىَ زميله فيُعرّيه، ويكشف سوءاته، أو يتكاشفا فتسقط مهابة القلم أو اللسان أمام زميل من نفس الكار(!).
وقد يكون السببُ التقربَ من سلطات الأمن والاستخبارات التي يتبرع الإعلامي بفتح خط ساخن بينه وبينها، بثمن أو مجانا، أو بضمان حماية في المطار أو في الصحيفة أو في الاستديو.
قد يكون السببُ أنها المهنة الوحيدة واليتيمة التي اقتحمها أنصافُ أميين، وكارهو الكتاب، ومبغضو المعلومات، وكُسالىَ المعرفة، فإذا تناقشوا أو تحاوروا أو تجادلوا فستسقط قلوبهم في صدورهم، وورقة التوت عن أدمغتهم!

لا أنكر أنني قابلت عددًا قليلا من مشاعل الصحافة المصرية، وموسوعات متحركة، وضمائر لا تتوقف عن متابعة الخبر الصادق ونشره، لكن في الغالب فإن الإعلاميين المصريين فضيحةٌ لأرض الكنانة في الملتقيات.
عاشقون للفنادق الفخمة والطعام الذي تكفي مائدةٌ منه قريةً بأكملها، وينتظرون في الغرف الهدايا الساعاتية فلا يغادرون خشية مغادرة الفرصة إياهم.
كثيرٌ منهم أنانيون يهتمون بأخبار مصر فقط كأنَّ الشمس والقمر لا يكسفان ولا يخسفان فوق أم الدنيا، ويتباطأون إذا تعلق الأمر بأخبار البلد المضيف، ويتركون اجتماعات المضيفين للتسوّق و.. شراء الهدايا.
كثير منهم مغرورون بفتات معلوماتهم ولا يفكّرون في زيارة متحف أو مكتبة عامة أو معهد للبحوث أو مؤرخ أو مركز لتراث البلد المضيف، فإذا استعرضوا ثقافاتهم فهي لا تخرج عن مؤلفات نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي.
أقل من القليل يعودون لمصر متأبطين كتابـًـا عن دولة أخرى يلتهمونه في الطائرة العائدة للقاهرة، فالدنيا هي أم الدنيا ودول الجامعة العربية تدور في فلكها.
لا يفهمون أن التاريخ ليس فرعونيا فقط، إنما عربي وأفريقي وآشوري وفينيقي وأمازيغي وطوارقي وبيزنطي وكنعاني وعبراني وحجازي وفارسي وعُماني وزنجباري و ...
إذا التقوا في عاصمة عربية تقاذفوا الحوارات حول عبد الناصر والسادات، وإذا تجادلوا حول الحروب فهم يغضّون الطرف عن انتصارات وهزائم أشقائهم، فخيرُ أجناد الأرض اختارتهم السماءُ دون غيرهم.
ثقافة الإعلامي المصري تلفزيونية، مكتبة بيته ثلاثة أرباعها هدايا من زملاء أو ناشرين.
حائرون بين النهضة الحديثة واللوثة الدينية المستوردة، ويلعبون الدورين في وقت واحد، الصلاة والمرقص.
قليلون من مسلميهم من يُلقي على مسامع المضيفين دروسا في التسامح والتاريخ القبطي، وكثيرٌ من منهم يخفون فكرًا داعشيا فوقه قشرة متمدّنة يستطيع إزاحتها إذا تحرك القصر نحو المقطم.
يتفاخرون بأنهم كانوا يعلمون بنتائج ثورة 25 يناير كأنهم عرّافون غـَجَر يلعبون بالبيضة والحجر، ويرتعشون من أي حُكم حالي فيهرولون في كل حوار نحو الماضي فهو أكثر أمانا وغير مراقــَـب من أجهزة الأمن.
أكثر الإعلاميين المصريين يحتاجون لعلاجات نفسية وفكرية، ونزع حالة الخوف من السلطة.
كبرياءٌ شديدٌ نحو العرب الآخرين، فيصنفونهم أعرابا وعُربانا ومتخلفين وحفاة ونفطيين ولولا الحضور المصري ما عرفتهم الحضارة الحديثة ولا تقدموا خطوة نحوها.
يكتبون التقارير المسيئة ضد بعضهم، ويتلقفها أمن الدولة/الأمن الوطني باحتقار وازدراء لأصحابها، ويتحدث أكثرهم في الملتقيات بصوت جهوري ولغة سقيمة وتعبيرات مهترئة، ويخرج أكثرهم عن آداب الضيافة.
متسولون لحكومتهم في الملتقيات حتى يصل صوتهم لسيد القصر في قاهرة المعز؛ فيمنحهم رضاه.
يغتابون زملاءَهم، ويتكاسلون في الحصول علىَ المعلومة، ويجلسون في المركز الإعلامي الذي تقيمه الدولة المضيفة فينقلون مقتطفات من أخبار وزارة الإعلام المضيفة دون حذف أو إضافة، ويرسلونها إلى صحفهم كأنها جهد خارق.
جاءت إحداهن متأخرة عن الغداء في فندق عاصمة خليجية، وصرخت، وصاحت، وأهانت مضيفيها المهذبين قائلة: أنا مصرية؛ جئت لأكتب عنكم ويعرفكم العالم، وبدوننا ما كان لكم صوت!
رئيس تحرير صحيفة مصرية كان معنا على الغداء في دائرة مستديرة سادس الجالسين كان وزير الإعلام، فانطلق لسان صاحبنا يلقي النكات الجنسية القبيحة، والوزير يضحك بخجل مجاملا لنا .. نحن الإعلاميين المصريين.
كانوا يتهافتون على كروت التليفونات المجانية للاتصال بعائلاتهم، ويستخدمون سيارات الضيافة في التسوق فقط رغم أنها لمشاهدة معالم البلد وزيارة متاحفها ومؤسساتها ومكتباتها.
وفي النهاية يتسابقون في مصر أو لدىَ العودة لكتابة تقارير ضد بعضهم البعض، وكلما كشف الإعلامي المصري عورة زميله، عرف أن السلطة والأمن يقفان معه.
ربما في ثنايا هذا المقال غضب جمْري مشتعل من جراء حكايات وأحداث ومشاهد مخجلة عشتها ورأيتها بأم عيني، والآن عندما أشاهد برامج التوك شوك المصرية ومانشيتات صحف الإفك ومقالات التزييف، أستعيد ذكريات بنصف عُمري فلم أخجل من بلدي.. مصر، لكنني خجلت كثيرًا من إعلامييها.



