أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - بشار خليل - نهظة أمة _ اليابان (التعليم/الأقتصاد/التكنولوجيا)















المزيد.....



نهظة أمة _ اليابان (التعليم/الأقتصاد/التكنولوجيا)


بشار خليل

الحوار المتمدن-العدد: 5740 - 2017 / 12 / 28 - 22:40
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


نهظة أمة ( التعليم , الأقتصاد , التكنولوجيا).
شرق أسيا:
2- اليابان.
عندما تدق ساعة الجوع لاطعام سيء.
مثل ياباني
مقدمة:
اليابان دولة مكونة من الف جزيرة , تؤلف هذه الجزر قوسأ بحوالي 2000 كم.
تعدادها السكاني حسب أحصائيات 2016 تجاوز ال 130 مليون نسمة , تعتبر مركز ثقل تجاري مهم جدأ وموقع أستراتيجي ممتتاز حيث تحيطها الصين وكوريا وروسيا قبالة الساحل الشمالي الأسيوي. يسمي اليابانيون بلدهم نيبون أو نيهون التي تعني مصدر الشمس. أما اسم اليابان فربما جاء من الاسم الإيطالي زيبانغو الذي أطلقه عليها الرحالة ماركو بولو في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي، والذي سمع عن الجزر اليابانية أثناء سفره عبر الصين تغطي الجبال والتلال معظم اليابان، مما يضفي عليها جمالاً مرموقًا، فالكثير من جبالها بركانية، وأشهرها جبل فوجي، وهو أعلى قمة في اليابان. وتحتل الجبال والتلال مساحات شاسعة من أرضها، مما جعل غالبية السكان يعيشون في سهول ضيقة على امتداد السواحل. وتشمل هذه السهول الساحلية الكثير من أفضل الأراضي الزراعية في اليابان ومعظم المدن الرئيسية. يعيش 78% من السكان في المراكز الحضرية. تشغل مراكز الحضارة الحديثة والتجارة والصناعة مدن اليابان الرئيسية. ومدينة طوكيو هي العاصمة، وتُعدّ كبرى المدن في اليابان، وتقع على سهل كانتو الذي يعتبر أوسع منطقة في الأراضي المنخفضة. كما توجد في اليابان ثلاث مدن أخرى يتجاوز سكان الواحدة منها مليوني نسمة. اليابان واحدة من عمالقة الصناعة في العالم، حيث لا يفوق الإنتاج الصناعي الياباني سوى إنتاج الولايات المتحدة. وقد صنع اليابانيون مجموعة متنوعة من المنتجات، بما فيها السيارات والحواسيب والحديد والفولاذ ومواد البلاستيك وأجهزة المذياع والتلفاز. وأصبحت اليابان قوة اقتصادية رئيسية رغم قلة مواردها الطبيعية، إذ إنها تستورد كثيرًا من المواد الخام التي تحتاجها الصناعات، كما تعتبر اليابان من البلدان التجارية الرئيسية.

لمحة تاريخية.
تأثرت اليابان القديمة بدرجة كبيرة بالحضارة الصينية المجاورة واستعارت منها الكثير، من فن ولغة وتقنية وغيرها. وأول أوروبي دخل اليابان كان في منتصف القرن السادس عشر الميلادي. وبدأت التجارة مع عدد من البلدان الأوروبية. غير أنه في بداية القرن السابع عشر قرر حكام اليابان قطع روابط اليابان مع العالم الخارجي بغية حمايتها من النفوذ الأجنبي. واستمرت هذه العزلة إلى سنة 1853م حينما جاء القائد البحري ماثيو بيري بسفنه الحربية إلى خليج طوكيو. وأدّى استعراض القوة هذا إلى فتح اليابان لاثنين من موانئها سنة 1854م في وجه التجارة الأمريكية. وخلال السبعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، بدأت الحكومة حركة شاملة لتحديث البلاد من كافة الوجوه. وتحولت اليابان في أوائل القرن العشرين إلى دولة صناعية ذات قوة عسكرية. وقد تحكم العسكريون في أمور الدولة بحلول الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي.
المتداول والمعروف لدى الجميع في أنحاء العالم أن اليابان نهضت بمعجزة تنموية حقيقية بعد الحرب العالمية الثانية عندما ضربتها الولايات المتحدة بقنبلتين ذريتين فأنهت الاقتصاد الياباني،في الحقيقة هذه النهظة بدأت من قبل الحرب بمائة عام تقريبًا
في بدايات القرن السابع عشر وبعد أن استتب حكم اليابان لـ(إياسوا توكوجاوا) بدأ الرجل خطته لإرساء دعائم حكم له ولعائلته وقد نجح في هذا حتى وصولنا إلى منتصف القرن التاسع عشر وهو بداية نهضة اليابان الحقيقية، خطة توكوجاوا كانت واضحة وحولت اليابان لما يزيد عن مائتي عام لكوريا شمالية حالية، فحظر على اليابانيين السفر للخارج ومنعهم من بناء سفن عابرة للمحيطات وعامل – هو ومن خلفه في الحكم – الحملات التنصيرية الكاثوليكية بأشد أنواع التنكيل للمحافظة على انغلاق القوقعة اليابانية، وقد كان الأمر مفيدًا على عكس المتوقع في رفع درجة اندماج وتفرد السكان اجتماعيًا، هذا التماسك الذي استخدمه (ميجي) فيما بعد في ثورته.بداية النهضة الفعلية كانت عندما أتى الإمبراطور (موتسوهيتو) الذي عرف بـ(الميجي) أو (الحاكم المستنير) للحكم في يناير عام 1868 وقاد حركة إصلاحية ثورية – بمقاييس عصره – قامت على مبدأ واحد هو (بلد غني وجيش قوي)، وكان اليابانيون في هذا الحين يتابعون التمزيق التام للصين أثناء حروب الأفيون من قبل قوى أوروبا وعلى رأسها المملكة المتحدة (بريطانيا)، لذلك ولتجنب هذا المصير أدركوا أن الهدف الأساسي ينبغي أن يكون:
(سد الفجوة الاقتصادية والعسكرية بينهم وبين الغرب).

