أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد عبد المجيد - إنهم يغتصبون الينايريين!














المزيد.....

إنهم يغتصبون الينايريين!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5722 - 2017 / 12 / 9 - 20:28
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


إنهم يغتصبون الينايريين!

لن أتوقف عن بث أوجاع وأحزان شهداء ثورة يناير ومُصابيها ومعتقليها، وأضع أصابعي في عيني كل من ينكرها أو يتهمها بأنها ثورة عبرية أو يُحَمِّل الشباب الغاضب الطاهر في الأيام الأولى التي سبقت رفع الأحذية في وجه المجرم الطاغية مبارك خطيئة انحراف نتائج الثورة أو سرقتها.

من كان منكم يظن أن أباه أو أمه أو شقيقه أو صديقه أو حبيبته كانوا صهاينة ولصوصا ونشالين ومتحرشين وقاتلين تسللوا وسط عشرات الملايين في كل شبر من أرض مصر الثائرة، فهذا شأنه.
البلطجية واللصوص كانوا إسلاميين وجنود جيش وشرطة وحزبيين وخارجين من رحم السلام العبري، أما أبناؤنا وبناتنا الذين ناموا تحت الدبابات، وقنص الأوساخ عيونهم، وألقى أوغاد السلطة جثث بعضهم في القمامة فلم يكونوا أكثر من ملائكة، بل كانوا أنبياء من الله لم تتنزل عليهم رسالة.

كل الموضوعات والقضايا والثورات تستطيع أن تنظر إليها من الأمام ومن الخلف، من عيون الشيطان ومن أرواح الملائكة، إلا ثورة شباب يناير، ثم شعب بمسنيه ونسائه وأطفاله ومعاقيه كانوا يغطون بأجسادهم تراب مصر من أسوانها إلى ثغرها.
أعمى البصر فقط هو الذي لم ير أهله في الثورة ولو كانوا في بيوتهم، وأعمى البصيرة هو الذي يشتاق لكرباج مبارك، وثلاثين عاما من الذل والقهر.

ربع مليون مصري مروا على سنوات المجرم لربع قرن، وشهدت السجون والتخشيبات جرائم اغتصاب وصل بعضها إلى اغتصاب المصري أمام زوجته وأبنائه.
ثم نسي المصريون، وتناسىَ الكوهينيون أن الثورة العظيمة لم تكن مؤامرة، ولم يتلق الشعب الأوامر من قوى الاستعمار، ولم يعرف آباؤنا الطريق إلى تل أبيب للحصول على مرتباتهم.
في نفسي غضب يعادل غضب آباء وأمهات الشباب وهم يشاهدون كشوف العذرية وجثث أولادهم في صناديق القمامة.

في نفسي غضب على كل من لم تحركة نزعة حب لله وللحق وللوطن، واتهم الشهداء بأنهم عبريون ولصوص.
كل الأشياء قابلة للنقاش إلا ثورة يناير، فمن يجادل فيها ليثبت أنها مدسوسة على المصريين هو جاهل وحاقد ووضيع وكاره لمصر وحريتها وعاشق للصوصها ومغرم بسادييها.
أنا على أتم الاستعداد لأناقش أقدس القضايا الدينية والوطنية والاجتماعية إلا تلك الأيام الخالدات التي تنفست فيها مصر بروح خمسة آلاف عام، وانبهرت شعوب الدنيا بهؤلاء الفراعنة الصغار.
كلنا ينايريون ولو لثمانية عشر يوما فقط، فهي أيام الشرف المصري.

كلنا تلك الثمانية عشرة يوما التي كان المسلمون يتوضأون في الكنائس القريبة للصلاة، وكان أشقاؤهم الأقباط يتصدرون بصدورهم لرصاص الشرطة والجيش وبلطجية النظام والجماعات الدينية حتى ينتهي الشباب المسلم من صلاة الهلال في حماية الصليب.

كل مشهد في أيام الثورة كان تجسيدا لجَنة الخُلد رغم اختصارها لأيام معدودات.
أتقبل أي رأي مخالف في وطني وديني وأفكاري وحياتي إلا صبّ اللعنات على شباب ثورة 25 يناير.
ورب الكون العظيم لو لم ينهض شباب مصر في ثورة الخلود لكان مبارك والعادلي وطنطاوي والاخوان والسلفيون واللصوص والبلطجية قد اغتصبوا المصريين كلهم، فردًا .. فردًا.
أنتم مدينون لشباب الثورة ببكارتكم وحياتكم وطهارة أبنائكم وعذرية بناتكم، فتوقفوا، من فضلكم، عن الندم الوضيع، والرغبة المازوخية أن يعود مبارك ورجاله ليعيدوا مشهد ثلاثين عاما أنهاها أبناؤكم، فغضبتم عليهم.
في صدري حزن وغضب وجمرات نار على من يتهم شعبا استجاب لأبنائه فخرج ضد طاغية ملعون.

من أراد أن يُغتــَـصَب للمرة المئة فليبحث عن رجال مبارك وطنطاوي والعادلي فهم في حماية القضاء، وتبرئتهم جاءت في صراع إبليس مصري مع الله.
من فضلكم، توبوا، واغتسلوا بالدموع، وصلــّـوا في مساجدكم وكنائسكم ليشفع لكم أبناؤكم الشهداء في خطيئتكم الكبرى.
اذهبوا للأوغاد واسألوهم عن سبب عدم قنص عيون أولادكم!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 9 ديسمبر 2019



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدعو لترك الفلسطينيين وليس للتخلي عنهم!
- إسماعيل هنيّة من جديد!
- الإمارات وشفيق .. محاولة لفهم ما حدث!
- هذا إعلان حرب قطري ضد الإمارات!
- العصبية لابن بلدي تُسقط العدل!
- مواقع التواصل الاجتماعي .. الخلطة العجيبة!
- أجيال عبرية بألسنة عربية! لماذا يكرهون عيدهم الوطني؟
- أنا والحوار المتمدن!
- مسيحيون ضد الإسلام .. أقباط مع الإسلام!
- الانتحار بين صفحات الدين!
- ثعبان في دولة قطر!
- النبي الجديد يفتتح سوق السلاح في بلادنا!
- نتائج انتخابات الرئاسة في مصر 2018
- إعلام مصر في الدرك الأسفل من الانحطاط!
- لماذا يخاف المصريون؟
- أيها المراقَبون .. لا تخافوا!
- صناعة الطاغية والشعب .. العلاقة التبادلية!
- مصرُ لا تحتاج الآن لعاصمة إدارية!
- أنا عربي حتى لو غادرت العربَ عروبتُهم!
- مصرُ .. حربُ المحاكم!


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد عبد المجيد - إنهم يغتصبون الينايريين!