أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وديع العبيدي - (المسيح واللصوص) للأديب والفنان الاشتراكي نجيب سرور














المزيد.....

(المسيح واللصوص) للأديب والفنان الاشتراكي نجيب سرور


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5738 - 2017 / 12 / 25 - 18:57
المحور: حقوق الانسان
    


(المسيح واللصوص) للأديب والفنان الاشتراكي نجيب سرور
وديع العبيدي (تقديم)
- أبتاه!..
يصرخ في العراء على الصليب
ولآب مشغول بعيدا لا يجيب
عبثا تنادي.. (لا حياة لمن تنادي)
أنت منذ الآن وحدك،
أنت في البلوى يتيم
فايأسْ.
أبعد الصلب ثمة من رجاء؟
الكأس لم تعبرْ، وكم صليت
يا أبتاه، لم تعبرْ
لماذا لآب شاء
ما كنت لوما لا تشاء
لا أنت تدري، لا أنا ادري، ولا يدري أحد
لكن شيئا واحدا ندريه
أنت منذ الآن شاة سمّروها للخشب
-من هم؟
- وما الجدوى؟.. أتحيا يا قتيل/
لو قلت من هم قاتلوك؟
- (هذا جناه أبي عليّ)..
- والآب، مظلوم أبوك!
لكن رويدك، بعد لم تُصلَب
ستصلَبُ أنت منذ الآن ألفا كلّ يوم
بقلادة في صدر كاهن
أو رقية ما بين ثديي عاهرة
أيقونة في بيت قوّاد، كتاب
في جيب لوطيّ، ستحمل كلّ أوساخ البشر
ستصير منشفة بماخور لٍتُمسَح
فيك أيدي الداخلين / الخارجين
- يا للهلاك!
- انصت وكفّ عن الصراخ!
- الشوك غاص الى عظام الجمجمة
- ستكون اشواك تغوص الى نخاعك كل يوم
سيباح منذ الان باسمك كل شيء
سيباح قتل الابرياء
باسم المسيح
سيراق بحر من دماء
باسم المسيح
ستقام ابراج، قصور من جماجم
باسم المسيح
سيون عهر، خسّة، زيف، رياء، أي شيء
باسم المسيح
أنت الضحيّة
حقا، ولكن أنت مذنب
القاتل المقتول أنت!
- يا للهلاك!
انصت وكف عن الصراخ!
ذاك المساء
لما جلست الى العشاء
انوا جميعا جالسين
حتى يهوذا كان يجلس بينهم
(ما أكثر الاتباع حين يوزع الخبز المعلم)
مدوا اليك أكفهم -يا غابة الأيدي- فغطوا المائدة
ومضيت تعطي باليمين وبالشمال
خبزا: (كلوا خبزي)، وراحوا يأكلون
انوا جميعا يمضغون ويبلعون ويقسمون
لا لن نخون يا معلم!
والآن من منهم معك؟
يا أيها المصلوب من منهم هنا؟
لاذوا جميعا بالجحور
وإذذاك وحدك والصليب
لا، بل هنا لصان، كل دق مثلك في صليب
شكرا لهم، قد ميزوك عن اللصوص بتاج شوك!
- يا للهلاك!
- مهلا، فما هذان باللصين، لكن اللصوص
يأتون باسمك، ثم باسمك يحكمون
في أرضنا، أرض اللصوص
فغدا تراهم يخرجون من الجحور
جيشا من الكهّان، " خذ ما تستطيع
اصعد على جثث الجميع. دس فوق أعناق القطيع"
باسم المسيح
وسيحفظون بجيبهم عن ظهر قلب
ما خطه الاتباع عنك
لو جئت انت تجادل الكهّان،
سوف يدوخونك
سيقول لوقا: قال مرقس: ان متى قال: يوحنا يقول
"في البدء كان الأمر، اخرسْ"
- يا للهلاكّ
- سيكون الاف اللصوص
فوق العروش اباطرة
باسم المسيح
تيجانهم ذهب، ثيابهم حرير،
وفراشهم ريش النعام
وطعامهم لحم المسيح
- سكن سأعود يوما!
- هل تصدق ما تقول؟
- الآب قال بأنني حتما أعود
ملكا على أرض البشر
لتسود في الناس المسرّة والسلام.