كسرت حركة الميجي الإصلاحية عزلة البلاد وبدأت في حركة انفتاح تجارية وعلمية، ففتحت الموانئ البحرية بشكل كامل وألغت الإقطاعيات العسكرية وبدأت في تقليص نفوذ الساموراي وتجريدهم من امتيازاتهم حتى استطاعت أن تنهي تحكم الطبقة العسكرية في اليابان في ظرف ثماني سنوات تقريبًا، في نفس الوقت سمحت الحركة للفلاحين للمرة الأولى منذ أكثر من قرنين بامتلاك الأراضي الزراعية وإنتاجها مما ساهم في تكوين طبقة فلاحين منتجين، كذلك قامت بإدخال ثورة حقيقية على نظام التعليم، كانت حركة الانفتاح في مجملها على مرحلتين، الأولى هي التوجه للقارة الأوروبية لأخذ ما يساعد نظاميًا الهرم الياباني الناشئ، فتمت الاستعانة بنظام الشرطة والتعليم الفرنسيين والنظام الإداري (الحكومي) الألماني، ثم كانت المرحلة الثانية فيما بعد الحرب العالمية الأولى والتوجه للولايات المتحدة لرفع كفاءة القطاع الصناعي والتوسع الاقتصادي للشركات الكبرى العاملة ونقل الإدارة الصناعية والمعرفة التقنية لها.
أنتج هذا الاستنساخ الواعي في المرحلة الثانية تصاعدًا اقتصاديًا لأول قوة شرقية خارج نطاق القوى التقليدية (أوروبا والولايات المتحدة)، وتكون نسيج شديد التماسك من اتحاد الدولة بأجهزتها بقيادة إصلاحيي ميجي (العسكريين أيضًا) مع اتحاد شركات القطاع الخاص وهو اتحاد تكون من مجموعة ضخمة من الشركات الخاصة اليابانية العاملة في مجالات الصناعة والتجارة والشركات المالية مكونة فيما بينها ما عرف باتحاد (زايباتسوا) والذي هيمن حتى ما قبل الحرب العالمية الثانية على نصف الأنشطة الاقتصادية في البلاد.
وفي السابع من شهر ديسمبر عام 1941م، هاجم اليابانيون القواعد البحرية الأمريكية في بيرل هاربر في جزيرة هاواي، مما أدخل الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية. وحقق اليابانيون عدة انتصارات مبكرة. لكن فيما بعد انقلب الموقف لصالح الولايات المتحدة ودول الحلفاء الأخرى. وفي شهر أغسطس 1945م أسقطت الطائرات الأمريكية أول قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي. وفي الثاني من سبتمبر 1945م، استسلمت اليابان رسميًا وانتهت الحرب العالمية الثانية تركت تلك الحرب اليابان مهزومة شر هزيمة؛ فالكثير من المدن اليابانية تحولت إلى أنقاض، والصناعات اليابانية تحطمت، واحتلت قوات الحلفاء اليابان.

