أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - التوتر بين العراق وعبد الناصر في سنة 1960 ح 4















المزيد.....

التوتر بين العراق وعبد الناصر في سنة 1960 ح 4


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5701 - 2017 / 11 / 17 - 14:03
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كانت العلاقات السياسية بين العراق وبين الجمهورية العربية المتحدة في الأشهر الأربعة الأولى من سنة 1960 قد تأزمت كثيرًا ومرت بفترة شدّ كبير، فتم في ك2 اتهام سلطات العربية المتحدة في محكمة الشعب في بغداد بعلاقتها المباشرة في المحاولة التي تمت في بغداد لاغتيال عبدالكريم قاسم في شهر ت 1 من العام الماضي 1959. وانفلتت خلال هذه الفترة أصوات الشتائم والمسبات في وسائل الاعلام العراقية ضد ج .ع . م (مصر وسوريا) وتمت الدعوة فيها الى تحرير سوريا من سيطرة عبد الناصر، وعبّر العراق في شباط عن معارضته الشديدة للقاهرة على أن تبقى مقرًا ومكانا لمجلس جامعة الدول العربية، وقاطع جلساتها.
فمن 26 ك 1 1959 لغاية 30 ك2 1960 تم التحقيق في محكمة الشعب في بغداد، مع مجموعة تنتمي الى حزب البعث العربي الاشتراكي متهمة بمحاولة اغتيال قاسم، وأظهرت الأدلة بضلوع السرّاج رئيس المجلس التنفيذي السوري ودائرة المخابرات السورية في التخطيط والتمويل للمحاولة وبالقيام بتجهيز الأسلحة اللازمة للمجموعة التنفيذية لمحاولة الاغتيال. وكان قرار المحكمة مؤرخًا في 25 شباط.

