أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمود عباس - مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الواحد والثلاثون















المزيد.....

مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الواحد والثلاثون


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5749 - 2018 / 1 / 6 - 00:00
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


قراءة في كتابه: التكوّن التاريخي الحديث للجزيرة السورية.
تبييضه لبشائع حافظ الأسد بحق الكرد:
كانت خطط حافظ الأسد وأبنه، حول الشعب الكردي وقضيته، أكثر عنصرية وشمولية من السلطات السورية السابقة، وضعت بأبعاد استراتيجية، لغاية تدمير الشعب الكردي في منطقته، أو خلعها منه، وعلى مراحل، أو تهجيره منها تحت مسوغات مصطنعة أو ملفقة، وبمؤامرات متنوعة، خططت وبذهنية إجرامية.
ولاجتثاثهم من جغرافيتهم كان يحرض مربعاته الأمنية للقيام بكل البشائع الممكنة، ركزت في البدايات على الحركة الكردية الثقافية والسياسية، فأجبرت شريحة واسعة منها على الهجرة، وخاصة الخارجية، وكثيراً ما تخللت أفعالهم ترهيب ممنهج، أو بالتحريض والدعاية على الهجرة، كثفوها بين الشباب المتخرج من المدارس، بعد أن صعبوا عليهم دخول المعاهد والجامعات السورية وبكل الأساليب الممكنة، ونحن هنا لا نتحدث فقط عن الذين نزعت عنهم الجنسية السورية، أو الذين يدرجون تحت خانة الأجانب ولا يحق لهم التسجيل، بل عن شريحة واسعة من الشباب الكرد خريجي الثانويات، الذين كان يدفع بهم للهروب من الوطن بسهولة مقارنة ببقية الشعب، وخلق كل الصعوبات عند العودة أو الزيارة، ومنها، كان عليهم مراجعة المراكز الأمنية مرات عديدة خلال زيارتهم، وأبشع فيما لو علموا بأنها عودة دائمة، وكثيرا ما كان لا يحصل على أذن بالخروج إلا في اللحظة الأخيرة، ليرهبوهم من العودة ثانية، فلا يوجد كردي قام بزيارة أهله دون أن يكون قد طلب إلى الأمن السياسي والعسكري وفرع فلسطين وغيرها، وكثيرا ما كان يحولونهم إلى فروع خارج محافظاتهم للتعجيز، فمنهم من قضوا في الفروع الأمنية أكثر مما قضوه بين أهلهم. والعائدون واجهوا البطالة والضغوطات الأمنية بكل أوجهها.
والكاتب، ورغم كل هذا التدمير الممنهج من قبل سلطة البعث وحافظ الأسد، يحاول خلق تبريرات لهذا النهج المتبع من قبل سلطة عروبية عنصرية، ويحاول تبييض صفحتها، وخاصة تاريخ حافظ الأسد الإجرامي، فيقول في الصفحتين(854-855) " ...مظلة "اللجوء الإنساني". وكانت مظلة فقط لهجرة ذات دوافع اقتصادية-اجتماعية وليس سياسية-ثقافية على الإطلاق، فلم يعان المسيحيون قط كجماعة في تاريخ سوريا الحديث بعد الاستقلال من أي اضطهاد أو إقصاء أو تمييز سياساتي لأسباب تتعلق بمسيحيتهم، كما أن سياسات التمييز ضد الأكراد باستثناء شرخ الهوية الوطنية السورية المتمثل بـ"أجانب تركيا" أو "أجانب الحسكة" لم تكن قط من النمط الكمالي التركي الذي يدفع للهجرة والفرار، بل شكل المجتمع الكردي السياسي السوري، إحدى القواعد الاجتماعية- السياسية للنظام السياسي السوري في مرحلة الرئيس الراحل حافظ الأسد." ولا نظن أن هناك مؤرخ يمكنه أن يقتنع أو يقنع الأخرين أن زوال المسيحيين من المنطقة كان جراء عامل اجتماعي، فقط، وليس تحت تأثير ضغط الحكومات ذات التوجه العروبي الإسلامي، وبعضها الراديكالي، إلى جانب القوى السياسية الإسلامية المتنفذة والتي كانت لها هيمنة في معظم الحكومات بعد الانتداب، الذين كتبوا الدستور السوري على النهجين القومي العروبي، والإسلامي المتزمت، وأحد أبرز نتائج وجوه هذا الفعل العدائي تجاه الأقليات المسيحية هي الهجرة الجماعية، والتعامل المرن مع المسيحيين بدأ بعد ظهور مشاكل إخوان المسلمين في بداية الثمانينات، لكنها عادت إلى سابق عهدها وأبشع من بدايات هذا القرن، وفاقمت فيها المنظمات الإسلامية التكفيرية المسلحة.
قامت الحركة القومية العروبية ضد كل تحرك غير عربي في سوريا، ومنذ بدايات تشكيل الدولة السورية، وتحت اسم الكتلة الوطنية ومن ضمنهم حكومة تاج الدين الحسيني، عارضت استيطان المهجرين المسيحيين، الهاربين من المجازر العثمانية وحتى من تلك التي هيمنت عليها الكماليون، وكانت تحت مرأى البريطانيين في العراق، والذين اضطروا بعد مجزرة سبايدر الهجرة إلى سوريا، وحاولت سلطة الاحتلال الفرنسي استيطانهم على ضفاف نهر الخابور، لكن الكتلة الوطنية تحركت في البرلمان وفي الدولة ضد المشروع، وبها أثبتوا أن العلاقة التاريخية التي يطبل لها العروبيون اليوم بانتماء مسيحيي سوريا إلى العروبة ملفقة وورائها خباثة. واستنادهم علاقة تربط بين المسيحيين السوريين أصحاب الأرض والعرب القادمين من الجزيرة العربية، ولم تكن موجودة يوما سابقاً، إلا بمنطق التبعية، وما يربطهم اليوم هي اللغة العربية، والتي كانت لغة القرآن والسلطة، وموجة تعريب المسيحيين تمت في الأربعينيات من القرن الماضي، لتسخيرهم، وبها سلبوا تاريخهم وتاريخ المنطقة وأدرجوها لمصالح العروبيين، وفي هذا البعد أثبتوا أنهم لا يؤمنون بوجود شعوب سورية أصلية كانت تتبع المسيحية قبل الإسلام، وهم الأراميين والسريان والأشوريين، والفينيقيين والكلدانيين، وغيرهم وكانت لهم حضارات بعكس القبائل العربية القادمة من الصحراء.
