أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصطفى غازي فيصل - أجر وثواب مضاعف














المزيد.....

أجر وثواب مضاعف


مصطفى غازي فيصل
(Mustafa Ghazi Faisal)


الحوار المتمدن-العدد: 5764 - 2018 / 1 / 21 - 21:27
المحور: المجتمع المدني
    


لم يتعدَ عمرها (6) سنوات وقفت في باب المكتبة التي أدير, لم تجرؤ على الدخول , طلبت بصوت خافت وعيونها الصغيرة تحدق في المكان بنظرات سريعة ومتعبة ,ربما هي جائعة , منظرها يدل على ضعف ذات اليد والانكسار يخيم عليها بشكل يفطر القلب المتحجر, ملابسها تؤكد كل ماذكرت ,سألتني بكلمات أقرب أن تكون همس على أن تكون كلام ـ عمو عندك محفظة أقلام – أجبت بالنفي لكون مكتبتنا تخلوا من القرطاسية ,أجبتها وكلي رغبة بأن أخرج وأصحبها لمحلات القرطاسية المجاورة لمكتبتنا حتى اشتري لها كل ما ترغب , لكني خشيت أن أجرح مشاعرها أو هي ترفض ,فبعض الاطفال عندهم عزة نفس رهيبة ,كما أنها أختفت خلال فترة تفكيري تلك التي لم تستغرق سوى ثوانٍ معدودة , هذه الطفلة تركت فيّ حزن عميق يترقرق الدمع في عيني كل ما تذكرتها ,حيث تتشكل صورتها أمامي بالمشهد الذي ذكرت , مهما كانت قلوبنا قاسية وجلدة ,مثل هذه القصص الواقعية تلين قلوبنا وتنشط مساحة الرحمة الالهية التي زرعها (الله) في النفس البشرية ,وأمثال هذه الطفلة ألاف بل مئات الالاف منتشرين على طول البلاد وعرضها, بسبب حالات النزوح والتهجير للعديد من العوائل في مختلف مناطق البلاد.
من هذا الموقف أقول هذه أفضل فرصة لبعض الساسة المنتفعين من أمتيازات مهولة ورواتب ضخمة , لأن يتصالحوا مع الشعب خصوصاً والانتخابات أصبحت على الابواب ,وبعض العوائل من النازحين أخذوا يعودون الى مساكنهم المدمرة والشبه مدمرة بعد القضاء على داعش الارهابي وتطهير الاراضي العراقية من دنسه ,بالاخص في محافظة الموصل البطلة ,حيث الفرصة اصبحت مؤاتية الان للجود بكل ماهو متاح لمساعدة هؤلاء العوائل المتضررة و المتعففة وخصوصاً الاطفال لانهم عماد المستقبل لبناء عراق سوي وخلاق .
قبل فترة شاهدت من على قناة الشرقية برنامج من تقديم الفنان الرائع ( محمد هاشم ) البرنامج اسمه (القرطاس والقلم ) فكرته هي زيارة بعض المدارس في عدة محافظات عراقية منها الموصل والبصرة لمساعدة الاطفال المحتاجين والمتعففين وايتام الشهداء من مقاتلي قواتنا البطلة والحشد الشعبي ممن شاركوا بمعارك التحرير من دنس داعش الارهابي , كان البرنامج رائعاً يرسم البهجة على محيا الاطفال بأشياء وأن كانت بسيطة متمثلةً بحقيبة مدرسية تحوي عدد من الدفاتر والاقلام الملونة ودفاتر الرسم وحافظة للاقلام , وكنت اتمنى أن تحوي أيضاً كتاباً بسيطاً أو قصة لحث الاطفال وتشجيعهم على القراءة ,فهي التي تؤسس لجيل مثقف وناضج .
من الجميل بين فترة وأخرى أن يقوم البعض منا بشراء عدد من الكتب المبسطة والقصص المصورة وأشياء أخرى سهلة القراءة , للطلبة للتبرع بها الى مكتبات مدرسية فأني أجد بهذه العملية أجر وثواب مضاعف عن أمور أخرى.
يوجد أناس وعلى الرغم من قلتهم من ذوي الدخل المحدود ومع الوضع الاقتصادي الذي اخذ بالتدهور قياساً لبحبوحة ما بعد 2003م ,ما زالوا يجودون بما تناله ايديهم فتجدهم بين فترة وأخرى يقومون بشراء مجموعة من الكتب والقصص بما يتناسب وأعمار طلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة للتبرع بها خدمةً للطلبة وتشجيعاً لهم على القراءة التي باتت تنقرض في ايامنا هذه, أحد هؤلاء الناس القلة أديب بصري كبير أتحفظ عن ذكر أسمه جزاه الله خيراً , كنت أتمنى أن يحذوا حذوه باقي الادباء وأن تعمم هذه الفكرة ,حتى وأن كانت من باب البحث عن الاجر والثواب .



#مصطفى_غازي_فيصل (هاشتاغ)       Mustafa_Ghazi_Faisal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زوجة بعمر 9 سنوات !!
- متى يكون العراق قبلة العالم سياحياً ؟؟
- قراءة في كتاب ( أعيان البصرة في القرنيين التاسع عشر والعشرين ...
- حضورعراقي في معرض بيروت للكتاب
- الأمن والأمان في البصرة
- مشكلة الكتب المدرسية في كل بيت
- سفسطائية برلمانية
- أمل الشعب
- فرحة مسروقة
- بريطانيا الى أين ؟؟
- صندوق الاجيال عندهم وسرقة الاجيال عندنا
- قراءة في كتاب البصرة (ولاتها ومتسلموها مراقدها ومزاراتها الد ...
- حصار الامس وتقشف اليوم
- هل سينتهي القتل في البصرة ؟؟
- كفانا بكاءً
- الحجي والحجية
- هل شارع المتنبي قابل للاستنساخ..؟
- أذاعات وفضائيات مثيرة
- قراءة في كتاب ( مسميات البصرة -محلاتها أسرها أعلامها- ) ل ...
- عيد الأم بدعة عند جهال القوم


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصطفى غازي فيصل - أجر وثواب مضاعف