أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - أين أخطأ السيد مسعود برزاني















المزيد.....

أين أخطأ السيد مسعود برزاني


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5703 - 2017 / 11 / 19 - 22:28
المحور: القضية الكردية
    


خلال السنتين الماضيتين، جلس بوتين مع نتنياهو تسع مرات، وأجريت بين كل جلسة وأخرى عدة مكالمات هاتفية، وبعضها استمرت أكثر من ساعة، وأخرها في نهاية الشهر الثامن، تلتها عدة مكالمات قبل وبعد عودة بوتين من إيران واجتماع القمة في الأسبوع الماضي بينه وبين أردوغان في مدينة سوتشي على سواحل البحر الأسود، وقد كانت زيارة نتنياهو تلك هي الخامسة لروسيا، ودامت الجلسة قرابة ثلاثة ساعات، استخلصت منها الدبلوماسية الإسرائيلية نتيجة عرضتها بتصريح علني على الشعب، وهي بأنهم، ورغم تفهم روسيا لأمن إسرائيل وعلاقاتهم الطيبة معها، ومع أمريكا، يجب الاعتماد على الذات في الدفاع عن أراضيهم، ضد تهديدات إيران أو ميلشياتها أو أدواتها في المنطقة، وعليها كحكومة ومؤسسات دولة أن تجد الطرق المناسبة لحماية نفسها وشعبها ووطنهم من أي اعتداء محتمل، مباشر أو غير مباشر.
العبرة مما ذكرناه، ورغم أن الجميع على قناعة أن الدول الكبرى لن تفرط بإسرائيل أمام الدول العربية والإسلامية، ومنها إيران، بأن يعتمد الكرد على ذاتهم قدر المستطاع، ويجهزوا نفسهم لأسوء الاحتمالات، إن كانت خيانة أو مؤامرات أو خباثة الأعداء. وهذا ما لم تفعله حكومة الإقليم، ولم تعمل عليه بشكل مناسب، وهو ما أدى إلى انهيال ركام هائل من الانتقادات، من داخلها قبل خارجها.
رغم أن التعامل مع كردستان ضمن استراتيجيات الدول الكبرى في الشرق الأوسط، لكن يصيبهم الإهمال عند أو انعطاف في مصالحهم. ولتفهم هذه الخلفية المتذبذبة علينا أن ندرس علاقاتهم على سويتين:
الأولى، وتندرج ضمن خانة التكتيك، ويخطط لها موظفون من الدرجة الثانية في إدارة البيت البيض، أو الكرملين، وكثيرا ما لا تصل تفاصيلها إلى ترمب أو بوتين. ويرجح كثيرا أن ممثل دونالد ترمب في التحالف الدولي ضد داعش (بريت مكغورك) هو الذي سمح للقوات العراقية والحشد الشيعي بالدخول إلى كركوك، وهو على الأغلب يتحمل مسؤولية مجريات الأحداث في كردستان، وأين وقفت القوى العسكرية، وقضية المناطق المتنازعة عليها، أو لنقل إعادة الكرد إلى حدود 2003م، وما ستتمخض عنه الحوارات القادمة بين بغداد وأربيل.
والثانية، وهي استراتيجية، وتتضارب ما بين الدول الكبرى وترسم على مستويات أعلى من أن يتداركها أو يحللها مستشارو رئاسة الإقليم، ولا حكومة بغداد، وتدرس فيها جيوسياسية المنطقة، ومستقبل الثروات، وتوزيع المصالح. وما تم من على الساحتين الإعلامية والسياسية داخل العراق كانت معظمها لامتصاص نقمة الشارع، أو التغطية على ما خلفته الأروقة الدبلوماسية الاستراتيجية.
مع ذلك لا تبرير لخسارتنا بإدراج المتقاعسين، أو المنخدعين بالوعود، في خانة الخيانة للوطن ولا حتى اتهام تلك الشريحة الانتهازية المختفية تحت غطاء النقد. ففي واقع الانتكاسة الأخطاء أصبحت أكثر من علامة فاضحة، ورغم قناعتنا التامة أن المخطط الاستراتيجي ومنفذوه من موظفي الدرجة الثانية كان سيتم مع أو بدون الخيانة والاستفتاء، وحتى لو سقط فيها العشرات من الشهداء، إلا أن إهمال الأعداد العسكري اللازم للبيشمركة، رغم الوفرة الفائضة المهدورة من العملة الصعبة، من أحد أهم أخطاء قيادة الإقليم، وقد تبين هذا النقص قبل احتلال كركوك، بل أثناء اقتراب داعش من أربيل عام 2014م عندما تقلصت المسافة بكيلومترات قليلة، وكان معهم عتاد أمريكي لأربع فرق عراقية لا أكثر، أمام بيشمركة، يشهد لهم التاريخ بالتضحية والبسالة، وأعدادهم حسبما يذكر قرابة 100 ألف، بدون عتاد، ولولا أمريكا لكنا نعيش اليوم كارثة لا تقل عن كارثتي شنكال وكوباني، ومن حينها أو قبلها كان يتطلب من قيادات الحركة الكردستانية، تشكيل هيئات ومراكز استراتيجية قادرة على دراسة ما يجري خلف الكواليس الدولية، والتعامل معها بالشكل الحضاري.
