أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - بشار خليل - نهظة امة (التعليم والاقتصاد ) ماليزيا















المزيد.....


نهظة امة (التعليم والاقتصاد ) ماليزيا


بشار خليل

الحوار المتمدن-العدد: 5747 - 2018 / 1 / 4 - 18:50
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


نهظة أمة ( التعليم , الأقتصاد ).
شمال أسيا:
1-ماليزيا
أي مجتمع لايفكر ولاينتج فكرأ, لايمكن أن يصنع حضارة.
مهاتير محمد.

مقدمة:
ماليزيا دولة أسيوية تقع في الجزء الجنوب الشرقي من قارة آسيا وتطل على بحر الصين الجنوبي من جهة الشمال،تبلغ مساحتها 329758 كم ويبلغ عدد سكانها 32 مليون نسمة ويحدها من الجنوب إندونيسيا وتايلاند وبحر الصين الجنوبي من الشمال.
استقلت ماليزيا عن بريطانيا سنة 1957م، وفي سنة 1963 عرفت باتحاد ماليزيا، بسبب انضمام مناطق الملايو وسرواك وصباح وسنغافورة، و في عام 1965انسحبت سنغافورة من الاتحاد الماليزي وكونت لها دولة مستقلة، وفي 13 مايو 1969، انفجرت أخطر مشكلة في تاريخ ماليزيا الحديث والمعاصر، وهددت مصير التعايش في البلاد، وكادت تعصف بالاتحاد الماليزي.
فقد حصلت صدامات دامية في العاصمة كوالالمبور بين الملايويين الذين يمثلون أكثرية السكان، وبين الصينيين الذين يمثلون أقلية، وذلك نتيجة التفاوت الكبير في مستويات المعيشة، واختلال التوازن الاقتصادي بين المجموعتين، والتوزيع غير العادل للثروة، فالصينيون كانوا يتحكمون باقتصاد البلد و تجارته، والملايويون كانوا يشتكون من انتشار الفقر وتدني مستويات المعيشة.
وكان لهذه المشكلة، وقع الصدمة المدوية، التي نبهت جميع الماليزيين في الحكومة وخارجها الى أنهم أمام واقع متأزم لا يمكن البقاء عليه أو عدم الاكتراث به، فقد كشفت هذه المشكلة عن اختلالات اقتصادية واجتماعية خطيرة، وضعت قضية التعايش بين مكونات المجتمع الماليزي على محك الخطر، وهذا التنبه لهذه المشكلة مثل بداية مسارات الإصلاح والتغيير.
ويمكن القول ان النجاح الاقتصادي والتنموي الذي شهدته ماليزيا يعود في جانب كبير منه الى الدور الكبير الذي قامت به الدولة، بدءا من التخطيط للسياسات الاقتصادية حتى متابعة تنفيذها ووضع الضوابط المنظمة للنشاطات الاقتصادية في شتى المجالات، وبرهنت تجربة ماليزيا على صدق التأثير الايجابي للحكم المحلي في مساعي التنمية عن طريق الخطط والاستراتيجيات التنموية التي مكنتها من أن تصبح دولة صناعية حديثة، قدمت إنموذجا تنمويا فريدا عن طريق الاخذ بنظام الحكم المحلي .
تعد التجربة الماليزية في التنمية من التجارب المهمة، فماليزيا نجحت في المزج بين اقتصاديات العولمة والاحتفاظ بنهج الاقتصاد الوطني لتتحول خلال فترة قصيرة من بلد يعتمد على تصدير المواد الاولية الى واحدة من أكبر الدول المصدرة للسلع والتقنية الصناعية في منطقة جنوب شرقي آسيا.
أن تجربة النهضة في ماليزيا كانت صعبة نظراً لتعدد الأعراق داخل المجتمع الماليزي، ولكن رغم ذلك قرر الجميع أن يضع خلافاته جانباً ويهتم بنهضة ماليزيا. رغم وجود العديد من الديانات المختلفة بها إلا أن الجميع شارك في التنمية وسياستها وابتعدوا عن الخلافات السياسية.
لعل من الأمور اللافتة للنظر في تجربة ماليزيا قدرة المجتمع الماليزي على تجنب الصراعات والخلافات بين المجموعات العِرْقية الثلاثة المكونة للسكان البالغ حينها عددهم 24 مليون نسمة وهي: المالايو الذين يمثلون 58% من السكان، والصينيون الذين تبلغ نسبتهم 24%، والهنود البالغ نسبتهم 7%.
فقد عملت هذه النهظة على الوحدة بين فئات الشعب مع اختلاف دياناتهم؛ حيث توجد الديانة الأساسية وهي الإسلام بالإضافة للديانات الأخرى مثل البوذية والهندوسية.
وينص الدستور الماليزي على أن "الدين الرسمي للدولة هو الإسلام مع ضمان الحقوق الدينية للأقليات الدينية الأخرى "؛ لذلك لزم التوحد بين جميع الأطراف لتسير البلاد كلها من أجل الاتجاه نحو هدف واحد والعمل وفق منظومة تتكاتف فيها جميع الفئات.