حملة الشتائم المتبادلة
فانطلقت حينها الحملة الاعلامية النارية موجهة نيرانها على جمال عبد الناصر من قبل العقيد المهداوي رئيس محكمة الشعب، بينما خارج المحكمة كانت حملة اعلامية من أجل تحرير سوريا من السيطرة والنير المسلط عليها من المصريين، اضافة الى قضية أخرى في الاعلام العراقي ضد عبد الناصر وهي القضية الفلسطينية، حيث تناولت وأشادت وسائل اعلام العراق بدعوة قاسم بتاسيس دولة (جمهورية) فلسطينية، ضد نظام عبد الناصر والجمهورية العربية المتحدة التي يدينها الاعلام العراقي معتبرا مصر عبد الناصر محتلة لجزء من فلسطين المتمثل باحتلاله لغزة.
بينما المهداوي ففي كلماته وخطاباته النارية ضد عبد الناصر، كان يستخدم كلمات وألفاظ ضد ناصر بوصفه بالخنزير، المجنون، المعتوه، الأجرب، المنبوذ، القذر، ابن ممفيس القذر المجنون، التابع الأمين للبريطانيين والفرنسيين، الخائن، المتآمر، الوغد، عميل الشيوعية، جمال السفاح (مستدعيا لقبا اطلق على جمال باشا العثماني الذي قام بذبائح في الحرب العظمى. (بي بي سي 19 ك1 من 19595 ـ 28 اذار 1960، المبدأ 26 شباط).
كما لا يمكن أن تنسى التغطية الكاملة لشتائم المهداوي التي كانت تبث وقائع محكمة الشعب، ففي 9 ك2 ومن راديو بغداد تم اطلاق وعد للشعوب العربية بأنه سيأتي اليوم الذي سيتعاون العرب من أجل التخلص من ميكروب القاهرة (بي بي سي 11 ك2).
بينما الزعيم عبدالكريم قاسم لم يذكر جمال عبد الناصر بالاسم ونادرًا ما ذكر بالاسم "الجمهورية العربية المتحدة" في خطاباته خلال هذه الفترة الحرجة من تاريخ قاسم والعراق، لكنه كان يستخدم عبارات مثل : الطامعون، أو اولئك أصحاب الطموحات الشريرة، أو اولئك معطلو الصف العربي الذين يزرعون الخلافات بين ابناء شعب العراق المسالم. كما استخدم قاسم عبارات مثل : دعاة الزور أو محامو الزور، دعاة التفرقة، مسيلمة الكذاب (الزمان 3،7، 22 ك2 ، 6 شباط 1960).
وفي احدى خطاباته يقول قاسم بأن الدول العربية تعرف من يقسّم الصف العربي ويتهم الآخرين بالردة والخيانة... يدعي العروبة وهو بعيد منها..عانت الدول العربية الشقيقة كثيرًا من هؤلاء الحكام المنشقين المنغمسين في أثمهم..انهم لا يواجَهون بما يكفي من مقاومة ليعيدونهم الى وعيهم والى الصف … والآن يحاولون الضرب على صخرة العراق، لكنهم سوف يتحطمون بصخرة العراق انشاء الله (الزمان 5 حزيران). كما دعا قاسم في عدة مناسبات الى ترسيخ الجمهورية السورية الخالدة ووعد بدعم العراق في هذا الخصوص. ويؤكد قاسم على فكرةِ أنّه مع تحرر العراق فان فكرة الهلال الخصيب يجب أن تصبح خطة وطنية، في الوقت الذي كانت في الماضي وسيلة بيد الامبريالية (الزمان 7ـ 13 ك1 1959).
وبمناسبة عيد الجيش العراقي في 6 ك2 تحدث قاسم حول تحرير سوريا بالقول بأنه في اللحظة التي ستتحرر فيها جارتنا الشقيقة سوريا وتتمتع بسيادتها، سوف لن يكون أي عائق في توثيق وتقوية روابطنا معها على أسس الأخوة والمنافع المتبادلة، وسوف نقدم مصالح سوريا على مصالحنا، كما ذكر بأن الظلم الاستبدادي في سوريا لم يتم ايقافه عند حدوده، لكن العراق لا يمكنه أن يقف ويضع يديه على خده أمام الظلم الذي يقع على الشعب السوري، لأنهم اخوتنا وابناء عمومتنا. (الزمان 7 ك2).
وتم انتاج برنامج باسم"صوت الجمهورية العربية المتحدة" يتم بثه من راديو بغداد في ك1 1959. وتم دعوة الشعب السوري في هذا البرنامج (مثلما كان تتم الدعوة ذاتها من قبل الصحافة والاعلام الوطني العرقي) ليحرروا أنفسهم من "الوحدة الزائفة" مع مصر ولاستعادة حريتهم واعادة علاقاتهم مع الوطنيين العرب، وكان يتم اطلاق تسميات على سوريا في هذه الدعوات : سوريا الحرة الخالدة، جمهورية سوريا الخالدة، رائدة القومية العربية، مستعمرة عبد الناصر.
كان يتم بث أخبار سرية من سوريا تفضح استبداد الرئيس عبد الناصر، موضحة عدم القناعة العامة، التدهور الاقتصادي، اعتداءات الشرطة على الطلاب في سوريا، انتشار الهيجان وازدياد عدد المظاهرات المطالبة بالحرية وتحرير سوريا من عبد الناصر (بي بي سي ، والصحف العراقي، ك1 59 ـ شباط 60).
من الجانب الآخر لم تبخل وسائل اعلام عبد الناصر في مواجهاتها واتهاماتها للنظام العراقي، متهمة نظام قاسم بالانحراف عن مباديء وأهداف ثورة تموز، ومحاولة قاسم في تدمير التضامن العربي. كما وصفت دعوة قاسم بتأسيس جمهورية فلسطين على أنه دعاية فارغة. ومن المواضيع الأخرى في الاعلام والخطاب الرسمي المصري: النظام (نظام قاسم) الارهابي في العراق، الاقتصاد العراقي المتدهور، عدم قناعة الشعب، الصراع بين القوميين والشيوعيين... (بي بي سي ، وسائل الاعلام في ك 2 ـ آذار).
وقام المصريون بالبدء بثلاث برامج اذاعية موجهة في برامجها ضد نظام الحكم في العراق : "زاوية العراق"، "ماذا يوجد داخل العراق ؟ " و "زاوية العراق الحر من دمشق".
وتم انشاء محطة اذاعية سرية باسم "راديو جمهورية العراق الحر". وبحسب المصادر العراقية فان موقع الاذاعة السري هو في سوريا (الزمان 12 آذار) وتذيع برامجها يوميا. أغلب المعلقين في هذه البرامج والاذاعات السرية وكذلك في اذاعة "صوت العرب " من القاهرة كانوا من المشتركين في هذه الحملة.
وكانوا يحثون العراقيين على القتال ضد "النظام الأحمر" نظام قاسم الموالي للشيوعية وحلفاءه. وكانوا يقومون بتذكير العراقيين باستمرار بمذابح الموصل وكركوك وبغداد المقترفة من قبل الشيوعيين "المسيطرين على قاسم". وكانت البرامج تصف قاسم بصفات منها : الخائن ، العميل المأجور، القاتل، العميل الأحمر، الأحمق، "عدو الله"، الكافر، قاسم العراق ـ الذي قسمه، وكان عبد الناصر قد وصفه لعدة مرات بـ "قاسم العراق" بمعنى مقسّمُه، بينما كانوا يصفون المهداوي بالمهرج ، القرصان، الكلب الملسوع (بي بي سي ، الصحف والاعلام المصري (ك2ـ اذار 60).