نماذج النهظة:
1- التعليم:
التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء الفرد وتكوين شخصيته وتنمية قدراته، كما يعد التعليم فى غاية الأهمية لتطوير المجتمعات الصالحة وبناء الدول التى تهدف الى التقدم والرقي.
وبالنظر الى التعليم في اليابان، نجد أن المدارس هي التي قامت بغرس المعرفة التي ساعدت اليابان على التحول من دولة إقطاعية إلى دولة حديثة ، كما حولت اليابان من دولة مُنْهكة تتلقى المساعدات بعد الحرب العالمية الثانية إلى دولة اقتصادية كبرى تُقدم المساعدات لمختلف الدول النامية في العالم.
فمستوى التلميذ الياباني في سن الثانية عشرة يعادل مستوى الطالب في سن الخامسة عشرة في الدول المتقدمة، وهذا يدل على الرقي النوعي للتعليم في اليابان
يقول وزير تعليم في اليابان، أرينوي موري 1885:
(التعليم في اليابان ليس الهدف منه تكوين أناسٍ يتقنون تقنيات العلوم والآداب، والفنون، وإنما هو تصنيع الأشخاص المطلوبين للدولة).
يروي الأديب الياباني كينزابورو أوي (1935 - ) عن تشكل اليابان: «نحن غارقون حتى العنق في الثقافة الغربية، ولكننا غرسنا بذرة ضئيلة، وبمثل ما تضرب البذرة بجذورها بالأرض وتنمو، فإننا نشرع في إعادة خلق أنفسنا»... ذلك الأسلوب جعل المستوى الحضاري لليابان بقدر ما له امتداد الغربي، فإن جذوره وعروقه وتربته ذات أصول يابانية بحتة، إنها حضارة استلهام عميق تراكم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وكان للتعليم وتطويره أبرز دور، للقيام بمهام النهضة الحضارية.
تاريخيأ وضع أول نظام تعليمي في اليابان في عام 701 بموجب قانون تايهو، وتتالت بعدها التعليم في طبقات عشائر النبلاء والساموراي. مع حلول فترة إيدو، بدء بإتاحة التعليم لعامة الشعب في ما يشبه الكتاتيب والتي تدعى "تيراكويا. ومع حلول فترة ميجي وضع النظام الحديث في التعليم الذي يقسمه لعدة مراحل يشابه ما هو معمول فيه في العصر الحالي. نظام التعليم الحالي بدء بالعمل به في ما بعد الحرب العالمية الثانية والذي وضع وفقا لدستور اليابان وقانون التعليم الأساسي في اليابان والذي
يعتمد على جودة الدروس وليس الكمية.
الحرب العالمية الثانية أرجعت اليابان الى 100 عام الى الوراء الى ماقبل النهظة السابقة حيث جميع المدارس والبنى التحتية عبارة عن حطام ومار.
بعد الحرب العالمية:
بعد الحرب العالمية الثانية، تحول التعليم الياباني إلى تعليم يعتمد التدريب على التفكير أكثر مما يعتمد على النقل والحفظ. ومع مرور الزمن استقرت هذه المفاهيم في نظام تعليمي مركب، أصبح يشد خبراء التعليم في العالم.. وأصبحت مناهج التربية والتعليم اليابانية اليوم من المناهج العالمية التي تنظر إليها وتحاول تقليدها الأمم الأخرى.
وفي هذا الصدد يعقد «إدوين أشاور» مقارنات غريبة جدًا في كتابه «اليابانيون»، استنتج خلالها أن الطفل الياباني يحصل على نتائج عالية في الاختبارات الدولية التي تقيس القدرات في الرياضيات والعلوم أكثر من الطفل الأمريكي والبريطاني والفرنسي وغيرهم من الجنسيات الأخرى. أما طالب المرحلة الثانوية البالغ من العمر 14 عامًا فيكون قد تعرض لتعليم ومعرفة لم يتعرض له طالب أمريكي إلا إذا بلغ من العمر 17 أو 18 عامًا، لماذا ؟ لسلامة نظام التعليم الياباني، ويقول: إن سر نهوض اليابان هو المورد البشري وتنمية هذا المورد العظيم، مما جعل اليابان تتقدم على الصعيد العالمي في نسبة العلماء والمهندسين (60.000 لكل مليون نسمة)، وينخرط نحو (800.000) ياباني في مراكز الأبحاث والتطوير، وهذا العدد تجاوز ما لدى بريطانيا وألمانيا وفرنسا مجتمعة معًا.
،وصدر في (1947) قانونان, الأول قانون التربية المدرسية الذي تضمن مبادئ عامة لنظام التربية والتعليم ومبادئ تفصيلية تخص كل مرحلة ونوع تعليمي ووضع شروط تشغيل مديري المدارس والمعلمين منها؛ أن يمتلك شهادة إكمال الدراسة في مؤسسات إعداد المعلمين, وألا يكون من ذوي الشخصيات الاجتماعية الهزيلة, وسمح لهم باستخدام العقوبات تجاه التلاميذ لكنها محددة بضوابط معينة وحرم العقاب الجسدي, فرض على المدارس الخاصة وضع ميزانية للدخل وتسلم إلى السلطات المختصة.
أما القانون الثاني, القانون الأساسي للتعليم فحدد أهداف التربية، منها النمو الكامل لشخصية الفرد من أجل رفعة وتقدم الأفراد وتنمية حب الحقيقة والعدالة وتقدير قيمة الآخرين واحترام العمل وتعميق شعور تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس والاستقلال, وكذلك تنمية الثقافة من خلال الاحترام المتبادل والتعاون واحترام الحرية الأكاديمية والحياة الواقعية, وأكد أيضا على إعطاء فرص متساوية للجميع من أجل الحصول على التعليم, والدولة سوف تعطي مساعدات مالية للذين لا يستطيعون الاستمرار في نوع التعليم الذي يلائمهم لأسباب مالية. والقانون أرغم أولياء أمور الأطفال على إرسال أبنائهم للمدارس يكملون 9سنوات التعليم الأساسي.
بعد الاحتلال
بعد أن استعادت اليابان سلطتها عام 1951، بدأت مباشرة بتعديل نظام التعليم ليعكس الأفكار اليابانية حول التعليم والإدارة التعليمية. حيث عادت سيطرة وزارة التعليم اليابانية وتم تعيين مجالس المدارس بدل من انتخابها. وفي فترة الستينات ظهرت الحاجة نتيجة التطور الاقتصادي السريعة إلى توسيع التعليم العالي، وهذا ترافق مع ظهور الكثير من المشاكل في الجامعات اليابانية تحت تأثير الكثير من العوامل مثل الاعتراض على الحرب الفيتنامية، تأثر الطلاب بالكثير من الحركات الفكرية في اليابان بالإضافة إلى معارضتهم لأنظمة الجامعات استجابت الحكومة لطلبات الطلاب بوضع قانون تنظيم الجامعات عام 1969 الذي جاء بالكثير من الإصلاحات في النظام التعليمي ثمانينات القرن العشرين على الرغم من التقدم الكبير الذي حصل بعد الحرب العالمية الثانية في نظام التعليم إلا أنه لا زال يتعرض للعديد من الانتقادات بعضها قلة الخيارات في العملية التعليمية والنظام الزائد والأهمية العالية لامتحانات دخول المدارس والجامعات التي قد تلعب دوراً في تحديد مصير الطالب المستقبلي. على الرغم من ذلك يعتبر البعض أن النظام المتبع هو حل للكثير من المشاكل الاجتماعية التي قد تظهر إن لم يعتمد هذا النظام بالإضافة إلى ذلك فقد انفتح النظام التعليمي في اليابان على العالم وتوسيع القاعدة التعليمية لاستضافة العديد من الطلاب الأجانب خاصة في المراحل الجامعية ومراحل الدراسات العليا.
النظام التعليمي في اليابان هو شرف وطني وأجباري ويستخدم مجموعة أساليب حضارية وعلمية تجعل طلابه متفوقين على نظرائهم في جميع أنحاء العالم.
يتكون نظام التعليم في اليابان من:
*6 سنوات من التعليم الأبتدائي.
*3سنوات من التعليم الأعدادي.
*3 سنوات من التعليم الثانوي.
*4 سنوات من التعليم الجامعي.
من أسباب تقدم التنعليم في اليابان:
*في اليابان تدرس مادة من أولى ابتدائي إلى سادسة ابتدائي اسمها “طريق إلى الأخلاق” يتعلم فيها التّلاميذ الأخلاق والتعامل مع الناس
*لا يوجد رسوب من أولى ابتدائي إلى ثالث متوسط، لأن الهدف هو التربية وغرس المفاهيم وبناء الشخصية، وليس فقط التعليم والتلقين
*اليابانيون، بالرغم من أنهم من أغنى شعوب العالم، ليس لديهم خدم، فالأب والأم هما المسؤولان عن البيت والأولاد
*الأطفال اليابانيون ينظفون مدارسهم كل يوم لمدة ربع ساعة مع المدرسين، مما أدى إلى ظهور جيل ياباني متواضع وحريص على النظافة
*الأطفال في المدارس يأخذون فرش أسنانهم المعقمة، وينظفون أسنانهم في المدرسة بعد الأكل، فيتعلّمون الحفاظ على صحتهم منذ سن مبكرة
*مديرو المدارس يأكلون أكل التّلاميذ قبلهم بنصف ساعة للتأكد من سلامته، لأنّهم يعتبرون التلاميذ مستقبل اليابان الذي تجب حمايته
*عامل النظافة في اليابان يسمى “مهندسا صحيا” براتب 5000 إلى 8000 دولار أمريكي في الشهر، ويخضع قبل انتدابه لاختبارات خطية وشفوية
*يمنع استخدام الجوال في القطارات والمطاعم والأماكن المغلقة، والمسمى في الجوال لوضعية الصامت هي كلمة: أخلاق
*إذا ذهبت إلى مطعم بوفيه في اليابان ستلاحظ أنّ كلّ واحد لا يأخذ من الأكل إلاّ قدر حاجته، ولا يترك أحد أيّ أكل في صحنه
*معدل تأخر القطارات في اليابان خلال العام هو 7 ثوان في السنة، لأنّه شعب يعرف قيمة الوقت، ويحرص على الثواني والدقائق بدقة متناهية