مؤسس النهظة ( مهاتير محمد).
الدكتور مهاتير محمد ولد في ديسمبر عام 1925 و درس الطب بسنغافورة ثم الشئون الدولية بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الامريكية عام 1967
ألف مهاتير محمد كتاب " معضلة الملايو" عام 1970م، وهو الكتاب الذي أثار ضجة ,انتقد فيه الشعب المالاوي واتهمه بالكسل ودعا فيه الشعب لثورة صناعية تنقل ماليزيا من إطار الدول الزراعية المتخلفة إلى دولة ذات نهضة اقتصادية عالية , تولى رئاسة وزراء ماليزيا عام 1981 ليبدأ في مسيرة اصلاح و تنمية شاملة للدولة , رسمها في خطة سميت 2020 و هو العام الذي اتخذه هدفا لوصول ماليزيا لمصاف الدول المتقدمة و أن تكون الدولة الخامسة في العالم اقتصاديا.
قاد "مهاتير محمد" الثورة الصناعية لماليزيا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي محاولاً إفاقة مجتمع راكد اجتماعيا، ناقص الوعي سياسيا، متكلس ثقافيا.
تزامن ذلك مع انخفاض أعداد أبناء الصيادين والمزارعين الذين امتهنوا مهنة آبائهم منخفضة الأجر، وأصبح تراكم رأس المال ممكناً لأفراد الشعب العاديين بعد تحريرهم من الإقطاع الجائر.
أصبح هؤلاء الشباب بعد ذلك هم اساس الاقتصاد الحديث، وهاجروا إلى المدن بمعدلات غير مسبوقة، وقد أدى هذا التوسع الحضري إلى إنشاء مدن وتوسيع أخرى، من أجل تلبية احتياجات الطبقة المتوسطة الجديدة.
ولعل أبرز ما يميز النهظة الماليزية تلك الطفرة الاقتصادية اللافتة؛ والتى أصبحت فيها ماليزيا دولة صناعية متقدمة يساهم فيها قطاعا الصناعة والخِدمات بنحو 90% من الناتج المحلي الإجمالي.
فقد استطاع مهاتير محمد تحويل ماليزيا من دولة فقيرة ومتخلفة إلى نمر اقتصادى يوازى فى تحوله التجرِبة اليابانية؛ وهى التجرِبة التى استلهمها مهاتير نفسه كنموذج للتنمية فى ماليزيا..
وتمكن من تغيير وجه ماليزيا والنهوض بها تنمويا وجعلها في مصاف الدول الاقتصادية المتقدمة؛ حيث تمكن من الانتقال بها من مجرد دولة زراعية تعتمد على تصدير السلع البسيطة إلى دولة صناعية متقدمة، فأصبح الفكرالتنموي للزعيم الماليزي مهاتير محمد مثالاً يحتذي به.
كانت ركيزتهه الأساسية الأولى في التنمية بناء الأنسان وتعليمه وتوحيدهم رغم كثرة العدد الكبير من الأديان والاعتقادات .
والركيزة الثانية في خطة التنمية تمثلت في البحث عن دولة مناسبة تقوم بعملية الدعم لماليزيا في تجربتها نحو التقدم والتنمية؛ وكانت هذه الدولة هي اليابان التي أصبحت من أكبر حلفاء ماليزيا في مشروعها نحو التنمية والتقدم.
وتتمثل الركيزة الثالثة فى العمل على جذب الاستثمار نحو ماليزيا وتوجيه الأنظار إليها.
كما قام مهاتير محمد بإدخال التكنولوجيا الحديثة والتدريب عليها حتى يتم الانتقال بالبلاد سريعا إلى مرحلة أخرى أكثر تقدما مع تحقيق إمكانيات التواصل مع العالم الخارجي.

