حنطوشية / بالثرد لا بالسرد

سلمان عبد

الحوار المتمدن-العدد: 5773 - 2018 / 1 / 31 - 23:27
المحور: كتابات ساخرة
    

الاشتغال على البطون ، والاهتمام بالمعدة هو طريق اخر لفتح الأبواب امام الاسهام بالحضارة الانسانية ، وكم من المشاكل حلت بــ ( العزايم ) فيجدر بنا ابتكار ( طبق ) يعرف عالميا بالطبق العراقي ، جنبا الى جنب مع ( الكنتاكي ) الأمريكي و ( البتزا ) الايطالية و ( الكافيار) الروسي ، فهل استطاع ( المسكوف ) العراقي أن يأخذ مكانه بين هذه الأصناف ؟ كلا طبعا ، وهذا قصورنا الواضح ، ما من أجنبي استضفناه حتى أخذناه الى شارع ابو نواس وحشينا بطنه بــ ( المسكوف ) ، لكنه سينسى بعد ان يتناول استكان شاي ثقيل . لا بل حتى لا نستطيع نحن ككربلائيين مثلا ان نسوق لأكلة رائعة وممتازة واعني بها ( تمن كَــلَم ) على الرغم من أنها طيبة المذاق ولذيذة .
ومن الأكلات المهمة و اللذيذة أيضا ( التشريب ) وهو من العائلة الثردية خاصة اذا كان يحتوي على لحم الزند ، وارى انها أكلة مهمة ولو سوقت عالميا لكانت من الاكلات العراقية الناجحة بامتياز ولنافست اشهى الأكلات العالمية .
اما الأكلة ذات البصمة العراقية وهي أكلة شعبية رائعة نلجأ اليها دائما ايام القحط والعوزوما اكثر تلك الأيام ، واعني بها ( المثرودة ) وسميت كذلك لانها تعتمد على " ثرد الخبز " ، ولعظم هذه الأكلة سميت باسماء عديدة منها مثلا ( محروك اصبعة ) لان احدهم لم ينتظرها حتى تبرد فغمس اصبعه بها ، فاحترق ، وتسمى ايضا ( البصلية ) لان عمادها هو البصل .
سرق الاسبان منا هذه الأكلة كعادة الغربيين في سرقتنا أليسوا هم من سرق حضارتنا وظلينا بلا حضارة الا من الجهبذان ، محمود الحسن وعامر الكفيشي ، فما بالك باكلة المثرودة ؟ سرقوها الكفار واصبحت من الاطباق المهمة عندهم واطلقوا عليها اسم ( باهية bahia) وتحضّر بنفس طريقة اعداد مثرودتنا ، وهنا يظهر بجلاء تاثيرنا على الحضارة الاوربية الواضح ، هم غزونا بالتكنولوجيا والعلوم لماذا لا نغزوهم بالمثرودة ؟ .
لندعوالمستثمرين لانشاء معامل لتعليبها فنساهم في دعم الاقتصاد بالعملة الصعبة ونحول اعتمادنا من النفط الى المثرودة ، وسيتحمس الفاسدون من الكيانات الاسلامية لهذا المشروع الذي سيدر عليهم اموالا وسيصرون على كتابة " طبخت على الطريقة الاسلامية " على العلب للمحافظة على بيضة الاسلام ، وستكون مطلوبة شعبيا باوربا يأكلون ثم يلهجون بالشكر للعراقيين ، ويمكن ادراجها كموروث عالمي من قبل اليونسكو .
الثرد لا السرد كفيل بشهرتنا عالميا .

#سلمان_عبد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات