أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خليل الشيخة - المتواجد هناك للروائي جيرزي كوزنسكي














المزيد.....

المتواجد هناك للروائي جيرزي كوزنسكي


خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 5770 - 2018 / 1 / 28 - 20:56
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    




جيرزي كوزنسكي (( Jerzy Kosinski هو كاتب روائي امريكي من أصل بولندي. ولد في عام 1932 في إحدى قرى بولندا لأسرة يهودية وانتحر عام 1991. أما عن انتحاره فهو في غاية الغرابة، فقد تناول عدد كبير من الأدوية كي يتسمم ثم أتبعها بأن وضع رأسه في كيس نايليون كي يتأكد من أنه سيموت فمات الرجل خنقاً، ثم ترك رسالة خطية تقول: أني سأترككم لفترة وجيزة عسى أن أراكم هناك في الخلود. كتب هذه الرواية عام 1970 واعجبت القراء فتحولت إلى فيلم في عام 1979. مثّل في هذا الفيلم بيتر سيلر وهو الشخصية الرئيسة في الرواية. أتى كورنسكي إلى الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية هربا من الفقر. اضطر إلى تغير اسمه ودينه بعد دخول الجيش النازي إلى بولندا كي لايأخذوه ويرموه في المعتقل، فساعده أهل القرية بأن عمّدوه وعاش هكذا باسم مستعار وشخصية وهمية مما أثر على أدبه فيما بعد خاصة في رواية (الطير الملون). لهذا الكاتب خمس عشر رواية ، تحولت بعضاً منها إلى أفلام.
رواية الموجو هناك أو (المتواجد هناك) هي رواية ساخرة في الأصل تحكي أن رجلاً في الخمسين كان يعمل عند رجل ثري لمدة هذا الزمن في الحديقة بشخصية مجهولة، ثم مات الرجل فجأة فطرده المحامي من البيت. ولأنه لم يخرج إلى هذا العالم طيلة الخمسين عاما، واجه أزمة حياتية أو (وجودية على طريقة وجودية جون بول سارتر أو مارتن هيدجير) في الخروج والتعرف إلى العالم الغريب. عنوان الرواية تدل على هذا الموجود في الصدفة وأسمه أيضأ صدفة أي تشانس وحياته كلها عبارة احداث صدفة رغم أن زمن الرواية ليس أكثر من سبعة أيام. هو انسان مجهول الهوية ويكاد أن يكون لا يعرف نفسه إلى حد الحماقة. ولأن الحياة صدف كما يريد الكاتب أن يقول فإن البطل صدفة أو تشانس يقف بالصدفة في محل لمشاهدة تلفاز وهو مولع بالتلفاز فتصدمه سيارة. تنزل صاحبة السيارة وتعتذر منه وتطلب منه أن تأخذه إلى المشفى حيث زوجها. وصدف أن تشانس هذا لبس طقم سيده والبدلة كانت تظهره وكأنه من الطبقة الراقية بالنسبة للمدام (أي أي) تسأله عن أسمه فيقول في هدوء اسمي تشانس الجنيناتي، قاصدا عمله فتفهم منه أن اسمه الحقيقي تسانس الجينينتي. تأخذه ألى زوجها الغني والذي يكون مستشار الرئيس الاقتصادي فيتعرف عليه. ويظن أنه كان غني وخسر ماله اثناء الافلاس. في اليوم الثاني يزور الرئيس هذا المستشار ويسأل بالصدفة أيضا تشانس عن رأيه في انقاذ الاقتصادالامريكي فيجيب بأنه لايعرف إلا الاشجار والنبات والحدائق ثم يبدأ بشرح كيف تبذر البذور وتهيأ التربة كي تنجح النبته فيفهم الرئيس أن الرجل يعني بكل هذا الاقتصاد والخروج من مأزق التضخم ، ثم يصبح تشانس من المشاهير في الاعلام والسياسية.
الرواية كما قلت ساخرة إلا أني أظن أنها عميقة جداً في طروحاتها وتكاد أن تكون من بين الراويات الوجودية لأنها تطرح الانسان على أنه مخلوق الصدفة واحداثة مجرد صدفة وخاصة التاريخ المجهول لهذا البطل، وكأن الكاتب يروي أشكال من العبثية التي تعرض لها في بولندا مع اسرته. وهنا أقول أننا أمام شكل من أشكال الشخصيات الكافكوية لكن بطعم آخر.
تعرض جيرزي كوزنسكي لهجوم اعلامي شديد في اوائل الثمانينيات بسبب أن أحد النقاد أكتشف سرقاته الكبيرة في مجمل رواياته أهمها الطير الملون وقال بأن كوزنسكي قد أتى بتلك الرواية من الحكايات الشعبية البولندية وتبناها وكأنها عمله.
شاهدت الفيلم وهو من الافلام التي نالت على جوائز كثيرة ويعد من أفضل مئة فيلم في الولايات المتحدة.
كانون ثاني-2018



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفاش..من الرئاسة إلى البطانية
- استعدوا لأحداث جلل
- روبنسون كروزو والتوحش
- أزمة الخليج وترامب
- يا إسلام ... يا مسيحية
- ديموشراسية
- شتاء في الدم
- أستاذ الحساب
- ليوناردو بيلتير وحكايات مفقودة
- موغابي وسرقة الدجاج
- جاستا والرز
- الموسيقى حرام
- أولاد القردة الخنازير
- استيعاب التاريخ البشري (2)
- دراخيش
- كتاب : استعاب التاريخ البشري
- بائع الشنان والغولة
- شنت منت فين
- عربو الغرقان
- خوازيق


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خليل الشيخة - المتواجد هناك للروائي جيرزي كوزنسكي