أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جورج حداد - اميركا تتجه لاعادة تحريك الازمة الاوكرانية ضد روسيا















المزيد.....

اميركا تتجه لاعادة تحريك الازمة الاوكرانية ضد روسيا


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5710 - 2017 / 11 / 26 - 10:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إعداد: جورج حداد*

مضت حوالى السنة منذ انتخاب الرئيس الاميركي المثير للجدل دونالد ترامب. وفي البداية سارت المظاهرات وقامت حملة واسعة في اميركا ضد انتخابه. ووضع الكثيرون علامات استفهام: الى أين يمكن لترامب ان يأخذ اميركا؟. ولكن اذا صرفنا النظر عن الحركات الكراكوزية لترامب، فقد جاءت الوقائع لتؤكد ان اميركا تقودها ما يسمى "حكومة عميقة" تقف خلف المؤسسات الدستورية (بما فيها مؤسسة الرئاسة الاميركية) وهي تمثل مراكز القوى الامبريالية ـ اليهودية العليا في اميركا. وهذه "الحكومة العميقة" هي التي ترسم السياسة العامة لاميركا في جميع المجالات. ولم تكن ادارة ترامب شذوذا بل تأكيدا لهذه القاعدة.
وللمثال فإن ترامب جعجع قليلا في بداية عهده ضد داعش والارهاب، لكسب بعض الشعبية ولابتزاز ملوك وشيوخ النفط العرب. ولكن على ارض الواقع فإن اميركا واصلت سياسة افشال التعاون الروسي ـ الاميركي ضد داعش، وسياسة اللعب بورقة داعش والدعم السري والعلني لشتى المنظمات الارهابية، وسياسة "الفوضى البناءة" لتمزيق واخضاع سوريا والعراق ولبنان. و"الحكومة العميقة" الاميركية تتابع هذه السياسة الهدامة حتى الان، بموافقة ترامب او بعدم اخذ رأيه اصلا.
ولكن السياسة الاميركية تلقت صفعة قوية بنتيجة الهزيمة النكراء التي حلت بمشروعها الداعشي في سوريا ولبنان والعراق، على ايدي الجبهة التي تجمع المقاومة الوطنية الاسلامية بقيادة حزب الله في لبنان والجيش العربي السوري والجيش الوطني وقوات الحشد الشعبي في العراق والمتطوعين الثوريين الايرانيين والقوات الجوية الروسية. وامام صلابة هذه الجبهة كانت تركيا قد تراجعت عن سياستها السابقة في الدعم المكشوف للمنظمات الارهابية، وانضمت الى الجهود السلمية، الى جانب روسيا وايران، لحل الازمة في سوريا. وكل ذلك شكل نكسة اضافية للنفوذ الاميركي في الشرق الاوسط.
ولكن بالطبع ان اميركا لن تستسلم بسهولة لان من مصلحتها الإبقاء على اجواء الحرب الباردة الجديدة مع روسيا، لانها تستفيد من هذه الاجواء لاجل جني الارباح من تجارة الاسلحة وخاصة عبر توريد الاسلحة لعملائها و"اصدقائها" المعادين لروسيا.
والان، في حين تنشغل روسيا، بالاشتراك مع ايران وتركيا، في ايجاد حل سلمي للازمة السورية، تنتقل اميركا نحو اعادة تحريك الازمة الاوكرانية بوجه روسيا.
وفي هذا السياق، تقول وسائل الاعلام الاميركية والاوكرانية، فإن اميركا تنوي تقديم منحة لاوكرانيا قيمتها 47 مليون دولار تتمكن بموجبها من شراء اسلحة "دفاعية" اميركية. وكما اذاعت منذ ايام قناة ABC News فإن القرار بهذا الشأن اتخذ في مجلس الامن القومي، وأرسل الى دونالد ترامب للتوقيع عليه. فاذا صادق الرئيس على القرار، فإن الجيش الاوكراني سوف يحصل، الى جانب اسلحة اخرى، على منظومة صواريخ Javelin.
وبهذه المناسبة، صرح وزير الخارجية الاوكراني بافل كليمكين، بالقول: "انني مقتنع انه في المستقبل سوف نحصل على المزيد من الاسلحة الدفاعية والتجهيزات العسكرية. لا استطيع ان احدد تاريخا، ولكننا نعمل لاتمام ذلك". واوضح للصحفيين ان توريدات منظومة صواريخ Javelin هي احدى نقاط التعاون.
ونشرت وسائل الاعلام الاوكرانية انه في عداد لائحة الاسلحة ستكون ايضا اجهزة الرادار للدفاع الجوي، ومعدات الرصد فوق سطح البحر، والمنظومات الخاصة بالالغام، وزوارق حراسة الشواطئ. وعلق وزير الخارجية بافل كليمكين على ما نشرته وسائل الاعلام الاوكرانية بالقول: "نحن نحتاج الى كل هذه التجهيزات وكذلك الى الدعم اللوجستي والخبراء لتدريب مقاتلي القوات المسلحة الاوكرانية".