نماذج النهظة:
1-التعليم
تبنت ماليزيا بدابة نهظتها المنهج التنموي والذى دفع بالمالايا نحو النهضة التنموية؛ وذلك من خلال توفير مستويات عالية من التعليم والتكنولوجيا، كما شجعت على تعلم اللغة الإنجليزية، وقامت بإرسال البعثات التعليمية للخارج والتواصل مع الجامعات الأجنبية.
كانت خطة التنمية التعليمية هي :
*تخصيص أكبر قسم في ميزانية الدولة ليضخ في التربية والتعليم,ومحو الأمية, والتدريب والتأهيل للحرفيين, وتعليم الإنجليزية,والبحوث العلمية.

*تقوية العَلاقة بين مراكز البحوث والجامعات وبين القطاع الخاص،فتشارك الحكومة مع المصانع والمؤسسات المالية والاقتصادية في دعم كل الأنشطة البحثية.

*الحفاظ على ميزانية التعليم دون تخفيض، في وقت الأزمة الاقتصادية وتدعيم الحكومة للتعليم الأساسي والثانوي.

*الإبداع في تدريس الرياضيات والعلوم، بحيث تلائم متطلبات سوق العمل قياس المستوى التعليمي للطلاب باستمرار حسب المعدلات العالمية لملاحظة أي قصور أو خلل ومعالجته.

*اختيار التلاميذ النجباء وإرسالهم للخارج فى بعثات تعليمية ومنح دراسية على نفقة الدولة. في البداية تم ابتعاث نصف مليون طالب ماليزي إلى الجامعات الغربية بهدف نقل حضارة العالم المتقدم إلى المجتمع الماليزي.

*تقديم مساعدات مالية، و تسهيلات إعاشة للأطفال المحرومين ومنخفضي الدخل، ما ساعد على زيادة أعداد الطلاب الذين أكملوا تعليمهم.

*إقرار إلزامية التعليم، ومعاقبة الآباء الذين لا يرسلون أبناءهم للمدرسة؛ مما أدى إلى انخفاض نسبة الأمية.

*بث قنوات تليفزيونية وإذاعية حكومية، وتخصيص37% من برامجها عام 1990، لتعليم القراءة والكتابة، ومحو الأمية وبث الوعي الصحي والمنزلي.