الناجحون في الحياة، وعلى مر التاريخ، يقيمون الأخطاء حسب العصر الذي حدث فيه، لكننا نحن الكرد عندما ندرسها، نستخلص استنتاجاتنا بمقاييس عصرنا الجاري، ونأخذ العبر على البنية التركيبية الخاطئة وظروف المرحلتين، ولا نتمكن من تأويلها حسب متطلبات العصر، وبالتالي نعيد الأخطاء ذاتها.
واستمراراً لهذا المنهج الخاطئ، تم في أروقة إدارة حكومة الإقليم الكردستاني، ترجيح احتماليات وقوف الدول الكبرى إلى جانبنا في اللحظة الحساسة، ولربما تداولها مستشارو السيد مسعود برزاني، رئيس حكومة الإقليم حينها، بطغيان العاطفة على الحكمة والعقل. ونحن هنا لا ندعي الخبرة بأكثر من قيادة الإقليم، أو لربما هناك قضايا وحوارات سياسية ودبلوماسية تمت وكانت تجري حتى قبل أو بعد الاستفتاء، وقبل احتلال كركوك، لكن نظن بأن استنتاج المستشارين لم تكن على سوية مجريات الأحداث ولا الحوارات السياسية والرسائل أو التنبيهات الدبلوماسية الصادرة أو المرسلة من مؤسسات الدول الكبرى.
فما تم خلال المراحل السابقة للاستفتاء، وليس فقط حول الاستفتاء، من دراسات وتقييم لمواقف الدول الكبرى، أدرجوها ضمن خانة مواقف القوى الإقليمية، وربطوا مستقبل كردستان وعلاقاتها مع سلطة المركز والدول المحتلة لكردستان. كما ولم يدرسوا تقييم الدول الكبرى لكردستان، ووزن الإقليم الكردستاني، السياسي والاقتصادي لديهم، مقابل تأثير ثقل القوى الإقليمية على مصالهم، بل انجروا في معظم الحالات أمام الأوهام، والآمال، وتبينت بأن معظمها كانت خاطئة، وبالتالي نتجت عنها الانتكاسة الجارية.
الاستفتاء لم يكن خطأً، وقراءة السيد مسعود برزاني لم تكن خاطئة لمواقف إيران وتركيا وسلطة بغداد المركزية، فمواقفهم معروفة لأبسط الناس، والشارع الكردي يتحدث ليلاً ونهاراً عن جدلية أصبحت أكثر من معروفة، وهي أن الأعداء يتركون جل صراعاتهم عند حضور القضية الكردستانية، ولا يعقل أن لا يفقه السيد مسعود برزاني ولا مستشاروه هذه المعادلة الواضحة، والمعروفة عبر التاريخ، لكن ما يمكن إدراجه ضمن خانة الخطأ الاستراتيجي والأبعد من التكتيكي، هو عدم معرفتهم أو إتقانهم اللغة الدبلوماسية للدول الكبرى، وبشكل خاص الدبلوماسية الأمريكية، والمتضمنة وبشكل مختصر تحذيرات بسيطة وهادئة، ولم يدركوا بأن ما تم تبليغهم به كانت على مقاس الإقليم الفيدرالي، وحكومته، وثقلهما في معادلات الشرق الأوسط، وتناسوا أن الإقليم في القوانين الدولية وحسب الدستور لا تزال تابعة للعراق الاتحادية.
كما لم يقرأ مستشارو الرئيس ما وراء سطور الرسائل المختصرة وأسباب بساطتها، ولم يقيموها على حجم المنبع الذي خرج منه ووزنهم كمتلقي، بل وقفوا على عباراتها، وقارنوها برسائل الدول الإقليمية، ولم ينتبهوا أن خطابات الدول الكبرى وسطوتها، ونبرتها تشتد وتلين على قدر وثقل المخاطب، وكردستان في عرفهم وحسب تقييمات إدارة وزارة الخارجية الأمريكية وفي البيت الأبيض لا تزال الحلقة الأضعف من الحلقات المتعاملة معها في الشرق الأوسط، من الناحيتين السياسية والاقتصادية، والاستثناء العسكري هي مرحلية وليست استراتيجية، فحتى هذه المقارنة هزيلة بما تملكه الدول المحتلة لكردستان، وخير مثال ما كانت تحصل عليه حكومة بغداد على مدى السنوات الماضية من دعم سياسي وأسلحة، رغم ما أعطاه المالكي لداعش ( والتي ربما كان بأمر غير مباشر من أمريكا، مثلما قدمت لهم روسيا سلاح مشابه عن طريق سلطة بشار الأسد، عندما تخلوا لهم عن سلاح اللواء 93 المدرع وفوج الميلبية، وقاعدتي تدمر ودير الزور ولمرتين، والمرة الأخيرة كانت لروسيا، وغيرها).
لا شك، لو لم تميل أمريكا بمواقفها، ويتلاعب موظفيها المسؤولين عن المنطقة، حسب تكتيكاتهم وتحليلاتهم الساذجة في كثيره، وتقوم بدعم القوى التي تدرجها كأعداء لها، سياسياً ودبلوماسيا، وعسكرياً، لما اندرجت عملية الاستفتاء وموقف السيد مسعود برزاني ضمن خانة الخطأ. ولدعم موقفهم الخاطئ أمام الكونغرس والإعلام الأمريكي، وصفوا الحدث التاريخي(الاستفتاء) بالخطأ الأكبر، ولو لم تكن تقييمات الدول الكبرى للكرد متأرجحة حسب مصالحها الاقتصادية، والتي لم تدرسها حكومة الإقليم بشكل عقلاني، لكان اليوم الاستفتاء مدرجة ضمن خانة الصفحات التي غيرت مجرى التاريخ في الشرق الأوسط، ولأدت إلى تغيير الخريطة الجيوسياسية في المنطقة، ولوصف السيد مسعود برزاني بالقائد الصارم والوطني، وليس المخطئ.
