أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسين الرواني - آدم سميث: ثروة الأمم بعمالها














المزيد.....

آدم سميث: ثروة الأمم بعمالها


حسين الرواني

الحوار المتمدن-العدد: 5702 - 2017 / 11 / 18 - 22:54
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


إن كان الناقمون على الرأسمالية، انطلقوا في انتقادها من افكارها، وخصوصا التأسيسية على يد آدم سميث، فقراءة كتابه ثروة الامم ستجبرهم على تغيير سببهم.
في الفصول الاولى لهذا الكتاب، وحتى الفصل الثامن، ستظن ان سميث يعتقد بأن ثروة الامم هو بما تمتلكه من نقود ومعادن نفيسة، لكن اذا واصلت القراءة حتى الفصل الثامن الذي عنوانه "في اجور العمل"، فستتعجب من شدة الانتقاد الذي يوجهه هذا الاقتصادي إلى تكدس الثروات بيد ارباب العمل والحكومات، بما يساعدهم في ممارسة الجور والتعسف بحق الشغيلة، وتدني اسعار العمل، او بلغة اليوم، اجور العاملين.
يضرب المؤلف في هذا الفصل، أمثلة مؤلمة في عصره، عن دول كان مئات الآلاف من العمال يموتون فيها سنويا بسبب المجاعات، كما في حال البنغال وبعض المستعمرات الانكليزية في الهند الشرقية (ص 107).
ويورد سميث مثالا بشعا آخر على ما تفعله تحالفات الجشع المالي، والمثال هو عن مقاطعة كانتون في الصين، التي كانت تشهد في عصره، وضعا مزريا للحرفبين، حتى انهم كانوا يحملون عدد عملهم ويتجولون في الشوارع عارضين خدماتهم بطريقة مذلة فيها شبه بالتسول. بل الاشد مرارة من هذا هو ان بعض العائلات في هذه المدينة كانت تقضي اوقاتا طويلة في قوارب صيد على الانهر، تعتاش من مخلفات السفن التجارية التي ترمي بنفاياتها الغذائية، وإن لم تجد، فإنها كانت تأكل الجيف من الجثث الادمية المتعفنة المرمية في البحر.
والاسر الصينية التي كان عدد افرادها كبيرا، لم تكن تتورع عن التخلص من بعض اطفالها في مواسم المجاعات، بإغراقهم في البحر، حتى ان قتلهم كان مهنة لقتلة مأجورين، الجأتهم العطالة هم الاخرين، الى الاعتياش من ارسال الاطفال الى الموت المبكر بطريقة الوأد البحري.
هذا الجانب السوداوي من الصورة التي يرسمها لنا سميث، هو النصف الاول، اما النصف الثاني فهو الحالة المضادة، وهي ارتفاع الطلب على القوة العاملة بما يوفر لهم فرصة لتحسين عيشهم وإعالة اطفالهم، وزيادة القدرة الشرائية للعملة وانخفاض اسعار المواد الغذائية، كما كان حاصلا في انكلترا وشمال اميركا وولاية نيويورك.
ويفصل سميث في هذه الصورة الايجابية فيقول انه حتى المرأة الارملة التي لديها خمسة اولاد، والتي من المفترض ان حظها من الزواج غير وفير، كانت تتلقى عدة طلبات للزواج من قبل طبقة العمال، في مؤشر على مستوى جيد من الدخل الكافي لتوفير اسباب الرفاهية الاجتماعية وتوسيع الاسر وفتح بيوت ثانية.
لا يتوقف سميث عند هذا الحد، بل إنه نزل في تحليل إلى اعمق، حيث قارن بين ارتفاع اجور العمال في الصيف والشتاء، بسبب تكاليف الوقود في مواسم البرد، ويستخلص من هذا ان انخفاض تكاليف معيشة العامل في الصيف ترفع في الحقيقة من دخله الحقيقي، وارتفاعها نفقات الوقود في الشتاء يخفض من الدخل، لكن سميث لا يسوق هذا التحليل كواقع طبيعي، بل إنه يعتبره شذوذا وعدم عدالة في نظام الاجور.
من هذا نتأكد ان سميث لو ظهر للحياة حاليا، لقال لمناوئيه، ومعادي الرأسمالية السميثية: هل قرأتم الفصل الثامن ؟



#حسين_الرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار في نهاية الطريق
- ما مقدار تخلفنا الاقتصادي ؟
- الايات الاباحية
- العراق .. قضيب العرب
- ما غاب عن العازفين
- انتميلكم
- زعلة خير من تطفل
- 3 تحالفات في 3 عقود
- من المفكرين.. إلى الأرواح المسلحة
- لا ندم لبوش.. ولا قلق لأوباما
- بالتجاور 3
- ما يفعله البهاضمة يتكرر 7
- بالتجاور 2
- البناء المعماري والصوت في قاعات الموسيقى
- محنة الموسيقى الشرقية
- فؤاد زكريا.. وتجريد الموسيقى عن التأويل
- قواعد التدوين الموسيقي ببرنامج انكور
- بالتجاور
- الفن تحت عقلانية الفلسفة كروتشه نموذجا
- قذر الذات العراقية والرابسودي


المزيد.....




- حرب غزة تصرف صندوق بيزوس عن استثمار 30 مليون دولار في إسرائي ...
- وزير المالية الأوكراني يعترف بوجود صعوبات كبيرة في ميزانية ا ...
- تباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي وارتفاع معدلات التضخم بالربع الأ ...
- انخفاض أسعار مواد البناء اليوم الخميس 25 أبريل 2024 في الأسو ...
- نمو الاقتصاد الأمريكي 1.6% في الربع الأول من العام
- بوتين: الاقتصاد الروسي يعزز تطوره إيجابيا رغم التحديات غير ا ...
- الخزانة الأمريكية تهدد بفرض عقوبات على البنوك الصينية بزعم ت ...
- تقرير: -الاستثمارات العامة السعودي- يدير أصولا بنحو 750 مليا ...
- البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن ا ...
- معضلة الديون في فرنسا.. وكالات التصنيف قلقة ونظرتها سلبية


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسين الرواني - آدم سميث: ثروة الأمم بعمالها