أهتمت ماليزيا في بداية نهظتها بالتعليم منذ مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية؛ فجعل هذه المرحلة جزءًا من النظام الاتحادي للتعليم، واشترط أن تكون جميع دور رياض الأطفال وما قبل المدرسة مسجلة لدى وزارة التربية، وتلتزم بمنهج تعليمي مقرر من الوزارة.
كما تم إضافة مواد تُنمي المعاني الوطنية وتغرز روح الانتماء للتعليم الابتدائي - أي في السنة السادسة من عمر الطفل. ومن بداية المرحلة الثانوية تصبح العملية التعليمية شاملة, فبجانب العلوم والآداب تدرس مواد خاصة بالمجالات المهنية والفنية التي تتيح للطلاب فرصة تنمية وصقل مهاراتهم.
وإلى جانب ذلك كان إنشاء الكثير من معاهد التدريب المهني التي تستوعب طلاب المدارس الثانوية وتؤهلهم لدخول سوق العمل في مجال الهندسة الميكانيكية والكهربائية وتقنية البلاستيك، وكان من أشهر هذه المعاهد معهد التدريب الصناعي الماليزي، والذي ترعاه وزارة الموارد البشرية، وقد أصبح له تسعة فروع في مختلف الولايات الماليزية
وتوافقًا مع ثورة عصر التقنية قامت الحكومة الماليزية في عام 1996م بوضع خطة تقنية شاملة من أهم أهدافها إدخال الحاسب الآلي والارتباط بشبكة الإنترنت في كل مدرسة بل في كل فصل دراسي؛ وبالفعل بلغت نسبة المدارس المربوطة بشبكة الإنترنت في ديسمبر 1999م أكثر من 90% وبلغت هذه النسبة في الفصول الدراسية 45%.
كما أنشأت الحكومة الماليزية العديد مما يعرف بالمدارس الذكية التي تتوفر فيها مواد دراسية تساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم واستيعاب التقنية الجديدة, وذلك من خلال مواد متخصصة عن أنظمة التصنيع المتطورة وشبكات الاتصال ونظم استخدام الطاقة التي لا تحدث تلوثًا بالبيئة.
وتنفذ عملية التدريس والتعليم في هذه المدارس وفقأ لحاجات الطلاب وقدراتهم ومستوياتهم الدراسية المختلفة، ويتم اختيار مدير المدرسة من القيادات التربوية البارزة، ويساعده فريق من الأساتذة ممن لديهم قدرات مهنية ممتازة، كما تتيح مشاركة الطلاب في اختيار البرامج الدراسية، بجانب حرص هذه المدارس على التنويع والتطوير في أساليب التدريس مثل الرحلات العلمية والأيام الترفيهية.
وكانت التسعينيات من القرن الماضي مرحلة نضج الثمرة، حيث وُضعت ماليزيا في قائمة الدول المتقدمة؛ ففي مجال التعليم، وتوافقًا مع ثورة عصر التقنية، قامت الحكومة الماليزية في عام 1996م بوضع خطة تقنية شاملة، من أهم أهدافها إدخال الحاسب الآلي والارتباط بشبكة الإنترنت في كل مدرسة، بل في كل فصل دراسي.
وبالفعل بلغت نسبة المدارس المربوطة بشبكة الإنترنت في ديسمبر 1999م أكثر من 90%، وبلغت هذه النسبة في الفصول الدراسية 45%.
إجمالي ما أنفقته الحكومة الماليزية على التعليم في عام 1996م بلغ 2.9 مليار دولار بنسبة 21.7% من إجمالي حجم الإنفاق الحكومي، وازداد هذا المبلغ إلى 3.7 مليار دولار عام 2000م بما يعادل نسبة 23.8% من إجمالي النفقات الحكومية.
وكان إنفاق هذه المبالغ على بناء مدارس جديدة وخاصة المدرس الفنية، وإنشاء معامل للعلوم والكمبيوتر، ومنح قروض لمواصلة التعليم العالي داخل وخارج البلاد.
بالإضافة إلى الدعم والتسهيلات الكبيرة التي تقدمها الدولة، فإن إلزامية التعليم أصبحت من الأمور التي لا جدال فيها، وأصبح القانون الماليزي يعاقب الآباء الذين لا يرسلون أبناءهم إلى المدارس .

