أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - رضي السماك - دور اليسار العراقي في بناء الوحدة الوطنية















المزيد.....

دور اليسار العراقي في بناء الوحدة الوطنية


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 5776 - 2018 / 2 / 3 - 18:58
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


‏‫في تاريخ العراق الحديث لا يستطيع أي باحث وطني نزيه أن يغفل أو ينكر الدور الهام المُلهم الذي لعبته القوى اليسارية العراقية في بناء الوحدة الوطنية وتشكيل الجبهات واُطر العمل المشترك مع مختلف القوى الوطنية بوجه خاص ومع سائر القوى السياسية بوجه عام . ولعل الحزب الشيوعي العراقي في مقدمة القوى اليسارية التي لعبت هذا الدور المُميز باعتباره أقدم هذه القوى وأغناها خبرةً ( تأسس 1934 ) وقام به ومازال يقوم بهذا الدور طوال مسيرته النضالية الجديرة بالإستفادة منها من قِبل قوى اليسار في منطقة الخليج والجزيرة العربية التي باتت تواجه اليوم مهاماً وظروفاً نضالية نوعية بالغة التعقيد وفي منتهى الخطورة ، وعلى الأخص بلادنا البحرين ، كما سنوضحه لاحقاً ، وهذا الاستلهام لا يفرضه فقط كون الحزب الشيوعي العراقي هو أقدم حزب شيوعي ويساري في منطقة الخليج والجزيرة العربية فحسب ويختزن تجربة نضالية ثرية عظيمة بل و لما يجمع الشعب العراقي وشعوب هذه المنطقة من مشتركات كثيرة في الخصائص الاجتماعية والتراثية والتاريخية لا حصر لها وأحسبها غنية عن التعريف .
ولقد أستجدت منذ الاحتلال الامريكي للعراق في 2003 ظروفاً سياسية واجتماعية أحدثت نقلة نوعية في الإصطفافت السياسية والاجتماعية والطبقية مختلفة عن الوضع السابق في ظروف العمل السري خلال حكم الحكم الدكتاتوري السابق ، كما أستجدت أيضاً مؤخراً بعد تحرير تراب أرض الرافدين من دنس " داعش " ، ظروف مؤاتية لاصطفافات وطنية وسياسية جديدة وحيث أمسى الحزب الشيوعي وسائر القوى الديمقراطية والقوى المستقلة أكثر تأهيلاً لإستشراف مهام وسُبل نهوض اليسار العراقي ، وإن كانت بطبيعة الحال هذه السُبل ليست سهلة ومفروشة بالورود ، لكن الحزب بالتنسيق مع حُلفائه واستنادا لما يختزنه من خبرة نضالية طويلة غنية استشراف وإبداع أفضلها وتحديد المهام التي من شأنها تسريع نهوضه ونهوض اليسار على اُسس مدروسة وفي مقدمتها بناء كتلة تاريخية من أعرض القوى السياسية لإحداث النقلة النوعية المطلوبة نحو إصلاح النظام القائم الحالي وإحداث التحوّل المنشود مسلحاً بخبرته النضالية وعزيمته الثورية الجبّارة ، وقبل كل شئ بما يمتلكه من بصيرة مرتكزة على منهجيته العلمية الماركسية الثاقبة في معرفة تلك الطرق والوسائل والتكتيكات النضالية الملائمة والمتوافقة مع خصائص كل مرحلة نوعية مستجدة من مراحل تاريخ بلاده السياسي والاجتماعية .
ولعل ما ناله الحزب الشيوعي العراقي منذ ظهوره العلني الجديد غداة الاحتلال من شهادات واعترافات بنزاهته في العمل السياسي والبرلماني على مدى نحو 15 عاماً من قِبل قوى ورموز سياسية عديدة ، بما فيها قوى لعلها من ألد أعدائه الايديولوجيين ، فضلاً عن أوساط ورموز حكومية مازال يحرص اكثرها على عقد لقاءات تشاورية وتنسيقية معه حول مستجدات الاوضاع العامة ليؤكد ويُبشّر بآفاق نهوضه المرتقب المأمول ونهوض سائر القوى الوطنية والديمقراطية . وفي تقديري إنه ءذا ما تسلحت هذه القوى بالصبر والنفس الطويل للتفتيش عن القواسم المشتركة التي تجمع بعضها بعضاً مهما ضآلتها ستجدها موجودة ليس فيما بينها فحسب بل وحتى مع القوى الإسلامية مهما تكن ضآلة هذه المشتركات ، ومهما كان الواقع المرير يضجُ بالتناقضات وبالخلافات الشديدة معها والتي قد تتطور في أحايين غير قليلة إلى احتدام الصراع السياسي معها في أي من القضايا الآنية المستجدة ، وصولاً إلى خلق اُطر دائمة للتنسيق المشترك من أجل تفعيل تلك القواسم وبما يمكنها أيضاً من التواصل مع مختلف الجماهير وقواعد مختلف تلك القوى والاحزاب لكسر الحلقة المفرغة في الانقسامات التي تشهدها حالياً الساحة السياسية العراقية بين القوى صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير نحو الإصلاح الحقيقي السياسي الشامل ، وللقضاء على المحاصصة الطائفية ولعزل القوى المستفيدة منها والمتاجرة بها ، وبما يسهم أيضاً في تخفيف حدة الاحتقان والاستقطابات الطائفية ، وصولاً لتبديد أجوائها إلى أدنى حد ممكن يوفّر الاجواء المواتية لإعادة بناء الوحدة الوطنية على المستويين الشعبي والتنظيمي تتحقق معها وحدة الشعب بمختلف فئاته .
