أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - ماجدة منصور - إني أحترق...و أحلم














المزيد.....

إني أحترق...و أحلم


ماجدة منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5778 - 2018 / 2 / 5 - 09:02
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


إني أحترق..و أحلم
لن أتطهر أبدا..مالم أعبر من معبر النار.
و ناري التي عبرت بها..هي ألم كل هؤلاء اللذين فقدتهم في حياتي و أنا في سن مبكرة جدا.
كل اللذين أحببتهم ماتوا....وما بعرف ليش ماتوا؟؟؟
هل ماتوا لأني أحببتهم؟؟
سؤال ما إنفك يراود ذهني لدرجة أصبحت أخاف من ان احب خوفا على الذي أحب من أن يموت.
كيف يموت من أحببته؟؟؟ أليست هذه خيانة عظمى؟؟
أليست خيانة من الله؟؟
ما المغزى؟؟ما المعنى؟؟
الحق الحق أقول لكم...إن نفسي و روحي تضجان بالأسى.
بئس حياة...مات فيها من أحب.
حتى بلادي...سوريا الفاتنة الجميلة قد ماتت تحت أقدام الطغاة و أحذية البعث...إبن العرص.
ها أنا أحترق الآن....أيا نفسي..هلا كففت عن تعذيبي؟؟
أيا نفسي...قد وهبتك كل شيئ...وهاهي ثروات الدنيا ترتمي أمام قدميك!!! ماذا بعد؟ ماذا تريدين أيتها الشقية؟؟
دعوتك للغناء...فغنينا...دعوتك للرقص فرقصنا...دعوتك للسفر فسافرنا....دعوتك دعوات ماجنة...و لبينا....فماذا بعد؟؟
هل لك أن تتكلمي الآن يا نفسي و تقولي لي ...هل هناك من مزيد؟؟
هل هناك شيئا...لم أقدمه لك؟؟؟
أما آن الآوان كي تكفي عن إزعاجي؟؟
اليوم نظرت في مرآتي مليا و رأيت أن شعرات من رأسي ...قد بدت بيضاء!!! لم أرتعب و لم أخف...فأنا أعلم جيدا أنني ضيفة مؤقتة...على تلك الأرض المستلقية كمصيبة سوداء في هذا الكون الفسيح.
بدأت أحب تلك الشعرات البيضاء.
منذ زمن بعيد...لم يعد لدي توق لما تسمونه....سعادة.
سعادتي ماتت...حين رأيت همج سوريا يسرعون في بناء المساجد و الحسينيات و مواخير الله.
الحق الحق أقول لكم...أني أدعو مساجدكم و كنائسكم و حسينياتكم...بمواخير الله....فسحقا لكم و لمواخيركم التعيسة فإنها لم تخرج لنا إلا مهاويس داعش و دراويش المسيح.
ما يدعوني للكتابة...ألف سبب...و أول هذه الأسباب...هي القرف.
نعم القرف....فحين تقرف...أكتب أو إرسم...أو أخترع إختراعا يفيد البشرية...أو لتصمت و لتعش لذة الصمت المقدس.
منذ شهرين إبتدأت علامات التوحد...تزداد شدة.
قال لي طبيبي: أنت تسيرين بخطى متسارعة نحو التوحد.
قلت لطبيبي: ماذا يعني التوحد؟؟
قال: يعني أنك ستعيشين ببالون.
قلت له: أتوق للعيش في بالون.
قال لي: ستنفصلين عن العالم.
قلت له: أنا منفصلة منذ اللحظة التي قذفتني بها أمي إلى هذا الكوكب اللعين.
كتب لي طبيبي 3 أنواع من الدواء....و لم أتناول أي منها.
هاقد بدأت العيش في بالون التوحد الآن.
إني أراكم من داخل بالوني.
بالوني يؤمن لي الحماية من شروركم...أيها الأشرار.
بالوني هو درع حمايتي منكم أيها البشر السائرون في عتمة الفناء و ظلمة نفوسكم.
أياكم ـأن تقتربوا مني...ففي تلك اللحظة البائسة سأريكم جحيم كلماتي و لهيب سوطي.
هاهي ممرضتي الشابة،،،ستيفاني,,, تسألني ما هي وجبتي المضلة لغذاء اليوم.
الحق أقول لكم...إني أأكل بصعوبة بالغة...و طعامي بالكامل تحت ‘شراف طبيب مختص.
طالما إمتنعت عن الأكل منذ طفولتي...فحين كنت أزعل...كنت أرفض الطعام...ولم أكن أتناول طعامي إلا حين يعتذر كل هؤلاء اللذين أساؤا إلي.
الآن....لم يعد هناك من يسيئ لي....إذا....لما أرفض الطعام؟؟
ها أنا أكتشف الآن ...أنني زعلانة من الله.
نعم...إني زعلانة منه...و إني أخاصمه....و سوف أسمعه كلمات عتاب و ألم و سوف أسأله....لم قبض أرواح أعز الناس لدي؟؟؟ هل ألمي يسعده؟؟ هل شقاءي يسليه في وحدته الأبدية؟؟ هل تطربه دموعي التي تنسال على وسادتي؟؟ هل ينعنشه أني
مصابة بالتوحد؟؟
هل يكرهني؟؟ و إذا كان يكرهني....لما يكرهني؟؟
لم أؤذ نملة في حياتي كلها.
حتى هؤلاء اللذين آذوني...فأنا ما زلت أحبهم.
لا أعرف الكره منذ أن ولدت.
أعرف الحب...و أستمتع بالموسيقى.
أيا ربي...أيا إلهي....أيا عدوي المجهول و حبيبي الغامض: سلم نفسك الي بالحال.
تريد فدية؟؟
لتطلب الكثير إذا....هذه نصيحة شموخي و كبريائي لك.
لتواصل لسعاتك لضميري و وجداني...فأنا قد أدمنت عذابك.
أيها الرب المستتر خلف الأفق...إني أراك الآن...من داخل فقاعتي.
لكني لن أقترب منك...لأني أخافك.
أنت في نظري...الشرير...الذي يقبض أرواح أحبتي.
( لابد من الكثير من النبلاء في الحقيقة...و نبلاء متنوعين حتى يكون هناك معنى أصيل للنبل....هذه هي القداسة فعلا...أن يكون هناك آلهة كثيرة...لا أن يكون هناك إله واحد.)
هكذا تحدث زرادشت.
هذه أنا...أكبر حمقاء و أنبل مجنونة تخاطبكم...وتقول لكم: سحقا لكم جميعا...فما أنتم سوى مهرجون على مسرح الحياة..فأستفيقوا و عيشوا بهجة الحياة..قبل أن تدخلوا في بالونة التوحد.
هنا أقف
من هناك أمشي
للحديث بقية



#ماجدة_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنوات الندامة و الحزن الشارد
- حديث الزنادقة و الغرانيق العلى
- رسالة لإبنتي 7
- حكم العدالة 3
- رسالة لإبنتي 6
- رسالة لإبنتي 5
- حكم العدالة 2
- حكم العدالة 1
- رسالة لإبنتي....4
- رسالة لإبنتي...3
- رسالة لإبنتي....2
- رسائل لإبنتي 1
- هذا الكتاب
- رسائل للدكتور ياسين الحاج صالح
- نداء عاجل
- قصتي مع الموت
- ذات يوم...كنت أرملة 2
- ذات يوم...كنت أرملة
- دعوة لشرب الخمر
- رسالة لحضرة الجنرال ميشيل عون


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - ماجدة منصور - إني أحترق...و أحلم