أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - تعفن وتفسخ النظام الرأسمالي!














المزيد.....

تعفن وتفسخ النظام الرأسمالي!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5777 - 2018 / 2 / 4 - 22:07
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ان المراحل التي مر بها النظام الرأسمالي وطبقته البرجوازية الحاكمة، اوصلته الى نهايته المحتومة وهي تعفن وتفسخ اساسه السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وبلوغه مرحلة تظهر فيها مدى بربريته ووحشيته للجميع وبدون رتوش. ان النظرة الموضوعية للواقع الحالي تبين بأن الاحتجاج والنقد الاجتماعي لهذا النظام بدأ من كل فرد في العائلة اوالقرية او المدينة وفي شتى انحاء العالم، هذا علاوة على الحروب والدمار وقتل الابرياء وافتعال الاقتتال وتشكيل كيانات وعصابات ودينية وقومية واثنية اجرامية لقتل الابرياء مثل ما نجده في الألعاب الالكترونية في الاسواق. ان فن القتل وفن الذبح والاجرام هي السمة المميزة للنظام الراسمالي الحالي. ان سباق في التسلح واختبار انواع الاسلحة الفتاكة والمدمرة لقتل الابرياء ومدى فاعليتها في القتل الجماعي والدمار الشامل، احدى الظواهر البارزة في عقلية الطبقة البرجوازية العالمية وطرق تفكيرها في ادارة المجتمع البشري.
ان اختبار انواع الاسلحة في تدمير مدينة الموصل والرقة وقتل ساكنيها بالاف من قبل امريكا وحلفائها، وتدمير مدينة حلب ودير الزور ودفن ساكنيها تحت الانقاض من قبل الجيش السوري والروسي، وتدمير كافة المدن اليمنية من قبل التحالف السعودي بأسلحته الامريكية والبريطانية وامليشيات المدعومة من ايران، وتدمير جميع المدن وقتل مواطنيها في ليبيا بأسلحة حلف الناتو، وتدمير مدينة عفرين وقتل الابرياء فيها من قبل الجيش التركي بأسلحة حلف الناتو، وتدمير الاقاليم الشرقية القريبة من روسيا مثل دونتسك ولوهانسك وقتل الابرياء فيها بالأسلحة الروسية والاطلسية، و..الخ.. وان تشكيل العصابات الاجرامية مثل داعش والنصرة والشام والحوثيين والمنصوريين والحشد الشيعي وعصابات بدر والجماعات الاجرامية في فلسطين واسرائيل.. وفنون قتل الابرياء في الشارع والجماعات العنصرية امثال النازيين والفاشيين، واحياء سياسة الانتقام العنصري في اوروبا وامريكا وبروز ترامب على رأس "الدولة الاكثر ديمقراطية في العالم"، وافتعال الحروب وتهديد الدول بالسلاح النووي، وتشبيه الدول الافريقية والفقيرة بالقاذورات التي يجب أبادة مواطنيها بالمبيدات الامريكية وووو..الخ..
ان وصول النظام الرأسمالي الى هذه الدرجة من الوحشية والتي فقدت من قاموسها الانسانية وعالم أفضل للأنسان. هي اليوم مستعدة ان تجعل من الكرة الارضية قطعة فحم سوداء من اجل الربح وسيطرة الرأسمال. لا يوجد مكان امن في هذا العالم لا تصل أليه يد العصابات البرجوازية والاجرامية من اجل تخويف العالم ومحاولة حجب التفكير بالاصلاحات والتغير الثوري. ان المرحلة التي نعيش فيها هي من اخطر المراحل عبر تاريخ عمر الرأسمالية، كون الطبقة البرجوازية بأمكانها التحكم حتى في العقول وطرق تفكير البشرية، وتنفق عشرات ومئات المليارات من الدولارات في هذا المجال وتحتكر الاعلام والثقافة والعلم وكل ما يخدم البشرية وتستخدمه لمصلحته الطبقية. وبأمكان الطبقة البرجوازية السيطرة على كل شيء وعلى كل مكتسبات عقول البشرية بقوة رأسمالها واسلحتها وتقاليدها. ان تعفن وتفسخ النظام الرأسمالي هي ظاهرة عصرنا، وان مخاطرها على نضال الطبقة العاملة سيكون عشرات الاضعاف مما كان في المراحل السابقة. قال لينين بأن الامبريالية هي اعلى مراحل الرأسمالية والتي تمهد الطريق نحو الاشتراكية، ولكن هذه المرحلة من الراسمالية والتي هي امتداد لنفس الامبريالية، وهي تعفنها وتفسخها ووصولها الى درجة اما نحو الاشتراكية او نحو البربرية..
