أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زهير الخويلدي - عواصف سنة 2017 ومنعطفاتها














المزيد.....

عواصف سنة 2017 ومنعطفاتها


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 5741 - 2017 / 12 / 29 - 01:49
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


" إننا نقصد بكلمة تاريخي ماهو مسجل في لحظة مستحدثة تماما لسيرورة تخضع هي الأخرى لقانون التكرار"1

لقد تميزت السنة الإدارية المنصرمة بالتراجع على جميع الأصعدة بالنسبة للشعوب والمجتمعات السائرة في طريق النمو وبتفاقم أضرار ومساوئ العولمة المتوحشة على الوضع البشري وعلى المحيط الطبيعي.
لقد أصبحت المنظومة العمومية في خطر أمام هجمة الخوصصة وتحرير المعاملات الاقتصادية وتراجع دور الدولة لتأمين حاجات الناس من تغذية وتعليم وصحة وتشغيل وتثقيف وترفيه وتدفئة وتنقل وخدمات.
لم يعد أمام الدول العربية من خيار آخر سوى لعب دورا ثانويا في المنطقة بعد هبوب العديد من الأعاصير والعواصف على الوجود الاجتماعي وتمزيق الإرهاب ما تبقى من وحدة الجسد العربي وعبث النزاعات الطائفية بالمقدرات الإستراتيجية للأمة وانهيار الكثير من المقومات الذاتية التي تم الإعداد لها للاستثبات.
لا خيار أمام الشعوب العربية سوى الصبر والانتظار في ظل تأخير معدلات التنمية وفشل الاقتصاديات المتبعة وسوء حوكمة الموارد البشرية والثروات المادية والإفراط في المديونية وتزايد مؤشرات التبعية.
لقد كان عام 2017 عاما للذكريات الثورية والاحتفالات بمرور قرن من تفجر الثورة البلشفية في روسيا وكان السنة التي صعد فيها ترام بالى الحكم وأعلن من البيت الأبيض نيته نقل السفارة الأمريكية للقدس.
من جهة أخرى تزايد النفوذ الصيني على الاقتصاد العالمي وظهرت مجموعة البروكس بأكثر فاعلية وبدأ العالم يعيد تشكيل نفسه وفق قوى متعددة بعد قرب نهاية السيطرة الأمريكية من خلال نفوذ القطب الواحد.
لقد كان عام الأعاصير والحرائق والزلازل والحروب في العديد من مناطق العالم وكانت المنطقة العربية الأكثر تضررا بحكم امتداد خارطة الاشتباكات الأهلية لكي تشمل عدة مدن وقرى توجد في الدول العربية.
لقد حصدت الحروب الداخلية بين الأشقاء المزيد من الأرواح وتم تدمير العمران و تبديد المدن والثروات ومثل التسلح كاهلا ثقيلا على ميزانيات تلك الدول التي تعاني من أزمات في الميزان التجاري والتضخم وضعف المقدرة الشرائية للمواطنين وضياع هيبة الدولة في ظ تنامي الفساد الإداري والتسرب المالي.
إخفاق جديد في زرع مسارات ديمقراطية وخنق التجارب القائمة عن طريق ضخ الأموال وشراء الذمم والالتفاف على النماذج الناجحة التي تظل بمثابة واحات معزولة وسط صحراء شاسعة من الاستبداد.
عام جديد يمضى ومازالت الأحوال الاجتماعية في العالم متدهورة ومعدلات الجريمة والانتحار والفقر والبطالة والهجرة السرية والأمراض النفسية في ارتفاع كبير وتقف معظم المؤسسات الدولية في حيرة.
لقد ازدادت الطبقة العاملة تشتتا وغابت عنها قوة العمل وإمكانية التأثير في القرار السياسي وأصيبت النقابات بمرض البيروقراطية واقتربت البشرية في طور مابعد الصناعي من مرحلة العمل الافتراضي.
لقد فشلت الحداثة بالمعنى الإنساني الأصيل وتشكلت مكانها حداثة معولمة واستهلاكية ومارست بعض الأنظمة قرارات قروسطية عابثة بالقوانين والأعراف والتقاليد الدبلوماسية وعادت إلى العادات البالية.
لم تقم الثورة الفكرية المنتظرة وتأخرت تجربة الإصلاح الديني وانتشر في الفضاءات سلوك مائع وثقافة تافهة وفن الإثارة وإعلام الصدمة وتغلبت على الساحة العلمية تجارة المعرفة وسوق المقاولات وهيمنت نزعة إحيائية تعيد إنتاج بضاعة ماضوية تعادي قيم التنوير والتقدم وتعمل على خنق الحريات والحقوق.
لقد ظهرت بوادر جدية تشير إلى إمكانية حروب مستقبلية بين الدول والشعوب حول المياه والغذاء والطاقة وأن الأسلحة التقليدية لم تعد كافية للردع وتحقيق الغلبة ولذلك يفترض أن يتم اللجوء إلى أسلحة متطورة.
غير أن السؤال الذي يعاد طرحه بقوة في نهاية كل سنة وبداية أخرى جديدة هو: الى أين يذهب هذا العالم؟
ربما يكون الجواب الأكثر صعوبة هو أن يسير العالم نحو الفوضى العارمة والتصادم بين الحضارات بالنظر إلى التخريب الممنهج للوجود الاجتماعي والانحراف نحو تقنية بلا ضوابط وعصر بلا أخلاق.
أليس المطلوب نسيان المفارقة التاريخية التي تلغي كل ما تشهد على ولادته واستقبال المهمة الثورية التي تحرص على إنتاج الصراع عن طريق المنافسة وتجعل من البطولة الجماعية تضحية من أجل المقاومة؟
المرجع:
1– جاك دريدا، أطياف ماركس، ترجمة منذر عياشي، دار نينوى، دمشق، طبعة 2014.ص90.

كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغراض سياسة السرد
- النقد الفلسفي للتراث عند طيب تيزيني
- الفكر بما يعود الى ذاته
- الحقوق الفلسطينية في القدس في يوم الإعلان العالمي لحقوق الإن ...
- التعليم التكويني والتدريس التربوي
- التوجه نحو عقلنة المجالات غير العقلانية
- من أجل حياة إنسانية خالية من ذل العبودية
- ما جدوى الإطلالة على الحكمة المشرقية في الاحتفال العالمي بال ...
- الالتزام التاريخي للفلسفة السياسية
- أصوات فكرية عريقة عن تربية فلسفية جديدة
- أطياف ثورة 1917 واستذكار زمانية الوجود السوفياتي
- تزايد هجرة الشباب في ظل تعثر الحل التنموي
- عبور ثورة تشي جيفارا نحو الأممية
- علامة استمرار الدمقرطة هي قوة المشاركة وحرية الفعل
- اليسار الاجتماعي: فكرة ثورية ذات طموح اندماجي
- تشريح أصول الفكر العربي الإسلامي
- تاريخ الفلسفة مجرد تأريخ لميلاد المفاهيم وهجرتها
- حكمة الحد الأوسط في نظرية أرسطو
- التساؤل عن الإنية والبيذاتية عند هيدجر وسارتر وكيركجارد
- الأزمة المالية تعرقل مسار التنمية الاقتصادية


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زهير الخويلدي - عواصف سنة 2017 ومنعطفاتها