أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ممكنات تحول الهبات الشعبية الى انتفاضة شعبية















المزيد.....

ممكنات تحول الهبات الشعبية الى انتفاضة شعبية


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5726 - 2017 / 12 / 13 - 13:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الشعب الفلسطيني تاريخياً شعب مضحي،ومنذ بداية الغزوة الصهيونية،خاض الكثير من الثورات والهبات الشعبية والجماهيرية،نتذكر منها ثورة النبي موسى 1920،يافا 21،البراق 1929،والثورة الفلسطينية الكبرى 1936،وإنتفاضة الحجر في 7/12/1987،ومن ثم انتفاضة الأقصى عام 2000،والهبات الشعبية المتلاحقة منذ هبة الشهيد الفتى ابو خضير تموز /2014،وحتى اللحظة الراهنة،نشهد هبات شعبية وانتفاضية متلاحقة تعلو حيناً وتهبط حيناً آخر إرتباطاً بحالة القمع والتنكيل التي تتعرض لها الجماهير الفلسطينية،ونتاج لسياسات وممارسات الإحتلال بكل تمظهراتها عسكرية واقتصادية وامنية وشرطية وغيرها،وما يرتبط بها من "توحش" و"تغول" إستيطاني وتطهير عرقي.وما يتفرع عن ذلك من ممارسات يومية تطال مختلف مناحي حياة المقدسيين اليومية عبر سياسات ممنهجة،واعتماد سياسة اسرائيلية قائمة،على أساس منطق البلطجة والعنجهية،شعارها وعنوانها الفلسطيني الذي لا يخضع بالقوة،يخضع بالمزيد منها،ومقابل هذا العامل الموضوعي الناضج للتحول نحو انتفاضة شعبية شاملة،نجد بان العامل الذاتي الفلسطيني،هو الكابح لصعودها وتأطيرها وتنظيمها،ورسم هدف واستراتيجية واضحتين ومحددتين لها.
الآن نحن امام تطورات وتغيرات ذات طابع نوعي واستراتيجي،إدارة أمريكية تنتقل من مرحلة الإنحياز التاريخي الى جانب دولة الاحتلال الصهيوني،لتنتقل الى مرحلة الشراكة المباشرة في العدوان على شعبنا،ورغم كل المخاطر الذي يحملها القرار الأمريكي على مدينة القدس وسكانها،من تشريع للإحتلال والإستيطان،وتقويض أسس الشرعية الدولية،التي ولدت دولة الاحتلال قسراً من رحمها ،ولكن هذا المشروع، لا يمكن له ان يشطب لا القدس ولا الأقصى ولا القيامة،وهذا يشكل فرصة تاريخية ونادرة،من اجل إعادة بوصلة العرب والمسلمين نحو مدينة القدس،التي حاول الاحتلال والقوى الإستعمارية تغيبها عن المشهد الدولي،اكثر من مرة،في ظروف عربية وإسلامية وفلسطينية،أقل ما يقال أنها تشهد حالة من التردي والإنهيار غير المسبوقين،والدخول في صراعات المحاور والمذهبية والطائفية،فهذا القرار من شأنه إذا ما توفرت إرادة سياسية عربية وإسلامية،ان يحقق مصالحات عربية – عربية وعربية - إسلامية،على قاعدة التوحد على قضية القدس،وعلى نفس القاعدة عقد قمة عربية طارئة عنوانها القدس،فلا عرب ولا عروبة بدون القدس،وشرف الأمة من شرف القدس بقول جبران وزير خارجية لبنان.
هذا القرار الذي جعل قضية القدس مركز الاهتمام والفعاليات والنشاطات والمظاهرات الإحتجاجية المناصرة لها تحتل مركز الصدارة والإهتمام في مختلف دول العالم،أظهر أمريكا بمظهر المعزولة والمحاصرة والخارجة عن القانون الدولي،والمهددة للسلم والإستقرار العالمي،ومجردة قرارات الشرعية الدولية،من أي ثقة أو إحترام بها.
واجب القيادة الفلسطينية أن تستثمر وتستغل هذا القرار،من اجل رفع سقف تحديها لأمريكا ،وكما قال السيد نصرالله،أن تعتبر القرار الأمريكي نهاية لما يسمى بعملية السلام،وتستغل هذه الورقة التي تملكها وتعلن الانسحاب من عملية السلام،ولو من باب التكتيك التفاوضي لا كخيار استراتيجي،وأن لا تكون جزءاً من المؤامرة،بل أن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض،وإذا ما اتخذوا قرارهم بالثبات والمواجهة، فلا أحد في العالم قادر على الوقوف في وجههم أو فرض أي خيار عليهم.
وموقف السيد نصرالله هذا نابع من تجربة المقاومة منذ العام 1982،في الميدان "الاسرائيلي" والميدان التكفيري،حيث لم يذهب الى حربٍ إلا وخرج منها منتصراً وهذا يحمل في طياته دعوة للفلسطينيين للاستفادة من تجربة المقاومة وخيارها.