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيسي سيحكم لمئة عام قادمة!
- تبرئة إبليس بشهادة الجماهير!
- كلنا في الانتخابات أصفار!
- أنا والخليج .. الحبُ المُحرَّم!
- حكايتي مع إيران!
- البحث عن مصر!
- رؤية جديدة لأزمة الخليج.. ماذا نفعل مع قطر؟
- وداعًا مونتبلّو!
- إنهم يدافعون عن عُش الدبابير!
- إنهم يغتصبون الينايريين!
- أدعو لترك الفلسطينيين وليس للتخلي عنهم!
- إسماعيل هنيّة من جديد!
- الإمارات وشفيق .. محاولة لفهم ما حدث!
- هذا إعلان حرب قطري ضد الإمارات!
- العصبية لابن بلدي تُسقط العدل!
- مواقع التواصل الاجتماعي .. الخلطة العجيبة!
- أجيال عبرية بألسنة عربية! لماذا يكرهون عيدهم الوطني؟
- أنا والحوار المتمدن!
- مسيحيون ضد الإسلام .. أقباط مع الإسلام!
- الانتحار بين صفحات الدين!


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتقل صبيا طعن أسقفا وكاهنا بسكين داخل كني ...
- السفارة الروسية: نأخذ في الاعتبار خطر ضربة إسرائيلية جوابية ...
- رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق: زيلينسكي ضمن طرق إجلائه من أو ...
- شاهد.. فيديو لمصري في الكويت يثير جدلا واسعا والأمن يتخذ قرا ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر جريمة طعن الأسقف في كنيسة سيدني -عمل ...
- الشرطة الأسترالية تعلن طعن الأسقف الآشوري -عملا إرهابيا-
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول إنّ بلاده سترد على الهجوم ا ...
- زيلينسكي لحلفائه الغربيين: لماذا لا تدافعون عن أوكرانيا كما ...
- اشتباكات بريف حلب بين فصائل مسلحة وإحدى العشائر (فيديوهات)
- قافلة من 75 شاحنة.. الأردن يرسل مساعدات إنسانية جديدة إلى غز ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد عبد المجيد - لماذا يكره الإعلاميون المصريون الإعلاميين المصريين؟