أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خلف علي الخلف - قضية الأهواز كمدخل عربي لمواجهة إيران














المزيد.....

قضية الأهواز كمدخل عربي لمواجهة إيران


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 5679 - 2017 / 10 / 25 - 19:24
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


منذ سقوط إمارة عربستان عام 1925 على يد شاه إيران باتفاق مع الإنكليز؛ بقيت الأهواز قضية منسية، ولم تحصل على أي اهتمام إقليمي أو دولي يسلط الضوء على معاناة شعب عربي مازال يخضع لاحتلال إيران المباشر منذ مايقرب المئة عام ويقاوم سياسة التفريس وسلب الهوية التي اتبعها نظام الشاه واستمر بها نظام الملالي.

لعبت الجغرافية السياسية للأهواز دوراً كبيراً في تجاهل قضية شعبها من قبل المجتمع الدولي فهي تنتج حوالي 70% من النفط الإيراني الذي كانت تسيطر عليه شركة النفط الإنكلو-إيرانية، وتضم المصفاة الرئيسية لتكريره وتصديره من عبادان أقدم موانئ الخليج العربي. ولعب النفوذ البريطاني في الجوار العربي للأهواز وفي إيران دوراً أساسياً في تجنب هذه القضية، ولاحقاً شكلت العلاقات شبه المستقرة لغالبية الدول العربية المستقلة حديثاً مع إيران القوية في عصر الشاه، دوراً في تجنب القضية الأهوازية. إضافة لذلك شكل إنتماء غالبية سكانها العرب للمذهب الشيعي أحد المعضلات التي خفضت اهتمام عمقهم العربي بمناصرة قضيتهم بشكلٍ إستراتيجي ومستدام. وعلى الرغم من أن القضية الأهوازية «استخدمت كورقة» إبان حكم عبد الناصر، ثم في فترة حكم البعث للعراق، للمماحكة السياسية مع نظام الشاه؛ إلا أن ذلك لم يكن خياراً استراتيجياً بدعم النزوع الأهوازي للإستقلال مثل بقية الدول العربية التي حصلت على استقلالها.

لا ينقص القضية الأهوازية الشرعية التاريخية المستمرة للتكون الجغرافي والسياسي للدول؛ فهي إمارة مستقلة منذ بداية القرن الخامس عشر؛ حيث حافظت «الدولة» المشعشعية العربية على استقلالها حتى في ظل هيمنة "الصفويين" و"العثمانيين" على المنطقة، بل وسعت نفوذها واستمرت حتى منتصف القرن الثامن عشر، لترثها بعد قليل الدولة الكعبية التي كان آخر أمرائها خزعل الكعبي، الذي كان أحد أبرز المرشحين لعرش العراق بعد اقتراحه ضم إمارته «عربستان» له، لكن الإنكليز نصبوا فيصل بن الحسين على العرش آخذين نزوع خزعل الإستقلالي اتجاههم بعين الإعتبار، وليسمحوا بعد قليل للشاه باجتياح عربستان واعتقاله لينهوا بذلك تاريخ تلك الدولة العربية، التي أبدلوا اسمها إلى خوزستان لاحقاً.

وإذ لا يكفي مقال قصير لاستعراض جوانب قضية الأهواز؛ فإن إعلان الرئيس الأمريكي استراتيجية جديدة لمواجهة إيران، متبنياً خلالها تسمية «الخليج العربي»، كعلامة لافتة، يشكل نافذة ذات آفاق واسعة للعرب لتبني القضية الأهوازية بما يتوافق مع القانون الدولي والتحولات السياسية في توازنات المنطقة. إذ تضمنت «استراتيجية ترامب لمواجهة إيران» وقف تمدد نفوذ إيران في المنطقة، وتقليص قدرتها على زعزعة إستقرارها، عبر فرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني ذراع النشاط الإرهابي الخارجي، والداعم الوحيد للميلشيات الإرهابية التي أسستها إيران وتعتمد عليها، إضافة لمشاركته المباشرة، في تفتيت الدول العربية لبسط هيمنتها. يضاف لذلك سجل إيران السيء في حقوق الإنسان الذي يحظى بمتابعة دولية.

ترتبط هذه البنود بصلة مع القضية الأهوازية، وتمكن من نسج استراتيجية عربية واضحة ومعلنة لدعم مستمر ومستدام للأهوازيين لا يخضع للتقلبات السياسية. حيث يمكن اعتبار قضية الأهواز قضية حقوقية عادلة بامتياز نظراً لما يتعرض له العرب في هذا الإقليم من إضطهاد متعدد الجوانب. فهم يتشاركون الإضطهاد الناتج عن الديكتاتورية الشمولية مع مكونات إيران، إضافة للاضطهاد القومي ومحاولة سلب هويتهم ومنعهم من لغتهم وتراثهم، وإجراء التغييرات الديموغرافية المستمرة لتغيير الهوية السكانية للإقليم، حيث يشكل الإنتماء القومي «العربي» للسكان البعد الرئيسي في الهوية متقدماً على تشاركهم الإنتماء للمذهب الرسمي لنظام الملالي.

إن دعم الأهوازيين وتحفيزهم لتصعيد مقاومتهم السلمية والديموقراطية ذات المدى البعيد والمتوسط، وتوفير منصات دعم سياسي وإعلامي لإبراز صوتهم في المحافل الدولية سيكون عملاً ذا جدوى، وسيشجع شعوب إيران الأخرى للسير في نفس الطريق خصوصاً مع توفر منصة سياسية لذلك هي «مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية». يساعدهم هذا أيضاً في تثبيت حقوقهم السياسية والقومية والإقرار بها من طرف أي ائتلاف واسع للمعارضة الإيرانية يواجه حكم الملالي.

إن دعم الأهوازيين سيكون أيضاً رسالة تطمين بعيدة المدى ولا تقبل الإلتباس للشيعة العرب بأن الصراع مع إيران يقوم على أرضية سياسية وليست طائفية، وينزع من أيدي إيران السلاح الأساسي الذي تستغله لتحقيق أحلامها الإمبراطورية.



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الديني في الشرق الأوسط من منظور غربي
- الإرهاب من منظور نظريات العلاقات الدولية
- الخلف: ضعف كفاءة المعارضين جعلهم يحسبون العملية السياسية مجر ...
- خلف علي الخلف: سوريا التي نعرفها لن تعود
- عن العشائر والبيئة الحاضنة لتنظيم الدولة الإسلامية
- كشّاشو حمام الثورة السورية
- الخيار الفيدرالي لسوريا ومنع إنتاج الإستبداد
- قراءة في الإنتداب التشاركي: هل سيؤدي إتفاق مناطق خفض التصعيد ...
- قراءة في الصلاحيات الدستورية: الرئيس الإيراني يرأس ولا يحكم
- النقد السينمائي واللاجئون الجدد
- عصر التنوير السوري برعاية سيرياتيل
- رسالة من لاجىء إلى رئيس حكومة السويد
- الخلف: الربيع العربي ليس نتاج -ثقافة التنوير- وعلى المثقف أن ...
- الوسط الثقافي السوري.. من حروب الفتات إلى حرب التمويلات الكب ...
- ذبح الرهائن الغربيين دعاية ل-الدولة الإسلامية-
- في إنقاذ المسلمين من الإسلام
- عن صانع الأفلام الذي أعاد حلم الحرية للواجهة
- التفاوض مع بشار الأسد رؤية أمريكية أم سعودية؟
- المغرد الغامض -مجتهد- الذي يشغل وسائل إعلام كبرى
- في أن الإرهاب ابن شرعي للإسلام


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خلف علي الخلف - قضية الأهواز كمدخل عربي لمواجهة إيران