أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إدريس سالم - التآمر على كوردستان بنظرية المؤامرة














المزيد.....

التآمر على كوردستان بنظرية المؤامرة


إدريس سالم

الحوار المتمدن-العدد: 5726 - 2017 / 12 / 13 - 23:51
المحور: القضية الكردية
    


هناك منظّمات في العالم الخفي تخطّط وتصنع الحروب الشيطانية ضد الشعوب، وترسل آليات تنفيذها وأرباح إنتاجها إلى مؤسّسات التحكّم بالعالم، هي مراكز مهمتها الأولى محاربة السلام ونشر الفوضى والإرهاب، مرة من خلال محاربة الإرهاب، الإرهاب الذي صنعوه بين شعوب الشرق الأوسط، ويحاربونه من خلال أبناء هذا الشرق، ومرة من خلال نظرية المؤامرة التي أصبحت أخطر مؤامرة، لأنها آفة تتعاظم يوماً بعد يوم، وتزيد من ركود العقل العربي في هذا العصر.

إن صنّاع الحروب والمؤامرات والأسلحة ليسوا مجرّد أشخاص أو تنظيمات عادية ولا حتى مجموعة من رجال الأعمال والمستثمرين؛ فالتصوّر الصحيح والحقيقي والمنطقي لهذا الأمر الخطير والمعقّد يقول أن هناك شبكة عالمية خفية وفي غاية التعقيد والتمكين تقف خلف ذلك، وتعمل بها بدقة وحذر متناهيين، وتنتفع منها عشرات الملايين من الأشخاص، الذين يديرون في الخفاء المنظّمات الإنسانية والإغاثية والحقوقية والإعلامية والصحية والتعليمية والعلمية والطفل والمرأة.

أحدث هذه المؤامرات، هي أن قيام كوردستان مؤامرة إسرائيلة، لتقسيم الوطني العربي، وتحديداً شرقها المتوسّط، ولا بدّ من مواجهتها، فيما طرق التصدّي لهذه المؤامرة فهي تطبخ يومياً في المطبخ العربي، مع وجود طبّاخين أتراك وإيرانيين ماهرين، وبتوجيهات غير مباشرة من الدول التي تدّعي حرية الشعوب وضرورة تقرير مصيرها، متجاهلين الآلاف من مؤامرات الدول الغربية التي قسّمت الدول العربية إلى 22 دولة هشّة، فكلما زادت المؤامرات زادت الحروب والصراعات، وبالتالي زاد الربح وراجت صناعة الأسلحة، وكلما قلّت المؤامرات قلّت الحروب والصراعات، وكان ذلك في غاية الضرر بشركات الأسلحة العالمية العملاقة.

فأزمة الدول العربية لا تقتصر فقط على أن شعوبها نائمة غارقة في أوحال الاستهلاك اليومي والانشغال عن قضاياها المصيرية، فقد نسوا أن حتى قلّتها الواعية بدقة هذه المرحلة هي الأخرى مستسلمة وخاضعة للوضع الخانق، غارقة في بحر التنظير، عاجزة عن تحويل الفكرة إلى واقع، منغلقة على نفسها، وغير قادرة على الالتحام والتأقلم مع صراعات شعوبها، فالنخبة السياسية العربية الحاكمة وغير الحاكمة جعلت من نظرية المؤامرة وسيلة للتجاذب الإيديولوجي والتقاتل الحزبي، فإذا حقق طرف ما انجازاً أو نصراً شكّك فيه الطرف الآخر، والتفّ عليه بشعارات برّاقة، لدرجة أن الخطابات المبنية على نظرية المؤامرة تلقى رواجاً عند عامة الشعب.

من هنا، ترى المسؤول والمثقف العربي لا يكلّ ولا يملّ، يصبّ كل جهوده وغضبه من زاوية أن قيام كوردستان أكبر وأخطر مؤامرة تُحاك من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلة ضد الوجود العربي، ولا بدّ من تجميع الجهود وتوحيدها في بوتقة واحدة، وتوجيهها ضدّ هذه المؤامرة، والقضاء عليها، متناسياً أن المؤامرة الشيعية واليهودية والطائفية تتغلغل في دولهم، وتنهش من بنية مجتمعاتهم التي تتآكل من آفة الفقر والجوع والتشتّت والطائفية، فهل هم قادرون على التصدّي لهذه المؤامرة الثلاثية المرتبطة ببعضها بإحكام ومتانة؟