أهم ملامح وخصائص نظام التعليم الياباني:
المركزية واللامركزية في التعليم.*
روح الجماعة والعمل الجماعي والنظام والمسؤولية.*
الجد والاجتهاد أهم من الموهبة والذكاء.*
الكم المعرفي وثقل العبء الدراسي.*
الحماس الشديد من الطلاب وأولياء الأمور للتعليم وارتفاع المكانة المرموقة للمعلم.*

2- الأقتصاد.
اليابان ثالث أكبر أقتصاد في العالم اليوم , والرابع حسب تعادل القوة الشرائية , وثاني أكبر اقتصاد متقدم , ثاني أكبر دولة دائنة في العالم.
بداية النهظة بعد نكسة الحرب العالمية الثانية:
كانت دولة اليابان ذات اقتصاد مغلق، معتمدة على الإنتاج المحلي فقط، إبان الحرب العالمية الثانية كان لابد من إيجاد سوق عمل قادر على المنافسة، فقد خرج هذا البلد من الحرب منهكاً على جميع الأصعدة, وكان نحو ربع ثروته القومية قد دُمر، ورغم الخسائر البشرية الفادحة بقي اليابان مكتظاً بالسكان؛ ما أدى لمعاناتهم من سوء التغذية وندرة المواد الأولية وارتفاع الأسعار بشكل كبير.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، و انهيار ألمانيا النازية ودخول أربع دول بشكل رئيسي إليها (فرنسا/ بريطانيا/ الولايات المتحدة/ الاتحاد السوفيتي)، ووقوع الصين بشكل أساسي تحت المطرقة الشيوعية، مع كل ذلك لم يتبق إلا اليابان كدولة شديدة الخصوصية ينبغي السيطرة عليها، في هذا الوقت وضعت الولايات المتحدة كل ثقلها الحربي في اليابان لتتسبب في أكبر مجازر حربية في التاريخ الحديث
في البدء كان القصف الجوي المكثف على كل المدن اليابانية والذي تركز في شرق طوكيو متسببًا في مقتل مائة ألف ياباني مع تشريد مئات الآلاف الآخرين، ثم كانت قنبلة هيروشيما كأول تجربة أمريكية لسلاحها الذري الوليد والتي تسببت في مقتل مائة وعشرين ألفًا فورًا مع إصابة مئات الآلاف الآخرين، ثم تجربة نوع آخر على ناجازاكي ليُقتل ستون ألفًا على الفور أيضًا، كل ذلك كان شيئًا أقل مما فعلته الولايات المتحدة متبعة إحدى إستراتيجيتين لهزيمة الجيش الياباني عندما فرضت حصارًا بحريًا شاملًا على الدولة وهو السبب الرئيسي المؤدي لانهيار الاقتصاد الياباني حينها.
بعد توقيع الإمبراطور الياباني لوثيقة الاستسلام وتعيين الجنرال ماك آرثر حاكمًا فعليًا لليابان بدأت سنوات احتلال الولايات المتحدة لها (1951:1945)، العام الذي تلا كل هذه المذابح كان أحد أسوأ الأعوام في التاريخ الياباني، انهيار الاقتصاد تسبب في نقص حاد في الإنتاج والسلع والغذاء مما أنذر بمجاعات واسعة النطاق تتسبب في هلاك مئات الآلاف، انتشرت الأسواق السوداء مع ارتفاع هائل في الأسعار، ثم زادت الولايات المتحدة بتسريح الجيش الياباني بالكامل مما أدى إلى وجود ما يقارب الخمسة ملايين عاطل بجوار الآخرين، والعدد النهائي الذي كان مطلوبًا من الدولة اقتصاديًا استيعابه هو عشرة ملايين عاطل.

