أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - المقاومة والدفاع عن عفرين أفضل من أي نوع من الاستسلام














المزيد.....

المقاومة والدفاع عن عفرين أفضل من أي نوع من الاستسلام


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5769 - 2018 / 1 / 27 - 00:49
المحور: القضية الكردية
    


المهاجمون على عفرين، بدعم من قصف الألة العسكرية الأردوغانية الوحشي، هم فلول مجرمي داعش، الهاربون من الرقة والموصل ودير الزور، الذين دمروا شنكال وقاموا بسبي الألاف من نسائنا، وقتلوا شيخونا، وجندوا أطفالنا بعد إرضاخهم على ترك دينهم (الإيزيدية-إحدى أقدم الديانات في التاريخ) واعتناق الإسلام لقتل أهلهم.
وهم ذاتهم (داعش وبدعم أردوغاني) دمروا كوباني، وحاولوا غزوا المدن الأخرى من كردستان، ومعهم مجموعات من النصرة والمنظمات العروبية والتركية الإسلامية التكفيرية الأخرى.
فلا نظن أن في قلوبهم رحمة بالكرد، وإيمان بأية عقيدة. غسلت أدمغتهم، بفتاوى أئمتهم التكفيريين الإرهابيين، وإرشادات زعماء من حزب العدالة والتنمية الأردوغاني، مدربون على الجريمة من قبل جنرالاته الفاشيين، جحافل إرهابية تؤمن بفتاوي القرضاوي والأزهر الذين غرسوا فيهم الدعايات المليئة بالحقد والكراهية بحق الكرد، ومنها الإفتاء بأنهم كفار، فيحل دمهم وقتلهم، وأن كردستان ستكون الإسرائيل الثانية.
الاستسلام، يعني الموت البطيء بذل، وسبي نساؤنا أمام أعيننا، ونهب بيوتنا بدون مقاومة، واستعبادنا لتخاذلنا، وإعادتنا إلى عصر السيادة والموالي في أفضل الحالات، وتهجيرنا بالقوة، لتحكم هذه المجموعات الإرهابية الإسلامية التكفيري مناطقنا، ويديروها سفلة أردوغان، ويحلون 3 ونصف مليون من المهاجرين مكاننا، وإسكانهم في مدننا وقرانا وبيوتنا لإحتلال مزارعنا، ونهب أملاكنا، هؤلاء السوريون الفارون من بطش المجرم بشار الأسد، والذين قبض عليهم أردوغان وحزبه أكثر من 6 مليار دولار من الدول الأوربية.
مخاطر الاستسلام والتخاذل عديدة، تتجاوز ما ذكرناه، وستكون مصيرية، وهي تعني فتح باب الدخول إلى كل جنوب غربي كردستان. عفرين هي المقدمة، كما صرح أردوغان في بدايات الغزو البربري، ذكر بأنه بعد عفرين ستكون منبج، وسيتجه بعدها إلى حدود العراق، ومعه مجرميه ومرتزقته من الدواعش والنصرة وتابعيهم، وتعني هذا النهب والتدمير لكل المنطقة، والقضاء على ديمغرافيتنا.
الصمت الدولي حتى الأن تبين بأنه سوف لن يكون هناك اعتراض مهما ارتفعت سوية العمليات الإجرامية، ما دامنا لا نسمع حتى الأن أي احتجاج على التدمير الجاري الأن على جندريس، وقرى ناحية راجو وغيرها، باستخدام هذا الكم الهائل من القصف والحشد العسكري، وهكذا ستستمر، مادام الهجوم تم بموافقة أمريكا وروسيا، وبشكل ما سلطة بشار الأسد المجرمة، وإيران، مع مرافقة صمت شبه عالمي، وكأنه لا وجود لعفرين ولا اجتياح عسكري على مستوى احتلال الدول! صمت يرافق دخول أرتال من الدبابات والمدرعات، والقصف الجوي لجغرافية سوريا، ولا أحد يحتج، ولا حتى هيئة الأمم تهتم! إنه الرعب العالمي، تشبه الصفقات الجارية بين عصابات المافيا للمخدرات، والتي تغطي على بعضها.
المقاومة، هي الحياة بعز وكرامة، لا شك سيكون هناك دمار وتدمير ممنهج، ولكن لو حضر قدرنا فسيكون بشرف وشهادة، كما وأن الغزو والهدم والنهب قادم لا محال، حتى بتسليم المنطقة لهم بمذلة، لكن بالصمود، على الأقل سوف يكون هناك أمل بأن نساؤنا لن تسبى، وبيوتنا لن تنهب أمام أعيننا بحسرة، وسوف لن يرتاح العدو، وسيدفع ثمن وحشيته، ورعونته. حتى ولو أصبحنا الضحية، بعد المقاومة، فنهاية أردوغان ستكون حتمية، ولكن نهايتنا عن طريق الاستسلام سيظهره منتصرا، أمام العالم، وسنتهم بالإرهاب حسب ما سيروجه إعلامه.
