أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان قصبي - علاقة منهج الغزالي بمنهج ديكارت هل هي علاقة توافق أم علاقة سبق وتأثر؟















المزيد.....



علاقة منهج الغزالي بمنهج ديكارت هل هي علاقة توافق أم علاقة سبق وتأثر؟


حنان قصبي

الحوار المتمدن-العدد: 5763 - 2018 / 1 / 20 - 19:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



تقديم:

إذا تأملنا المنهج الفلسفي الذي يُنسب لأبي حامد الغزالي (1050-1111) ولـديكارت (1596-1650) فسنجده يرتكز على مفهوم أساسي هو "الشك". لذلك يوصف هذا المنهج الفلسفي في الحالتين معا بأنه "شك منهجي"، ولذلك لا بد من تناول هذا المفهوم لكي نتمكن من استيعاب مكونات المنهج ونُقيم هذه المقارنة الضرورية بين هذين الفيلسوفين الهامين سواء بالنسبة لثقافة كل واحد منهما أو بالنسبة للفكر الإنساني عموما.

فرضيتان:

ننطلق من فرضيتين حول العلاقة المفترضة بين الغزالي وديكارت:
- الفرضية الأولى: أساس التشابهات بل والتطابقات ما بين المنهجين هو "التوافق"، أي أن ظروفَ كل واحد منهما قادته إلى إبداع ما أبدعه بدون وجود أي علاقة تأثير.
فيما يخص الفرضية الأولى: أشرف الأستاذ راينهارد لاوت Reeinhard Lauth على دراسة حول علاقة الغزالي بديكارت بألمانيا، وقام المستشرق الألماني أنطون أشبيتالر A. Spitaler بمراجعتها، وقد رفض المستشرق المذكور فكرة أن ديكارت تأثر بالغزالي وبرر التشابه بين منهجيهما "بالتوافق" أو "توارد خواطر عليهما معا" دون أن تكون هناك أية معرفة لديكارت بالغزالي.
- الفرضية الثانية: هناك سبق تاريخي وتأثير، فكتابات الغزالي، وخصوصا (المنقذ من الضلال والموصل إلى ذي العزة والجلال) أثرت على ديكارت وكانت إحدى مصادره في إبداع منهجه الفلسفي.
وفيما يخص هذه الفرضية يمكن أن نشير إلى مجموعة من المعطيات التي تدعمها:
- كتب الكاتب الألماني كريستوف فون فولستوجن Christoph Von Wolzogen مقالا تحت عنوان "هل كان الغزالي ديكارتيا قبل ديكارت؟" قال فيه أن الشك المنهجي الديكارتي يعود في أصله للفلسفة الإسلامية، وأن التطابقات بين المنهجين كما يشهد عليها كتاب "المنقذ من الضلال" للغزالي وكتاب "التأملات الميتافيزيقية" لديكارت تبين وجود علاقات قوية بينهما.
- قال المؤرخ التونسي عثمان الكعاك أن ديكارت اطلع على أفكار الغزالي عن طريق ترجمة لاتينية لكتاب "المنقذ من الضلال"
- وأثبت عبد الصمد الشاذلي الذي يعمل بجامعة جوتنجن بألمانيا في مقدمته للترجمة الألمانية لكتاب "المنقذ من الضلال" أن ديكارت كانت تربطه علاقة صداقة ببعض المستشرقين الذين كانت بحوزتهم نسخة عربية لكتاب "المنقذ من الضلال" مثل المستشرق جاكوب جوليوس Jacob Golius (1596-1667) وليفينيوس فارنر Levinius Varner، الذيْن كان بحوزتهما مخطوط لكتاب "المنقذ من الضلال".
- ويضم قسم المخطوطات العربية بالمكتبة الوطنية بباريس مخطوطا لكتاب "المنقذ من الضلال" (تحت رقم: 1331 (Fol. 25-24) كان معروفا في العصر الذي عاش فيه ديكارت.
- تشبه اعتراضات القديس توما الإكويني على بعض القضايا اعتراضات الغزالي على علماء الكلام، وهذا يعني أنه تأثر بالغزالي.
- كان للإمبراطور فريدريك الثاني علاقات وثيقة بالمسلمين، وكان معجبا بالفلاسفة كما كان يقرأ باللغة العربية، وفتح في باليرمو Palerme جناحا للمؤلفات العلمية الإسلامية وأهدى لجامعة باريس وبولونيا Bologne مؤلفات فلسفية مترجمة إلى اللاتينية، وأسس سنة 1224 جامعة نابولي Naples وحولها إلى أكاديمية مختصة لإدخال العلوم الإسلامية إلى العالم الغربي.
- درس القديس توما الإكويني في جامعة نابولي هذه وهو ما يفسر اهتمامه بالفلسفة الإسلامية
- أورد إرنست رينان في كتابه "ابن رشد والرشدية" ملاحظة تدعم بفكر التأثير والسبق قال فيها: "لم يأت دافيد هيوم بجديد مقارنة بما قدمه الغزالي في نقد مبدأ السببية".
- وأخيرا فإن سبينوزا نفسه قد تأثر بالفلسفة الإسلامية سواء عن طريق موسى ابن ميمون Moshe Maimonide (1135-1204) صاحب كتاب "دليل الحائرين" أو بطرق غير مباشرة.

