أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - تراجيديا المسألة اليمنية :














المزيد.....

تراجيديا المسألة اليمنية :


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 5756 - 2018 / 1 / 13 - 10:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


يشهد اليمن مأساة متعددة المجالات والصور انعكست سلبا في حياة الافراد والعائلات وعامة المجتمع ..حرب عبثية لامبرر لها ، كوليرا وامراض اخرى مع انقطاع الرواتب ..مع ذلك يتم تعميم الفوضى وحمل السلاح والخروج على مختلف القيم والتقاليد ولا اقول القانون الذي غاب مع روافعه التنظيمية والمؤسسية باختطاف الدولة .. زد على ذلك تدخل اقليمي فاضح وعبثي في مسارات السياسة والاقتصاد كما في مسارات الحرب والمعارك والجبهات التي لها تسميات في الفضائيات دون الواقع العملي ..تحول غالبية الجيش وهو شبه مؤسسة الى جماعات متعددة لاتخدم مشروع الوطن بل هناك البعض يحملون بنادفهم للايجار مع اطراف عدة من الداخل والخارج ..
هذا السياق يعكس تراجيديا لا ينقصها بكائيات موروثة او تمنيات بالمخلُص القادم من عليائه كما تجسده الصورة الشعبية التي تضع توصيفات بمرجعية دينية لا تعبر الا عن عجز بشري وخوف كلاهما يعبران عن رغبة الافراد والجماعات بالتمسك باليقين ايا كانت مظاهره لأنه يبث الطمأنينة في سيكلوجيتهم المقهور اصلا ..المواطن العام فقد الثقة بالنخب والقيادات التي يعلم فسادها واستعلائها عن مطالبه ، والعامة منقسمة بين الداخل الوطني و الداخلي المحلي بعصبويته السابقة للدولة ..كلا طرفي الصراع لا يمثل لها المواطن والشعب الا مجالا للسيطرة والجباية ، ولا احد يقدم أنموذج يمكن ان يكون لدولة قادمة خاصة وان اطراف الصراع واعوانهم وازلامهم يتحركون وفقا لإجراءات ميدانية يوما بيوم دونما رؤية او تصور للغد القادم اكان قريبا ام بعيدا ..
هنا يكون العبث الذي تم تعميم مظاهره بالفوضى وعدم الاستقرار وقهر المواطن اقتصاديا وامنيا فانعكس ذلك في نفسيته وما يتخلق معها من غبن ومعاناة ..زد على ذل اصبح الخارج الاقليمي يتحكم بمسارات الوضع السياسي والاقتصادي بل وبالجغرافيا واعادة الانتشار فيها وفق رؤى قزمية لا تربط المواطن بدولته بل تعزز ارتباطه بالقرية والحارة والقبيلة وتهمل الوطن والدولة والجغرافيا الموحدة ...
هنا تتضخم مظاهر الارتباط بالوعي الزائف دينيا وسياسيا وقبليا مما يتشكل معه قطيع من الافراد يتم التحكم بهم دونما قدرة على التفكير او المساءلة او التدبر ..يبكي البعض مأساة تمت من الف عام ويراد لها ان تكون اداة تعبئة وحشد وانتماء في حين يغيب الاخرون وجوديا في انتظار المخلُص كتعبير رغائبي وسيكولوجي دونما وجود موضوعي له ..واخرون يمسكون بمكاسب وصلوا اليها بالصدفة ضمن مسار سياسي اظهر قيمة الانتهازية والنفعية في دفع اصحابها نحو مكاسب لاحق لهم فيها ووظائف لا اهمية لوجودهم فيها ..واقع مجتمعي تتداخل فيه وتتقاطع الاساطير بالمخيلات الشعبية ، الواقع المعاش مع الغد المأمول والمنتظر ، الداخل بوعيه البائس المتحول الى وكيل للخارج بغرور قوته المالية ومشاريعه التدميرية ..؟
في هذا السياق يمكن القول مع المثل الشعبي (يستاهل البرد من ضيع دفاه) وهو مثل ينطبق على بلادنا من خلال بؤس النخب الحزبية والحكومية والقبلية وغيرها حيث كانت تعيش في بحبوحة دون مساءلة باعتبارها ظلا للزعيم الذي عبر بنفسة بالقول هو مظلة لحلفائه وحزبه وذهب الاخرون في القول كان مظلة للفاسدين من كل الاطياف ..وهنا تتميز اليمن بان ما يجمع المتصارعين والمختلفين حزبيا وقبليا انهم جميعا اخوة وشركاء في الفساد وتدمير اليمن بل ويفاخرون بهذا الدور لانهم من زاوية اخرى يكتبون في التعريف بأنفسهم انهم مناضلين ..ولا احد يعرف ما هذا النضال وضد من ..خاصة وان الشعب يتهمهم بكل ما حصل في البلاد من ثلاثين سنة وحتى اللاعبين الجدد لم يظهروا سلوكا مختلفا عن سابقيهم بل اعتمدوا نفس المسلك ..
اليوم غالبية مشائخ الشمال يبحثون عن الدولة لتحميهم من الحوثي وهم من دمروا الدولة لتقوية سلطاتهم المشيخية التي دمرها الحوثي وكنسها في ايام قلائل ..كنا نكتب ونتحدث عن اهمية الدولة ككيان سياسي قانوني معه وحده تزدهر المواطنة والمساواة فظهر الكثير منهم يرفضون ما ندعوا اليه فعززوا من حضور مراكز القوى واعتماد خطاب تغيب معه مفردات سياسية حول الدولة والجمهورية والثورة ..وعندما وقعوا في بؤرة الازمات التي حصدتهم رفعوا اصواتهم يستغيثون بالدولة التي اكلوا مواردها وهدموا بنيانها وشوهوا خطابها وشعاراتها .. ومع ذلك -وللمفارقة - يتحدث جميع من تضرر من الاحداث الراهنة عن اهمية الدولة لكنهم عمليا يعتمدون اساليب مناهضة للدولة كفكرة ومؤسسات وممارسات ..في هذا السياق يمكن القول بصورة مختصرة ..
تمر اليمن اليوم بمفترق طرق غاية في الاهمية ..اما ان نؤسس لدولة حديثة مؤسسية وقانونية لامجال معها للشيوخ ومراكز القوى ولا للمذهبية والطائفية واما يتقارب كل هؤلاء المتصارعون ومن قامت الثورة ضدهم في سياق توافقي من اجل اقتسام السلطة والثروة كغنيمة ومحاصصة مع اختلاف الاوزان وفقا للأحجام العسكرية والتحشيدية والنفوذ على الارض ..
وهذا الاخير هو الاقرب الى الواقع مع بعض التعديل حيث الحل السياسي اصبح بيد الخارج الذي هو الممول الرئيسي لكل اطراف الصراع ومصلحته ليس بناء دولة قوية وحديثة في اليمن بل بناء دولة رخوة يسيطر على دوئر صنع القرار فيها حلفاء الخارج او وكلائه باعتماد المحاصصة ويتم اخراج ذلك بانه نهج الحكمة اليمانية والنخوة العروبية التي لمت شمل المتصارعين والعودة الى دولة اليمن ..؟