رغم كل ما يحمله هذا القرار من خطر جدي على عاصمة دولتنا الفلسطينية،ومشروعنا الوطني وقضيتنا الوطنية،فلم نجد أي تحرك جدي نحو عقد اجتماعات للهيئات القيادية الفلسطينية لا على مستوى المنظمة ولا السلطة ولا الفصائل ط،ولا اتخاذ خطوات عملية،تسرع من عمليات إنهاء الإنقسام،اجتماعات من اجل بلورة رؤيا شمولية،تفتح الطريق لمسار جديد يركز على التغيير والتعديل في ميزان القوى بشكل متدرج،مستخدمة كل اشكال العمل والسياسي والكفاحي،بما فيها المقاومة والمقاطعة.
الشعب الفلسطيني يفترض أن يكون رأس الحربة في مواجهة المخطط الأميركي "الاسرائيلي" لتهويد القدس وتصفية القضية الفلسطينية،ط وكما قال سماحة السيد نصرالله في الكلمة التي ألقاها أول أمس في المظاهرة الضخمة التي خرجت من الضاحية الجنوبية،تلك الكلمة التي استحضر فيها السيد شعار الرئيس ياسر عرفات "للقدس رايحين شهداء بالملايين"،وتذكيره بأن الفلسطينيين سباقون في المقاومة والنضال ضد الاحتلال تحمل رسالة واضحة بأن الطريق الأقصر الى القدس هو المقاومة لا خيار التفاوض الذي سقط مع قرار ترامب بالضربة القاضية.
ما نحن امامه الآن،هو هبات شعبية متلاحقة،تندلع اغلبها خارج إطار السلطة والفصائل،ضمن عملية عفوية،تلهث الفصائل خلفها،في محاولة لتاكيد حضورها ووجودها فيها،ولذلك ما يجري هو اشتباك انتفاضي مع الإحتلال،عماده حراكات شبابية وقواعد حزبية،ربما جزء منها متمرد على قيادته،ولكن تحول هذه الهبات الشعبية الى مشروع سياسي،يتجاوز الإنقسام وكارثية اوسلو،لم تلتقطه الفصائل،ولم تنجح في تحقيقه،حتى في ظل الظروف التي وفرتها،هبة باب الإسباط 14 تموز الماضي،فرغم ما حققته من إنتصار مستحق على حكومة الإحتلال فيما يتعلق بالبوابات الألكترونية،لم تبنِ الفصائل على هذا الإنتصار،ولذلك في هذه القضية،قضية القدس،التي تعيد الصراع الى مربعه الأول،كصراع وجود مع المحتل،حتى ننتقل من الهبات الشعبية التي تعلو حيناً وتهبط حيناً آخر،إرتباطاً بظرف موضوعي ناضج ومتوفرة كل عناصره،لا بد من نضوج العامل الذاتي،هو توفر عوامل ضاغطه قاعدية عليه،تجبر القيادة والفصائل،على اتخاذ مواقف ذات بعد استراتيجي،تفتح مسارات كفاحية ونضالية جديدة،فالإنتفاضة تحتاج الى قيادة موحدة،وكتلة بشرية جماهيرية واسعة مشاركة،وهدف واضح ومحدد،وركائز فكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية وطنية موحدة،وفي قراءتنا المتواضعة للحالة الفلسطينية الراهنة،السلطة ليست مؤمنة بالإنتفاضة كخيار،وما زال رهانها على العملية السلمية والمفاوضات،حتى بعد قبر وتأبين ترامب للتسوية وحل الدولتين،واعلانه القدس عاصمة لدولة الإحتلال،ولذلك تفتقر لعامل الإرادة،وهي غير جاهزة لمراجعة منظومة علاقاتها الأمنية والإقتصادية والسياسية مع الإحتلال،وتقدم على بعض الخطوات،في إطار سياسة ردة الفعل وإمتصاص الغضب الجماهيري،وليس وفق رؤيا واستراتيجية متكاملتين وموحدتين،كما انها غير مستعدة لتغيير دور ووظيفة السلطة والتزاماتها،بما يخدم الكل الفلسطيني والمشروع الوطني ومنظمة التحرير،يكبلها في ذلك بنية سياسية واقتصادية وثقافية وفكرية،نمت من داخلها ومن خارجها في مرحلة الإنقسام والإحتلال،تحارب بكل قوتها لمنع التغيير واندلاع انتفاضة،وكذلك تنامي فقدان الثقة بالقوى والفصائل،وخيبات الأمل الشعبي،من إمكانية تحقيق انتصار،في ظل هكذا واقع قيادي وفصائلي،مهلهل ومفكك داخلياً،وحوامله التنظيمية غير قادرة على الإقلاع بهذا المشروع،وكذلك رؤوسه القيادية لا تشكل محط ثقة واحترام الشارع،الذي بات على قناعة انه فقط يُستثمر خدمة لأجندات ومصالح معينة.ناهيك عن عدم وضوح الهدف الوطني وأشكال النضال المتفق عليها والمؤسسة الجامعة.
ولذلك ممكنات تحول الهبات الشعبية الى إنتفاضة شعبية شاملة،رهن بالموقف الشعبي ومدى قدرته على تشكيل قوة ضغط كبيرة على القيادة والفصائل، لكي تحدث حالة قطع مع خيار ما يسمى بالمفاوضات والعملية السلمية،أي ان تصبح هذه القيادة والفصائل رأس الحربة في مجابهة المشروع الأمرصهيوني،وبما يمكن من تحشييد أوسع اصطفاف شعبي وجماهيري عربي واسلامي وعالمي حول مواقفها،وكذلك إحداث حالة اصطفاف جديدة عربية إسلامية،تخرج القيادة الفلسطينية من عباءة الحلف العربي الأمريكي.