يأتى هذا الى جانب الحرص على الانفتاح والاستفادة من النظم التعليمية المتطورة في الدول المتقدمة، وفي هذا السياق تم إنشاء أكثر من 400 معهد وكلية جامعية خاصة تقدم دراسات وبرامج تتواءم مع جامعات في الخارج، كما أتاحت الفرصة للطلاب الماليزيين لمواصلة دراستهم في الجامعات الأجنبية..
ومن اللافت تلك الفكرة الجديدة التي قامت بها الحكومة الماليزية عندما عملت على تقوية العَلاقة بين مراكز البحوث والجامعات وبين القطاع الخاص - أى أنها عملت على فتح المجال لاستخدام أنشطة البحث الجامعية لأغراض تجارية..
انصب تأثير ذلك على الجميع؛ فلم تعد الحكومة مطالبة بدعم كل الأنشطة البحثية بمفردها بل شاركتها في ذلك المصانع والمؤسسات المالية والاقتصادية - كل حسب حاجته.
وفي ذات الوقت لا تكاد تجد مركز أبحاث يشكو من قلة الدعم الحكومي؛ هذا إضافة إلى أن الدولة استطاعت أن توجه ما كان يمكن أن يصرف على هذه الأنشطة إلى مصارف أخرى مهمة؛ ومن جراء ذلك امتلكت المصانع الماليزية القدرة على التطوير بل والابتكار والمنافسة وإثبات وجودها في الأسواق المحلية والعالمية.
واهتمت الحكومة بالمرأة الماليزية والتي حصلت على نصيبها من التعليم كالرجل تمامًا، بل تُقدِّم الحكومة قروضًا بدون فوائد لتمكين الآباء من إرسال بناتِهم إلى المدارس وتوفير مستلزمات المدرسة، وتعطي الفقراء مساعدات مجانية لهذا الغرض.
اخيرأ:ركزت النهظة التعليمية في ماليزيا على بناء الإنسان والاستثمار فيه على أساس أنه هو الثروة الحقيقة والمحرك الأول لأي نهضة اقتصادية وعلمية، فكانت النتيجة نهضة أبهرت العالم وتغنت بها الشعوب التواقة إلى التغيير والنهوض، وكان أساس هذه النهضة وركيزتها العنصر البشري بناء وتكوينا وتنظيما، مع زرع قيم العمل والتميز والإبداع والابتكار، وهكذا كان التعليم والبحث العلمي هما الأولوية الأولى على رأس أجندة الحكومة فتم تشييد المدارس والجامعات ومراكز التدريب والبحث، وخصص أكبر قسم في ميزانية الدولة لتحقيق أهداف الخطة التعليمية التى شملت أيضا تطوير البحوث العلمية وإرسال عشرات الآلاف من الشباب الماليزي للدراسة في أفضل الجامعات الأجنبية خاصة في اليابان.
وجاءت النتيجة سريعة ومثمرة وقفزت ماليزيا إلى مصاف الدول المتقدمة في آسيا، وحسب تقرير وزارة التعليم العالي يوجد الآن أكثر من 1,532,134 طالبا مسجلين في الدراسات العليا، وحوالي 125,000 طالب من الأجانب ، ويبلغ عدد الجامعات 49 جامعة رئيسة و23 جامعة فرعية و411 كلية، ومن بينها ست جامعات عالمية من بريطانيا واستراليا وكندا والهند.

2-الأقتصاد
إن تحقيق النهضة الاقتصادية هو الحلم الذي يداعب مخيلة الشعوب النامية، ويكاد أن يكون العنصر الرئيسي للبرنامج الانتخابي لأي مرشح سياسي، ولكن شتان بين الأحلام والوعود وبين ما يحصل على أرض الواقع.
إن التجربة الاقتصادية الماليزية من أهم التجارب الناجحة عالميًا، وقد حظيت باهتمام ودراسة الكثير من المختصين، ولعل ذلك يرجع إلى حجم الإنجازات والنجاحات التي تمت مقارنة بالفترة الزمنية القصيرة والإمكانيات المادية والبشرية المحدودة لهذه الدولة النامية.
من أهم مميزات التجربة الماليزية التخطيط الجيد لمستقبل الدولة، حيث تم ما يلي:

اعتماد رؤية (2020م) كخطة مستقبلية سعت الحكومة إلى تنفيذها، لتصبح ماليزيا في مصاف الدول الصناعية.

