أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد الغني القباج - مسارات ثورية مغاربية و عربية لم تكتمل بعد...














المزيد.....

مسارات ثورية مغاربية و عربية لم تكتمل بعد...


عبد الغني القباج

الحوار المتمدن-العدد: 5721 - 2017 / 12 / 8 - 11:16
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


"الثورات" التي عاشتها وتعيشها شعوب مغاربية وعربية منذ نهاية 2010 كانت عفوية وبدون قيادة سياسية ومن صنع شباب أكسبه واقع الاستبداد والفساد الذي دام عقودا وعيا سياسيا ديمقراطيا، شباب غير منظم سياسيا أو منظم حزبيا أو محزب و في نفس الوقت غير منضبط للحزبية الضيقة؛ كل ذلك يؤكد أن ثورات وانتفاضات الشعوب المغاربية والعربية لا زالت آنذاك في مرحلة التشكل وفي بدايتها رغم مرور سنوات معدودة؛ لأن الثورات لا تقاس ببضع سنين بل بعقود وأكثر.
ونظرة نبيهة لتاريخ ولمسارات ثورات الشعوب في العالم ضد الاستبداد ومن أجل الحرية والديمقراطية والاشتراكية تؤكد أنها عاشت مسارات سياسية ومجتمعية متوترة وانتفاضات وحروب أهلية ومآسي وصراعات سياسية وثورات مضادة وانقلابات وثورات جديدة دامت هذه الصيرورات عقود وعقود قبل أن تحقق بعضها الديمقراطية والحرية أو الاشتراكية.
وهذا ما يحدث الآن في ليبيا وتونس ومصر وسوريا واليمن والمغرب غيرها. قد تنجح الثورات والسياسات المضادة لتحرر الشعوب، لكن الصيرورات الثورية ستستمر والتاريخ لن ينتهي بنجاح الثورات والسياسات المُضَادَّة لأن أسباب التخلف الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وسياسية سلطوية الطبقات الحاكمة واحتقارها للشعوب وفرض واقع الاستبداد والتخلف الذي ثارت و لا زالت ضده الشعوب، كما لا زال مستمرا التناقض الأساسي بين قوى الديمقراطية والقوى الرجعية الاستبدادية، ولا زال مستمرا وعي الشعوب بطموحاتها الديمقراطية والتحررية. وبالتالي وعي وواقع هذه الشعوب لا زال حابلا مستقبلا بموجات ثورية جديدة لاستكمال تحررها من سلطوية الحكام ومن سيطرة الامبريالية.
وبالنظر إلى تجارب ثورات الشعوب في العالم فإنها دامت لعقود كالثورة الفرنسية، بدأت سنة 1789 واستمرت إلى سنة 1848 ودخلت صيرورة تراجعات وتطورات مستمرة. ولم يتحقق التصويت للنساء إلا سنة 1945 في فرنسا. كما أن الثورات الأمريكية، الروسية، الصينية، والكوبية والفييتنامية، والسندينية والإفريقية وغيرها امتدت لسنوات، بل ولعقود.. ولنا فيها أمثلة ودروس.
وبالتالي نعتبر أن "الثورات" والانتفاضات التي تعرفها الشعوب العربية والمغاربية لم تكتمل، وتشكل منعطفا تاريخيا يمكن أن تتبلور في صيروراته الطويلة الأمد قوى ثورية من داخل الطبقات الشعبية وقوى اليسار والقوى الديمقراطية السياسية والثقافية والنقابية والمدنية لإعادة تشكيل قوى يسار وقوى ديمقراطية بمراجعة تصورها وبلورة وعي ورؤية سياسيين ديمقراطيين ثوريين جديدين وثقافة سياسية جديدة وفكر جديد وممارسة جديدة تعيد النظر في الماضي السياسي الفكري والثقافي و الممارسات السياسية للقوى اليسارية والديمقراطية، وتتبني صيرورة جديدة بديلة لعملية التغيير المجتمعي الديمقراطي الحقيقي والفعلي.