إلا أن العرب يظنّون بأنهم فاهِمون وعالِمون بكل الأمور، المخفية والظاهرة، العلنية والسرّية، المباشرة وغير المباشرة، وأنهم أذكى من غيرهم «الشعب السوري بكل قومياته وأديانه ورغم ما يجري في أرضه، أثبت أنه أوعى الشعوب العربية إنسانية وفطنة»، إلا أن درجة الذكاء والدهاء لن تتطوّر لديهم ما لم يتخلّصوا من وباء نظرية المؤامرة والممانعة، لن ينعموا بنعيم الخير والسلام ما لم ينصفوا كوردستان شعباً وقضية وجغرافية، وخلاصهم من الحرب وفتنة الطائفية هي اعترافهم بذلك، والعمل وفق ذاك الاعتراف بشكل فعلي وعملي، فواقعهم لن يتغير إلا إذا اقترن اعترافهم بالعمل الفعلي والمستقبلي، فأخطر مؤامرة تُحاك وتمارس ضدّهم هو أنهم آلات تتكلّم أكثر مما تعمل.

فيما الكورد أيضاً لهم أخطائهم القاتلة التي أوصلتهم إلى ما هم عليه الآن من تقسيم جغرافي وانقسام فكري، فالشعب الكوردي معروف عنه بالطيبة والبساطة وتغلّب العاطفة عليه وتأثيرها على تفكيره وحياته، فهو إلى الآن لا يستطيع أن يفكّك الوقائع والأحداث المعقّدة والمؤلمة التي يعيشها إلا من باب العاطفية والتحزّبية، لدرجة أنه عندما يريد أن ينتقد أحداً أو جهة ما فهو يحسب ألف حساب للتنظيم السياسي الذي يناضل فيه «يحسب حساباً للأفراد، ولا يعير أذناً صاغية للجماعات»، والتوجّه السياسي الذي يؤمن به، فيصعب عليه تمييز عدوه من صديقه، شريكه من حليفه، بل يصعب عليه حتى إدراك ماهية هويته في خضم ما يتعرّض له من غزو فكري رهيب.

في النتيجة، قد لا يكون هناك أيّ جدوى من الحوار مع أصحاب نظرية المؤامرة، إلا أن هذا الحوار قد يثمر ويعطي إنتاجاً عندما تفرض لغة السلاح على الأرض والطاولة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، كل الحوارات التي تجري سرّاً وعلناً بين حكومة كوردستان والحكومة العراقية لن تجدي نفعاً ولن تكون لها أيّ ثمار ما لم تفرض الأولى قوتها وقبضتها على الثانية بلغة السلاح والعلم والتوحّد، لأن الثانية متمسّكة بنظرية المؤامرة، وتقنع شعبها بذلك، فنظرية المؤامرة عند العرب أثبتت بأنها مجرّد نظرية وهمية فارغة المضمون والشكل، يسيطرون بها على شعوبهم المسكينة، وليس على العالم، فهل هناك دولة عربية تحتلّ اقتصاد أو مقدّرات دولة أخرى غير عربية؟ سؤال يقتصر كل ما كُتِب.


كاتب وصحفي كوردي



#إدريس_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مقابلة رضا آلتون مع عُكاظ
- وعد ترامب لبَنِي صهيون
- غرب كوردستان في الأروقة الدولية
- حرّرْ كوردستان بعقلك لا بعاطفتك
- أيُّها الغرب
- يظلمون رئيساً لا يملك قرارة نفسه
- حليف استراتيجي أم أداة تكتيكية؟
- أبكي وطناً لن يموت
- ليس للعراقي إلا الصحراء
- حجي بلال كاريزما كوبانية، ورمز للنضال والنزاهة
- لماذا يعادي المثقف العربي استقلال كوردستان؟
- عسكرة الكراكوزات لن تحيي جثة سايكس – بيكو
- موقف PYD و ENK-S من الاستفتاء
- ماذا يفعل المجلس الوطني الكوردي في موسكو؟
- على ENK.S أن يستقيل، وPYD أن يعود إلى جُحره
- مَن الخاسر، والمُستفيد الأكبر من نقل قافلة داعش؟
- الكورد لن يعادوا إسرائيل، ولا يعادون العرب
- لا للتنازل عن الاستقلال
- لمَ إعلام المجلس الوطني الكوردي غائب؟
- ماذا تريد واشنطن من الكورد؟


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إدريس سالم - التآمر على كوردستان بنظرية المؤامرة