أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - مشكلتنا نسيان الحب














المزيد.....

مشكلتنا نسيان الحب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 5764 - 2018 / 1 / 21 - 15:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مشكلتنا أننا قومٌ لا نحب,ولا حتى نعرف من الحب أسمه,ونعتقد بأن الحب مخصص للصغار فقط وغير مخصص للكبار, أو أنه وكأنه من الواجب على الكبار أن ينسوه ولا يستذكروه,وهذه هي أساس المشكلة لدينا أننا نعتقد بأن الحب شيء ضار, وهنالك ظاهرة لاحظتها عند كل بني البشر وهو أنه عندما يولد البشر, تولد معهم قلوبهم الكبيرة, وكلما كبروا وازدادت خبراتهم في الحياة كلما صغرت قلوبهم على الحب وكبرت عقولهم على الكراهية, وكأننا أمام صورة تقول, حجم الرأس يكبر وحجم القلب يصغر, نحن كلما تقدم بنا العمر كلما أقللنا من حجم اهتمامنا بالحب وبالمحبة, محبة الناس ومحبة الله, كلما تقدم بنا العمر كلما أصبحنا غير قادرين على المسامحة وعلى محبة أعدائنا وأصدقائنا, تتعاظم خبراتنا في الحياة وتكبر عقولنا وتصغر قلوبنا, وكل هذا بسبب إهمالنا للمحبة...ولا نخصص وقتا للحب....مشكلتنا أننا نعتبر الحب مشكلة عويصة للمراهقين....فترة يمرون بها ومن ثم ينسونها, لكنها في الأصل مشكلة للكبار, هي أصبحت مشكلة للكبار لأنهم نسوها.

في الآونة الأخيرة مررت بظروف اقتصادية سيئة وما زلت أمر فيها وفكرتُ بالانتحار, الكل خذلني, ولكن شيء واحد أنقذني من الانتحار وهو ( الحب), ولكن حب من؟ إنه حب الشخص الذي يحيل السواد إلى بياض, كنت أعتقد أنني كبرت على الحب وتركته للمراهقين, ولكن تبين لي أن سبب مشاكلي النفسية وهمومي هو تركي للحب , حين عدتُ للحب تغيرت حياتي, ولكن حب من؟ إنه حب يسوع.

يسوع هو أول حب في حياتي, هو أول قصة حب حقيقية,وأول قصة حب ناجحة في حياتي, وأول لقاء غرامي بيني وبينه كان تحت ظل شجرة الخطايا, لم يكن تحت ظل شجرة النخيل أو الزيتون, سامحني يومها وافتداني بعواطفه, عَظُمتْ ذنوبي بين يديه فلم يكن بدُ من الوصول إليه, هو أول شخص يصارحني وأصارحه, وهو أول من بادلني الحب بالمحبة, كثيرون هم الذين أحببتهم ولكنهم لم يبادلوني الحب بالمحبة , إلا هو, خلصني وأحبني, شعرتُ يومها أن حياتي العاطفية بدأت للتو, وكل الحب الذي عشته مع غيره كان حبا مزيفا, لم يكن منطقيا حتى في أسمه, كل شخص أعطيته الحب لم يعطني مقدار ما أعطيته.

يا له من حب, أحببتُ الذين سرقوا وقتي وشبابي وذكرياتي وحنان الطفولة من بين يدي,لم يخفِ عني حبه لي, بعض الذين نحبهم يخفون عنا حبهم لنا ولا يصارحوننا بهذا الحب, إلا يسوع صارحني بالحب حتى كبر هذا الحب وتحول إلى محبة كبيرة, من يوم ما تصارحنا بقصة الحب وأنا نادم على اخفاء الحب لمدة طويلة من الزمن, لستُ أدري كيف كنت أخفي هذا الحب له, رغم أنه يحب كل من يحبه وينعم على كل الأخيار والأشرار من الناس, الخطيئة لا يمكن أن تترجم على أرض الواقع إلا بالغفران, غفرانك يا رب.

غفرانك يا رب, اغفر لي شرودي الذهني الطويل, والمسافات بيني وبين من لا يحبني افصلها يا رب بالمحبة, المحبة التي تحول كل شيء إلى حياة, حياة تنبض بالإيمان الذي يتجلجل في القلوب.
عظيم جدا أن نخصص شهرا في السنة فقط للمحبة, نحب بعضنا البعض, نسامح, نغفر, نتعانق, نتزاور, نحب كثيرا ونأكل قليلا, هذه هي مشكلتنا, ولكن ماذا لو قلبنا الآية, ماذا لو أحببنا كثيرا وأنفقنا كثيرا من الوقت على صناعة المحبة!! ماذا لو أكلنا قليلا وتبادلنا العواطف كثيرا!!!



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابي الجديد: المسيح في حياتنا
- قطع الطريق
- العرب قتلة أنبياء العصر الحديث
- الله يرينا محبته وليس انتقامه
- هل بمقدور الشيطان أن يشفي الأعمى؟
- شهور السلام
- يسوع يعلن مسئوليته
- أنا أعمل وزوجتي لا تعمل
- وداعا يا شاديه أو الحجه فاطمة
- أسلوب الله وأسلوب العصابات
- المحررون بالروح
- حين عادت أمي طفلة
- غباء العرب
- مقتبسات من شيفرة الاردني
- ميكانيكية السيارات
- تجار كذابين
- المواطن العربي والدولة
- العلمانية في القرآن
- الثورة المسيحية العربية البيضاء
- نحن لا نُصدر إلا الدواعش


المزيد.....




- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - مشكلتنا نسيان الحب