أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - قرار ترامب ورجسة الخراب في القدس ..!















المزيد.....

قرار ترامب ورجسة الخراب في القدس ..!


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5722 - 2017 / 12 / 9 - 20:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وديع العبيدي
قرار ترامب ورجسة الخراب في القدس ..!
الصمت في مواجهة الشرّ.. هو شرّ ايضا- ديتريش بونهوفر
هل رؤساء الولايات المتحدة حمقى؟.. ولماذا هذا الحرص على تعيين الاحمق فالاكثر حمقا في مركز يفترض عظم المسؤولية وبالغ الجدية، سيما في عالم صار يدعى احادي القطبية. لكن لا شيء صدفة اليوم. والبراءة ضرب من الخرافة في عالم الساسة، اليوم اكثر من غيره.
سمت البلاهة البادية على شخصية المدعو ترامب وتصرفاته المراهقة غير المناسبة لسنه ومركزه، تعود للذين عيّنوه لهذا. بصورة لا تتصل بصناديق الاقتراع حسب اعترافه هو.
ففي الاول والاخر، سوف ينسب خراب الاتحاد السوفيتي الى رونالد ريغان [1911/ 1981- 1989- 2004م]، وينسب خراب العراق الى بوش الابن[1946/ 2001- 2009م/ ؟] وما تم التحضير له من حرب عالمية الى ترامب المضطرب، وكل هؤلاء تصنفهم جداول التخمينات الاميركية في باب الحمقى، مما فات ابي عمرو الجاحظ البصري [775- 868م] الاشارة اليهم.
ظاهرة الرؤساء الاميركان الحمقى ارتبطت مرحليا باشتداد قبضة التوراتيين او المسيحية الصهيونية على عجلة السياسة والسيادة الاميركية، والمترافقة مع المدرسة الثالثة في حركة الاستشراق الامبريالية.
على ارض الواقع، ترافق ظهور هذا التيار مع سلسلة الحروب والازمات والكوارث غير المعللة وسيما في دائرة الشرق الاوسط التي ما زالت قلب العالم والمصدر الغني بالموارد والداينمو الفاعل في دراميات اسفار التاناك.
وليس من السهل ان تجتمع القراءات الدينية والسياسية والاقتصادية في بقعة جغرافة واحدة، ما زالت تعيش حالة بدائية من سذاجة الوعي وهشاشة الانتماء واشكاليات الوجود العاجزة عن تصفية ازماتها الداخلية او ترتيب جدول اولوياتها، بحيث تحمي نفسها من افتراس المتربصين الكثر بها.
من هم هؤلاء البدو العرب الذين يؤخرون ميعاد ظهور مملكة داود وهيكل سليمان؟.. من هؤلاء البدو الاوباش الذي يحتكرون موارد الطاقة ومركز المضائق والممرات الدولية في وجه حرية التجارة الغربية، بل يهددون الامن القومي الانكلوميركي بتطرفهم ووحشيتهم الاسلامية؟..
هكذا بدأ قلع انياب العرب واضراسهم الامامية بدء من مصر عبد الناصر [1952- 1970م] الى عراق البعث [1968- 2003م] وليبيا الناصرية [1969- 2011م] الى اليمن [1978- 2012م] وسوريا البعثية. حتى ماذا؟.. ولقد امكن تحقيق كل ذلك بفضل تعاون العرب مع اعدائهم وبفضل عقلية داحس والغبراء وقيم الخيانة والخنوع التي ازدهرت مع ابتسامة الاميركي والانجليزي الذي كان يوما ما يوصف بالكافر والخنزير.
حتمية المنطق وواقع حال العرب مجتمعات وحكاما ، مقيمين ومهاجرين، تؤكد حتمية غيابهم او عجزهم وخروجهم من جادة تاريخ المستقبل، وما زالوا يحتفلون بغياب رؤوسهم، واندراجهم في سيناريوهات تدمير بلدان اجدادهم.
فليس ثمة ما يمنع الغرب من تأجيل حرق خطوات ومراحل مشروعهم في احتلال الشرق الاوسط العربي.
ومازالت اسرائيل الدولة، تنتظر دعما غربيا لاعلان (القدس) عاصمة سياسية او رسمية، بوصفها عاصمة داود. وها هو ترامب [1946- 2017م]، يقدم لها الدعم الذي تتمناه، بغض النظر عن حيثياته.
ان اسرائيل الدولة اكثر وعيا بخطوة هكذا قرار، ولذلك تعمد الى تاجيله لمبررات مختلفة. ومن الناحية الدينية، فلا قيمة لنقل العاصمة الى القدس دون ان تتوفر على هيكل سليمان او اعتبارها المركز الرئيس للعبادة والحج الدوري.
ان اهمية بناء الهيكل هي التي تعطي القدس اهميتها الدينية والسياسية والتاريخية، ومن دونه لا اهمية للمدينة على ارض الواقع. وقضية بناء الهيكل تواجه مصاعب ومعرقلات ليس بمكنة اسرائيل ولا واشنطن ولا تيار المسيحية الصهيونية وترامب تجاوزها.
فالنص الكتابي في شقيه العبراني والانجيلي يؤكد استحالة اعادة بناء الهيكل الذي سبق ابتناؤه ثلاث مرات، وانتهى في كلها الى خراب، ووصية السيد المسيح (متى 24: 2) واضحة في هاذا المجال. وهذا يعني ان اي محاولة لاعادة بنائه خلاف نبوءة الكتاب، سوف تترتب عليها لعنات اكثر من سابقاتها. ومن لا يرى اللعنات التي يرزح تحت اليهود حتى اليوم، حتى وهم في ظل اعتى امبراطوريتين تحميانهم، لندن وواشنطن.