حول مفهوم الشك:

كتب إميل برهييه (1876-1952) Emile Bréhier في الجزء الثالث من كتابه "تاريخ الفلسفة" الملاحظة التالية: "وسواء أكان الغزالي من الشكاك أم لم يكن، فإن كتاباته تطالعنا بنقد شكي للمعرفة، يناظر تيارا أصاب حظا واسعا من الانتشار في ديار الإسلام في ذلك العصر: تيار يقول بعدم يقين الحواس التي ينقض بعضها بعضا، وينقضها العقل، وعدم يقين العقل الذي كما أن مبادئه تحكم على الحواس كذلك فإنها قابلة هي نفسها لأن يُحكم عليها بمبادئ تبقى مجهولة منا، وهذه المحاجة، التي نلقاها لدى عديد من المفكرين العرب الآخرين، هي نفس محاجة الشكاك اليونان القديمة" (إميل برهييه، تاريخ الفلسفة، الجزء الثالث، العصر الوسيط والنهضة، ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة، لبنان، الطبعة الثانية، 1988، ص 127).
بناء على هذه الملاحظة، لا بد من التطرق لمفهوم الشك عند الشكاك وفي الفكر الإسلامي (المعتزلة كنموذج).

مفهوم الشك عند الشكاك اليونان:

أهم الفلاسفة الشكاك اليونان هو بيرون (360 ق.م- 275 ق.م) Pyrrhon d’Elis، كان يرى أن كل قضية تحتمل أمرين: السلب والإيجاب بشكل متعادل، وأن الموقف السليم هو عدم الخوض في الأمرين معا. فالتفكير في الشيء ذاته يختلف اختلافا كليا عن التفكير في مظاهره المتغيرة.
ونجد توضيحا مهما لمذهب الشكاك عند أناسيداموس (80 ق.م – 10 ميلادية) Énésidème (تلميذ بيرون)، الذي صاغ عشرة حجج لتبرير تعليق الحكم الذي هو أساس النزعة الشكية، وثلاثة حجج لنقد العلم. أما الحجج العشرة فهي كما يلي (باختصار):
1- اختلاف أعضاء الحيوان والإنسان تؤدي إلى اختلاف الإحساسات.
2- اختلاف الأجسام والأنفس يؤدي إلى اختلاف الأحاسيس والأحكام
3- تناقض معطيات الحواس بصدد الشيء الواحد (إدراك البصر لشيء ما ليس هو إدراك اللمس له)
4- اختلاف إدراك الحاسة الواحدة لشيء ما حسب الظروف (يبدو العسل مرا بالنسبة للمصاب بالحمى)
5- يختلف إدراك الأشياء حسب المسافة والمكان والوضع (تبدو الأشياء صغيرة عن بعد)
6- يدرك الناس الأشياء حسب ما تختلط به من هواء وحرارة وضوء وبرد وحركة (لون الوجه يختلف حسب الحرارة والبرودة)
7- يختلف إدراكنا للأشياء حسب كميتها (حبة الرمل الواحدة تبدو خشنة، أما كمية من الرمل فتبدو رخوة)
8- كل شيء نسبي حسب موقعه وعلاقاته (الكبير والصغير، الأب والابن)
9- ندرك الأشياء حسب المألوف والنادر (نندهش للنادر ولا نعجب للمألوف رغم أننا قد نصاب بالفزع منه لو شاهدناه لأول مرة مثل الشمس مثلا)
10- اختلاف العادات والقوانين يؤثر على إدراكنا ومعرفتنا (اختلاف تعامل الثقافات مع جثة الميت: الدفن، الحرق... )
أما نقده للعلم المؤدي لاستحالة المعرفة فيرتكز على ثلاثة حجج هي:
1- إذا وجدت الحقيقة فهي إما محسوسة وإما معقولة: والحقيقة ليست محسوسة لأنها تحتاج لبرهان غير حسي، وهي ليست معقولة لأنها إذا كانت معقولة فذلك يعني أن ما هو حسي غير حقيقي وهذا محال.
2- علاقة السببية مستحيلة لأن الشبيه لا ينتج عنه الشبيهـ فلا وجود لمبرر يجعل أحد الشبيهين سببا عوض الآخر، كما أن الشيء لا ينتج عن شيء مختلف عنه، فعلاقة السببية مستحيلة بين الشبيهين والمختلفين.
3- العلم غير ممكن لأن العلامات التي تعبر عن العلل الخفية للظواهر لا يفسرها الناس على نحو واحد (أعراض الأمراض يختلف الأطباء في تفسيرها)
نستنتج مما سبق أن النزعة الشكية تتبنى الشك المذهبي، المطلق الذي يرتكز على استحالة المعرفة واستحالة بلوغ الحقيقة.

