أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عامر هشام الصفّار - بمناسبة ذكرى تأسيسها التسعين.. كلية طب بغداد.. مقاربة تاريخية














المزيد.....

بمناسبة ذكرى تأسيسها التسعين.. كلية طب بغداد.. مقاربة تاريخية


عامر هشام الصفّار

الحوار المتمدن-العدد: 5702 - 2017 / 11 / 18 - 16:18
المحور: الطب , والعلوم
    


تمر علينا هذه الأيام ذكرى مرور 90 عاما على تأسيس كلية الطب بجامعة بغداد، تلك الكلية العريقة والتي أنشأت لبنتها الأولى عام 1927 كأستجابة لمتطلبات بناء الدولة العراقية والحفاظ على مستوى صحي جيد لأبناء المجتمع.. وأذا كان الفقر والمرض والجهل هو الثالوث الذي ينخر في جسم المجتمع فلابد للسلطات المسؤولة من أن تضع الخطط اللازمة للتخلص من تداعيات عوامل التقهقر هذه والتي ظلت تنخر في جسم الوطن لسنين طوال. وقد جاءت الفرصة لتأسيس أول كلية للطب في العراق من خلال تواجد الطبيب الألمعي البريطاني الأسكتلندي هاري جابمن سندرسن (والذي اطلق عليه لاحقا لقب سندرسن باشا) في العراق حيث كان أحد الأطباء العسكريين الذين ألتحقوا بالخدمة العسكرية في البحرية البريطانية المشاركة في عمليات الحرب العالمية الأولى (1914-1918).. فما كان من الدكتور سندرسن الاّ أن يحل به المقام في ميناء البصرة العراقي حيث عمل طبيبا بعد ذلك في مدن الجنوب العراقي ومنها مدينة الحلة حيث تعلّم هناك اللغة العربية وصار مهتما بالحالات الطبية الألتهابية الخاصة والتي كان العراق موطنا لها، ومنها مثلا مرض الأنكلستوما والديدان المعوية.. وقد أدرك الطبيب هاري سندرسن وهو الذي تخرج من جامعة أدنبرة الأسكتلندية أن الحل الأمثل لتحسين الحال الصحي في العراق هو العمل على تأهيل الكفاءة الطبية العراقية محليا وعدم الأقتصار على أطباء أجانب أو عدد محدود من أطباء عراقيين متخرجين من أسطنبول التركية.. وهكذا تمكن الرجل من أقناع الساسة العراقيين وقتذاك ومن أستحصال موافقة الملك فيصل الأول على ضرورة تأسيس كلية للطب في بغداد يكون لها ضوابط للقبول صارمة كما هو نظامها الدراسي ونظام أمتحاناتها.. وقد تأثر الدكتور سندرسن بنظام الدراسة الطبية في جامعته التي درس فيها وهي جامعة ادنبرة فأقتبس برنامجها الدراسي المتميز وطبق العديد من تفاصيله على الدراسة الطبية في كلية طب بغداد.. ولم يكن قرار تأسيس كلية الطب سهلا بالنسبة للسياسي العراقي وقتذاك، فكلفة المشروع لم تكن قليلة، كما ان المؤهلين للتدريس في مثل هذه الكلية لم يكونوا ضمن المتاح. وتقول وقائع تاريخ الكلية أن الدكتور حنا خياط (والذي أصبح عميدا للكلية الطبية بعد ذلك في عام 1934) قد علم عام 1926 بأن قرارا ملكيا قد اتخذ بتأسيس الكلية فأتصل بالدكتور سندرسن ليبلغه بقرار تعيينه أول عميد لمجلس هذه الكلية الناشئة. وقد أختيرت للكلية قطعة أرض قريبة للمستشفى الملكي في بغداد مما كان تابعا لمديرية الأوقاف العامة حيث تم التخطيط للبناء والتنفيذ.. وفي بداية الأمر أستعملت الكلية الردهتين العاشرة والحادية عشرة من المستشفى الملكي المشار أليه ليكون ذلك المكان المؤقت للكلية، حيث تم قبول ما يقرب من عشرين طالبا فيها حينذاك ليبدا الدوام الرسمي في كلية طب بغداد في الثاني من شهر تشرين ثاني (نوفمبر) عام 1927. ومما يذكر أن جزءا من البناية الحالية للكلية أنما هو نفسه ما تم أنجازه عام 1930 حيث أكتمل بناء الكلية الطبية بأقسامها وفروعها وقاعات محاضراتها ومختبراتها وغرف أساتذتها ومجلسها.. وقد تم أفتتاح الكلية ببنايتها الجديدة عام 1930 برعاية ملكية من قبل ملك العراق حينها فيصل الأول وبحضور رئيس الوزراء عبد المحسن السعدون وعدد من وزراء العراق في ذاك الزمن مع المندوب البريطاني الذي وصل بمعية الدكتور سندرسن أول عميد لكلية الطب.
وقد سعت العمادة وقتها لأختيار الهيئة التدريسية في الكلية فكان ذلك من الأطباء العراقيين أصحاب المهارة والكفاءة في الطب وعلومه، أضافة الى عدد من الأطباء الأساتذة البريطانيين وخاصة من ادنبرة عاصمة أسكتلندا. ومن المعروف أن المسوؤلين في النظام التعليمي الطبي في أسكتلندا أنما كانوا يشجعون على أنشاء الكليات الطبية والمراكز الصحية في دول العالم النامية، فهناك بعض الأمثلة على ذلك مما سمعنا عنه من جهود في هذا المجال في بعض الدول الأفريقية.
وبخصوص الكتب واللوازم الدراسية في كلية طب بغداد فقد تم أستيرادها من الخارج حينها كما تم وضع أسس القبول وأسس التعليمات الأمتحانية والترقيات العلمية. وقد أعتمد الدكتور سندرسن باشا على نفسه في التدريس أيضا فكان له أن يدرّس مادة علم وظائف الأعضاء (الفيزيولوجي) لطلاب المرحلة الثانية في الكلية. ولم يقتصر الرجل على تدريس مادة علم وظائف الأعضاء وهي من مواد العلوم الأساسية في التعليم الطبي، ولكنه درّس أيضا الطب الباطني فكان أستاذ طب الباطنية في الكلية ورئيسا للوحدة الباطنية الأولى في المستشفى الملكي وحتى عام 1946 حيث غادر العراق.
لقد خرّجت كلية الطب بجامعة بغداد آلافا من الأطباء العراقيين والعرب والذين سعوا وما زالوا لتقديم الأفضل من خدمات الطب والصحة للمجتمع والأنسانية... كما أن في العراق اليوم العديد من كليات الطب والتي توزعت على محافظات الوطن والتي أقتبست جميعها خير الدروس من مسيرة الكلية الأم، كلية الطب بجامعة بغداد.



