أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين القطبي - كوردستان اليوم اقرب الى الاستقلال من اي وقت مضى














المزيد.....

كوردستان اليوم اقرب الى الاستقلال من اي وقت مضى


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 5699 - 2017 / 11 / 15 - 21:39
المحور: القضية الكردية
    


لم يكن هنالك ثمة حاجز نفسي بين الكورد والعرب في العراق، في اي وقت مضى، كما هو عليه اليوم. وحتى لو كان الاستفتاء الاخير قد نجح في انجاز الاستقلال الكامل للدولة الكوردية، فانه لم يكن ليستطيع ان يزرع هذه الحواجز الروحية والوجدانية بي الشعبين، بقدر ما عملت غزوة كركوك الاخيرة (ليلة 15-16 اكتوبر المشؤومه) على غرسه في النفوس من نفور طفح الى السطح فجأة، مثل بركان تفجر في المحيط الهادئ.

من السهل ان تجر جيوش مدعومة بالاسلحة الامريكية، المقدمة مجانا، والخطط الايرانية، الموضوعة سلفا، والحشود من الشباب نصف الامي المسطول بفكرة ان المهدي المنتظر محتجز في كركوك.. وتتقدم بهم على مدينة نصف غافية، بعد منتصف الليل..

لكن ليس بنفس السهولة ان تلئم الجرح الذي احدثته بعد ذلك، فالى ما قبل ليلة من الهجوم، كان هنالك بين نخب الشعب الكوردي الكثير من الذين يعولون على المواطنة العراقية، كحل لمشاكل الاقليم الادارية، ولحسم الصراع السياسي في الاقليم والتصدي للفساد بواسطة الحلول التي يقدمها المركز.

لكن ما اقدم عليه السيد العبادي، بتنسيق امريكي ايراني استثنائي، من تهور، في تلك الليلة، لا يختلف عن ما عرف به سلفه الاسبق صدام حسين من اجراءات متسرعة غير مدروسة.

سابقا، لم تكن مطاليب الكورد تتجاوز الفيدرالية، لولا الضغوط التي وضعتها الاحزاب الشيعية على الاقليم، وحتى الى ما بعد الاستفتاء، كانت هنالك الكثير من النخب الكوردستانية، بما فيها قيادة البارزاني نفسه ماتزال تؤمن بامكانية التعايش المشترك وحل المشكلات مع بغداد عن طريق التحاور والتفاوض وتقديم التنازلات المتبادلة. لكن اليوم، بعد غزوة كركوك بالتحديد، لن تجد هنالك مواطن كوردستاني واحد يوافق على حل لقضية كوردستان باقل من الاستقلال التام والابتعاد عن بغداد باقصى سرعة، بما فيهم المجموعة التي اتهمت بالخيانة والوقوف الى جانب الحشد العراقي، في السليمانية وكركوك.

هنا قد يعتقد البعض من المنتشين بمشاعر الانتصار، ان الكورد غير قادرين، بعد هذا الاحباط، على العودة لمسرح الاحداث، او فرض شروط جديدة. وهذا ما كان يظنه الحكام سابقا ايضا، بعد كل ضربة يوجهونها للشعب الكوردي، يحسبونها الضربة النهائية القاضية. لكنهم كانوا ينصدمون في كل مرة بانبعاث روح اكثر عنفوان لدى الكورد.

كل ما تزداد الضربات على الشعوب الحية، يزداد نشاط هذه الشعوب، ويتعاظم عنفوانها. وربما من المفيد التذكير بان الشعب الكوردستاني اثبت بالتجارب السابقة، بانه شعب حي، كل الضربات "المميتة" التي تلقاها رفعت مطاليبه اكثر، من مجرد الاعتراف بحق الوجود، الى وضع رمز في علم الجمهورية، الى حق التعليم واستخدام اللغة القومية، بعد ذلك الفوز بقانون الحكم الذاتي، ثم النظام الفيدرالي، وصولا الى المطالبة بالاستقلال كجواب على استمرار سياسة العداء غير المبرر التي انتهجها سلف العبادي، السيد نوري المالكي.

وبرايي فان حركة العبادي المتسرعة هذه، وان وفرت له ارضية جماهيرية تؤهله لترشيح نفسه لدورة انتخابية ثانية، في منتصف مايو المقبل، الا انها قد قضت على اي حل ممكن ان يتصوره المتابع لمستقبل العلاقة بين اربيل وبغداد، غير بالاستقلال التام.. قد تكون بعد سنة او اثنتين، وهذا ما اكد عليه السيد البارزاني بعد اجراء الاستفتاء، ولكنه بالتاكيد هو الحل العملي الوحيد الذي تبقى للفريقين.

وسياتي اليوم الذي ينتبه به العراقيون، الى ان الموافقة على نتيجة الاستفتاء، وقبول الاستقلال سلميا، كان سيكسبنا جار صديق في شمالنا.. لكن تسرع السيد العبادي، وقصر نظره فرض علينا جار معاد، قد يكون بالفعل ليس اكثر من مجموعة سدود على دجلة والفرات لخنقنا.

حسين القطبي



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السبب وراء وقف اطلاق النار
- وتعاونوا على الاثم والعدوان
- يلطمون على الحسين.. ويرقصون مع يزيد
- ماذا استفاد العراق من كوردستان
- ماذا لو طالب الفلسطينيون باستفتاء
- ما سر العلاقة بين حزب الله وداعش؟؟
- ما السر.. اوربا تكافح النازية.. وتدعم الاسلام
- بين عبد الحسين عبد الرضا.. وياسر الحبيب..
- من الذي يدفع الكورد باتجاه اسرائيل؟
- سانت ليغو.. تعديل ام تحريف؟؟؟
- مقتدى الصدر في السعودية... ساعي بريد لا اكثر
- عمار الحكيم... الخروج من شرنقة الصبى
- استفتاء كردستان وحرب المياه القادمة...
- تخويف الكرد الفيليين من استقلال كوردستان.. لماذا؟
- تركيا اكبر المتضررين من عزل قطر
- كوردستان والتجربة القطرية
- الهزة التي احدثتها ايفانكا ترامب في السعودية
- الى المرشح الانيق.. زوروني كل سنة
- خلوها تعفن
- الجرح الدبلوماسي... اردوغان يأسف


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين القطبي - كوردستان اليوم اقرب الى الاستقلال من اي وقت مضى