أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عبد الأمير الربيعي - يهود العراق والهوية الوطنية .. حقبة العهد الآشوري / الحلقة الأولى














المزيد.....

يهود العراق والهوية الوطنية .. حقبة العهد الآشوري / الحلقة الأولى


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 5719 - 2017 / 12 / 6 - 21:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يهود العراق والهوية الوطنية
حقبة العهد الآشوري / الحلقة الأولى


كُتبت الكثير من المقالات والدراسات والرسائل والأطاريح الجامعية والمؤلفات بعد عام 2003م عن تاريخ يهود العراق, وقد ناقشت هذه الدراسات الجوانب المختلفة من حياة الطائفة اليهودية في العراق في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية والفنية, فالطائفة اليهودية في العراق تستحق كل هذه الدراسات العلمية والتاريخية بسبب مواقفها الوطنية وتمسكها بالهوية العراقية.
قدمَّ عبرَّ التاريخ اشخاصاً عرفوا بعراقيتهم ووطنيتهم لتحملهم أكبر التضحيات والمهام في المجتمع العراقي الذي كانوا يعيشون فيه, وهم يمثلون مطلع القرن العشرين ثلث سكان بغداد, فتملكوا أدواراً رئيسة في إدارة شؤون الدولة العراقية, فضلاً عن تمسكهم بعراقيتهم وهويتهم الوطنية حتى بعد هجرتهم القسرية والتي بدأت منذ منتصف عام الفرهود 1941م ولغاية عام 1982م.
الهوية في نظري لا تعتبر شيئاً مقدساً أو ثابتاً نهائياً ما لم يكن الفرد مدفعاً حقيقياً عن مواطنته وبلده, لكن بمعناها الحقيقي ما يقدمه المواطن بفاعلية للمجتمع الذي يعيش فيه, ومن خلال ذلك تتضح معناها الحقيقي وهوية الفرد الحقيقية, وقد كان ذلك ليهود العراق, فقد اصبح العراق لهم الحاضن والنتاج الوطني لهوية من خلال الاندماج الوطني ضمن الجماعة السياسية المسماة بالدولة, والاندماج مع الأعراف والطوائف والكيانات وهي التي تشكل الروح والثقافة الوطنية الجمعية من خلال ولائهم للهوية العراقية.
يرجع تاريخ تواجد اليهود في العراق إلى عهد الإمبراطورية الآشورية الأخير, التي دامت ثلاثة قرون كاملة منذ بداية القرن السابع قبل الميلاد, وذلك في أعقاب عدة حملات قام بها شلمنصر الثالث الآشوري (859ق.م- 824ق.م) على مملكة يهوذا وسبى الكثير من أهلها ونقلهم إلى مملكة أشور, ثم الملك تجلات بلاشر الثالث (746-727ق.م) بحملة ثانية على إسرائيل, وفي عام 721ق.م. قام الملك شلمنصر الخامس الآشوري (727-722ق.م) بحملة عسكرية ثالثة على إسرائيل ولكنه مات في العام 722ق.م. ورغم موت الملك الغازي سرجون الثاني (722- 705 ق.م) استطاع قائد القوات الآشورية في النهاية احتلال المدينة وسبي أهلها, ونقل معهُ من الأسرى اليهود ما قدَّر بنحو عشرة آلاف يهودي حيث تم إسكانهم في المنطقة الكردية بكردستان العراق, أما الحملة العسكرية الرابعة في العهد الآشوري فقد تمت في العام 702ق.م, حيث قاد الملك سنحاريب الآشوري (705-681ق.م) جيوشه متوجهاً صوب مملكة يهوذا واستولى على 46 مدينة وأسر 150 - 200 إسرائيلياً.
يعتبر يهود العراق من أقدم الطوائف الدينية الموجودة في العراق والعالم، حيث يرجع تأريخ وجودهم إلى أكثر من 26 قرناً خَلّت، واستطاعـوا رغـم منـاخ العراق وتقلبات الظروف وترادف الغزوات والحروب أن يتشبثوا بترابه إلى وقت متأخر. حتى أنهم شكلوا في أواسط القرن التاسع عشر نصف سكان بغداد، وفي بدايات القرن العشرين ربعه أو ثلثه، وتمتعوا دائماً بمكانة اجتماعية مرموقة ، وأمسوا يشكلون الدالة الاجتماعية المتبغددة المترفة، ويجسدون روح وذوق بغداد الفني والجمالي.
كوَّن المجتمع اليهودي في بابل خلال 2500 سنة من السبي البابلي لمملكة يهوذا طائفة متجانسة, واستطاع الحفاظ على هويته الدينية وثقافته وتقاليده على مر العصور, وقد استعربوا بصورة تكاد أن تكون كاملة متشابهة مع اقرانهم العرب المسلمين من حيث اللغة والتقاليد الاجتماعية وطرق معيشتهم, وقد امتاز اليهود عن مواطني العراق بلهجتهم العربية القديمة التي تطورت في أيام العهد العباسي وخاصة زمن الخليفة هارون الرشيد, وقد عرفت لهجتهم العربية بالمفردات والإشارات التوراتية, وفي القرن العشرين اضيف اليها كلمات ومصطلحات انكليزية وفرنسية نتيجة تدريس هاتين اللغتين في المدارس اليهودية.
وبعد السبي البابلي ساروا على نصيحة نبيهم فاشتروا الأراضي وزرعوها واسسوا عليها المدارس والكليات الدينية (المثيبات), في بغداد وعنة, كما تم انشاء اكاديميات (مثيبات) في سورا ونهر دعة وبمباديتا, وكان يشار لرؤساء هذه المثيبات بلقب (غاؤونيم) وهم السلطة العليا في الشؤون الدينية , واقاموا حياة مستقلة مركزها الكنيس بقيادة الحبر الأعظم, انتهى استعباد اليهود في بابل عندما احتل الملك الفارسي كورش (سيريوس الثاني) بابل سنة 538 ق.م, وسمح لليهود بالعودة إلى ديارهم, فعاد البعض وبقيّ الكثير من اصحاب المهن والأغنياء والعلماء والأمراء.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من فناني المهجر العراقي الفنان المبدع البير الياس أو (آريه ا ...
- المسرح المسيحي في العراق. دراسة توثيقية
- رحلة في كتاب معجم المراقد المزيفة في العراق
- مجلس النواب العراقي بين السادية الجنسية وقانون زواج القاصرات
- الريادة في مؤلفات عبد الرضا عوض
- “الصور على الحائط” رواية الروائية العراقية الأصل تسوينيت فتّ ...
- حال أهل الذمة في مدينة السلام بغداد للقرنين الثالث والرابع ا ...
- حال أهل الذمة في مدينة السلام بغداد للقرنين الثالث والرابع ا ...
- سدود العراق وأزمة المياه في ظل السلطات المتعاقبة
- كُرد العراق .. خصومة شعب لشعب أم خصومة حكومات
- الدرة البهية في تاريخ مدينة الديوانية...منذُ تمصيرها حتى عام ...
- رشيد الخيون وكتابه النصيرية العلوية بسورية.. السياسة تصادر ا ...
- أحمد الناجي وتنوعات الأسطورة وجماليات التأويل
- حسين جميل.. وكتابه (العراق شهادة سياسية 1908-1930)
- رحل البروفسور سامي موريه والعراق كان يعيش في تلافيف روحه
- ملتقى العشرة كراسي الثقافي في بابل ومحاضرة حول (تداعيات إلغا ...
- التهجير القسرّي لأبناء العراق بدعوى التبعية الإيرانية
- وداعاً رفيقنا جبار الشباني ( ابو سامر).. وداعاً أيها الشيوعي ...
- متى تتحقق أحلام أكراد العراق بدولتهم المستقلة
- أسواق لواء الديوانية قديماً


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عبد الأمير الربيعي - يهود العراق والهوية الوطنية .. حقبة العهد الآشوري / الحلقة الأولى