#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الندوة العلمية للأطباء العراقيين في بريطانيا
- الزنجيلي.. قصص قصيرة جداً
- الفقمة: قصص قصيرة جداً
- رمضانيات.. قصص قصيرة جدا
- الدرون: قصص قصيرة جداً
- نساء عظيمات في تاريخ وادي الرافدين:
- هايكو موصلي
- أخيتي في الموصل
- الخاسر... قصص قصيرة جدا
- أمرأة من لؤلؤ.. وقصص أخرى
- أنفلات أمني
- قراءة في مجموعة - صخب الروح- للقاص عامر هشام الصفّار
- قراءة في كتاب -معنى حياتي- للدكتور منذر الشاوي
- أقاصيص من أعياد الميلاد
- الدكتور زهير البحراني وكتابه - الخبرة الجراحية في العراق خلا ...
- الموسيقار والقنبلة
- نشأة قسم -علم الأمراض- في كلية طب بغداد
- رواية -صخرة هيلدا- وحوارات زمن القدّاح والعوسج
- القاص والمدينة في -عمَّ تبحث في مراكش-
- فيلم 2015


المزيد.....




- مسؤول: عودة مطار دبي لحركته الطبيعية خلال أقل من 24 ساعة
- رياح الخماسين.. نصائح لتفادى تأثير الأتربة على العين عند ال ...
- 5 فواكه منخفضة السكر تعزز عملية التمثيل الغذائى والهضم
- باحثون يحذرون من الأخطار المرتبطة بـ-التكنولوجيا العصبية-
- من إحدى مركبات مكافحة الشغب.. رش مسؤولين إيرانيين بالمياه في ...
- مع اقتراب الصيف.. أطعمة غنية بفيتامين C تفوق البرتقال
- -جيش- من صراصير السايبورغ في الصحراء للتدرب على مهام الإنقاذ ...
- سامسونغ تعلن عن بطاقات ذاكرة تعمل بسرعات عالية
- مغردون يتفاعلون بعد فصل -غوغل- موظفين رفضوا مشروع تعاون مع إ ...
- غوغل تفصل 28 موظفا احتجوا على تعاونها مع إسرائيل


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عامر هشام الصفّار - بمناسبة ذكرى تأسيسها التسعين.. كلية طب بغداد.. مقاربة تاريخية