مفهوم الشك عند المعتزلة:

من الناحية الاصطلاحية، عرف عبد القاهر الجرجاني (توفي سنة 1010 - 1078 ) الشك كما يلي: "الشك هو التردد بين النقيضين بلا ترجيح لأحدهما على الآخر عند الشاك" (التعريفات/ ص141)، ومن الناحية المذهبية فقد كان للمعتزلة دور كبير في تعميم مفهوم الشك. ودعا الجاحظ (776-868): إلى ضرورة ممارسة الشك لبلوغ اليقين بقوله"اعرف مواضع الشك وحالاتها الموجبة لها لتعرف بها مواضع اليقين والحالات الموجبة له، وتعلّم الشك في المشكوك تعلما" (الحيوان/ الجزء 6 ص 35)، كما أكّد النظام على العلاقة الوثيقة بين الشك واليقين حين قال: "لم يكن يقين قط حتى كان قبله شك، ولم ينتقل أحد من اعتقاد إلى غيره حتى يكون بينهما حال شك" (ذكره الجاحظ في كتاب الحيوان 6/35). إن أبا هاشم الجبائي جعل الشك واجبا أولا على الإنسان، يقول بهذا الصدد: "الشك هو الواجب الأول على الإنسان، لأن النظر العقلي من غير سابقة شك تحصيل حاصل". ولترسيخ مفهوم الشك وإبراز أهميته، يذهب النظام إلى حد القول إن الأمة قد تجتمع على الخطأ، يقول بهذا الشأن: "يجوز أن تجتمع الأمة على الخطأ، فإن الأخبار المتواترة لا حجة فيها، لأنها يجوز أن يكون وقوعها كذبا" (ذكره الذهبي في كتاب "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" 3/278).
كما نجد صدى لدفاع المعتزلة عن الشك عند الفقهاء الكبار. فابن تيمية مثلا يسجل أهمية الشك عند المعتزلة وهو ما لا يوافقهم عليه بطبيعة الحال حين يقول في كتابه "درء تعارض العقل والنقل 7/419: "وقد أوجبه أبو هشام الجبائي وطائفة معه الشك وجعلوه أول الواجبات، ومن لم يوجبه من الموافقين على أصل القول قال: إنه لا بد من حصوله وغن لم يُؤمر به". أما ابن حزم فقد رد على الشكاك، منكري الحقائق بقوله: "يقال لهم: قولكم إنه لا حقيقة للأشياء، "أحق هو أم باطل"؟ فإن قالوا "هو حق" أثبتوا حقيقة ما، وإن قالوا "ليس هو حقا" أقروا ببطلان قولهم. وكَفَوْا خصومهم أمرهم" (ابن حزم، الفصل في الملل والأهواء والنحل، 1/19).

الشك المنهجي حسب الغزالي:

ما هي مقومات المنهج الفلسفي، أي منهج الشك المنهجي، عند الغزالي؟
يرى الغزالي أن الشك في جميع المعارف التي يتلقاها المرء أمر ضروري لبلوغ الحقيقة. يقول في كتاب ميزان العمل: "الشكوك هي الموصلة إلى الحق فمن لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر بقي في العمى والضلال"، (ميزان العمل، ص 409). والبصر هنا دليل على القدرة على رفض المعرفة الخاطئة كيفما كان مصدرها، لذلك يقول في المنقذ: "ومن قلد أعمى فلا خير في متابعة العميان" (المنقذ، ص 77) ويقول في ميزان العمل: "انظر ببصرك فإن كنت أعمى فما يغني عنك السراج والشمس" (ميزان العمل، ص 228). والشك الذي يقصده الغزالي ليس ارتيابيا، وإنما منهجي لأنه يؤمن بوجود حقيقة. وما دفع الغزالي للتعاطي للشك هو كثرة المذاهب والطائف واختلافاتها وادعاءها جميعا بامتلاك الحقيقة. يقول في "المنقذ من الضلال": "... أتفحص عن عقيدة كل فرقة وأستكشف أسرار مذهب كل طائفة، لأميز بين محق وباطل" (المنقذ، ص 64). واتضح له أن سبب الآفة هو التقليد والتلقين، لذلك وجب الشك في ما ينتج عنهما من معارف، وهو لم يشك في العقيدة، وإنما شك في طرق تلقينها وتعليمها. فهو يقول من جهة: "رأيتُ صبيان النصارى لا يكون لهم نشوء إلا على التنصر، وصبيان اليهود لا نشوء لهم إلا على التهود، وصبيان المسلمين لا نشوء لهم إلا على الإسلام" (المنقذ) ويقول من جهة أخرى: "كان قد حصل معي إيمان يقيني بالله تعالى، وبالنبوة وباليوم الآخر. هذه الأصول الثلاثة من الإيمان كانت رَسَخَتْ في نفسي بأسباب وقرائن وتجاريب لا تدخل تحت الحصر تفاصيلُها" (المنقذ، ص 125).
يهاجم الغزالي الحواس بسبب خداعها، ويقدم عدة أمثلة على ذلك في كتابيه "معيار العلم" و"المنقذ من الضلال". وهكذا يتضح منذ البداية أن التخلص من التقليد والتلقين والتسلح بالشك الموصل للحقيقة ليس كافيا، فظهر أن عدو الحقيقة الآخر هو الحواس. يقول الغزالي في "المنقذ": "من أين الثقة بالمحسوسات وأقواها حاسة البصر، وهي تنظر إلى الظل فتراه واقفا غير متحرك وتحكم بنفي الحركة؟... هذا وأمثاله من المحسوسات يحكم فيها حاكم الحس بأحكامه ويكذبه حاكم العقل ويخونه تكذيبا لا سبيل إلى مدافعته. فقلت قد بطلت الثقة بالمحسوسات أيضا" (المنقذ ص 71).
ثم يتأمل الحقائق الرياضية التي تمثل المعارف العقلية خير تمثيل فيحدها هي بدورها غير يقينية، ويتصور حوارا بين المحسوسات والعقليات جاء فيه: "فقالت المحسوسات: بم تأمن أن تكون ثقتك بالعقليات كثقتك بالمحسوسات، وقد كنت واثقا بي، فجاء حكم العقل فكذبني، ولولا حاكم العقل لكنت تستمر في تصديقي" (المنقذ، ص 72). ويضيف موضحا هذا النقد وضرورته: "ولعل وراء إدراك العقل حاكما آخر إذا تجلى كذب العقل في حكمه، كما تجلى حاكم العقل فكذب الحي في حكمه. وعدم تجلي ذلك الإدراك لا يدل على استحالته" (المنقذ، ص 72).