نموذج من النهظة الاقتصادية لليابان:
يرى المحللون الأقتصاديين انه يمكن تلخيص سر النهضة في سببين :
الأول هو إرادة الانتقام من تاريخ تحدى أمة هزمت وأهينت ، فردت على الهزيمة بهذا النهوض العظيم .
والثاني هو بناء الإنسان نتيجة لنظام التعليم والثقافة اليابانية.
فبعد الكارثة الرهيبة التي حلت بالإمبراطورية اليابانية ، فقد السياسيون وكثير من الناس الأمل بقدرتها في الوقوف على قدميها نظرا لما حل بها من دمار هائل وخسائر بشرية تحولت بنتيجتها إلى دولة مهزومة متخلفة . لكن العزيمة والإرادة اللتان كانتا تعمران قلوب اليابانيين ، أقنعتهم بأن طريق النهضة لا تكمن في التوسع باستخدام القوة العسكرية ، بل أنها تكمن في الإنسان الياباني نفسه داخل حدود بلاده
واهتمت الولايات المتحدة الأمريكية بالنمو الاقتصادي في اليابان وقدمت لها المساعدات الاقتصادية ، خشية أن يتحول الشعب الياباني الفقير إلى الاتحاد السوفياتي وتمكينه من السيطرة على المحيط الهادئ . ولكن اليابانيون لم يركنوا إلى ذلك ، بل اعتمدوا على أنفسهم في الاستثمار بالإنسان الياباني لبناء نهضتهم الاقتصادية ، وتكريس التعاون بين البنوك والمصنعين والموردين والموزعين كمجموعات متكاملة. وساهمت الحكومة اليابانية بعد الحرب بدفع النمو الاقتصادي في القطاع الخاص ، من خلال سن قوانين وتشريعات خاصة حمت الانتاج المحلي، ثم ركزت على التوسع التجاري في وقت لاحق . وفي هذا السياق فقد اتبع رئيس الوزراء ‘ هاياتو إكيدا ‘ الذي لُقّب ــ بمهندس المعجزة الاقتصادية (سياسة الصناعات الثقيلة) ، وتوجيه القروض إلى تجمع الشركات ‘ كريستو ‘ ووجه 83 % من تمويلات بنك التنمية الياباني إلى الصناعات الاستراتيجية مثل : بناء السفن وإنتاج الطاقة الكهربائية والفحم الحجري والصلب . وأصدر تعليماته لمكافحة الاحتكار ومنع الشركات الأجنبية من السيطرة على الصناعات اليابانية.
النهوض من تحت الركام:
*الإدارة اليابانية: وهي من أبرز عوامل النهضة التي أعقبت الهزيمة ، لكونها تُعنى بتطبيق المبادئ الإدارية الحديثة والتي من أهمها : إدارة الجودة ، الابتكار والتطور ، إتقان العمل الإداري وتحويله إلى قيمة اجتماعية مرتبطة بالثقافة اليابانية ، وعمل الفريق بحيث تحدد مهمته بشكل واضح ، ويحدد الوقت اللازم لانجازها بشكل دقيق.

