أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - كتب اثرت فى حياتى بلزاك والخياطة الصينية ديه سيجى















المزيد.....

كتب اثرت فى حياتى بلزاك والخياطة الصينية ديه سيجى


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5726 - 2017 / 12 / 13 - 13:06
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يروي سيجي المولود عام 1954، حكاية فتى مراهق شاءت ظروفه أن يكون ابناً وحيداً لوالدين طبيبين، صُنّفا أثناء الثورة الثقافيّة ضمن المغضوبين عليهم، فجُرّدا من امتيازاتهما، وأُخِذ الابن، غير المسمَّى، ليعاد تأهيله، في جبل فينيق السماء، القريب من التيبيت، مع صديقٍ له، اسمه"لو"، هو ابن لطبيب أسنان مشهور"اتّهم أيضاً بمعاداته للثورة، لأنّه كان قد تجرّأ وصرّح بمعالجته ومداواته أسنان الزعيم وزوجته. تسوق الأقدار الصديقين، وفرصهما في النجاة ضئيلة جدّاً، إلى قرية نائية، ليعملا سخرة، تحت إمرة مأمور القرية، الذي كان مشوّهاً وأمّيّاً، وفي القرية، تبدأ سلسلة غير منتهية من الآلام، حيث يضطرّ الفتَيَانِ إلى العمل ساعات طويلة، كي يلبّيا طلبات المأمور التي لا تنتهي، لكن المصادفات تقدّم لهما فرصاً نادرة لتحسين معيشتهما. يكون الصديقان مُوْلَعين بسرد الحكايات وتدبيجها، أحدهما يعزف على الكمنجة، والآخر يسرد الحكايات، ثمّ معاً، يحدّثان المأمور عن السينما وما تقدّمه من قصص ونوادر، فكان أن اقتنع بإرسالهما إلى المدينة كلّ شهر أربعة أيّام، ليحضرا عرض الفيلم السينمائيّ في الهواء الطلق، ثمّ ليعودا ويقصّا عليه حكاية الفيلم مشافهة، بات الصديقان سينمائيّينِ شفويّينِ، يستعرضان حوادث الفيلم كلّها، يعيدانها بشيء من التلاعب والتحوير، يضفيان عليها من خيالهما، يتناوبان على القصّ، ينوّعان في طبقات صوتهما، وهما يعرضان فيلمهما السينمائيّ الشفويّ على أبناء القرية، في حضرة المأمور"آخر السادة المُولَعين بالحكايات الشفهيّة، الذي كان يتحوّل إلى طفل صغير وديع، وهو يستمع إلى قصصهما، ويستمتع بها جدّاً. يتنازل أثناءها عن جبروته، يتحوّل إلى تابع لسلطة الصديقين الحِكائيّة، ومشغوفاً بسردهما الأخّاذ.
انه التصنيف الاقصاء الذى نحيا نحن ايضا بداخله كيف يمكننا ان ننتطهر امام المجتمع الذى نحيا بداخله فنغسل افكارنا الداخلية ونصبح على افكار مجتمعنا نعيش نفس الضباب والحزن
نؤمن ان تلك ه النهاية وان اى محاولات لافكار جديدة هى عبث لاطائل منه ..ربما الكتابة تتمحور حول الهروب من ذلك السجن الكبير الذى نحيا بداخله فلايوجد حرية الكل يحاول الهرب بعضهم نجح من خلال الكتب..
والبعض يغوص داخل تلك الكتب يبحث عن ملهاه تلهمه التحمل اكثر فاكثر فحسب كل سخافات العالم التى تمطرنا كل يوما بالمزيد .
انها مكتبتى الصغيرةا التى اتحدث كل يوما عن كتابها المؤثريين.
يصوّر سيجي أحوال الفلاّحين في تلك القرى النائية، حيث لم يكونوا يعرفون ما يجري خارج حدود قريتهم، ويقعون فرائس للاستغلال والابتزاز، يتمّ السطو على قوتهم وتعبهم ورزقهم، رغماً عنهم، من دون أن يجرؤوا على المناقشة أو التفكير بالمعارضة. كما لا يتباكى الكاتب على أحواله، ولا يبالغ في تضخيم مأساته الشخصيّة، يفصّل بوعي وعقلانيّة و"سخرية"مريرة في شرح ملابسات ما جرى، إذ إنّه كان واحداً من ملايين لاقوا المصير التعيس نفسه. وعانى مثل غيره من كارثة إعادة البناء المزعومة. يخمّن الأسباب التي دفعت بتونغ إلى إعلان الثورة الثقافيّة، ويتساءل إن كان يريد بذلك التخلّص من الحرس الأحمر الذي كان قد بدأ يتملّص من رقابته، أم أنّها كانت فانتازيا حالم ثوريّ كبير يرغب بخلق جيلٍ جديد...؟ يتقاطع ديه سيجي في كثير من القصص والمآسي المعروضة، مع الروائيّة الصينيّة"جي لي يانج"صاحبة"فتاة الوشاح الأحمر"، سواء كان عبر سرد سيرته الشخصيّة في سياق المجريات والوقائع العامّة، أو في إلمامه بالكثير من الظروف التي صاحبت تأسيس"ديكتاتوريّة البروليتاريا"التي كان يسعى تونغ إلى تشييدها، عبر القضاء على خصومه المحتملين والواقعيّين، بزعم أنّهم يشكّلون إرثاً استعماريّاً ينبغي اجتثاثه والتطهّر منه، وإعادة تطهير اليافعين من أبنائهم، ليكونوا لائقين بالمرحلة المقبلة، بعد أن يعاد تأهيلهم في القرى النائية، على أيدي فلاّحين فقراء لا يعرفون القراءة والكتابة، ولا يستطيعون تمييز ما يجري من تغيّرات، ولا تفهّمها.
يركّز ديه سيجي على فعل الكتابة والقراءة في تغيير مصائر البشر، وهو، وإن وقع في فخّ المباشرة في أكثر من فصل، مدفوعاً بموقف جليّ ضدّ الثورة الثقافيّة التي ضعضعت بنية المجتمع، بحجة إعادة بنائه، وتركته حطاماً مع غيره في عالم معزول، إلاّ أنّه يُبرز مشاهد جميلة من مناطق بكر، لم تفلح الثورة في تشويهها، على رغم ما مارسته من أساليب تدميريّة ناسفة.
الحياة
ظهرت هذه الرواية العام 2000، وشكلت كما وصفها مترجمها (محمد أحمد عثمان) “نافذة” طل منها الأدب الصيني على العالمية رفقة روايات أخرى اعتبرت تحررية وميالة إلى إبراز واقع المجتمع الصيني الذي نام طيلة نحو 50 سنة من حياته بعد ثورة ماو تسي تونغ على شيوعية قاسية أفردت لكل لكل شيء مصطلحاته الخاصة، وجعلت من حياة الإنسان الصيني شكلا هندسيا لا يخرج عن ما حدده الزعيم الأكبر للهوية الجديدة لصين بعد الثورة.