رسم خريطة لمستقبل ماليزيا حدد فيها الأولويات، والأهداف والنتائج، التي يجب الوصول إليها، خلال ١٠ سنوات. وبعد٢٠سنة حتى عام 2020 طبقا لرؤية الدولة.

بناء إطار مؤسسي لتطبيق سياسات اقتصادية وخطط تنموية، مثل: تخفيض الفقر، والخطط الخمسية، وتزايد مشروعات(الصحة، والتعليم، والتشغيل، والأمن الاجتماعي).

وفي إطار السياسة الاقتصادية عملت الدولة على تجهيز المواطن الماليزي بكافة الوسائل العلمية والتكنولوجية كي يستطيع الانفتاح والتواصل مع العالم الخارجي والتعرف على الثقافات المختلفة، ثم بعد ذلك الدفع به إلى سوق العمل من أجل زيادة الإنتاج وخفض مستوى البطالة بين أفراد الشعب؛ حيث كان يهدف لتفعيل الجزء الأكبر من المجتمع الأمر الذي يعود بارتفاع مستوى التنمية الاقتصادية للبلاد في نهاية الأمر.
واستطاعت هذه النهظة أن تحول ماليزيا من دولة زراعية يعتمد اقتصادها على تصدير السلع الزراعية والمواد الأولية البسيطة مثل المطاط والقصدير وغيرهما إلى دولة صناعية متقدمة، وأصبحت معظم السيارات التي توجد بها صناعة ماليزية خالصة، وزاد نصيب دخل الفرد زيادة ملحوظة فأصبحت واحدة من أنجح الدول الصناعية في جنوب آسيا, ما أدى إلى تقوية المركز المالي للدولة ككل.
ونتيجة لهذا انخفض أعداد المواطنين ممن هم تحت خط الفقر من ٥٢% فى عام ١٩٧٠ إلى ٥% فقط فى ٢٠٠٢، وارتفع متوسط دخل المواطن من ١٢٤٧ دولارا فى عام ١٩٧٠ الى ٨٨٦٢ دولارا فى عام ٢٠٠٢، وانخفضت البطالة إلى ٣%.
فقد دخلت ماليزيا في التسعينيات مرحلة صناعية مهمة، وذلك حين شجعت الصناعات ذات التقنية العالية وأولتها عناية خاصة، وقد كان ذلك بعد أن توافر لديها جيل جديد من العمالة الماهرة المتعلمة، والمدربة بأحدث الوسائل، فأصبح في مقدورها إثبات وجودها، بل والمنافسة على الصدارة.
كذلك حيث أنشئ أكثر من 15 ألف مشروع صناعي، بإجمالي رأس مال وصل إلى 220 مليار دولار، وقد شكلت المشروعات الأجنبية حوالي 54% من هذه المشاريع، بما يوضح مدى الاطمئنان الذي يحمله المستثمر الأجنبي لماليزيا من ناحية الأمان، وبالتأكيد ضمان الربحية العالية، بينما مثلت المشروعات المحلية 46% من هذه المشاريع.
وقد كان لهذه المشروعات اثر عظيم ونفع على الشعب الماليزي؛ حيث وفرت مليوني وظيفة للمواطن الماليزي، إلى جانب الفائدة الكبرى المتمثلة في نقل التقنية الحديثة وتطوير مهارات العمالة الماليزية. أيضًا تحققت في فترة النهظة طفرة ملحوظة في مشروعات الاتصالات والمعلومات التي كانت تحظى باهتمام ودعم حكومته كعنصر مهم من عناصر خطته التنموية، وكان يسميه (الاقتصاد المعرفي) وبالفعل أصبحت ماليزيا محطة إقليمية وعالمية في مجال صناعة الاتصالات والمعلومات والإنترنت.
الدولة أعلن للشعب بكل شفافية خطتها واستراتيجيتها ، وأطلعت الشعب على النظام المحاسبي الذي يحكمه مبدأ الثواب والعقاب للوصول إلى ( النهضة الشاملة ) ، فصدقها الناس ومشوا خلفها ليبدأوا ( بقطاع الزراعة ) , فغرسوا مليون شتلة ( نخيل زيت ) فى أول عامين لتصبح ماليزيا أولى دول العالم فى إنتاج وتصدير ( زيت النخيل).