*الشخصية اليابانية: نظرا لعدم توفر مصادر الثروة الطبيعية في اليابان بموقعها الجغرافي النائي في العالم ، كان العنصر البشري هو عماد التنمية وركيزته الأساسية في النهضة الحديثة , لهذا فإن الاستثمار في العنصر البشري يأتي على رأس أولويات الخطط التنموية , ومما عززذلك مميزات الشخصية اليابانية المنضبطة التي تقدس الوقت ، وتحترم النظام ، وتبدع ضمن عمل الفريق ، كما تلتزم بأخلاقيات العمل وأمانته.
*إعادة التوازن إلى الميزانية العامة للإدارة المركزية، بهدف إيقاف نفقات الحسابات الخاصة الموجهة للصادرات والنقل والصناعات الخاصة.
*إلغاء كل أوجه الدعم على مختلف المعونات العامة الممنوحة، والتي كانت الدولة تقدمها على بعض السلع والمواد التموينية وما شابه، حيث كانت تتسبب بخسائر في خزينة الدولة، وزيادة الرسوم المحصلة على المرافق، أي رفع رسوم الموارد الحكومية لدعم خزينة الدولة بكل وسيلة ممكنة، مثلاً رفع رسوم الإعلانات على الطرقات العامة، إشغال الأرصفة، وما شابه ذلك.
*لم يعد مصرف اليابان الوطني لتمويل مشاريع إعادة الإعمار يتمتع بحق إصدار الأسهم، وذلك لعدم خصخصة المصرف حتى تنحصر أرباح المصرف بالكامل للدولة، ومنح القروض الجديدة، بذلك لن تلجأ الدولة إلى السندات التجارية التي اعتمدت عليها بعض المصارف لإعادة تمويل نفسها بهدف تمويل نفقاتها.
بفضل اتباع اليابان خطة "دودج" الاقتصادية تم تنمية اقتصاد السوق على أسس سليمة، مجهزاً بعدة تدابير ضد السوق السوداء، كما تم تحديد قيمة ثابتة للين/ الدولار (360 ين مقابل دولار), ساهم ذلك باستقرار نمو التجارة، كما بقيت هذه القيمة ثابتة خلال عشرين سنة، لكن بدءاً من 15 آب/أغسطس عام 1971 عُلقت قابلية تغطية الدولار بالذهب، و أصبح الين عائماً.
*الأيدي العاملة الرخيصة الثمن دعمت الاقتصاد
استند اقتصاد اليابان على توافر الأيدي العاملة الزهيدة، التي بقيت دون عمل أو مأوى غير قادرة على تأمين أولويات الحياة، فبدأت الحكومة بدعم المشاريع الكبيرة ذات رأس المال المحدود والتمويل الذاتي.
بسبب انخفاض الإمكانيات المالية آنذاك، وعدم وجود منافذ تسويقية منتظمة محلية أو خارجية، إضافة إلى عدم اتباع أساليب الإدارة الحديثة في الإنتاج, إذاً لعبت المشاريع الحكومية دوراً مهماً في خلق الفرص للحد من الفقر و البطالة، حيث اعتمدت على العمالة المكثفة ومبدأ عدالة توزيع الدخل، الذي نجحت فيه مقارنة بالمؤسسات الخاصة الكبرى.
*الاقتراض من البنك الدولي لتمويل مشاريع البنى التحتية
قامت اليابان باستغلال المواد الأولية المتاحة محلياً؛ لإنتاج سلع تامة الصنع تساهم في تلبية احتياجات المستهلكين، ولا يحتاج العاملين لأي تدريب نظراً لبساطة التكنولوجيا المستخدمة في هذه المشاريع.
بدأت اليابان بالأقتراض من البنك الدولي عام 1952 وانظمت اليه في العام 1954 واصبحت بعد ذلك اكبر مقترض من البنك الدولي لغاية 1969, وقد استخدمت جميع القروض في إقامة البنية الصناعية الأساسية، فعلى الرغم من قلة المصادر المالية إلا أن البلاد انطلقت آنذاك بمرحلة إعادة إعمار في كافة المجالات.
التوجه نحو الصناعة*
في عام 1954 تطور النظام الاقتصادي لوزارة الصناعة والتجارة الدولية، فقد اتبع رئيس الوزراء آنذاك هاياتو ايكيداسياسة الصناعات الثقيلة، التي أدت إلى نشأة الاقتراض الزائد
حيث قام بنك اليابان بإصدار قروض للبنوك المحلية التي تصدر بدورها القروض إلى تكتل الشركات، فكانت البنوك المحلية تقترض بما يفوق قدرتها على الدفع مما منح بنك اليابان الوطني سلطة قوية على البنوك المحلية المستقلة.
أدى نظام الاقتراض الزائد إلى مكافحة الاحتكار وعودة نشأة تكتلات الشركات المسماة "كيرستو"، والتي عملت بكفاءة على توزيع الموارد وأصبحت منافسة على المستوى العالمي.
كان ايكيدا يخطط لتحرير التجارة بنسبة 80% في غضون ثلاثة أعوام، لكن واجهت خططه معارضة شديدة من كلا القطاعين الذين كانا يدعمان الاقراض الزائد والجمهور القومي.
الذي كان يخشى عمليات الاستحواذ من قبل الشركات الأجنبية، كما قام ايكيدا بإنشاء عدد من وكالات التوزيع الموالية لسياسته بمساعدة أجنبية بهدف إبداء استعداد اليابان للمشاركة في النظام الدولي و دعم الصادرات.
كما دعم التكامل الاقتصادي العالمي لليابان من خلال الانضمام إلى اتفاقية الجات عام 1963والتي تشير الى :
تعبير اقتصادي يشير إلى تبادل السلع والخدمات بين الدول دون الخضوع للقيود الحكومية أو الضرائب، وهي سياسة حماية الصناعات المحلية من المنافسة الخارجية عن طريق فرض تعرفة جمركية أو ضرائب على السلع الأجنبية. %.
كما أن النظام الاقتصادي ارتكز على تدريب الرجال و إعادة تأهيلهم، عن طريق نشر التعليم وإعطائه الأولوية لضمان وصوله لكافة اليابانيين.
وإحداث صناعات متطورة تؤمن فرص عمل أكبر، كما عملت الدولة اليابانية على تأمين الموارد المالية الضرورية لإنشاء البنى التحتية لتأسيس امبراطورية لا تهزم.
كما تم العمل على إنشاء قطاعات مشتركة بين رجال الأعمال والحكومة لتقديم المساعدات في تمويل المشاريع وإعادة بناء الاقتصاد، بفضل هذا التعاون استعاد اليابان نشاطه تدريجياً.
وبعد تخطيه الأزمة ساهمت الحكومة بدفع النمو الاقتصادي في القطاع الخاص من خلال سن القوانين وتشريعات الحماية.
التي أدارت الأزمات الاقتصادية إدارة فعالة، فقامت الدولة بتخفيض الرسوم الجمركية والضرائب المالية على الشركات الخاصة، وتقديم التسهيلات في التسويق والمعاملات التجارية.
إعادة توزيع الملكية*
اعتمدت استراتيجية النظام الاقتصادي الجديد على نقل السلطة من أيدي الإقطاعيين -التي لم تسمح للفلاحين بامتلاك الأراضي الزراعية أو الانتفاع بها- إلى يد الإصلاحيين
وإعادة توزيع الثروات وصعود طبقة متوسطة من الفلاحين، ما أدى إلى زيادة سريعة في الإنتاج الزراعي سمحت بخفض التبعية الغذائية والقدرة على دفع الضرائب
و من ناحية التكنولوجيا قامت الحكومة بدعم الصناعات الصغيرة كصناعة الموبايلات والإلكترونيات وغيرها، مما ساهم في تطور اليابان لتصبح المالك الأكبر للإنتاج الإلكتروني الحديث
محققاً نجاحاً كبيراً في تطوير الهندسيات والصناعات الكيماوية أيضاً
وتم استثمار النمو الاقتصادي في تعاملات البلاد الدولية الخارجية، ولإحداث تغييرات جذرية في شتى المجالات كان لابد من وسيلة لانتشال اليابان من بؤرة الكساد و الخسارة الفادحة التي تعرض لها خلال الحرب العالمية وذلك من خلال تقديم التسهيلات للمصدرين والمستوردين.