بل يذهب بعد تفنيده للحواس والعقل، إلى افتراض وجود من يضلنا ويغوينا (وهو ما يذكرنا بالمضل الديكارتي سواء كان إلها أو شيطانا). يقول في كتابه "الاقتصاد في الاعتقاد": "فهب أنهم رأوا الله تعالى بأعينهم وسمعوه بآذانهم وهو يقول: (هذا رسولي ليخبركم بطريق سعادتكم وشقاوتكم)، فما الذي يؤمنكم أنه أغوى الرسول والمرسل إليه، فبمَ نعلم صدقه، فلعله يُلبِّسُ علينا ليغوينا ويهلكنا" (الاقتصاد في الاعتقاد، ص 102).
لقد اتبع الغزالي في نهجه خطوات محددة بدأت بالشك ولا بد أن تقوده لليقين، وهي لا توجد مجتمعة منظمة ومرتبة كما نجد ذلك عند ديكارت، ولكنه تطرق لها في كتبه، ويمكن إيجازها كما يلي:
- الشك المنهجي في كل أفكار عصره وعدم قبول تعدد الحقائق لن الحقيقة لا بد أن تكون واحدة.
- التحرر من التقاليد باسم الفطرة الأصلية ورفض العقائد العارضة بتقليد العائلة وتلقين المعلمين لأن "من عول على التقاليد هلك هلاكا مطلقا (معراج السالكين، ج 3، ص 173)
- إتباع قواعد منهجية هي: 1) البداهة واليقين (يقول في "المنقذ": "إن العلم اليقين هو الذي ينكشف فيه المعلوم انكشافا لا يبقى معه ريب ولا يقارنه إمكان الغلط والوهم"). 2) المراجعة والتأكد من عدم إغفال أي جانب من جوانب المسألة المعالجة (يقول في محك النظر: "أن يتيقن بأن يقينه لا يمكن أن يكون فيه سهو ولا التباس ولا يجوز الغلط لا في تيقنه بالقضية ولا في تيقنه الثاني بصحة يقينه"، محك النظر، ص 55). 3) اجتناب التسرع واتخاذ الحكم (يقول في معيار العلم: "وأكثر الغلط يكون في المبادرة إلى تسليم مقدمات البرهان على أنها أولية، ولا تكون أولية بل ربما تكون محمودة مشهورة أو وهمية"، معيار العلم، صفحة 247). 4) عدم التناقض (يقول في معيار العلم: "فالتناقض في البراهين الجامعة للشروط التي ذكرناها محال..."، معيار العلم، ص 247). 5) الثقة في الحكم.
فما هو الحل الذي قدمه الغزالي للخروج من الشك وبلوغ اليقين؟
يقفز الغزالي فجأة إلى خارج العقل ليجد الحل في "النور"، نور يأتي من الله، من خارج الحواس والعقل معا. يقول الغزالي في "المنقذ من الضلال": "وعادت النفس إلى الصحة والاعتدال، ورجعت الضروريات العقلية مقبولة موثوقا بها على أمن ويقين، ولم يكن ذلك بنظم دليل وترتيب كلام، بل بنور قذفه الله تعالى في الصدر، وذلك النور هو مفتاح أكثر المعارف" (المنقذ من الضلال، ص 74).
طبعا فالسؤال الذي يفرض نفسه بصدد هذا المخرج هو: هل الحل الذي عثر عليه الغزالي هو حل عقلي أو حل صوفي؟