ومما لا شك فيه أن الحزب الشيوعي العراقي يمتلك تراثاً خصباً وتجربة غنية بالدروس تؤهله اليوم للعب دور محوري في بناء الوحدة الوطنية بين قوى التيار الديمقراطي من جهة وبينها مجتمعةً وبين سائر القوى السياسية الاخرى ، وعلى الأخص الإسلامية منها ، التي توجد قواسم مشتركة بينها وبين التيار الديمقراطي الموّحد لهذه الغاية . فالحزب الشيوعي العراقي سبق أن لعب دوراً محورياً عام 1957 في تشكيل " جبهة الاتحاد الوطني " شارك فيها الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال وحزب البعث الاشتراكي . وكان لهذه الجبهة دور مشهود في تمهيد الارضية لقيام ثورة 14 تموز 1958 . كما تسامى الحزب فوق جراحه الكبيرة على خلفية انقلاب 8 شباط 1963 البعثي ودخل معه من جديد بعد بضع سنوات فقط في تشكيل جبهة وطنية جديدة عام 1973 غداة انقلابهم الثاني في تموز 1968، ثم سرعان مافشلت هذه الجبهة عشية وصول الدكتاتور صدام حسين للسلطة عام 1979
وبعد ظهوره العلني الجديد في أعقاب الاحتلال الاميركي 2003 حرص الحزب الشيوعي على المساهمة الفاعلة في توحيد ولملمة القوى الوطنية والليبرالية والقوى السياسية عامةً في أي اطار تنسيقي يوحدها للعمل المشترك لتحقيق القواسم والمهام الآنية التي تصبُ في مصالح الشعب وضرب الفساد وتطويرالنظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ليقوم على الدولة المدنية الديمقراطية ولعل آخرها الاعلان عن تحالف " سائرون " خلال شهر كانون الثاني الفائت والذي يضم بالإضافة للحزب الشيوعي أحزاب كل من " الاستقامة الوطنية " المدعوم من مقتدى الصدر ، و "التجمع الجمهوري " ، وحركة الشباب للتغيير ، و " الترقي"
ولعل الدرس الأهم المستفاد منه في ضوء تجربة الحزب الشيوعي العراقي بالتعاون مع القوى الوطنية والديمقراطية الاخرى في بناء الجبهات الوطنية واُطر العمل المشترك مع مختلف القوى السياسية ، سواءً في العراق نفسه أم على مستوى بلدان منطقة الخليج والجزيرة العربية عامةً أم على مستوى بلادنا البحرين بوجه خاص ، هو إن القوى اليسارية وبما تتحلى به من وعي معمق لمصالح شعوبهم والأخطار التي تحدق بها في ظل انقسامات القوى والانقسامات الناشئة بين فئات وطوائف شعوبهم باتوا هم الاكثر إستشعاراً بالمسؤولية الوطنية والطبقية العليا التي تقع على عواتقهم في تحمّل القسط الاكبر منها في رأب الصدع ليس فيما بين القوى الوطنية فحسب بل والمساهمة في إفشال الانقسامات الطائفية التي يززعها الحكام المستفيدون منها ومن ثم التسامي على الذات وعدم استغراقهم في شخصنة وتفاصيل العقبات والعراقيل التي تحول دون إتمامها ، وذلك لإنهم الاكثر وعياً بخطورة الظروف الراهنة البالغة الدقة . وهذا بالضبط ما تحتاج إليه قوى اليسار البحريني في ظل الظروف الراهنة التي ما برحت تعاني منها الساحة السياسية جراء تلك الانقسامات الطائفية وما خلفته وتخلفه من أجواء مسمومة بالغة الإحتقان ما فتئت تخيّم على الساحة السياسية بقوة منذ قمع ربيع الحراك السياسي البحريني في منتصف آذار 2011 وما تركته ومازالت تتركه تلك الانقسامات من جروح عميقة غائرة على المستويين الشعبي والسياسي حيثُ اُستدرجت إليها بسهولة للتورط فيها القوى الإسلامية المعارضة بل وطالت شظاياها حتى القوى اليسارية والمعارضة الإسلامية لتؤثر ليس فقط على مستوى ما كانت تتمتع من حد أدنى من الوحدة الوطنية أو العمل الوطني المشترك ، بل وحتى العمل المشترك مع القوى الاسلامية المعارضة وزاد الأمر تعقيداً بعد حل جمعيتي الوفاق الإسلامية و " وعد " بل وطالت الازمة وحدة الحزب الواحد الداخلية على خلفية شظايا المناخ الطائفي المسموم الذي اجتاح البحرين منذ اجتياح المعتصمين في "دوّار مجلس التعاون " بقلب العاصمة منتصف مارس / آذار 2011 وهدم النصب الذي بنته السلطة وكان يتوسطه و يرمز إلى وحدة دول أعضائة الستة وحيث بدّلت السلطة إسمه بعد الاجتياح إلى " تقاطع الفاروق " تكريماً للخليفة الثاني عمر بن الخطاب بعدما كانت قد أطلقت عليه الإسم الأول تكريماً لوحدة مجلس التعاون !