اليابان اليوم

اليبان اليوم الاقتصاد الثالث عالميًا بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين بدخل قومي يبلغ (5.301 تريليون دولار)، والثالثة على العالم في تصنيع السيارات ومع ذلك تمتلك الشركة الأكبر عالميًا في المجال (تويوتا)، الأولى عالميًا في صناعة الإلكترونيات، والدولة الدائنة الأكبر في العالم (الأكثر إقراضًا للدول الأخرى)، والدولة الثانية الأكبر في العالم امتلاكًا للأصول المالية “سندات/ أسهم/ ودائع بنكية” بقيمة (15.6 تريليون دولار) بعد الولايات المتحدة وبما يوازي حجم الأصول المالية لكندا وبريطانيا وألمانيا مجتمعين وثلاثة أضعاف الأصول المالية الصينية.
تمتلك اليابان بمفردها 59 شركة في نادي الـ500 شركة الأغنى والأكبر على سطح الأرض، تنفق على البحث العلمي والتقني ما يزيد عن 150 مليار دولار سنويًا (المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالكامل)، المركز الرابع عالميًا كأفضل بيئة موائمة للابتكار، تمتلك أكثر شبكة قطارات تقدمًا في العالم، وثالث أفضل نظام تعليم أساسي عالميًا بتعداد نقطي بلغ 99.9 نقطة وهي الدولة الأفضل في خدمة العملاء في أي مجال بحسب تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وتمتلك العدد الأكبر من المهندسين والتقنيين نسبة إلى عدد السكان بعد الولايات المتحدة ، والثانية بعد الولايات المتحدة في نسبة إنفاق الشركات على البحث العلمي.
نختم نهظة اليابان الأقتصادية برئيس شركة هوندا (سويتشيرو هوندا) أكبر شركة لصناعة السيارات والدرجات النارية ,هوندا الذي ذهب في مرة لأحد مصانع الشركة وأراد أن يسلم على عامل ياباني هناك، سحب العامل يده مسرعًا لأنها مغطاة بالشحم، لكن هوندا جذب يده وشد عليها مبتسمًا وقائلًا:
(لماذا تسحبها؟ أنا أحب الشحم).

3- التكنولوجيا
النهوض الياباني بعد الحرب لم يقتصر على التعليم والاقتصاد بل شمل ثورة الكترونية هائلة جعلت اليابان اليوم من أولى الدول المتقدمة تكنولوجيأ.
قام اليابانيون بتطوير الاختراعات لتسهيل حياة البشر، فاخترعوا الإنسان الآلي (الروبوت)، الذي قامت شركة هوندا بتسميته أسيمو.
الذي يعني "خطوة في النقل الإبداعي" وإدماجه في مختلف نواحي الحياة.
يعتبر أسيمو من أهم المجالات التي تَعد بنمو اقتصادي كبير مستقبلاً لليابان.
وقامت شركة هوندا بتطويره ليصبح شبيهاً بالبشر بحيث ينطق لغتهم ويسير مثلهم على قدمين إلكترونيتين، كما أحدث اليابانيون تقنياتٍ لرصد العواصف قبل حدوثها و الحد من آثار الكوارث الطبيعية مثل الزلازل التي يتعرضون لها باستمرار
وصمموا تقنيات للسيطرة على الفيضانات وتكنولوجيا لتنقية المياه الصناعية.
رغم افتقار اليابان للموارد الطبيعية فإنها تقدم 15 % من الانتاج الصناعي ، مما يؤهلها لتحتل المرتبة الثانية عالميا . ويجعل منها معجزة تكنولوجية في عالم اليوم.

مظاهر القوة التكنولوجية لليابان .

• في المجال الصناعي : تعتبر اليابان اول قوة تكنولوجية في العالم و يظهر ذلك من خلال احتلال اليابان للمراتب الاولى عالميا في العديد من فروع الصناعات العالية التكنولوجية ( المرتبة الاولى في صناعة الالكترونيك المنزلي ، المرتبة الثانية في صناعة المعلوميات الدقيقة.).
اضافة الى الصناعات العالية التكنولوجية تعتبر اليابان قوة عالمية في مجموعة من الصناعات : كصناعة السفن والسيارات ( المرتبة الاولى عالميا ) الفولاذ (المرتبة الثانية عالميا ).
هذا بالاضافة الى التوفر على اقطاب صناعية كبرى ( شوبو ،كابكين ، كانتو ...) وتتميز هذه الأقطاب بتركزها في الحواضر الكبرى التي تشكل شريط الميغالوبوليس الياباني ، و تضم هذه الاقطاب الى جانب المعامل مراكز البحث العلمي و التقني .
• على مستوى البنية التحتية : تتميز اليابان ببنية تحتية جد متطورة للمواصلات كالمطارات العائمة ( مبنية فوق سطح الماء ) و القناطر المضادة للزلازل و القطارات التي تعتبر الأسرع في العالم ، كما لا ننسى الطرق السيارة التي تم تجهيزها بالوسائل التكنولوجية .

أثر التكنولوجيا على اليابان:

ساعدت القوة التكنولوجية لليابان في تقوية المبادلات التجارية اليابانية بحيث تشكل الآلات و التجهيزات أغلبية الصادرات اليابانية التي تبلغ قيمتها 461.2 مليار دولار مقابل 409.6 دولار كواردات ، مما يعني فائضا مهما في الميزان التجاري
يساهم التقدم التكنولوجي كذلك في توفير الحاجيات الغذائية وذلك باستخدام التقنيات الحديثة في الزراعة ، و الذي يمكن اليابان من تحقيق أحسن مردود فلاحي في العالم . كما مكن هذا التقدم كذلك في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء ، اذ تتوفر اليابان الى جانب المُركبات الكهرمائية على ُمركبات جيوحرارية و نووية.