ثمة طروحات متعددة في محاولة تفسير سياسات المسيحية الصهيونية لتدمير بلدان ومجتمعات الشرق الاوسط، لعل احداها زعم استعجال عودة المسيح، والتي هي في نظرهم، مجيء مخصوص لانقاذ بني اسرائيل فقط، الذي سبق رفضوه وصلبوه وسخروا منه ومن اتباعه، حيث لا يفتح الملكوت ابوابه بغير تدشينه من قبل بني يعقوب بالجسد.
من الممكن القول، ان ثمة جانبا اخر لمشروع استعجال عودة المسيح من خلال تطبيق مضمون (متى 24) وفصول رؤيا يوحنا الاخيرة، هو المضاربة على مدى صحة نبوءات الدين، والتي قد تسجل انتصارا جديدا لتيار التنوير وهيمنة عقل الانسان على تسيير عجلة التاريخ.
أكيد ان السيد المسيح ليس خاضعا لمهاترات مراهقي المسيحية والصهيونية ولا لتخبطات السياسة الاميركية التي لم تفلح في شيء لليوم غير نشر الفوضى والفساد والجهل.
وقرار ترامب نفسه، يأتي هروبا للامام او للخارج، كما هو معتاد في السياسات الغربية، عقب فشله الشامل في تحقيق اي من وعوده الكثيرة التي ذرفها في معرض الانتخابات، بينما يعجز عن الامساك بخيط السلطة، وحل خلافه الشخصي مع رئيسي كل من المخابرات الاميركية والشرطة الفيدرالية.
مشروع تعيين ترامب الجمهوري الاحمق هو اشعال فتيل (حرب عالمية) في الشرق الاوسط والعالم الاسلامي، تهيئ لمزيد من مبيعات الاسلحة للاقتصاد الاميركي، ومزيد من دمار العرب والمسلمين، وربما انقراضهم. وبشكل تتجمع ثماره في يد الاميركان واسرائيل.
لكن النتيجة ستكون بالعكس ايضا، بحسب القراءة المتأنية لوصية السيد المسيح، وجملة النبوءات الواردة في الكتاب حول الهيكل والمملكة الملعونة اصلا (1صم 8)، وقد كان مجيء المسيح ورسالته/ الانجيل حاسما وقاضيا على كل ما سبقه. وعلى لاهوتيي الانجيليين الحقيقيين فتح افواههم اليوم، وعدم الاستمرار في نكران المسيح، خشية عصا السلطة وملكوت البيت الابيض.
وادناه نص الاصحاح والرابع والعشرين من انجيل متى مكرر لدى مرقص ولوقا ايضا ، ليرى القارئ مدى الربط بين ما جرى ويجري وصلتها برجسة الخراب الاميركية وعواقبها على انقراض اسرئيل النهائي لمناسبة انقضاء السبعين عاما [14 مايو 1948م- 2018م] على كيانهم المسخ الانجليزي .
فقال لهم يسوع: أما تنظرون جميع هذه؟ الحق أقول لكم: إنه لا يترك ههنا حجر على حجر لا ينقض. وفيما هو جالس على جبل الزيتون، تقدم إليه التلاميذ على انفراد قائلين: قل لنا متى يكون هذا؟ وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر. فأجاب يسوع وقال لهم : انظروا لا يضلكم أحد. فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين: أنا هو المسيح ويضلون كثيرين. وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب. انظروا، لا ترتاعوا. لأنه لابد أن تكون هذه كلها، ولكن ليس المنتهى بعد. لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة، وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن. ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع. حينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم، وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل اسمي. وحينئذ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم بعضا ويبغضون بعضهم بعضا. ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين. ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين. ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص. ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم. ثم يأتي المنتهى. فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيآل النبي قائمة في المكان المقدس ليفهم القارئ. فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال. والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئا. والذي في الحقل فلا يرجع إلى ورائه ليأخذ ثيابه. وويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام. وصلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت. لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم إلى الآن ولن يكون. ولو لم تقصر تلك الأيام لم يخلص جسد. ولكن لأجل المختارين تقصر تلك الأيام. حينئذ إن قال لكم أحد: هوذا المسيح هنا أو: هناك فلا تصدقوا. لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب، حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضا. ها أنا قد سبقت وأخبرتكم (متى 24: 2- 25).



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة (تكسّب) للشاعر الانجليزي جيفري شوسير
- (بنت الرياض..!)
- موقف اخلاقي من العولمة.. (5)
- موقف اخلاقي من العولمة.. (4)
- موقف اخلاقي من العولمة.. (3)
- مطالبة بريطانيا بالاعتذار للعراقيين جراء احتلالاتها للعراق.. ...
- موقف اخلاقي من العولمة.. [1 و 2]
- المطلوب.. موقف اخلاقي من العولمة..!
- تمنيت لو ان الحياة قصيرة..!
- توهوبوهو/ [ToHuBoHu]
- قتل اللغة: فصل اللفظ عن الدلالة..
- الهند.. بقرة فكتوريا السمينة
- عامل لا طبقي..!
- ظلال القهوة..
- وفاة الكاتب والمترجم العراقي سعدي عبد اللطيف في لندن
- قدري ان اخرج من قدري
- لابد من ثورة شعبية اشتراكية وان طال التخبط
- يا بلد اصح..!
- يا درب المحبة.. اشغيّر الانسان!..
- (عصفور منفرد على السطوح..)


المزيد.....




- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - قرار ترامب ورجسة الخراب في القدس ..!