أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - بعيد عن طنين الذباب














المزيد.....

بعيد عن طنين الذباب


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5704 - 2017 / 11 / 20 - 21:47
المحور: المجتمع المدني
    



الى اي زاوية كان علي أن أنظر؟ وأي ملامح أرسمها على وجهي؟ لحظة صوبت نحونا كامرتان لنقالين في آن واحد ونحن جالسين أنا وأصدقائي في مجلس العزاء، أحداهن لمعز اتى معنا وأخرى لصاحب العزاء، كلاهما من المولعين بالظهور الدائم على صفحات التواصل الاجتماعي، الحسينية كانت ممتلئة بالمعزين لحظة التقاط الصور وهم ينظرون الى المصورين بدهشة ، وجوههم حملت ملامح الاستنكار على فعل غير مألوف، أشعرتني بالخجل لكنها لم تثن مصورينا من التنقل بعدة أماكن لتوثيق الحدث العظيم بزوايا مختلفة، مشهد كوميدي منحني شعورا مزيفا للحظات بانني من أصحاب الجلالة والسمو، لم تنته الحكاية بخروجنا، الفصل الاخر بدأ عند المساء، جموع كبيرة من المعلقين تشيد وتمجد بعملنا البطولي والتاريخي الذي أستحق أن نتخذ موقعا بارزا في صفحتي الزميلين، بعد أن قال الاول " ذهبنا لنؤدي واجب العزاء" أما الثاني فيقول" حضر فلان وفلان الى مجلس العزاء" .
وأنا أتابع ، تبادرت الى ذهني صورة "مارك زوكربيرج" مؤسس ( الفيس بوك ) اكبر موقع للتواصل الاجتماعي وهو يشاركني الفرصة التاريخية تلك ، ويفخر أن منجزه العملاق هذا قد ولج للمرة الاولى مجالس العزاء.
لدي ثقة كبيرة أن أكثر من 90% من منشورات الفيس بوك تدور حول مواضيع لا تضيف شيئا مهما قادرا على تنمية العقل، منشورات لأفراد مصابين بداء العظمة يعظمون صغائر الامور (وتعظم في عين الصغير صغارها)، ينشرون تحركاتهم وأعمالهم اليومية بعدد لا يحصى من الصور، ماذا سيضيف لنا معرفة التفاصيل الدقيقة لحياة هؤلاء؟ امر مضحك ومثير للسخرية، بعضهم يحاول رسم صور ذهنية لدى المتابعين لأقناعنهم بورعهم وتقاهم، صورهم في مسجد، أو قرب الكعبة المشرفة، أو أمام أحد المراقد، وآخرون يذهبون لمدى أبعد، يبعثون برسائل صوتية يقول فيها (أحييكم من المكان المقدس الفلاني)، ترى أيّ قيمة تُرتجى من منشورات على هذه الشاكلة، أمام تفكير هؤلاء أقف مشحونا بمئات الاسئلة، منها لماذا يتعمدون خداع الاخرين بادعائهم التمسك بمعتقدات روحية و ويحاولون استثارة عواطف وجدانية ؟ الا يعرف هؤلاء ان الله مطلع على القلوب والرياء يضيع الاجر، على الشباب الواعي المتوقد وقادة الرأي العام ملاحقة هذه الظاهرة، لان ادّعاء التدين من أشخاص بعيدين عن الدين ستنتج حتما طبقة اجتماعية مزيفة، أن علاقة الفرد مع دينه مكانها القلب لا الفيس بوك كما يعتقدون، أما نحن فنبحث عن المعلومة الجديدة النافعة، عن منشور مغذي للعقل مواكب للتطور والحداثة، يسهم في بناء مجتمع طامح متطلع لمستقبل أفضل .
أحيانا أتحدث مع أصدقائي عن هذه الظاهرة الشاذة، أجدهم يذهبون شرقاً وغربا في تفسيراتهم والجواب بسيط : لدى هؤلاء غايات يرغبون في الوصول اليها، أو محاولة منهم لتستر شنيع أفعالهم، والمتابعون ليسوا اغبياء، أستشف هذا من تعليقاتهم الساخرة، أو من عباراتهم التي تحتمل التأويل وذات الدلالات المفتوحة، لكنها ليست مباشرة ولا من القوة التي تضطر السفهاء لرفع خزعبلاتهم. ولو أن الناس كانت أكثر وضوحا وجرأة لما تمادى المتمادون، أذ لا ينبغي الخضوع لهلوسات هؤلاء والتصفيق لهم .
أجمل ما في تطبيق الفيس بوك أمكانية حظر من نشاء، أمر يستحق أن يشكر عليه مارك زوكربيرج وطاقمه الكبير، فعلى كل شخص يغربل صداقاته الفيسبوكية، ويعقد العزم، ويستدعي كل ما يملك من شجاعة وقدرة، وبضغطات بسيطة على أزرار الحاسوب ينقل الطنانين الى مكانهم الطبيعي (سلة النفايات).



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرحمة لبتور والشكر لصديقي السفير
- كتائب المهام الصعبة
- سوق الغزل بين الامس واليوم
- وريث (الملك غازي)
- لأجل العراق ساعدوا المساعد
- متنزه السيبة، المقارنة المبكية
- عبد الرضا بتور العطاء الكبير
- -براء- ومسيرنا الى الوراء
- السلم الجديد خلطة الفرح والحزن
- ما بين البصرة والقصرين
- ما لنا وما علينا
- لأسباب مهمة رفضت ان اكون وزيرا
- موظفون تجوز عليهم الصدقة
- (الدرزن) الاخير والوانه القاتمة
- أحمد عبدالحسين مكي أنموذجا في العطاء
- عين الحسود فيها عود
- الحاج متولي والتدهور الاقتصادي
- مسؤولونا ونظرية حجي شامل
- زنود الست
- لماذا الزمان؟


المزيد.....




- مساعد وزير الخارجية الأسبق: عرقلة منح فلسطين عضوية بالأمم ال ...
- اعتقال أكثر من 100 شخص خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة كو ...
- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - بعيد عن طنين الذباب