وقد سَاءَلتْ ثورات وانتفاضات الشعوب المغاربية و العربية، التي لا زالت في موجتها الأولى، قوى اليسار وقوى الديمقراطية، في ما يخص الضرورة التاريخية لإعادة تشكيل جديدة لتصوراتها ولمواقفها ولممارساتها السياسية والتنظيمية بارتباط عضوي بالطبقات الشعبية باعتبار هذه الطبقات هي القوة الاجتماعية الحاملة لقوة التغيير والحافز الموضوعي للضرورة التاريخية لوحدة القوى اليسارية الراديكالية والقوى الديمقراطية الحقيقية في جبهة ديمقراطية حتى لا تعيد، في المستقبل، نفس أخطاء الممارسة السياسية والتنظيمية، و حتى لا تعيد نفس التناقضات بينها التي تعيق وحدتها وتُدْخِلها في صراعات ثانوية تتمظهر وتمارس، خطأ، كتناقضات أساسية.
وبالتالي إن مستقبل تحرر الشعوب وخصوصا الطبقات الشعبية الكادحة والمحرومة يفرض على القوى اليسارية والديمقراطية الحقيقية إعادة نظر جذرية في أولوياتها السياسية والفكرية وإعادة النظر في ممارستها السياسية والتنظيمية كي تشكل الطبقات الشعبية التي تنتج ثروات البلاد (طبقة عاملة وفلاحين وفلاحات فقراء وأجراء وأجيرات محدودي الدخل) وعموم الفئات الشعبية الكادحة والمحرومة قوتها وقاعدتها الاجتماعية الديمقراطية الأساسية.
إنه الدرس الجوهري الذي على القوى اليسارية والديمقراطية الحقيقية إدراكه لتوجيه ممارستها السياسية والاجتماعية والمدنية وفق خلاصات هذا الدرس للإجابة العملية على سؤال "ما العمل لتنظيم طموحات الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وعموم الكادحين و تعميق وعيها السياسي الطبقي والديمقراطي وفرز قياداتها المكافحة؟".
إن الوعي بدور الطبقات الكادحة والمحرومة البروليتارية هو الذي ساهم في ظهور حزب "سيريزا" الذي توحدت داخله عدد من القوى اليسارية الراديكالية بقيادة أليكسيس تسيبراس وتحول إلى أول قوة سياسية في اليونان، كما أفرز واقع الشعب الإسباني حركة "بودبموس" اليسارية الراديكالية التي أصبحت ثالث قوة سياسية في إسبانيا.
إننا نعي أن واقع وتطور الصراع الطبقي وميزان القوى (les rapports de forces) الخاص بالمجتمع اليوناني وبالمجتمع الإسباني لا يمكن أن نطبقه على المجتمع المغربي والمجتمعات العربية والمغاربية وغيرها؛ مع أن القوانين العامة للتغيير الديمقراطي و لثورة الطبقات الكادحة الشعبية تبقى مشتركة وموحدة في جميع المجتمعات البشرية ضد الاستغلال الطبقي والاستلاب والسيطرة الرأسمالية الامبريالية وطبقة البرجوازية الكمبرادورية المحلية وضد الاستبداد. إنها جدلية الخاص والعام في القوانين العامة والخاصة للتغيير وللثورة الاجتماعية.



#عبد_الغني_القباج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار المغربي اليوم .. إلى أين؟
- انتخابات في واقع سياسي واجتماعي لا يوفر حدا أدنى من شروط الد ...
- اليسار في المغرب، واقع و آفاق في ضوء حركة 20 فبراير و انتفاض ...
- لفهم اليسار الماركسي الديمقراطي الجديد
- النضال الديمقراطي... المخزن و حركة 20 فبراير بعد تمرير دستور ...
- المغرب بين استمرار النظام السياسي المخزني و الهامش الديمقراط ...
- اليسار المغربي بين الخط اليساري الديمقراطي و الخط -الليبرالي ...


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد الغني القباج - مسارات ثورية مغاربية و عربية لم تكتمل بعد...