الشك المنهجي حسب ديكارت:

يشبه ديكارت، كما فعل الغزالي، من لا يتفلسف، بالإنسان الذي لا يستخدم عينيه وهو يمشي، فيسترشد بشخص آخر ويغمض عينيه. كما بدأ ديكارت بنقد ورفض التقليد والعادة كمصدرين للمعرفة. يقول في المقال عن المنهج: "تعلمت ألا أعتقد اعتقادا جازما في شيء ما بحكم التقليد أو العادة، وكذلك تخلصت شيئا فشيئا من كثير من الأوهام التي تستطيع أن تخمد فينا النور الفطري" (المقال عن المنهج).
هدف ديكارت، مثله في ذلك مثل الغزالي، إلى بلوغ الحقيقة، وهذا يجعل شكه منهجيا. يقول: "كانت رغبتي شديدة دائما في أن أتعلم كيف أميز الحق من الباطل" (المقال عن المنهج). لم يتنكر ديكارت للعقيدة ولا للقواعد الأخلاقية، كان يريد بلوغ الحقيقة بقوة العقل الفطرية (وهو ما أسماع الغزالي حقيقة الفطرة الأصلية). وبعد رفضه للمعارف الناتجة عن التقليد والعادة، هاجم ديكارت الحواس، وطالب بالتخلص من جميع المعارف التي يحصل عليها المرء "من الحواس أو بواسطة الحواس" (التأملات). ويضيف قائلا: " كل ما تلقيته حتى اليوم وآمنت بأنه من أصدق الأشياء وأوثقها، قد اكتسبته من الحواس أو بواسطة الحواس، غير أني جربت هذه الحواس في بعض الأحيان فوجدتها خداعة، ومن الحكمة ألا نطمئن كل الاطمئنان إلى من خدعونا ولو مرة واحدة" (التأملات – ص 54). وبعدما عبر عن ثقته في المعرفة العقلية مقارنة مع المعارف الناتجة عن الحواس التي تبين خداعها، عاد ليشكك في المعرفة العقلية نفسها. يقول في "التأملات": " ومع ذلك فإن معتقداً قد رسخ في ذهني منذ زمن طويل، وهو أن هناك إلهاً قادراً على كل شيء، وهو صانعي وخالقي على نحو ما أنا موجود، فما يدريني لعله قد قضى بأن لا يكون هناك أرض ولا سماء ولا جسم ممتد ولا شكل ولا مقدار ولا مكان، ودبَّر مع ذلك كله أن أحس هذه الأشياء جميعاً، وأن تبدو لي موجودة على نحو ما أراها؟ بل لما كنت أرى أحياناً أن أناساً يغلطون في الأمور التي يحسبون أنهم أعلم الناس بها، فما يدريني لعله قد أراد أن أغلط أنا أيضاً كلما جمعت اثنين إلى ثلاثة، أو أحصيت أضلاع مربع ما"‏ (التأملات ص 57). ويرتبط نقد العقل بفكر الكائن المضل سواء كان شيطانا أو إلها. وبما أن الله منزه مبدئيا على أن يضل الإنسان فقد افترض ديكارت أن هذا الكائن المضل هو الشيطان. يقول: " وإذن سأفترض أن الله ليس هو من يضلني، بل شيطان خبيث ذو مكر وبأس شديدين قد استعمل ما أوتي من مهارة لإضلالي" (التأملات، ص 57).
ويمكن إيجاز منهج ديكارت في الخطوات التالية:
- الشك المنهجي: رفض ديكارت شك الشكاك الذي لا يهدف إلى بلوغ شيء، أي رفض الشك من أجل الشك. ووضع مبدأين لخطوته هذه هما: 1) ليبحث الإنسان عن الحقيقة لا بد له أن يشك في جميع الأشياء ولو مرة واحدة في حياته. 2) على من يشك أن يعتبر جميع الأشياء التي يشك فيها غير صحيحة.
- التحرر من جميع القيود في مجال المعرفة برفض كل فكرة ليست حقيقية.
- وضع قواعد منهجية يجب إتباعها لبلوغ اليقين، وهي أربعة: 1) قاعدة البداهة واليقين، أي أن لا أتلقى شيئا على أنه صحيح وحقيقي ما لم يكن كذلك بالبداهة أي ما لم يتسم بالوضوح والتميز. 2) قاعدة التحليل، أي أن أقسم كل مسالة إلى أجزاء لحلها على الأوجه الأحسن. 3) قاعدة الترتيب والتركيب، أي أن ارتب أفكاري وابدأ بأبسط الأمور معرفة، وأتدرج صعودا حتى الأمر الأكثر تركيبا. 4) قاعدة الإحصاء، أن أقوم بإحصاءات كاملة ومراجعات عامة تضمن لي أنني لم أغفل شيئا.
- وسيلتان للعقل لبلوغ الحقيقة: هما الحدس الذي هو استيعاب مباشر لطبيعة الشيء ولماهيته والاستدلال، الذي هو معرفة تعتمد على معارف سابقة أي هو نوع من الاستنتاج.
ما هو الحل الذي اقترحه ديكارت للخروج من الشك؟
يكمن الحل في الحقيقة البديهية الواضحة والمتميزة والتي صاغها ديكارت على النحو التالي: "أنا أفكر فأنا موجود"، فالكوجيطو الديكارتي قائم على الأنا المفكرة. يقول ديكارت في التأملات: "أنا موجود ما دمت أفكر، فقد يحصل أني متى انقطعت عن التفكير تماما انقطعت عن الوجود بتاتا. إذن فما أنا إلا كائن مفكر، أي روح أو ذهن أو عقل" (التأملات، ص 96). ويقول في المقال عن المنهج: "ولما رأيت هذه الحقيقة "أنا أفكر فأنا موجود" هي من الرسوخ بحيث لا تزعزعها فروض الشكاك، حكمت بأني أستطيع مطمئنا أن أتخذها مبدأ للفلسفة التي كنت أبحث عنها" (المقال عن المنهج، ص 143). لكن هذا الحل يرتكز في آخر المطاف على الله، يقول ديكارت: "لقد اتضح لي كل الوضوح أن يقين كل علم وحقيقته إنما يعتمدان على معرفتنا للإله الحق، بحيث يصح لي أن أقول: إني قبل أن أعرف الله ما كان بوسعي أن أعرف شيئا آخر معرفة كاملة" (التأملات، ص 56).