كانت الخطة ر واضحة للشعب؛ مما أكسبها ثقتهم وحماسهم للعمل، فقد سعى صانع هذه النهظة مهاتير محمد أن تكون ماليزيا في عام 2020 رابع قوة اقتصادية في آسيا بعد الصين، واليابان، والهند، وهو ما سمي بخطة (عشرين عشرين)، فبدأ بتنمية الصادرات لإنعاش الاقتصاد.
في قطاع السياحة تم تحديد الدخل المستهدف في عشر سنوات لـ ٢٠ مليار دولار، بدلًامن٩٠٠مليوندولاعام1981 لتصل الآن إلى ٣٣ مليار دولار سنويًا. وليحدث ذلك. تم اتخاذ العديد من الإجراءات لتنشيط السياحة لتصبح ماليزيا (مركزًا عالميًا) للسباقات الدولية في السيارات، والخيول، والألعاب المائية، والعلاج الطبيعي.........الخ
في النشاط المالي فتح الباب على مصراعيه بضوابط شفافة أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية، ولأجل ذلك بني أعلى برجين توأمين فى العالم (بتروناس) يضمان ٦٥ مركزًا تجاريًا فى العاصمة (كوالالمبور) وحدها، وإنشاء البورصة التي وصل حجم تعاملها اليومي إلى ألفي مليون دولار يوميًا. كذلك خصخصة العديد من الشركات والمؤسسات الحكومية مع احتفاظ الحكومة بسهم خاص في إدارة المؤسسات ذات الأهمية الاجتماعية والاستراتيجية, لتمارس الحكومة دورها في الرقابة والإشراف عليها, ولتقليل من الآثار السلبية للتحول إلى القطاع الخاص قامت الحكومة بمنح تأمين ضد البطالة للعاملين في الخدمات التي تم تحويلها إلى القطاع الخاص، وتوفير فرص بديلة لهم, مما أحدث نقلة نوعية في الاقتصاد الماليزي.
يعد اقتصاد ماليزيا اليوم واحداً من أقوى النظم الاقتصادية في جنوب شرقي آسيا. ويعتمد اقتصادها إلى حد كبير على إنتاج النفط والمطاط والأخشاب والقصدير، إلى جانب عدة أنواع من المحاصيل والسلع المصنعة.

أخيرا ويمكننا أن نستخلص من التجرِبة الأقتصادية الماليزية أن هناك عاملين أساسيين ساهما في نجاح مهاتير محمد أوَّلهما: (القدوة) بمعنى حرصه على البداية من حيث انتهى الآخرون, ونجد هذه القاعدة بوضوح عندما قرر البحث في تجارب الدول الناجحة والتعرف على الطرق التي سلكوها لتحصيل النجاح والاختيار من بينها، إلى جانب التعرف على الأخطاء التي وقعوا فيها والمشاكل التي واجهتهم في طريقهم حتى يتجنبها..
مع الانتباه إلى أنه ما يصلح لدولة ليس بالضرورة أن يصلح لغيرها,ولذا كان عليه أن يتحرى بدقة لاختيار النموذج الذي سيصبح القدوة للدولة الماليزيـة الناشئة، واستقر في النهاية على اتخاذ اليابان كقدوة لبلاده للتشابه الكبير بين ظروفهما من حيث قلة الموارد الطبيعية، وتركيز اليابان على العنصر البشري وتنمية مهاراته وإعداده لبناء نهضتها الصناعية، بجانب حرصها على الجانب الخلقي وغرس المفاهيم مثل أهمية العمل الجماعي وأهمية الانتماء للوطن والعمل على رفعته.