ــــــــــــــــــــــــــــ
* نشرت في مجلة حوار لصاحبها توفيق صايغ- ع17- أغسطس 1965م- ص20- 23
* نجيب سرور [1932- 1978م] مواليد دقهلية/ مصر، شاعر، مسرحي، مخرج ومؤلف وناقد أدبي. ترك دراسة الحقوق ومال لدراسة الفنون في المعهد العالي للفنون وحصل على الدبلوم عام 1956. وهي السنة التي كتب فيها اول قصائده (الحذاء) عن المعانة التي عرضت لوالده على يد عمدة القرية. في عام (1958م) ارسلته الدولة في بعثة لدراسة الفنون في موسكو، حيث اسس جمعية الدمقراطيين العرب وضمت كثيرين، مما اسفر عن فقدانه منحة البعثة ثم ملاحقة المخابرات السوفيتية فرحل الى هنغاريا ومنها الى المغرب، في (1964م) عاد الى مصر مجازفا فاوع السجن لاكثر من مرة وتعرض للتعذيب، لكن كان يخرج اكثر قوة في كل مرة واكثر عنادا، ولم يترك بلده. في (1971م) قدم مسرحية (الذباب الازرق) عن ايلول الاسود في الاردن، فمنع العرض بالاتفاق بين مخابرات الاردن ومصر، واودع مستشفى الامراض العقلية وعومل معاملة غير انسانية، حتى وفاته جراء مرض القلب. يمثل نجيب سرور الظاهرة الفنية والفكرية والأدبية الاكثر تأثيرا في زمنه والزمن الحاضر. رفد الحياة المصرية بشعره ومسرحياته مؤلفا ومخرجا. ومن أعماله: ياسين وبهية/ 1965م، يا بهية وخبريني/ 1967م، الو يا مصر + ميرامار- عن رواية نجيب محفوظ-/ 1968م، كلمات متقاطعة/ 1969م، الحكم قبل المداولة + البيرق الابيض/ 1969م، ملك الشحاذين- عن اوبرا القروش لبريخت/ 1970م، الذباب الازرق/ 1971م، امنين اجيب ناس/ 1974م، بروتوكولات حكماء درويش/ 1978م، 1074- 1975م رباعيات نجيب سرور، اه يا ليل يا قمر، قولو لعين الشمس.
التحق بالحزب الشيوعي المصري منذ دراسته العالية في مصر، دون ان ينكشف امره، وبقي اشتراكيا ثوريا، ربما اقرب للخط السوداني مع جيلي عبد الرحمن، وعبد الخالق محجوب وما يزال سرور يستحق الدراسة والتامل وتطوير افكاره الثورة والاشتراكية.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (اعترافتان في الليل، والاقدام على الثالثة) للشاعر الاشتراكي ...
- منفيون في جنة ابليس
- مقامة الثامن من أوغشت..
- باسكال: بين الشك والايمان
- الميّت الماشي- قصيدة الأديب الاشتراكي توماس هاردي
- انا عندي حلم/ I Have a dream رائعة المناضل الانساني مارتن لو ...
- (سلطان الكلمة) قصيدة للاهوتي الالماني مارتن لوثر
- في علم اجتماع الفرد- خمسون حديثا عن الواقع واللامعقول واللغة
- (تعزية..) للشاعرة النمساوية الملكة ماريا فون هنغاريا
- (ايكو هومو).. قصائد للفيلسوف الالماني فردريك فيلهيلم نيتشه
- قرار ترامب ورجسة الخراب في القدس ..!
- قصيدة (تكسّب) للشاعر الانجليزي جيفري شوسير
- (بنت الرياض..!)
- موقف اخلاقي من العولمة.. (5)
- موقف اخلاقي من العولمة.. (4)
- موقف اخلاقي من العولمة.. (3)
- مطالبة بريطانيا بالاعتذار للعراقيين جراء احتلالاتها للعراق.. ...
- موقف اخلاقي من العولمة.. [1 و 2]
- المطلوب.. موقف اخلاقي من العولمة..!
- تمنيت لو ان الحياة قصيرة..!


المزيد.....




- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...
- إخفاقات وإنجازات.. الخارجية الأميركية تصدر تقرير حقوق الإنسا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وديع العبيدي - (المسيح واللصوص) للأديب والفنان الاشتراكي نجيب سرور