ما مكانة الميتافيزيقا في فلسفة ديكارت؟ إن الميتافيزيقا هي أولا معرفة الله والذات. ومعرفة الله هنا هي مجرد وسيلة وليست هدفا. فهدف ديكارت هو التوصل لأحكام يقينية عن جميع الموضوعات. ولا يمكن تحقيق ذلك دون العثور على اليقين في الله. ولقد توصل ديكارت إلى عدم وجود أي يقين بدون الارتكاز على وجود الله.
فلا وجود لليقين في الأشياء المحسوسة، ولا في الأمور الرياضية. فالشك الديكارتي، الذي هو الشك المنهجي، يحول دون الانطلاق من الأشياء المادية للوصول إلى الله.
اتبع ديكارت في شرح ميتافيزيقاه ترتيبا محددا يتضمن العناصر التالية:
- الشك في وجود الأشياء المادية وفي يقين الرياضيات.
- اليقين المطلق في الكوجيطو (أنا أفكر فأما موجود)
- البرهنة على وجود الله
- وجود الله يضمن صحة أحكامنا التي تقوم على أفكار واضحة ومتميزة.
- اكتساب اليقين بخصوص ماهية الجسم المتمثلة في الامتداد ووجود الأشياء المادية
إذن فميتافيزيقا ديكارت تنطلق من الشك إلى اليقين، أي تنطلق من حكم أول يقيني، هو الكوجيطو، لتصل إلى أحكام يقينية أخرى.
إن وظيفة الكوجيطو الديكارتي مزدوجة: فهو يمثل نموذجا أساسيا لليقين من جهة، ويمهد للتمييز ما بين النفس والجسم من جهة أخرى. (التمييز وليس الفصل).
يقتصر يقين الكوجيطو الديكارتي على وجود الفكر. والفكرة عند ديكارت هي "ما يتصورُه الذهن مباشرة" سواء تعلق الأمر بفكرة شيء ملموس أو فكرة شكل هندسي أو غيرهما.
ويميز ديكارت بين ثلاثة أنواع من الأفكار: أ) أفكار صادرة عن الحواس تشير لموضوعات خارجية مثل اللون والصوت، ب) أفكار من صنع الخيال، ج) وأفكار فطرية نتعرف عليها مباشرة مثل فكرة الوجود والنفس والعدد والحركة والحقيقة والامتداد والله وهي أفكار لا شك فيها. وهذه الأفكار حقيقة وتوجد في الذهن موضوعيا.
الحقيقة الديكارتية الأولى هي: "أنا أفكر فأنا موجود"، وهي حقيقة واضحة ومتميزة، ولا يمكن قبول أية حقيقة أخرى خارجها إذا افترضنا مثلا وجود من يخدعنا (الشيطان الماكر أو الله كليُّ القدرة). لذلك إذا برهنا على وجود الله فسنتمكن من الخروج من النفس إلى العالم الخارجي. وهناك ثلاثة أدلة (أو حجج) على وجود الله:
- الدليل الوجودي أو الأنطولوجي (هكذا سمّاه كانط في كتابه نقد العقل الخالص): الله موجود لأن فكرة الله الكامل موجودة في الذهن، وبما أنه يتصف بجميع أنواع وصفات الكمال، وبما أن الوجود صفة من صفات الكمال، فهو إذن موجود. فالله الموجود في الذهن كمفهوم، لا بد أن يوجد بالفعل في الواقع لكل كامل لا يقبل النقص.
- دليل فكرة الكمال: توجد في الذهن فكرة الكمال، وبما أن الإنسان كائن ناقص فلا يستطيع أن يكون هو مصدر فكرة الكمال، وبالتالي فمصدرها هو الله، إذن فالله موجود.
- دليل الوجود الخاص بكل إنسان: إن الوجود الخاص بكل إنسان لا يجد سببه في الإنسان نفسه، لأنه لو كان الأمر كذلك لخلق الإنسان نفسه كاملا، وبالتالي فسبب وجود الإنسان واستمراره في الوجود يعود لكائن كامل هو الله.
بعد أن أثبت ديكارت أنه موجود ككائن مفكر، وأن له نفسا متميزة عن البدن، وبعد أن أثبت وجود الله الذي هو ضامن كل صدق الحقائق التي تمتلكها النفس، توجّه نحو العالم الخارجي لينظر في وجوده أو عدم وجوده.
يوجد العالم الخارجي كامتداد. فالذات المفكرة تملك أفكارا واضحة ومتميزة من جهة، وتملك أفكارا غامضة من جهة ثانية. وليست النفس هي مصدر هذه الأفكار الغامضة، وإنما مصدرها شيء آخر غيرها. وهذا دليل على أن النفس متحدة بالجسم، وبما أن النفس تشعر عبر الجسم المتحد بها بِفعل وبِتأثر أجسام أخرى، فهذا يدل على وجود الامتداد خارج الذات، الامتداد الذي هو صفة للعالم الخارجي.