القدس المحتلة – فلسطين
13/12/2015
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس ستنتصر مرة أخرى
- امريكا تعلن حرباً شاملة على شعبنا الفلسطيني
- ما بين -بعبع- نقل السفارة...والإعتراف بالقدس عاصمة لدولة الإ ...
- فصل كفر عقب ومخيم شعفاط ...مقدمة لفصل بقية القرى المقدسية
- التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب مشروع سعودي لضرب المقاومة
- -المتغطي بأمريكا عريان -
- رسائل اسرائيلية عبر مذبحة مسجد الروضة لمصر
- دولة بدون دولة....وسلطة بدون سلطة
- في ذكرى الإستقلال ....هل تحقق الإستقلال...؟؟
- عرفات لم يكن رقماً عابراً في سفر النضال الوطني الفلسطيني
- في الذكرى المئوية لوعد بلفور نكباتنا ومآسينا مستمرة
- هل تنفجر الأوضاع في قطاع غزة...؟؟
- في القدس الإستيطان مستمر...وبيع ممتلكات الكنيسة متواصل
- الحرب على حزب الله ...باتت قريبة
- لا جدران الفصل العنصري ...ولا الكاميرات الذكية... ولا مجسات ...
- الحرب على وسائل إعلامنا الفلسطينية جزء من الحرب الشاملة التي ...
- حروبنا مع المحتل مستمرة ومتواصلة
- لماذا يخشى ليبرمان انتصار الأسد..؟؟
- من خطة حاييم رامون الى خطة عنات باركو الهاجس الخطر الديمغراف ...
- -النمر- يفشل أوهام الاحتلال بعد سبعة عشر عاماً


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ممكنات تحول الهبات الشعبية الى انتفاضة شعبية