أمَّا العامل الثاني فهو (الإدارة الجيدة) فبعدما توافرت إرادة النجاح لدى المجتمع الماليزي بجانب تكوين قاعدة ارتكاز معقولة من تعليم جيد وقدر معتبر من صناعات وطنية تتجه نحو تحقيق الاكتفاء، بقي دور القائد الماهر الذي يستطيع إدارة هذه العوامل ويجيد استخدامها ليصل إلى النجاح المنشود, هذا الدور الذي قام به باقتدار الدكتور مهاتير محمد, ولم يكن الأمر سهلاً؛ فقد كان عليه أن يستنهض همة شعب بكامله ويحفزه للعمل، ونراه يتابع تنفيذ مراحل خطته دون كلل، ونراه يقضي على أية محاولة لإثارة الفتنة بين التركيبة الصعبة للمجتمع الماليزي بكل حزم؛ وذلك بجانب حرصه على تنفيذ سياسة خارجية متميزة جعلت له مكانة في المحافل الدولية كمفكر وصاحب رأي

في الختام أستطاعت ماليزيا خلال خطة رسمت لسنوات ان تحقق نهظة كبيرة في شتى الجوانب وكما مبين في الجدول الأتي المأخوذ من بيانات و أحصاءات عالمية:

قبل النهظة 1989
1- متوسط دخل الفرد السنوي250 دولار
2- السكان تحت خط الفقر 73%
3-البطالة : 45%
4- الأمية : 55%

عام 2003 أثناء أستقالة مهاتير محمد :
1- متوسط دخل الفرد السنوي 10000 دولار.
2-السكان تحت خط الفقر 4%.
3-البطالة : 8%
4- الأمية 7%.

احصائيات 2016.
1- متوسط دخل الفرد السنوي 20000 دولار
2- السكان تحت خط الفقر 1%
3-البطالة 2%.
4- الأمية : 1%.

ملاحظة :
هذا البحث خص تنمية أقتصادية وفكرية للأنسان والبلد من خلال التعليم والقتصاد وهو مقارنة حقيقية ومشابهة لوضع العراق مقارنة بماليزيا من حيث الدين والشعب فقط الموارد في العراق اكثر , هذه النهظة أستطاعت تحويل ماليزيا من الموز الى بلد متقدم جدأ في كل المجلالات , الهدف من البحث هو بيان عوامل هذا النجاح وقوتها من خلال حب الوطن واداء الواجب بكل مصداقية وأمانة والعمل بروح الفريق الواحد ونكران الذات والتخلي عن الأنانية وحسن توظيف الموارد والانسان وتحويل الطاقة الكامنة في الأنسان للبناء والنهظة وأتقان العمل والأرادة الجادة .
الصورة أدناه لرمز ماليزيا (برجا بتروناس التوأم)
يعتبرا أعلى بناء في جنوب شرق أسيا بأرتفاع 452 متر.

#نهظةأمة_ماليزيا_2020



#بشار_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناء الأنسان
- الاقتصاد العراقي
- نهظة أمة _ اليابان (التعليم/الأقتصاد/التكنولوجيا)
- نهظة أمة _ الصين (التعليم/الأقتصاد/التكنولوجيا)
- الأقتصاد العراقي


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - بشار خليل - نهظة امة (التعليم والاقتصاد ) ماليزيا