عبد الناصر : عبدالكريم قاسم هو خليفة نوري السعيد
في 16 شباط في خطاب لعبدالناصر في دير الزور (سوريا) يقول بأن قائد العراق حرف مسار الثورة وجعل من نفسه خليفة (وريثًا) لنوري السعيد … سقط القادة العراقيين بتأثير ونفوذ الشيوعية والامبريالية وأصبحوا اضحوكة ووقفوا الى جانب أعداء الامة العربية (الاهرام،17 شباط).
وردُا على وعد قاسم لمساعدة السوريين ضد الاستبداد الذي يتعرضون له، يقول عبد الناصر منتفخا وبغرور، أنا سوف لن أقول بأننا سنحرّر العراقيين، لأنهم قادرون على تحرير أنفسهم مثلما فعلوا في الماضي. إن راديو بغداد وقادة بغداد أعلنوا حربًا ضد الشعب العربي، وضد الجمهورية العربية المتحدة ... لكن كل هذا سوف لن يؤثر في الشعب العربي في العراق.. انه يقاوم ضد هذا الارتداد والانحراف ...(الاهرام 17 شباط).
أما بخصوص اعلان جمهورية فلسطين، فيتهم عبد الناصر في هذا الخطاب الزعيم قاسم معتبرًا موقفه موقفا زائفا من الموضوع الفلسطيني، فهو يريد أن يغطي على اندحاره الشعبي باستخدام القضية الفلسطينية، مضيفًا لو كان قاسم يريد تحرير فلسطين .. أنا أدعوه حالا لارسال الجيش العراقي الى جمهوريتنا ليقف جنبا الى جنب مع قوات جمهوريتنا المتحدة .
علما بأنه قد امتنع العراق من حضور اجتماع في شباط لوزراء خارجية الدول العربية في القاهرة لأن القاهرة بحسب بغداد ليست المكان الملائم للقاء، والعراق يتعرض لهجوم غير عادل من قبل الجمهورية العربية المتحدة (الزمان 11 شباط) الأمر الذي رآه عبدالناصر بانه محاولة من العراق لتخريب التضامن العربي.