المآثر العظمى تحتاج إلى تضحيات، ولا انتصار بدون ثمن. فللمقاومين ربهم، وسوف لن يذلهم، ولا نشك لحظة بأنهم سيخطون صفحات لامتهم وللتاريخ كالتي سجلوها في كوباني، وأنقذوا الشعب والشرف. ولا يستبعد أن يحدث تغيير في موازين القوى قريباً، فالزمن لصالحنا وهو كفيل بجلب النصر. ستظهر أصوات دولية مهمة لإيقاف المجرم أردوغان وكلابه الشاردة، فلقد أصبح يفقد توازنه الدبلوماسي مع أمريكا، في حديثة الأخير مع ترمب، وهي ناتجة، على الأغلب، من دفاع العظماء عن أرض عفرين المقدسة.
لا مفر من الصمود، والمجابهة، وبكل ما نملك، كل من طرفه، وبما يقوى عليه، فمن لا يقاوم ويحث عفرين على الاستسلام رهبة، تحت أية مسوغات أو حجج، هي الخيانة بعينها، ولا تختلف عن الخيانة التي تمت فيها تسليم كركوك، والتخلي عن شنكال.
ومن يأمل بعملية تسليم منطقة عفرين إلى سلطة بشار الأسد، يلقي بذاته وبالمنطقة إلى التهلكة، وإلى مصير مشابه لتسليمها لأردوغان وداعش والنصرة، المختفين بأمر منه تحت عباءة الجيش الحر، فلو كانت سلطة دمشق تهتم لاحتجت على الأقل في أروقة مجلس الأمن، ودافعت عن جغرافيتها إعلامياً، أو عسكريا بطريقة ما، ولكن وبما أن رسنه بيد بوتين الذي فتح الباب لدبابات أردوغان بغزو سوريا، وسمح للإرهابيين الذين يقصفهم في إدلب والغوطة الشرقية بدخول المنطقة دون اعتراض! فمن الجهالة والسذاجة الاعتماد عليه وعلى دميته بشار الأسد وجيشه الذي لا يقل إجراماً وحقدا من داعش والنصرة على الكرد.
تصريح أردوغان الأخير "أنه سيحرر عفرين من إرهابي ال ي ب ج ويسلمها إلى أصحابها الأصليين" مؤشر إجرامي خطير، فقد تركها غامضة بخباثة، لتحمل عدة أوجه. من جهة ليحرض العرب والكرد المدنيين على بعضهم البعض. ومن جهة أخرى يخلق الشكوك بين أطراف الحركة الكردية، فعلينا جميعا الحذر من حبائله، فمدافعه موجهة نحو كل الكرد وكردستان، وليس على حزب معين كما يدعي، فكل كردي يأمل أن أردوغان سيسانده بعد تدمير عفرين، يكون قد خدع ذاته وخان شعبه، وسهل لأردوغان خططته، وعلينا جميعا أن ننتبه أن جميع الأطراف الكردية عنده وعند كل أعداءنا مدرجة في خانة واحدة، خونة وكفار، فقط تختفي هذه التهم عندما يحتاجوننا لاستخدامنا كأدوات ولمرحلة معينة. ومن جهة ثالثة، ليلهب بتصريحه المنافق ذاك، جحافل التكفيرين لئلا يهربوا من المعارك أمام صمود أبطال عفرين، ويزيد فيهم الطمع والأمل، أنهم سيكونون أصحاب مزارع الزيتون.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
26-1-2018م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل عفرين لعبة دولية
- الأعراب في الجيش الحر
- هل عفرين نهاية أردوغان
- إشكالية وجود كردستان تاريخياً
- مآلات مؤتمر سوتشي احضروا رغم فشلها
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الواحد و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثلاثون
- هل سيهدأ الشرق الأوسط
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء التاسع و ...
- كيف سنتجاوز المحنة
- الفاتحة
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً -الجزء الثامن و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء السابع و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً -الجزء السادس و ...
- لماذا تتخلى الدول الكبرى عن كردستان
- أين أخطأ السيد مسعود برزاني
- الكردي بين الخيانة والوطنية
- كردستان بين السذاجة والمصالح
- ماذا قال بوتين للخامنئي حول كردستان
- كردستان والعراق الاتحادية


المزيد.....




- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...
- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - المقاومة والدفاع عن عفرين أفضل من أي نوع من الاستسلام