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعاً للكاتب والمناضل المصري صلاح عيسى
- الديمقراطية هي السبيل الوحيد لاشتراكية المستقبل
- مئوية ثورة اكتوبر الاشتراكية .. آفاق نهوض الشيوعيين العرب من ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. كيف تحققت نبؤة ستالين في الشرق الأوسط - ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. الشيوعيون العرب وقرار تقسيم فلسطين - 4 ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. مراجعات الشيوعيين العرب للتجربة السوفيي ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. إلهامها في العدل الإجتماعي عالمياً ( 2 ...
- مئوية ثورة اكتوبر .. تأثيرها الحاسم في تاريخ القرن العشرين ( ...
- البحرينيون والعرب بين الضحك والاكتئاب
- مئة عام وعد بلفور .. نصف قرن على التقسيم
- مستقبل المعارضة البحرينية بعد حل - وعد -
- مغزى ثلاثة مواقف عربية مناوئة لإسرائيل
- دروس انتزاع المرأة في السعودية حق السياقة
- آفاق نزع فتيل أزمة أستفتاء كُردستان
- محنة المغردين في العالم العربي
- ماذا جرى لبطرس غالي في غرفة نوم عيدي أمين ؟
- العبارة الانجليزية التي أفقدت عبد الناصر صوابه !
- عشرون عاماً على رحيل الجواهري
- القدس وتخاذل الأنظمة العربية .. مالجديد في الأمر ؟!
- المثقفون العرب والأزمة الخليجية


المزيد.....




- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - رضي السماك - دور اليسار العراقي في بناء الوحدة الوطنية