امتعاض حكومة قاسم من الحكومة الهندية
في موقف لافت للنظر يقوم رئيس البرلمان الهندي خلال زيارة جمال عبد الناصر باستباقة سخيفة لمستقبل العرب، أثارت الحكومة العراقية التي قام سفيرها في نيودلهي باحتجاج على ما جاء على لسان رئيس البرلمان الهندي خلال زيارة عبد الناصر، باعتباره لعبد الناصر الرئيس المحتمل لكافة الدول العربية (الزمان 3 نيسان).

هروب طيار عراقي بطائرته الى سوريا
في الرابع من نيسان 1960 هرب الطيار العراقي، الملازم أول طيار عبود سالم حسن بطائرته المقاتلة hawker ـ hunter الى سوريا حيث طلب لجوءًا سياسيًا (الاهرام 5 نيسان) ووصفته الاهرام كواحد من الضباط الأحرار في العراق الذي لم يتمن من تحمّل خيانة القادة العراقيين ومن سيطرة الشيوعيين في العراق العربي (أهرام 6 نيسان). في الحين الذي كان مرور خبر هروب الطيار في محطة اذاعة الجمهورية العربية المتحدة كخبر عابر في برامجها العامة ، لكن تم تناول الخبر باهتمام من قبل برنامج "زاوية العراق الحر" ومن قبل "رادية جمهورية العراق الحر" . وفيما بعد هرب الطيار العراقي الفار الى الاردن ـ عمان ، وهناك تم اعلامه بأن الجمهورية العربية المتحدة تخطط لانقلاب العصر في العراق (بي بي سي 4 ـ 10 نيسان).

والى الحلقة الخامسة ...



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخبطات الشيوعيين العراقيين ح 3
- الشيوعيون العراقيون في زمن نظام قاسم ح 2
- البلاشفة وعبادة القديس لينين المحنّط
- علاقات السوفيت والشيوعية مع العراق في عهد عبد الكريم قاسم ح ...
- الاشتراكية : نظام لسعادة المجتمع أم لتعاسته ؟
- بعضٌ مما قيل في الشيوعية
- فشل الشيوعية في التطبيق والنظرية
- الماركسية تدعو الى الكسل والى افقار المجتمعات
- فيدل كاسترو برفقة الدجاج الكوبي في نيويورك
- جائزة نوبل للآداب تمنح لوقحٍ متغطرس
- معجزة : للبوسة أو لشجرة التفاح !
- في البدء كنّا أنا وأنتِ
- لماذا تكرهون اليهود ؟
- الاسلام بين تجسّد الله أو تجسّد الشيطان
- حينما يمزح الله
- حروب الايديولوجية الاسلامية في القرن الحالي
- رئيس وزراء العراق لا يشتغل بالسياسة
- كارل ماركس : -يا عمال العالم أغفروا لي-
- قيمة الانسان : بين المجتمعات اللبرالية والمجتمعات الشيوعية
- الشريعة العراقية الايرانية النافذة : الزنا بالعراق


المزيد.....




- رسالة لإسرائيل بأن الرد يمكن ألا يكون عسكريا.. عقوبات أمريكي ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: أمريكا وبريطانيا ...
- لبنان: جريمة قتل الصراف محمد سرور.. وزير الداخلية يشير إلى و ...
- صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام ...
- - استهدفنا 98 سفينة منذ نوفمبر-.. الحوثيون يدعون أوروبا لسحب ...
- نيبينزيا: روسيا ستعود لطرح فرض عقوبات ضد إسرائيل لعدم التزام ...
- انهيارات وأضرار بالمنازل.. زلزال بقوة 5.6 يضرب شمالي تركيا ( ...
- الجزائر تتصدى.. فيتو واشنطن ضد فلسطين وتحدي إسرائيل لإيران
- وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل أبناء وأحفاد إسماعيل هنية أثر عل ...
- الرئيس الكيني يعقد اجتماعا طارئا إثر تحطم مروحية على متنها و ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - التوتر بين العراق وعبد الناصر في سنة 1960 ح 4