تجري أحداث رواية “بلزاك والخياطة الصينية الصغيره”التي بين أيدينا في أحد الأرياف النائية، في إقليم سيشوان “هذا الإقليم البعيد عن بكين والقريب جداً من التبت” وفي عهد حكم الزعيم الصيني ماوتسي توبخ حيث يرسل السارد مع صديق طفولته ومراهقته (لو) ضمن حملة إعادة التأهيل-التي أطلقها ماو في يوم من أواخر العام 1968-وذلك ليعاد تأهيلهما مثل ملايين الشبان الصينيين (تحت إشراف الفلاحين الفقراء) وهنا في هذه القرية يخضع الشابان الصغيران لأنواع شاقة من العمل السخرة وفي ظروف جغرافية ومناخية قاسية لا يجدان ما يشفع لهما سوى موهبتهم الفريدة في الكلام والتي أغرت مأمور القرية وهو (آخر السادة المولعين بالحكايات الشفهية الجميلة) على إرسالهما مرة واحدة كل شهر إلى مركز المقاطعة لحضور العرض الشهري لفيلم سينمائي يقام في ساحة الألعاب الرياضية في المدرسة الثانوية للمدينة (التي تتحول مؤقتاً إلى سينما في الهواء الطلق) ليقوما من ثم عند عودتهما بسرد ما شاهداه بالتفصيل لأهالي القرية وعلى رأسهم المأمور (بعينه اليسرى المبقعة على الدوام بثلاث قطرات من الدم. في هذه الأثناء تنعقد صلتهما بالخياطة الصغيرة التي سيخوضان معها وبدونها أنواعاً من المغامرات



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتب اثرت فى حياتى السيدة دالاوى فرجينيا ولف
- كتب اثرت فى حياتى دوريس ليسنج
- باخوس12
- باخوس13
- كتب اثرت فى حياتى كتاب الزنوج لورانس هيل
- كتب اثرت فى حياتى ايميلى نوتومب
- كتب اثرت فى حياتى ليوجن يون رب جملة بعشرة الاف جملة
- كتب اثرت فى حياتى سالباتيرا بيدور مايرال
- كتب اثرت فى حياتى بتوش الحلوة عزيز نيسين
- كتب اثرت فى حياتى محبوبة تونى موريسون
- كتب اثرت فى حياتى اليوم السابع يو هوا
- كتب اثرت فى حياتى العمى سارماجو
- كتب اثرت فى حياتى التصحيحات جوناثان فرانزن
- كتب اثرت فى حياتى انثى السراب واسينى الاعرج
- كتب اثرت فى حياتى بقايا النهار كازوا ايشيجورو
- كتب اثرت فى حياتى هيا نشترى شاعرا افونسو كروش
- كتب اثرت فى حياتى صانست بارك بول اوستر
- كتب اثرت فى حياتى الطنطورية رضوى عاشور
- كتب اثرت فى حياتى البارون ساكن الاشجار ايتالو كالفينو
- كتب اثرت فى حياتى سفر التكوين ادواردو غاليانو ذاكرة النار


المزيد.....




- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - كتب اثرت فى حياتى بلزاك والخياطة الصينية ديه سيجى