مالعمل؟ لا يمكن مواجهة هذه الوضعية من مراحل الراسمالية بالنضال الروتيني وانما تتطلب الجهد والتفكير والتضحية اكثر من قبل، وتتطلب نوع من الفكير بالمواجهة توازي او تفوق تفكير الطبقة البرجوازية في كافة الميادين النظرية والعملية والعلمية، وطرق المواجهة والتنظيم الاجتماعي واستخدام جميع ميادين الحياة في النضال الطبقي، وتشكيل الاحزاب والفرق والمنظمات العمالية والنضالية لتعبئة المجتمع من اجل مواجهة مخاطر التعفن الرأسمالي ونظامه الدموي. ان وجود المفكرين الشيوعيين والعمال الطليعيين والقادة الميدانيين والمثقفين الاشتراكين في مواجهة الطبقة الرأسمالية بشراسة في كل مكان، في المعامل والمصانع والاحياء السكنية وفي المدارس والجامعات وفي المؤسسات الثقافية والاجتماعية والمشاركة في المؤتمرات والندوات والمؤسسات الدولية هي بأمكانها المواجهة. ان المعركة ليست سهلة وليست بسيطة وانما هي معركة ومواجهة كبيرة من اجل تنظيف المجتمع البشري من هذا التفسخ. وان احد ابزار وسيلة لهذا الغرض هي التحزب الشيوعي والعمالي. نحن في العراق كشيوعيين عماليين ومتحزبين لا نعمل كما تتطلب مرحلتنا النضالية ولا نتجهد كما يجب علينا ولانتمرن كي نتمرس في مقابلة التعفن الرأسمالي.. ولانفكر من اجل التحرر البشرية كما تفكر الطبقة البرجوازية لعبودية البشرية.. ان تقوية تحزبنا الشيوعي يجب ان يصعد الى القمة وان تنظيماتنا العمالية يجب ان تقوى وتوسع وان تعبر حقا عن المصالح الطبقية للعمال، ويجب ان يكون تفكير قادتنا الشيوعيين اعلى من مستوى قادة البرجوازية، وان تقاليدنا النضالية يجب ان يكون اكثر انسانية واكثر ديمقراطية واكثر تعبيرا عن الارادة الجماعية والانسانية. ان هذا النقص ليس فقط من نصيبنا نحن الشيوعيين في العراق وانما هي حالة جميع الشيوعيين في العالم.. علينا ابراز المفكرين مثل مابرز هناك مفكرين في اوروبا من اجل انتقاد معالم الراسمالية واسسها من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في الماضي. على جميع الاشتراكيين التفكير بجدية مخاطر هذه المرحلة وعواقبها على نضال البشرية من اجل التغير وبناء عالم الافضل. ان هذه المرحلة من التعفن والتفسخ الرأسمالي ستؤدي اما الى البربرية والوحشية اكثر واما نحو الاشتراكية وخلاص البشرية من شرور الرأسمال.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارادة من كوباني الى عفرين
- بمناسبة مرور سنة على رئاسة ترامب!
- لعبة القوائم الانتخابية في العراق واستعداداتنا!
- حول التظاهرات الاخيرة في ايران!
- حول الاحتجاجات الجماهيرية في كوردستان العراق!
- مهمة تسليح العمال المنظم
- العبادي ودون كيشوتية الفساد والاصلاحات!
- الارهاب والبربرية، صفات الراسمالية المعاصرة!
- في الذكرى المئوية لثورة اكتوبر الاشتراكية!
- موقف الشيوعيين من الاحداث الاخيرة في العراق!
- هل الاشتراكية ممكنة في الدول الغربية؟
- تهديدات العبادي بالضد من استقلال كوردستان!
- تعدد الاراء والتحزب الشيوعي!
- الاممية بين العمال في كوردستان والعراق!
- البرجوازية.. وعدم الاستقرار في العالم!
- اسس عملية التغيير في المجتمع
- الخطاب الانساني والخطاب الغير انساني
- حزب جديد للدليمي، خداع اخر!
- من اجل الاستعداد للمواجهة!
- انتهاء عملية -تدمير الموصل- وماذا بعد؟


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - تعفن وتفسخ النظام الرأسمالي!