أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبة الله الذهبي - اليوم سيطلبون رأسي وغداً سيمجدون حذائي














المزيد.....

اليوم سيطلبون رأسي وغداً سيمجدون حذائي


هبة الله الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5710 - 2017 / 11 / 26 - 15:29
المحور: المجتمع المدني
    


وراءَ كلِّ عظيم قاتلٌ متسلسل لروحهِ وجسدهِ، بدءَ بقابيل بأسطورةٍ رمزية تبيح سلسلة الجرائم التي سُجلت في تاريخنا الدموي المنير، ومن منظورِ زاويةٍ مجهولة كلُّ عظيمٍ في كلِّ أمةٍ جرت العادة أن يُقتَل تحت قانون الاغتيال السياسي أو الاجتماعي أو الأخلاقي، ثم لا يلبث أن تمضي سنواتٌ قليلة ليُعادَ التمجيدُ بحذائهِ لتُخفى جريمة قتلهِ الكبرى، فلا يحاسب التاريخ القتلة؛ لأن النتيجة الحتمية التي حدثت من تمجيدٍ في نظر التاريخ أقوى، ولا يعلم أحدٌ أن مَنْ طلبَ رأسَ المسيح وغيره، هو نفسهُ مَنْ مجَّدَ حذاءهُ!

لا تقع أصابع الاتهام على أحد، فلا يهم مَنْ شرَّعَ هذه الشريعة، شريعة القتل ثم التمجيد، ما يهمنا كيف تمشي شعوبنا كالخرفان وراء تزييف حقائق القتل والتمجيد؟ وكيف ترضى عقولنا بهذا التشريع والتزييف؟ وليس علينا إلّا أن نسألَ: مَنْ التالي؟

ورفقاً بالشيطان قد خُلق من نارِ السموم، إلا أننا خُلقنا من تراب السموم، آخذين معنا ما أَطفأتُه النار، نارُ الشيطانِ فينا، لنُحلِّقَ في ابتهالاتٍ لا يصلُ صداها للحناجر.

كيف تقاعدَ إبليس عن منصبهِ؟ وأجلسَ آلافَ السياسيين في مناصب تخدمهُ أو قد لا تخدمهُ فعلياً! فهل حقيقةً نحن في خطة الشيطان أم في خطةٍ بشرية متواترة، تأخذُ كلَّ مفكرٍ وعالمٍ إلى قبرهِ دون استثناء؟

غريزة إبليس وغيرته القاتلة على من أحبه وأفنى عمره فيه، ثم شعر بأن أحداً ما أخذ مكانه، جعلته يتحدى كِلا الطرفين بالفشل، لكنه لم يستخدم أدواته؛ لأن أدوات الإنسان واقعية تناسب دنياه أكثر، وإبليس روحانيٌ لا يستطيع تجاوز قدره.

هل هي براءة لإبليس بأنه فشل من قبل أن يبدأ، وأن الإنسان هو المُحاكم الوحيد في قتلِ العظماء؟

نعم، هذا ما يجب أن تزول الغشاوة عنه، فإبليس الصغير القابع فينا، والذي لا يمتلك أي جينة للروحاني إبليس تصله به، هو جينة بشرية من أصل الخلق.

فلا نعزو أي نظرة شاملة لنا إلى أحد، فنحن الخطيئة والغفران في آنٍ واحد، كما القتل والتمجيد في آنٍ واحد.

ماذا ينتظر الجميع؟ تعددت الإجابات، فمنهم المُنظَر ومنهم المُنتظِر ومنهم الناظِر.

حين ننفض الغبار الكوني عنا تظهر حقيقة جميلة؛ أنَّ الإنسان يستطيع أن يبني دنيا معقدة وجميلة جداً تخدم معيشته إن توقف تشريع القتل، فكينونته في الخير قوية إن عرف أنَّ حجم المصيبة ليس كبيراً، وإنما هناك مبادئ لو شرَّعتها الشعوب لتوافقت وازدهرت.

فما حاجتنا إلى سياسيي المرحلة، الذين يعبئون سراويلهم ويورثونها ضعفاً جيلاً بعد جيل؟

نحن نحتاج إلى مفكري الأمم، وأن تُلغى المناصب في تعددياتها، ليكون خوض غمار الواقع المدني للشعوب والبيئات التحتية لها أقوى منها، فمن دون الأنا الذاتية تزدهر الحضارات، ولكن هيهات لهذا الصريخ في ضمائرنا، ولا بدَّ أن نكرِّس الشيطان لكلِّ شيء تُهمةً له، وهو جالسٌ مذعورٌ منا، فنحن نتقن فن اللعبة وتحريك الأحجار والقلوب وتمجيد الأحذية بشتى أنواعها.

فالأرواح لا تبلى وتكاد تتكرر بنفس تجاعيدها في أحذيةٍ مختلفة، ويختلف الرباط في تصنيعه من دولة المنشأ.



#هبة_الله_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من النهايات تعرف البدايات
- لا يوجد شيء جديد تحت الشمس
- كيف انفردت الوحدانية لله الواحد الأحد
- فسحة on line
- طبيب الأرواح
- فتى وفتاة سكايب
- لا يقهر المرأة إلا المرأة
- أخطر أشكال العنف ضد المرأة!
- الرجل سلعة العصر
- السفر بين الأزمان
- امرأة من جينز -Jeans-
- رسائل الغفران
- من هم الذين يبقون في زوايا حياتنا ؟
- حضارة التكنولوجيا والوعي الروحي
- أنثى من خشب
- عذوبة
- كيف تفكر بشكلِ إنسان؟
- بين الأبواب
- بائعات الهوى
- الهرم الذي لم يهبط


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبة الله الذهبي - اليوم سيطلبون رأسي وغداً سيمجدون حذائي