أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - تأسيس حزب سياسي للحشد الشعبي!














المزيد.....

تأسيس حزب سياسي للحشد الشعبي!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5718 - 2017 / 12 / 4 - 00:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اعلن فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي يوم ( 25 / 11 / 2017) عن تأسيس حزب جديد "عطاء"، لخوض الانتخابات المقرر عقدها في العام القادم ويضم الحزب الجديد، حسب اعلان الاخير، مسؤولو الحشد الشعبي واحزابهم ورجال دين شيعة وعشائر وتسارع الكثيرون للانضمام له فور اعلانه. على النقيض من كل مايدعيه دعاة الدفاع من الحكومة والبرلمان، عن القانون والدستور فان تاسيس هذه الحزب ينافي ذات القوانين والدستور ذاته الذي خطوه بايديهم. بيد ان تأسيس الحزب الوليد ان لم يمرر برغبتهم فسيمرر من فوق رؤوسهم. المثير للانتباه ان الحزب الجديد يعلن التزامه بالـ"دستور" وبالقوانين! وهو خارق لها وهو لازال في مخاض الولادة.
تنص المادة (8/ ثالثا)، من قانون الأحزاب السياسية على أن لا يكون تأسيس الحزب أو التنظيم السياسي وعمله متخذا شكل التنظيمات العسكرية أو شبه العسكرية، ولا يجوز الارتباط بأية قوة مسلحة، كما تنص المادة (9/ سادسا) التي تضع شروطا لمن يريد تأسيس تكتل سياسي، على أن “لا يكون من أعضاء السلطة القضائية وهيئة النزاهة والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات والمفوضية العليا لحقوق الإنسان ومنتسبي الجيش وقوى الأمن الداخلي وجهاز المخابرات، وعلى من كان منتميا إلى حزب أو تنظيم سياسي أن يختار بين الاستقالة من الحزب أو التنظيم السياسي أو الوظيفة في الجهات المذكورة آنفا".
تاسيس هذا الحزب الذي اعلن عشية الانتخابات، والذي من المؤكد سيحتل اعضاءه مواقعا في البرلمان والحكومة يضرب عرض الحائط نفس قانون الحشد الذي كتبوه ووقعوه بايديهم، والذي ينص على عدم انخراط الحشد الشعبي في العمل السياسي وان لا تكون له صلة بالتنظيمات السياسية. انه يضرب بعرض الحائط قانون الاحزاب السياسية في العراق والذي ينص على ان الاحزاب لا يجب ان تكون مرتبطة وليس لديها ميلشيات مسلحة. انه يضرب بعرض الحائط قرار عدم حق منتسبي المؤسسات العسكرية الاشتراك بالانتخابات إلا "بعد تقديم استقالتهم”. وهو يضرب عرض الحائط تصريحات رئيس الوزراء الذي يكرر المرة تلو الاخرى "بمنع الفصائل المسلحة من المشاركة في العمل السياسي او في أي فعالية سياسية أو انتخابية تتم في البلاد ".
طبعا ليست هذه هي المرة الاولى التي تقوم بها ميلشيا عسكرية بتاسيس تنظيم سياسي فهذا مافعلته ميلشيات “عصائب أهل الحق” والتي اسست كتلة سياسية تحمل اسم “صادقون”، وهذا ما فعلته ايضا ميلشيا "كتائب سيد الشهداء"، التي اعلنت مشاركتها في الانتخابات بكيان سياسي يدعى "منتصرون"، اما ميلشيا النجباء فانها اكدت على انها لن تشارك في الانتخابات لكنها ستدعم العلمية السياسية. وهكذا ستكون مرحلة ما بعد داعش، مرحلة حكم الميلشيات. ليس فقط تحت حكم العسكر كما هو في مصر، بل تحت حكم الميلشيات وضمن ولاية المرجعية.
ان مستقبلا اكثر قتامة سينتظر المدنية وحقوق الانسان وحقوق المرأة، وحقوق البشر في العراق والتي جرى تدشينها بمحاولة تغيير قانون الاحوال الشخصية. ان حكم الميلشيات الدينية هو انتقال السلطة الى اكثر اشكال الدولة قمعا من الناحية العسكرية والفكرية لكل مطالبات واعتراضات الجماهير. لقد رأينا ما يكفي من العقد ونصف الماضيين من الاحزاب السياسية للاسلام السياسي واثار سياساتها المدمرة على حياة المجتمع وعلى كافة الاصعدة.
ان التوجه نحو حكم الميلشيات الدينية هو انتهاج لاكثر اشكال الحكم السياسي شراسة وضراوة من اجل ان تديم الطبقة الحاكمة سلطتها وتؤمن مصالحها. لن يقضى على الفساد، بل سينظم بشكل عنيف ومنظم. ان الذي سيدفع الثمن قاسيا وثمينا هي الجماهير التي اكتوت وستكتوي من سياسات الاحزاب التي شكلت ميلشيات والميلشيات التي شكلت احزاب لتخوض صراعا من اجل السلطة لاحكام قبضتها على مقدرات المجتمع. ما لم تنظم الجماهير اعتراضاتها وبالتحديد الطبقة العاملة وقواها السياسية لرسم مصيرا اخرا غير هذا المصير الكالح الذي يراد فرضه وبقوة السلاح على المجتمع. تقع على الطبقة العاملة والجماهير المتطلعة الى الامان والرفاه الاقتصادي مهام اكثر جسامة وعليها خوض صراعا اكثر شدة من اجل ان لا تدفع اوضاعها الحياتية الى المزيد من الدمار والفساد والنهب والبطالة والافقار والحرمان والقمع السياسي.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نادية محمود - نائبة سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الع ...
- حكم اللومبين -الشقاوات- السعودي!
- الحرب على حدود كردستان وحسم مصير الدولة في العراق
- كركوك واستفتاء كردستان: وحدة الاراضي العراقية ام السيطرة على ...
- مطلب استقلال كردستان، مطلب جماهير كردستان وليس مطلب البارزان ...
- لمصلحة من يرفض استقلال كردستان؟
- الاستفتاء و-وطنية- اليسار القومي العربي!
- البرلمان العراقي والالحاق القسري لكردستان!
- خيبة امل من حزب الله ام بربرية الاسلام السياسي؟
- حول قانون التأمينات الاجتماعية او الضمان الاجتماعي
- اغلاق البارات والرأسمالية الطفيلية في العراق!
- حين يصبح حثالة البروليتاريا مسؤولوا دولة!
- التغيير من فوق والتغيير من الاسفل- حول التعديل القانوني الان ...
- تيار عمار الحكيم -الحكمة- الوطني اسم جديد لتنظيم قديم!
- ثلاث ملاحظات بمناسبة تأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي
- -تحرير الموصل- وموقف الاتحادات العمالية في العراق!
- الرأسمالية الاسلامية خطر على البشرية: قتل كرار نوشي نموذجا!
- هل يوجد طبقة عاملة في العراق وكردستان العراق؟
- استفتاء كردستان.. هل سيحدث اخيرا؟
- حكومة كردستان وورقة الاستفتاء!


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - تأسيس حزب سياسي للحشد الشعبي!