أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رولا حسينات - القدس عربية














المزيد.....

القدس عربية


رولا حسينات
(Rula Hessinat)


الحوار المتمدن-العدد: 5734 - 2017 / 12 / 21 - 20:02
المحور: حقوق الانسان
    


القدس عربية
اشتعل الشارع العربي كما اعتدنا على هتافات رافضة، ومنددة، ولم يكن المشهد جديدا، وإنما مماثلا للتصريح السياسي الرسمي في أيّ قضية تعني الأرض العربية...وهو الأمر الذي لا يعوّل عليه بل لا يعني سوى مزيد من الإذعان وامتصاص للغضب العربي...
والقدس باتت قضية كمثيلاتها من القضايا التي شهدتها الساحة العربية على مر عقود من الزمن، ولكن الاختلاف الوحيد هو الرغبة الحقيقية في إيجاد حل يكفل الخروج من أزمة الحيازة اليهودية لها كعاصمة...
الغريب في الأمر أن الدولة العبرية تحتفل بعيد استقلال لدولة لم يكن لها جذور سوى تلك العقود التي دام فيها حكم اليهود للقدس لمدة 73 عاماً طوال تاريخ مدينة القدس لأكثر من خمسة آلاف سنة. عندما استطاع داود عليه السلام السيطرة على المدينة في عام 977 أو 1000 ق.م وسماها مدينة داود، وشيد بها قصراً وعدة حصون ودام حكمه 40 عاماً. ثم خلفه من بعده ولده سليمان عليه السلام الذي حكمها 33 عاماً
وبعد وفاة سليمان انقسمت الدولة في عهد ابنه رحبعام وأصبحت المدينة تسمى "أورشليم".
وإن كان تشبثهم بتسمية أورشليم فهي تسمية أطلقها اليبوسيون بشاليم أو ساليم وهو اسم مشتق من الاسم العربي الكنعاني الذي أشارت التوراة إلى" أنه حاكم عربي يبوسي كان صديقاً لإبراهيم." سفر التكوين- 14: 18-20، والرسالة إلى العبرانيين في الإنجيل 6:20،7:1-5
وإن كان خضوع أورشاليم أو القدس لحكم اليهود فهذا لا يعني ملكيتهم لها فقد خضعت مدينة القدس للنفوذ المصري الفرعوني على سبيل المثال: بدءا من القرن 16 ق.م. وفي عهد الملك إخناتون تعرضت لغزو "الخابيرو" وهم قبائل من البدو، ولم يستطع الحاكم المصري عبدي خيبا أن ينتصر عليهم، فظلت المدينة بأيديهم إلى أن عادت مرة أخرى للنفوذ المصري في عهد الملك سيتي الأول 1317 – 1301 ق.م.
موضوع مدينة القدس أو المدينة المقدسة أو أورسليم ليس موضوعا تاريخيا بقدر ما هو موضوع عقائدي...فالاستحواذ على القدسية يمنح الطرف المستحوذ الشرعية الدينية، وهي الشرعية التي جعلها الله في مدينة القدس نفسها.
بعيدا عن النقاشات العجفاء التي تطفو إلى السطح بين الحين والآخر، وبين التيارات القليلة المؤيدة لتهويد القدس والتيارات الجماهيرية المعارضة لهذا القرار...لأنه لن ينفي حقيقة مدينة ضاربة في التاريخ لأكثر من خمسة آلاف سنة...ما نحتاجه بالفعل هو اتخاذ إجراء حازم يتعدى خروج المظاهرات في الشوارع، يجوبونها طولا وعرضا في ايام الأسبوع حتى ينحصر خروجها في أيام العطل...القرار السياسي الحازم يختلف من حيث الفعالية عن القرار الشعبي...
من أبسط الأمور التي يمكن القيام بها: الخروج بقرار رسمي بالاعتراف بالقدس عاصمة رسمية لدولة إسرائيل وهو قرار لا يحتاج إلى اجتماع طارئ وعقد قمة عربية على مستوى عال من التمثيل السياسي...لأن من أعلن اعترافه بدولة إسرائيل اعترف بها باسمه دون أن يصرح بتسميته السياسية كرئيس دولة الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن الأصل بالاعتراف بالشيء هو الحيازة، وعندما تنتفى الحيازة أو الملكية عن أيّ قرار مهما بلغت درجة قوته أو ضعفه فهو يحكم على نفسه بالبطلان وفق القانون الدولي؛ لأن ترامب أو واشنطن ببساطة ليست من يقرر تغيير القانون الدولي أو قرارات مجلس الأمن"، وأن واشنطن "ليست طرفاً مهماً في بعض الاتفاقيات الدولية، مثل اتفاق روما الذي لم تصادق عليه، والبروتوكولين الإضافيين لاتفاقية جينيف لعام 1977، واتفاقية لاهاي لعام 1899 التي أصبحت لعام 1907، واتفاقية جنيف الرابعة، والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977".
ناهيك عن كثير من الخطوات التي تحتاج إلى قرار سياسي شجاع لا غلى مظاهرات عفوية لا حول لها ولا قوة ولعل أهمها: الإعلان عن مقاطعة الدولار لمدة زمنية معينة أو على الأقل التلويح بذلك، والإعلان عن نقل السفارات العربية إلى القدس باعتبارها العاصمة الرسمية لدولة فلسطين، والقيام برفض التعاون مع المنظمات الدولية وبخاصة مجلس الأمن الذي لم يقم بأي دور فعال له في أي قضية من قضايا الأرض العربية ..وعدم الاعتراف بحق الفيتو.
القرار العربي الضعيف والمائع هو الذي يجعل القضايا العربية هينة ووضيعة، ويجعل تقسيم الأرض العربية قضية القرن أو صفقة القرن...
لم يكن للحق العربي أن ينتهي مادام هناك مطالبون على مقاعد السياسة العربية ومن ورائهم الشعوب التي تقف جنبا إلى جنب على خط التوازي.



#رولا_حسينات (هاشتاغ)       Rula_Hessinat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب وفن قراءة البوصلة الورقة(2)
- نحو إستراتيجية البناء
- رقم 32
- الرمال المفككة
- الطبقة المتوسطة والعاصمة الإدارية وجزيرة الكنز
- قانون الإفساد بطله المواطن
- بركة الجن
- طقوس الهذيان
- محمد يونس أبو الفقراء
- إقليم كوردستان ...وسياسة البقرة والضرع....
- من زراعة الأرز إلى حصاد الموت...
- رياضة اليوغا وفن القصة القصيرة
- دعني أصنع معك القرار (مدونات الجزيرة)
- اللعب على جيب المواطن قانون ضريبة الدخل الجديد
- التمييز المعرفي والنظرة الحزبية
- رؤية في حب على رقعة حرب
- الإصلاح كورقة عمل
- الفيصلي بين مهزلة التحكيم ومهزلة السلوك
- عرفتها مقدسية ...زينة الجولاني
- نزيل الخوف....قصة قصيرة


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رولا حسينات - القدس عربية