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في المسار السياسي الكابح لبناء الدولة و الجمهورية
- لعبة سياسية لتعميم الفوضى في اليمن
- حوار في مقهى سياسي حول الشأن اليمني
- نعم للاحتفال براية الجمهورية وعلمها
- العشاء الاخير للمسيح في اليمن
- المشهد السياسي اليمني في خمس ملاحظات
- ممكنات الخروج من نفق الازمات والعبث السياسي
- الفكر البري وازماتنا العربية
- ست ملاحظات حول المشهد السياسي في اليمن
- المصارعة الرومانية في منطقة الشرق الاوسط
- حوار ثقافي في مقهى سياسي
- حاجة اليمن الى روح وطنية جديدة
- اليمين السياسي يحكم امريكا
- الفلكلور السياسي في لبنان
- مفهوم الاقلية في نهج امريكا الجديد تجاه ازمة اليمن
- الدرويش الغاضب الذي هز عرش السلطان اردوغان
- حين يكون الكذب سياسة رسمية للامريكان وبريطانيا
- التحول من الدولة الى القبيلة الى الطائفية
- ثلاث ملاحظات هامة في الازمات الراهنة في بلاد العرب
- غياب الثقافة الوطنية احد اسباب ومظاهر الازمة الراهنة


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - تراجيديا المسألة اليمنية :