أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح حسن - مام رسول بناوي














المزيد.....

مام رسول بناوي


كفاح حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5742 - 2017 / 12 / 30 - 04:57
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


مام رسول بناوي .. شجرة باسقة, جذورها عميقة و أغصانها تضلل مدن و سهول العراق..
عكلما أتطلع إلى صورة فيها الكادر الفلاحي مام رسول بناوي, تتزاحم الذكريات و العواطف لشخصية فريدة من نوعها بما تحويه من خبرة و معرفة و دراية و تصميم..
كان لقائي الأول بمام رسول في بارزان حيث كنا جالسين مع الشهيد توفيق الحريري, حيث تركنا ليؤدي صلاة العصر. فتصورته واحد من أهالي القرى الذين يرافقون الشهيد توفيق.. و بعدها بفترة, في حزيران 1984, كنت مع مفرزة كبيرة من سرايا قاطع أربيل توجهت نحو سهل حرير و خوشناوتي.. و نظرا لأسباب عدة, كان أهمها إستمرار معارك الإقتتال الداخلي, واجهت هذه المفرزة و لاحقتها مفارز الإتحاد الوطني الكردستاني, إنتهت بتشتت المفرزة بعد كمين معادي في منطقة حجران - قلاسنج..
و عادت المفرزة خائبة إلى مقراتنا الخلفية في بارزان.
في وقتها كنت أعمل في سرية خوشناوتي. و كان الرفيق توفيق حريري قد أستشهد خلال عمله في مهامه التنظيمية في حرير و باتاس. و تولى بدله الرفيق مام رسول مهمة قيادة منظمات الحزب في حرير و باتاس. و كان مقرنا في قرية ئاسته البارزانية المهجرة.
جاءنا مام رسول غاضبا بسبب فشل مفرزتنا و فقداننا لشهداء أعزاء.. و عرض علينا تشكيل مفرزة بارتزانية مشتركة مابين التنظيم المحلي في حرير و باليسان وسرية خوشناوتي للعودة إلى المنطقة.. و قد رحبنا بالفكرة, و بسرعة حصلنا على موافقة مكتب القاطع و مكتب محلية أربيل.. و تشكلت المفرزة, من التنظيم المحلي مام رسول و دلشاد توفيق حريري و الشهيد بروسك الراوندوزي, و من سرية خوشناوتي جاسم خيلاني و ئاري شقلاوة و الشهيدين خسرو و نوزاد من عينكاوة و أنا..
و للطابع السري للمفرزة تركنا المقرات دون أن يعرف بقية الرفاق وجهة و هدف المفرزة. و كان قائد المفرزة مام رسول, و طريقة عملنا هي الإختفاء في النهار و التحرك في ظلام الليل. و كنا حذرين من غدر فصائل البيشمركة أكثر من حذرنا من السلطة و جحوشها.
وواصل معنا مام رسول إداء الصلاة في مواعيدها دون تأخير مهما كانت ظروف المفرزة.. لقد وضح لنا فيما بعد مام رسول بأنه لا يجد أي تناقض ما بين تمسكه بواجباته الدينية و عمله في الحزب الشيوعي . فكلاهما الدين و الشيوعية يبحثان عن العدالة الأجتماعية المفقودة.
لقد كان مام رسول قائدا حقيقيا و من طراز خاص.. حريص جدا على الرفاق الذين معه و يهتم بأن يوفر لهم جو من المحبة و الثقة المشتركة.. كان يحب الفلاحين و يشعر بمشاكلهم و معاناتهم. و كان يتعمد تقديمي للفلاحين كنصير عربي, ليبين لهم إن نضالنا ليس قومي كسائر الأحزاب الكردية, بل نضال وطني حقيقي يساهم فيه كل الوطنيين العراقيين.
لقد تعلمنا كثيرا من مام رسول.. فبالرغم من إنه عاش حياته كفلاح أو راعي , إلا إنه تعلم من الحياة كثيرا, و كان همه الوصول ألى مجتمع قائم على العدالة الإجتماعية. و كان يعرف عدوه و لا يهابه.
لقد كان مام رسول يتمتع بقدرة هائلة على معرفة المكان. و كان ينجح في وسط الظلام في أن يقودنا في طرق جبلية وعرة, لم نجروأ على المرور بها بدونه. و كان يعرف مداخل القرى و عيون الماء و البساتين و الغابات .. فكلها عرفها و حفظها منذ كان راعيا في الوديان و السهول.
و بعد إنتهاء عمل المفرزة عدنا إلى المقرات و إفترقنا كل إلى مهمة جديدة, لكن بقت علاقتنا مستمرة إلى أن أخبرني الرفيق دلشاد توفيق حريري بوفاته.. لقد حزنت كثيرا لفقدان هذا الرفيق الإسطوري..
مجدا لذكراك رفيقي مام رسول بناوي..



#كفاح_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون قدسية كربلاء المقدسة
- لقد جاء الرد الرادع ..
- جلسة بغدادية مع شروق العبايجي
- غايب عن العين و حاضر
- واثق الخطوة .. يمشي ملكا
- لنضع النقاط على الحروف
- في مجلس الفاتحة على روح جلال الطالباني
- الرابطة التي لا تتزعزع
- ساهر.. صحفي بارع من تلاميذ طريق الشعب
- في رثاء الشيوعي الاخير في عينكاوة .. سليم بولس
- ذكريات كربلائية
- عن الاستفتاء في الاقليم
- الارهاب يوجه ضربته الغادرة إلى ستوكهولم
- للخيانة طعم مر
- مام صالح..نموذج للنقاوة و الوفاء
- احمد الهاشمي..و ذكريات الزمن الغابر..
- حاجي جمال..نموذج نادر للإنسان الطيب
- في ذكرى وضاح
- ما بعد تحرير الموصل
- في ذكرى بطلة كربلاء


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح حسن - مام رسول بناوي