استنتاجات:

يمكن تقديم مجموعة من الملاحظات المختصرة على سبيل المقارنة:
- دعا كل من الغزالي وديكارت إلى التحرر من الأحكام المسبقة والأوهام والخيالات والتقليد من أجل الوصل لمعرفة يقينية من نتاج العقل وحده.
- اعتمد كل من الغزالي وديكارت على منهج أساسه الشك المنهجي. وتجلي ذلك في التخلي عن المناهج الموروثة ورفض تعدد الحقائق والبحث عن حقيقة واحدة جلية.
- ارتبط الشك المنهجي عند الغزالي وديكارت بتجربة شخصية وجهد شخصي وتأمل فلسفي.
- انتقدا معا خداع الحواس والعقل.
- حضرت فكرة الإله المضل والشيطان المضل بشكل أقل وضوحا عند الغزالي مقارنة بديكارت. نجد هذه الفكرة عنده بوضوح كبير.
- لجأ الغزالي للحل الصوفي من خلال فكرة النور الذي يقذفه الله في الصدر بينما التزم ديكارت بالحدس العقلي
- يتم الحديث في حالة ديكارت عن مرحلة المنهج، أي أن المنهج كان مركزيا في فلسفته وكان وثيقة الصلة بالعلوم والحقيقة بشكل عام . يقول نجيب بلدي أن مؤلفات مرحلة المنهج هي "القواعد لتوجيه العقل"، والمقال عن المنهج" وإجاباته عن الاعتراضات الثانية في "التأملات". (نجيب بلدي، ديكارت، دار المعارف، ط 2، ص 48-53).
- ارتبط المنهج الديكارتي بالعلوم عامة وبالرياضيات خاصة في حين لا جد نفس الأمر عند الغزالي الذي ركز اهتمامه على رفض تعد الحقائق كما تدعي ذلك المذاهب والطوائف الفكرية.
- فكرة الكوجيطو عند ديكارت مركزية، بينما ليست كذلك عند الغزالي، وهو ما جعل المستشرق الإيطالي جيوفاني فورلاني G.Gurlani يقول أن ديكارت تأثر بابن سينا في مسألة "أنا أفكر فأنا موجود" اعتمادا على نص لابن سينا عنوانه "الرجل الطائر" (الوارد في كتاب الشفاء، قسم الطبيعيات)، ويؤكد نفس الأمر يان باكوش (1890-1967) Ján Bakoš (اللاهوتي والسيميوطيقي والمستشرق السلوفاكي) الذي حقق كتاب الفن السادس من الطبيعيات (علم النفس) من كتاب الشفاء لابن سينا.

وفي الختام، يمكن القول أن أهمية التفكير في علاقة الغزالي بديكارت تكمن في التأكيد على وحدة المعرفة الإنسانية، وعلى الدور الحاسم للسياق التاريخي المعرفي والعلمي والسياسي والاقتصادي الذي يعطي معنى مختلفا لنفس الأفكار الفلسفية، وفي جميع الأحوال فإن التشابهات بين الغزالي وديكارت تفرض على المرء التفكير والتساؤل.





الـــــمـــــراجــــــــــــع:

- أبو حامد الغزالي:
المنقذ من الضلال والموصل لذي العزة والجلال
ميزان العمل
معراج السالكين
معيار العلم
الاقتصاد في الاعتقاد
- روني ديكارت:
المقال عن المنهج
قواعد لتوجيه العقل
التأملات
- نجيب بلدي: ديكارت، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الثانية، بدون تاريخ
- إميل برهييه، تاريخ الفلسفة، الجزء الثالث، العصر الوسيط والنهضة، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الثانية، 1988
- إميل برهييه، تاريخ الفلسفة، الجزء الرابع، القرن السابع عشر، ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الثانية، 1993.
- جونفياف روديس لويس، ديكارت والعقلانية، ترجمة عبدو الحلو، منشورات عويدات، بيروت، الطبعة الرابعة، 1988
- مهدي فضل الله، فلسفة ديكارت ومنهجه، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الثالثة، 1996
- محمد عقيل بن علي المهدي، المنهج الفلسفي عند الغزالي وديكارت الموصل للحقيقة، دار الحديث، القاهرة، الطبعة الثانية، 1985
- محمد حمدي زقزوق، المنهج الفلسفي بين الغزالي وديكارت، دار المعارف، القاهرة، بدون تاريخ
- أنور الزعبي، مسألة المعرفة ومنهج البحث عند الغزالي، دار الفكر، دمشق، الطبعة الأولى، 2000.
- ابن تيمية، درء تعارض العقل والنقل
- ابن حزم، الفصل في الملل والأهواء والنحل



#حنان_قصبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام والعلمانية - بْرِسِيللا فورنييه ترجمة حنان قصبي
- كارل بوبر ومعايير العلمية - جوينيي باتريك ترجمة حنان قصبي


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان قصبي - علاقة منهج الغزالي بمنهج ديكارت هل هي علاقة توافق أم علاقة سبق وتأثر؟