عوامل القوة التكنولوجية في اليابان:

* أهمية العنصر البشري : يبلغ عدد سكان اليابان 130 مليون نسمة تشكل فيهم الفئة النشيطة 68 % وتتجلى قوة العنصر البشري الياباني في مستواه التعليمي ف 99 % من اليابانيين متعلمون و مجهزون بمختلف و سائل الاتصال الحديثة ( انترنيت ، هواتف نقالة ...) اضافة الى اهتمام الدولة بالتكوين العلمي و البحث العلمي إذ تنفق لهذا الغرض 3.1 % من ناتجها الداخلي الخام . كما يتميز اليابانيون بتقديسهم للعمل إذ يزيد متوسط ساعات العمل للفرد عن 2000 ساعة.

* القوة التنظيمية : يقوم النمودج الاقتصادي الياباني على التدخل القوي للدولة عن طريق تشجيع الادخار و تحويله لفائدة الصناعة و التربية ، بالإضافة الى الاعتماد على مجموعات صناعية عملاقة ( كيريتسو ) ومقاولات متوسطة و صغرى ، مع اعتماد سياسة التشغيل مدى الحياة و ارتفاع الأجر تبعا للاقدمية .

* توفر اليابان على بنية تحتية هامة للتكنولجيا اذ تتوفر على ما يناهز 20 مجمعا تكنولوجيا إضافة الى مراكز للبحث التقني و العلمي .

*لاستغلال العقلاني للطاقة:
تعتبر اليابان البلد الأكثر فقرا فيما يخص مصادر الطاقة، لهذا فهي تعمل على تطوير مصادر طاقة بديلة عن البترول والغاز الطبيعي، وذلك بإنشاء مركبات كهرمائية ومركبات جيوحرارية وكذا مركبات نووية على طول الساحل الجنوبي لجزيرة هونشو، هذه المركبات البديلة تتطلب استثمارات ضخمة وتقنيات عالية للاستغلال.
* البحث العلمي وتكنولوجيا الاتصال:
يعتمد التطور التكنولوجي باليابان على بنية تحتية صلبة تضم مجمعات تكنولوجية كبرى ومراكز للبحث العلمي والتجديد التكنولوجي الذي أصبح هو المقوم الأساسي لقوة اليابان التكنولوجية، خاصة مع انتشار كبير لوسائل الاتصال الحديثة بعد ازدياد عدد المنخرطين في الهاتف الثابت والمحمول والمستفيدين من خدمات شبكة الأنترنيت.
* التأهيل التقني والبشري:
يعوض العنصر البشري نقط الضعف التي يعاني منها الاقتصاد الياباني، حيث تتوفر البلاد على نسبة مهمة من السكان النشطين المتعلمين والمستفيدين من التكوين المستمر إذ بلغ عدد الشهادات التقنية المسلمة مابين سنتي 1987 و1997 (994 شهادة لكل مليون نسمة).

نجحت اليابان بإدارة نهضتها الاقتصادية والتكنولوجيا منذ البداية من خلال التخطيط الناجح للدولة بضبط التنافسية وتوزيع الثروة وعدم ترك زمام البلاد رهنا للسوق.
على الرغم مما تواجهها اليابان من إرغامات طبيعية، إلا حققت تطورا اقتصاديا كبيرا، وذلك نظرا للدور الذي يلعبه العنصر البشري الذي بدا الاهتمام به منذ نهاية القرن 18 وبداية القرن 20 إلى اليوم مما أهلها لتكون قوة تكنولوجية عالمية.

ملاحظة :
هذا البحث خص تنمية الأنسان بعد الحرب من خلال التعليم والقتصاد والتكنولوجيا هذه النهظة أستطاعت تحويل اليابان من ركام الى بلد متقدم جدأ في كل المجلالات , الهدف من البحث هو بيان عوامل هذا النجاح وقوتها من خلال حب الوطن واداء الواجب بكل مصداقية وأمانة والعمل بروح الفريق الواحد ونكران الذات والتخلي عن الأنانية وحسن توظيف الموارد والانسان وتحويل الطاقة الكامنة في الأنسان للبناء والنهظة وأتقان العمل والأرادة الجادة .

#اليابان_بشارالخليل2025_النهظة



#بشار_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهظة أمة _ الصين (التعليم/الأقتصاد/التكنولوجيا)
- الأقتصاد العراقي


المزيد.....




- الخزانة الأمريكية: واشنطن تعتزم فرض عقوبات إضافية على طهران ...
- لماذا قررت مصر زيادة مدة قطع الكهرباء؟
- مصر في المرتبة الثانية.. ما الدولة التي تمتلك أكثر عدد من ال ...
- صندوق النقد يخفض تقديرات نمو اقتصاد إسرائيل رغم رفعه للعالم ...
- دبي تتفوق على لندن ونيويورك في مبيعات العقارات الراقية
- صندوق النقد الدولي يحسن توقعاته لأداء الاقتصاد الروسي
- هادئة رغم التوترات.. لماذا لم تتأثر أسواق النفط بالهجوم الإي ...
- أعوام عديدة مقبلة لمصر مع صندوق النقد.. هل يتحمل المواطن -ثم ...
- وزير المالية الألماني: العبء البيروقراطي على اقتصاد الاتحاد ...
- مصر تعلن موعد وصول الدفعة الثانية من أموال رأس الحكمة


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - بشار خليل - نهظة أمة _ اليابان (التعليم/الأقتصاد/التكنولوجيا)