وعلينا وعلى موظفي الإدارة الأمريكية أن يعلموا أن السيد مسعود برزاني لم يقلل من المخاطر المتوقعة من قبل الدول الإقليمية، عند عدم تراجعه أو تأجيله للعملية، لكنهم هولوا من أخطارهم، وقدموا تقارير ستتببين مستقبلا خطأها لإدارة البيت الأبيض، وهو ما عبر عنه بعض أعضاء مجلس الشيوخ، والمتوقعة بأنها لم تبلغ إلى طاولة ترمب. ولا يستبعد احتمالية أنهم تخوفوا، من تفاقم الأوضاع بين أمريكا وبين إيران والتي تقف ورائها روسيا. ومن ابتعاد تركيا أكثر فيما لو وقفوا مع الكرد. وهنا ثانية نكون أمام بساطة دراسة مستشاري السيد رئيس مسعود برزاني لهذه المعادلة، علما أن تكتيكا قيما قامت به حكومة الإقليم في المجال العسكري، عندما تراجعوا عن شنكال بعد احتلال كركوك، وكانت رسالة غير مباشرة لخيانة تركيا للإقليم، وأظهرت مفعولها، وجمحت من التدخل التركي في المؤامرة، وعلى أثرها اتفقت مع إيران بإصدار تصريح بدون فعل، قيل فيه بأنهم اتفقوا مع إيران على ضرب مواقع ال ب ك ك، وذلك كرد فعل على معارضة الإقليم لقصفهم جبال قنديل، مع ذلك مثل هذه النجاحات لا تغير من المعادلات الدولية.
والمطلوب الأن من الحركة الكردستانية، تخفيف نتائج النكسة على المجتمع، بأن نتدبرها وندرسها، بمنطق يتلاءم والعصر، وبعيدا عن المنهج الكلاسيكي الماضي، والبحث في خلافاتنا بعيدا عن منطق التخوين، وعلينا أن نجد أساليب لنمنعهم من الهيمنة على الشارع الكردستاني، والأهم إعادة تركيبة الأحزاب، ونأمل منهم إما الاعتزال حتى ولو حدث فراغ في الواقع السياسي الكردستاني، أو تحريرها من هيمنة مربعات القوى الإقليمية، وهو أفضل لتنقية المستنقع السياسي الجاري والذي أدى إلى النكسة وزيادة احتمالية تأجيل مستقبل هذه الأمة ربما إلى عقود أخرى.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكردي بين الخيانة والوطنية
- كردستان بين السذاجة والمصالح
- ماذا قال بوتين للخامنئي حول كردستان
- كردستان والعراق الاتحادية
- هل جنوب كردستان صفقة أمريكية إيرانية
- العراق المحكوم شيعياً
- قراءة في تصريح وزير خارجية أمريكا
- لا تيأسي يا كردستان
- القضية السورية والاستفتاء الكردستاني
- كردستان بين العرض والطلب
- القيامة بعد الاستفتاء
- كردنو قضيتنا واحدة فلما نختلف
- لنتحرر من رواسبنا
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الخامس و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الرابع و ...
- كردستان القادمة عامل لتحضر المنطقة
- كرهاً بالكرد
- إشكاليات مرسوم ضريبة الدخل الصادر عن الإدارة الذاتية الكردية ...
- إشكاليات مرسوم ضريبة الدخل الصادر عن الإدارة الذاتية الكردية ...
- أمريكا لن تغادر جنوب غربي كردستان قريبا


المزيد.....




- -فيتو-أمريكي ضد الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة بالأم ...
- فيتو أمريكي يفشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأ ...
- فشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ...
- فيتو أمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- الرئاسة الفلسطينية تدين استخدام واشنطن -الفيتو- لمنع حصول فل ...
- فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- فيتو أميركي ضدّ عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- الجيش الإسرائيلي يوضح لـCNN سبب الغارة على مخيم المغازي للاج ...
- نتنياهو يخشى إصدار مذكرات اعتقال بحقه ويطلب المساعدة من بريط ...
- قناة عبرية: نتنياهو يخشى إصدار مذكرات اعتقال بحقه ويطلب المس ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - أين أخطأ السيد مسعود برزاني