السياق التاريخي، والبحث السياسي الذي يورده في الفصل الأخير من الكتاب، حول عملية الإحصاء الاستثنائي والقوانين الاستثنائية، والبرامج ذات المضامين التعريبية، يحاول الكاتب عرض ذاته في سياق الباحث المحايد، ولو كان في الحقيقة متبعا هذا المنطق والطريقة في العرض، ومتجرداً من النزعة العروبية، والحيز القومي، منذ البداية، وخاصة حول التاريخ القديم للمنطقة، لتمكن من تقديم دراسة ليس بأكثر من ربع حجم كتابه، كأحد المراجع والأبحاث التي بالإمكان الاعتماد عليه في تاريخ الجزيرة القديم والحديث، سياسيا وديمغرافيا، ولتقلصت عدد صفحات كتابه إلى الربع على الأغلب، ولما برز فيه كل هذا التكرار والتناقضات، ولتعامل مع القضية الكردية ليس فقط في الجزيرة بل في كل جنوب غربي كردستان، وبشكل خاص القضية الجيوسياسية والديموغرافية بشكل منطقي، ولما عتم على البعد القومي الكردستاني، وحرف بل غيب الجغرافي-السياسي الحقيقي، ولما حصر القضية الكردية ضمن قضية اجتماعية، وحقوق المواطنة.
كما ويستخدم الكاتب أساليب أخرى لعرض غايته، كتكرار الحدث ذاته بأوجه متعددة، لتغييب النقص الموجود في أثبات الوجود العربي في المنطقة، من خلال عملية ضخ وعرض المعلومات والمراجع كماً لا نوعية، والتي معظمها لا تتلاءم وغاية الكتاب ذاته، ولا مضمونه، فهي كثيرا ما تتجاوز مجالاته المطروحة، والعديد من الصفحات والمعلومات والمراجع ليست لها علاقة بالمنطقة الجغرافية المعنونة، وفي هذا السياق، يكرر بعض المواضيع بعدة إشكاليات دون أن يضع لها نتيجة، ولا يبين أسباب خلفية تكراره، ولا تظهر حتى عند الانتهاء من مرجع وتناول آخر سبباً غير إلهاء القارئ وتضييعه، فينزل الكاتب معلوماته كل مره بنفس الديباجة الكلامية، وفي النهاية تسيل كل المعلومات ضمن الصفحات دون أن يثبت مفهوم ما، وهي لا تفيده في توضيح غاية الكتاب، لذلك يعود ويؤكد عليها، مثلما فعلها بين الصفحات(67-84) عندما يتناول تاريخ مدينة دير الزور، كأول حضر في الفرات الأوسط، علماً أن المعلومات المعروضة تفيد فيما لو كان البحث حول تاريخ العشائر العربية الرحل في بادية الشام وجنوب الفرات الأوسط، بشكل منفصل.
يسقط الباحث في المغالطات، على خلفية التكرار الواسع في المسائل ذاتها، وبنفس الطريقة وبالصيغ ذاتها، ومنها تتعرى غاية الكاتب أكثر، فهو في الواقع يقلل من التركيز على الحقائق التاريخية بقدر ما هو على إقناع القارئ بعدمية الوجود الكردي في المنطقة، ورغم كل محاولاته، تظهر العروض منخورة، ولا تسند غايته رغم عمليات البتر المستخدمة في مصادره، وهي أكثر من واضحة عند القارئ الحصيف.
سنأتي في حلقاتنا القادمة على مجموعة من المواضيع المكررة، وأخطائه، وبالصفحات والعناوين. للعلم إن الإشكاليات الواردة في الكتاب من الفبركة والمغالطات المقصودة وتشويه التاريخ وغيرها، التي يمررها محمد جمال باروت ضمن صفحاته الموبوءة، والواجب تعريتها من قبل النقاد والمؤرخين، من الكثرة بحيث يحتاج الناقد إلى كتاب بحجم كتابه ليلم بجميعها، ونحن أكتفينا بالرئيسة منها...



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثلاثون
- هل سيهدأ الشرق الأوسط
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء التاسع و ...
- كيف سنتجاوز المحنة
- الفاتحة
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً -الجزء الثامن و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء السابع و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً -الجزء السادس و ...
- لماذا تتخلى الدول الكبرى عن كردستان
- أين أخطأ السيد مسعود برزاني
- الكردي بين الخيانة والوطنية
- كردستان بين السذاجة والمصالح
- ماذا قال بوتين للخامنئي حول كردستان
- كردستان والعراق الاتحادية
- هل جنوب كردستان صفقة أمريكية إيرانية
- العراق المحكوم شيعياً
- قراءة في تصريح وزير خارجية أمريكا
- لا تيأسي يا كردستان
- القضية السورية والاستفتاء الكردستاني
- كردستان بين العرض والطلب


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمود عباس - مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الواحد والثلاثون