ومنحة الـ47 مليون دولار ستؤخذ من ميزانية وزارة الدفاع الاميركية. وقد اعلن "مركز الابحاث العسكرية الاوكراني" انه في مطلع شهر تشرين الثاني الجاري وافقت اللجان ذات الصلة في مجلسي الكونغرس الاميركي على (National Defense Authorisation Act) (قانون تفويض الدفاع الوطني) الذي يحدد ميزانية البنتاغون للسنة المالية المقبلة: ويلحظ هذا القانون تخصيص 4،6 مليارات دولار للدفاع عن حلفاء واشنطن الاوروبيين بمواجهة ما يسميه "العدوان الروسي". ويلاحظ هذا "المركز الاوكراني" انه لهذه الغاية سوف يخصص لاوكرانيا 350 مليون دولار، ولكن قبل تطبيق "الاصلاحات" في اوكرانيا فإن هذا المبلغ سوف يخفض الى النصف اي 175 مليون دولار.
ويرى بعض الخبراء ان اميركا تريد ان تعيد اوكرانيا الحوار مع روسيا حول شكل بعثة حفظ السلام الاممية في دونباس. وكما هو معلوم، فإن الولايات المتحدة تؤيد مطالبة كييف بأن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يمكنها الانتشار على كامل أراضي دونباس ومراقبة الحدود مع الفيدرالية الروسية. ولكن رئيس مقاطعة دونيتسك المنفصلة عن اوكرانيا، بافل جيبريفسكي، فقد صرح للقناة 5 الروسية، ان تطبيق هذا الاقتراح يفصل مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك المستقلتين عن الحدود الروسية. واذا اتخذ مثل هذا القرار، فإن روسيا سوف تنشر قواتها النظامية على الحدود، وحينذاك فإن المرتزقة الاوكرانيين سوف يفرون "كالفئران".
وصرح الرئيس بوتين ان روسيا تؤيد نشر مراقبي الامم المتحدة على الحدود بين مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك وبين اوكرانيا، ولكن ليس على الحدود مع روسيا، وان تشارك وحدات روسية في قوة الرقابة الاممية. وهذا يعني ان روسيا ترفض الاقتراحات الاوكرانية. ولهذا من غير المحتمل ان يتبدل الوضع في الدونباس في وقت قريب.
ويشير خبراء "مركز الابحاث العسكرية الاوكراني" ان مهمات بعثة المراقبين الامميين ومستقبل الدونباس تتم مناقشتها في المباحثات الروسية ـ الاميركية. في حين يرى محللون حياديون انه من المستبعد ان تبدأ مثل هذه المحادثات قبل اجراء الانتخابات الرئاسية في روسيا في اذار 2018 القادم. وخلال هذه الفترة ستعمل اميركا على اعادة توتير الاجواء بين اوكرانيا وروسيا لاضعاف استثمار روسيا للنصر الذي حققته في الشرق الاوسط ضد المنظمات الارهابية المدعومة من قبل الولايات المتحدة الاميركية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولى زمن حاملات الطائرات الاميركية
- الازمة الكورية الى أين؟
- الاولويات الحربية للقوات المسلحة الروسية
- زعزعة العلاقات الاميركية التركية
- الصين الشعبية على عتبة قفزة تطور كبرى جديدة
- السعودية على مفترق المصير
- مقدمات زيارة الملك السعودي الى روسيا
- التاريخ الاسود للسعودية قبل زيارة الملك سلمان لموسكو
- الحرب الباردة بين اميركا و...كوريا الشمالية
- الشعب الكوري سوف ينتصر!
- الازمة القطرية تزيد عزلة السعودية
- التجارب الكورية تؤثر سلبا على الدولار واليورو
- السبب الستراتيجي الرئيسي لتغيير الموقف الأميركي في سوريا
- -الصقور- الاميركية تستهدف ضرب وتغيير النظام في ايران
- البيت الابيض يحضّر ازمة شاملة وعميقة ضد الصين
- المشروع العثماني الى السقوط وروسيا تبيع تركيا منظومة S-400
- - العرض- الكوري الشمالي بين اميركا والصين وروسيا
- ادارة ترامب تقرر فرض عقوبات جديدة على روسيا
- الناتو يخشى بشدة تصاعد القوة العسكرية الروسية
- الاقتصاد الحربي الروسي في خدمة شعوب العالم


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جورج حداد - اميركا تتجه لاعادة تحريك الازمة الاوكرانية ضد روسيا