قراءة وصفية في كتاب إيثار الحق على الخلق

أيوب بن حكيم

الحوار المتمدن-العدد: 5717 - 2017 / 12 / 3 - 23:26
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

إذا أراد المرء منا أن يفهم دينه / إنسانيته بعيدا عن صراعات المتكلمين - خصوصا المتأخرين- فعليه بكتاب " إيثار الحق على الخلق " لابن الوزير اليمني صاحب " العواصم والقواصم" المتوفى عام 840 هـ، هذا الرجل، تأمل تأملا طويلا فيما انتهى إليه علم أصول الدين ( علم الكلام ) من التكبر والتنطع وإقصاء الآخر واللجاج والحجاج المقصود لذاته، خصوصا من داخل الأنا السنية، فاستشهد بكبار علماء السنة والمعتزلة رغم زيديته، وشدد في كتابه على اتباع الأصول مما يفيد في الدين دون الدخول في جزئيات يصبح على إثرها علم الكلام مقصودا لذاته، عوض أن يكون مقصودا للوصول إلى الحقيقة والاستفادة منه في حياتنا اليومية، يؤمن ابن الوزير أنه لا يوجد مذهب عقدي صحيح وآخر خاطئ، بقدر ما يدعو كل متسربل بعقيدة ما ان ينظر اليها غاضا عن حبه لشيخه او لمصنف ما، بل إن ابن الوزير ينتقد نفسه وينتقد كتابه في كل فرصة سنحت له، ولا يدعي بالمطلق أنه على حق، بل يسمي كتابه تواضعا " مختصرا " ويلمح بذلك أن الكتاب ملخص لعقائد المسلمين، خصوصا أن الرجل معتدل جدا، يترضى عن الصحابة ويسلم على آل البيت، ويرجع فضل التفسير للصحابة أولا، ويبدو الرجل متيما بالمعتزلة فهم أكثر ما استشهد به خصوصا أن اليمن منبع مخطوطات المعتزلة لحد الساعة، متى علمنا ان الزيدية هم سنة الشيعة، والمعتزلة هم شيعة السنة😊
كما حاور الغزالي بهدوء واستفاضة، ولعله فعل ذلك لعلمه أن الاشاعرة سيطروا على قلوب المسلمين طوعا لا كرها، فكان عليه مناوشة فكرهم من خلال كبيرهم حجة الإسلام، كما ناقش ابن حزم وابن القيم في مبحثين، و أورد آراء كبار مفسري السنة كابن جرير وابن الأثير وابن كثير، كما جعل البدعة أخطر على الدين من كل خطير، بل جعلها من القواعد السبعة التي فصل فيها تفصيلا، وختم الكتاب بطريقة رائعة في وجوب حب آل البيت والصحابة اجمعين بذكاء ومنهجية، سادًّا الباب على كل متأول لكلامه الواضح.

#أيوب_بن_حكيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات